ألقى الوزير السابق د. سليم الصايغ كلمة في حفل توقيع كتاب
رندى خطار "يومذاك قال: غنّي"، جاء فيها:
01-06-2012
يقال أنه عندما نختار كتابا لقراءته فيجب علينا ان نقرأه حتى نهايته لأنه لا يمكن أن نحكم عليه إلا إذا وصلنا الى آخر صفحة فيه .فكيف إذا كان كتابا ينضح بالحب والعشق والجرأة ويعزف على أوتار القلب.فالبداية في النهاية والنهاية في البداية.
سأنطلق في كلمتي عن كتابك (يومذاك قال :غني ) من سؤال طرحته عن الحب تحت ......عنوان (في مهد مقلتيك ) وهو :من قال إننا ننضج من الحب ونكبر مع السنين ونتفوق عليه ؟ كلما كبرنا في الحب نصغر ومن دونه نكون في شيخوخة دائمة.
وكما قال فيكتور هيغو... عندما يذهب الحب يهرب الأمل فالحب هو صرخة الفجر وترتