محاضرة حول التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية
(20-10-2015)
أقام مكتب اليونسكو في بيروت واللجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو إحتفالا لمناسبة حفل توزيع جوائز المسابقة الوطنية حول التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية تحت عنوان رسالة لبنان الى العالم وذلك في إطار برنامج حاور ,بحضور الدكتور حجازي إدريس ممثلا مدير مكتب اليونسكو في بيروت د.حمد بن سيف الهمامي ومستشارة مكتب اليونسكو ميسون شهاب والأمينة العامة للجنة الوطنية اللبنانية لليونسكو د.زهيدة درويش جبور والروائية نرمين الخنسا والمنسقة الوطنية للمدارس المنتسبة وأندية اليونسكو كريستيان جعيتاني كما شارك في الحفل عدد من اساتذة المدارس المشاركة والطلاب الفائزون.
وفي هذا الإطار ألقى مستشار اليونيسكو لبرنامج حاور والسلام في الدول العربية الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ محاضرة حول التنوع الثقافي من أجل الحوار والتنمية حملت سلسلة عناوين بدءا من مفهوم التنوع ومندرجاته وصولا الى الحوار والتواصل وحل النزاعات الوزير الصايغ أكد ان التنوع الثقافي يعني في المفاهيم الدولية التنوع الديني والإثني والمناطقي والجندري مشيرا الى أننا في لبنان لدينا تنوع إثني يتمثل بوجود الأرمن والأكراد والفلسطينيين وحاليا السوريين الذين يشكلون تنوعا مهما في بلد طالما كان حاميا ومدافعا عن الحريات ومستقبلا لكل طامع بالحرية في المنطقة.أما فيما يتعلق بالتنوع الديني فلفت الصايغ الى أن لبنان يضم 18 طائفة مكونة له ولكل طائفة نظام خاص لا سيما في الأحوال الشخصية وهناك 18 طريقة لممارسة الثقافة الفردية في مختلف جوانب الحياة وأعتبر أن لكل منطقة لبنانية من الشوف الى طرابلس والنبطية وكسروان وغيرها تاريخ مختلف تشكل تاريخ لبنان وتغذي التاريخ الوطني الذي لا يزال في طور الكتابة.أما فيما يتعلق بالتنوع المناطقي فرأى أن هناك فجوة بين الأجيال وحتى في البيت الواحد مما يشكل مصدرا مهما للتنوع.وتحدث ايضا عن التنوع الجندري والذي يقع ضمن طياته عمل المرأة والإنخراط في المجتمع والوطن.
الوزير الصايغ اعتبر أن التنوع أصبح قائما وموجودا وعلينا الإعتراف بذلك نظرا لخصوصية لبنان والتنوع يولد الإحتكاك بالآخر وهو مصدر إختلاف نستطيع مواجهته وتحريره من كل العقد لأن إحترام التنوع ايضا هو إحترام الحق بالإختلاف وهو يأتي من مصدرين هما إحترام وجود الإنسان وكرامته.واشار الصايغ الى أن لا مبرر لوجود لبنان من دون حرية التعبير ومن دون حرية المعتقد لأن التنوع ليس ترفا بل هو ضرورة في مجتمعنا الذي لايقوم من دونه ومن دون مميزاته.
إن فلسفة وجود لبنان بحسب ما أكد الدكتور الصايغ هي حماية التفاعل الخلاق بين مكونات المجتمع والإيمان بالعيش معا ليس فقط عبر الإحترام عن بعد بل عبر القبول بالآخر والتعاطف معه وصولا الى التعايش أي الإندماج المجتمعي , وأعطى مثلا على ذلك بأن في قلب كل مسيحي لبنان مسلم وفي قلب كل مسلم لبناني مسيحي لأن ذلك موجود في الوعي الجماعي
ودعا الصايغ المجتمع الى أن ينطلق من الحق بالإختلاف إلى المجتمع الدامج بل إلى واجب التلاقي مشيرا الى أن أول الشروط وآخرها هو الحوار , وثانيا التواصل بين الناس وثالثا حل النزاعات أو حوار التفاوض وهو وليد المصالح المتضاربة أو المشتركة.
وفيما يتعلق بحوار الحياة أكد الصايغ أنه يقود الى توسيع مفهوم المواطنة عبر دولة الحق والقانون داعيا الطلاب الى أن يكون لديهم أحلاما مشتركة وطالبهم بعدم التوقف عن الحلم والإبداع لأنه يعني أن حوار الحياة مستمر .. فالحوار حول البيئة مثلا لا سيما موضوع النفايات ممكن تحويله الى أعمال فنية إبداعية نعبر من خلالها عن رؤيتنا لصورة مجتمعنا .
واشار الدكتور الصايغ إلى أنه إذا لم نرتق في لبنان من حوار التواصل والمصالح الى حوار الحياة لا يمكن أن نكون في حالة سلم حقيقي مما يعني عدم وجود إنسان ومجتمع ووطن.فالحوار بالتنوع هو التنمية الحقيقية أي إنماء القدرات العاطفية والتقنية والمادية لمواجهة المتغيرات وهذا ما يجعل اللبناني قادر على الخلق والإبتكار ويعطيه نوعا من الحرية الفكرية ويجعله متألقا في الخارج كما نراه.
وتوجه الى منظمة الأنيسكو المؤتمنة على قضية التربية داعيا اياها الى الإهتمام أكثر بالتربية على الحوار ونشرها في المدرسة والبيت والأحزاب وعبر الإعلام .وتعليقا على مشاركة الطلاب في المسابقة لناحية القصص القصيرة والرسم طرح الصايغ فكرة جديدة للعام المقبل بأن يكون هناك مشاركة بين طرفين في كتابة القصة حيث يكتب الشخص الأول جزء منها ويكملها شخص آخر وكذلك يفعل الطلاب في اللوحات التي سيرسمونها مما يشكل عامل تفاعل ومشاركة حقيقية ويتم خلق إبداع مختلف ايضا عبر مواقع التواصل الإجتماعي لأن في خلق الذكاء الجماعي ندرك التنوع... وهنأ الطلاب المشاركين على الأعمال التي قدموها .