الصايغ: كلام نصرالله
أعطى دليلاً جديداً انه الناطق الرسمي الحقيقي باسم لبنان
·
الأربعاء 27 آذار 2019 الساعة 02:09 (بتوقيت بيروت - صوت لبنان
)
علّق نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ على
كلام الأمين العام لحزب الله الأخير، معتبراً أنه أعطى دليلاً جديداً على ان
الناطق الرسمي الحقيقي باسم لبنان هو الأمين العام لحزب الله. وسأل الصايغ: من
يتحدث باسم لبنان؟ ومن يتحدّث في السياسة الخارجية والدفاعية أو بتوجهات لبنان
العربية والاقليمية، ومن يحدد اذا كان يجب أن يذهب حزب الله ويدافع عن اليمن
والعراق وسوريا أم لا؟
ورفض الصايغ الدخول في سجال مع الأمين العام لحزب الله السيد حسن
نصرالله ووزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو، معتبراً ان الردّ على زيارة بومبيو
أتى من قبل رئيس حزب على دولة عظمى وليس من رئيس لبنان أو رئيس حكومة لبنان ولا من
رئيس مجلس نواب لبنان، بل من رئيس حزب اعتبر نفسه مستهدفا من قبل بومبيو، وقال:
هذا مشهد آخر مقابل مشهد زيارة رئيس الجمهورية اللبنانية الى موسكو ولقائه الرئيس
فلاديمير بوتين، وفي الوقت نفسه يرد نصرالله على الهجوم الذي قامت به الولايات
المتحدة منذ أيام من بيروت.
وسأل: كيف يكون حزب الله لبنانيا وهو في دمشق؟ هل أخذ فيزا من
السفارة أو هو لا يحتاجها؟ وهل يعرف الأمن العام ان عناصر حزب الله ذهبوا ليقاتلوا
في سوريا؟ وقال: حزب الله لبناني عندما يواجه العدو في الجنوب، ولا يعود لبنانيا
عندما يخرج من الحدود اللبنانية ويأخذ ويلبي مطالب دولية واقليمية، يحارب اجندة
خاصة فيه ويحدد العدو كل يوم، ففي يوم يريد الدفاع عن النظام بعد خروج داعش، مذكرا
أنهم في البداية ذهبوا لحماية مقام السيدة زينب في القصير، بعدها ظهرت داعش وصار
يحارب التطرف المسلح ونصف داعش معروف من يقف وراءه وأصابع النظام السوري فيه،
وبعدها صاروا يقاتلون في محور الروس والايرانيين والسوريين ضد الأميركيين وهذا ما
نرفضه في لبنان، لأننا نريد لبنان بلدا حياديا وأن نتجمع على الحدود لندافع عن
لبنان وعن حدوده بأمرة الجيش اللبناني، ولا احد وظّف احدا او اعطى الغطاء او
الحماية لأحد، لا مجلس النواب ولا الحكومة ولا رئاسة الجمهورية ليذهب أبناء لبنان
ويموتوا في بلدان أخرى."
وذكر بأنه قبل أن يتحدث بومبيو او الاميركيون وغيرهم، كنا نقول أن
الجيش يحمي لبنان ومن يريد الدفاع عنه فلينخرط في الجيش اللبناني، ويقوّيه بالعديد
والعتاد ويكون بأمرة اللبنانيين وليس بامرة غير اللبنانيين، وهذا هو موقفنا وكل
كلام اخر عن المزايدات والاتهامات المتبادلة لا يعنينا.
وعن كلام نصرالله بأن هدف زيارة بومبيو هو تحريض اللبنانيين على
بعضهم البعض، قال الصايغ: هذا كلام يتوجهون به كل مدة، ويحذرون من الفتنة الداخلية
والتهديد بالحرب الأهلية كلما أخذ أحد موقفا ضدهم، يهددون بالويل والثبور وعظائم
الامور، ومن جهة اخرى يقولون انهم يحافظون على الاستقرار ويدافعون عن بيروت وعن
أمن الشعب اللبناني، ويأتي الأميركي ويقوم بزيارة ويتحدث باجندته وهمه ايران
والأجندة الكبرى ويعتبر حزب الله فرعا من ايران، وأضاف: نحن لسنا موافقين على ربط
الامور كما يربطونها، فنحن نعتبر أن حزب الله هو حزب لبناني منتخب ضمن البرلمان
اللبناني بما يتعلق بالاداء السياسي الخاص به، ولكن في الوقت نفسه فرض حزب الله
معادلة الفراغ في لبنان، وسبق له أن هدد اذا لم يأت رئيس يتوافق مع سياسته ستقع
الحرب، كما هدّد بضرب الاستقرار ان لم يحصل على كتلة كما يريد في مجلس النواب،
ووضعوا قانون الانتخابات والاحادية عند الشيعة في التمثيل وفرضوا مجلس نواب كما
يريدون، وفرضوا على الحريري معادلة اتوا فيها بأكثرية 17 أو 18 وزيرا، في وقت تحذر
السياسة الاميركية من المس بالاستقرار."
ولفت الى ان الاميركيين باتوا يواجهون ايران مباشرة عبر سياسة
تقليم أظافر ايران ومنها حزب الله في لبنان، وسأل: هل كلما أردنا أن نعبّر عن موقف
ضد حزب الله يهددنا بالحرب الاهلية ويرفع السلاح بوجهنا؟ من يملك السلاح غيره في
لبنان، ألم تطال الاغتيالات فريقا واحدا ودفع حزبنا الثمن الأكبر فيها؟ من لديه
الامكانية أو يريد ان يواجه بالدم وبالسلاح؟ هذا الاتهام بتحريض طرف على آخر هو
عملية تدجين وتطويع وتخويف للمعارضة اللبنانية ولكل إنسان موجود داخل او خارج
الحكومة يفكر في أن يعارض سياسة حزب الله.
وقال الصايغ: قد يكون من حق حزب الله الرد على بومبيو، ولكن فليترك
الدولة ترد، لكن إذا كان يعتبر انه اكبر من لبنان فليردّ باسم خامنئي وغيره، إنما
لا يمكنه ان يخيفنا من مشروع حرب أهلية وبحر دماء إن وقف احد ضده، فاللبناني واع
بما فيه الكفاية ولن تمر عليه المسألة، مضيفا: "لو لم يكن لزيارة بومبيو
تأثير على لبنان لما تحدّث نصرالله اليوم".
ودعا الصايغ الى معالجة مشاكلنا الداخلية ومن بينها الهموم
الحياتية، وان نتوقف عن اعتبار اننا أهم مما نحن عليه، داعيا الى التواضع.
وقال "مما لا شك فيه أن اللبناني لم يعد يثق باحد، داعيا إلى
ان نرتّب وضعنا في لبنان لتكون لنا حصانة داخلية كي لا نجلب الويلات الى الداخل".
ورأى أن الأميركيين فتحوا حربا على ايران وهذا ليس بسرّ، وسأل: هل
يا ترى نحن كلبنانيين جزء من المحور الايراني الذي يريد نصرالله وضعنا فيه؟ فاذا
كنا كذلك من الطبيعي أن نتعرض لهذه الحرب المجنونة على ايران، لأننا صرنا جزءا من
المنظومة الايرانية شئنا ام أبينا، فنصرالله لم يأخذ برأينا، مشيرا الى انهم
صادروا البلد ويجبروننا على مواجهة أميركا لأنها مختلفة مع ايران"، وقال
"هناك الحرب، وقد نسينا اسرائيل وكل الاجندات الأخرى وصار المطلوب من
اللبناني أن يتخذ موقفا عن كيفية مواجهة أميركا علما ان اللبناني لا يريد ان يواجه
احدا".
ولفت الى ان منظومة الحكم التي جاءت يقع الحق فيها على الاميركيين
لأنهم اعطوا الغطاء للتسوية الرئاسية، مذكرا بأننا كنا نقول للجميع وخصوصا أفرقاء
14 اذار، انتبهوا الى أين تجرون البلد، تجرونه لتسوية تضع لبنان في محور لا يمكن
للبنان أن يكون فيه، فلبنان لا يمكنه أن يكون في أي محور، بل يجب أن يكون على
الحياد".
وتابع: الكثيرين خلعوا ثيابهم باسم الواقعية السياسية وهي مرادف
للاستسلام وهم يشعرون بالبرد، وشعبهم سيُبرّدهم ولن يعطيهم الثياب، مذكرا بأننا
نبهنا من انكم من خلال التسوية الرئاسية تركّبون معادلة لن تدوم، مضيفا: "نحن
ندفع الضريبة ويخرج نصرالله وينبهنا من الحرب الأهلية".
وقال نائب رئيس الكتائب: "نحن لبنانيون أولا وأخيرا فأي لبنان
نريد"؟ وسأل: "هل نريد ان نعيش أحرارًا في هذا البلد"؟
وأكد أن على حزب الله أن يعرف أنه اذا مرض لبنان فهو لا يمكنه
الاستمرار، وان لم يكن لبنان متعافيا فلن يستطيع الاستمرار.
وشدد على أننا نرفض ان نكون رهائن عند أحد، مشيرا الى أن جدودنا
رفضوا ان يكونوا رهائن في الولايات العثمانية واعتصموا في الجبال، مذكرا بأن بلدنا
مجبول ومكوّن من الحرية، والحرية وكرامة الانسان اولا واخيرا، واردف: "لا
يمكنك ولا احد يمكنه ان يجبر لبنان على أخذ خيار غير الخيار التاريخي، أي العيش
بنظام ديمقراطي متعدد حر يعبر فيه كل انسان عن رأيه ، ودولة واحدة ونظام ديمقراطي
وتداول للسلطة وجيش لبناني يضمننا ويحمينا، والا فسنكون امام انتهاء لبنان".
واعتبر الصايغ أن بومبيو يقول كلاما قد يكون أخطر مما قال ميرفي
عام 1988 ومفاده "إما مخايل الضاهر وإما الفوضى"، وقد وقفنا بكل عنفوان
وقلنا "الموت لاميركا" ولم ننصاع لأميركا ودبّت الفوضى وانتهت الجمهورية
الأولى، مضيفا: اليوم قد نكون في لحظة أخطر بكثير وكحزب الكتائب اعتبرنا انه عند
التسوية انتهت الجمهورية الثانية وتلفظ انفاسها اليوم.
ودعا الى التنبه، لافتا الى انه إذا لم يتم التعامل بعقلانية
وموضوعية مع ما يحصل بين الأميركيين والروس وايران وأميركا واسرائيل والعرب فقد
يكون لبنان بمهب الريح.
وعن زيارة رئيس الجمهورية الى روسيا قال الصايغ: "السؤال
الوحيد المطلوب من الرئيس عون أن يسأله ويُجيب عنه الروس هو: كيف ستقدّمون
الضمانات لعودة النازحين الى سوريا"؟ وأضاف: "نحن نعرف جواب الروس،
لأننا حاولنا والاتصالات قائمة، فالروس يربطون المسألة بإعادة الاعمار والخليج
يربطها بالحل السياسي في سوريا، فكيف يمكن ترتيب ذلك"؟
وتمنى لو يذهب الروس الى مجلس الامن ويستصدروا قرارًا أمميًا بوضع
مناطق آمنة يعود النازحون السوريون اليها، وأضاف: "مهمّة الرئيس عون صعبة جدا
ولكن من واجباته كرئيس في هذا الموضوع ان يطالب ويصر على الروس، فروسيا دولة عظمى
لا يمكن أن تقول لا يمكنها ذلك، فالأهم هو اخذ مصالح لبنان بعين الاعتبار".
وحذّر من انهم إذا أرادوا تحويل مليون ونصف مليون نازح سوري لقنابل
موقوتة فستنفجر بوجه الجميع، وهذا سيزعزع الشرق بكامله، فإذا انفجر لبنان لن يبقى
أحد على الحياد.
ورأى الصايغ أنه اذا أراد الروسي الحفاظ على الامر الواقع الذي
فرضه في سوريا، فمن مصلحته أن يرتب الأمور ويُعيد اكبر عدد من النازحين، لأنهم اذا
تأخروا في العودة فسيتحوّلون الى نقمة أكبر، معتبرا انه كان لا بد من حركة
دبلوماسية من قبل كل الأفرقاء اللبنانيين تتوحد حول الأولوية وهي عودة النازحين
بوفد واحد يجول العالم.
وذكّر بأننا اتُهمنا في حزب الكتائب بالشعبوية ولكننا نحزن لأننا
كنا على حق وليتنا كنا مخطئين، مفندا كل ما طالبنا بالعمل على إنقاذه ولم يحصل،
لأن النمو صار 3 و4 % ومتنمياً لو عالجوا مشكلة الكهرباء ولو قامت البواخر بعملها
وحلّوا معضلة النفايات ولو كان القضاء يعمل كما يجب ولا يتدخل فيه أحد، ولو يخرج
قاض يقول اننا لم نكن على حق في مكبي برج حمود والكوستابرافا، منبها من أن لبنان
في العناية الفائقة ويقولون الحق على الطبيب، لافتا الى أننا لا نريد أن نكون على
حق، بل ان يخرج لبنان من العناية الفائقة.
وأشار إلى أن الانهيار قائم، فمنذ سنة نحذر، أي من آخر فصل في
العام 2018 وفي أول فصل من 2019، معتبرا أن المهم ما الذي سيحصل بعد الانهيار؟
وعن ملف الكهرباء قال: "الفريق نفسه تولّى وزارة الطاقة وقد
كذب علينا 10 سنوات، وانا أتحدث بصفتي مواطنًا لبنانيًا وليس كمسؤول ولن أصدق الا
بالانجاز، فنحن نريد كهرباء 24/24 وإذا تحقق هذا الأمر فسنقول إنهم قاموا بواجبهم
تجاه الشعب من دون ان نهلل لهم، لأن هذا من حق الشعب اللبناني الذي يئنّ منذ سنوات
ولا احد يصغي لأوجاعه".
اخترنا لك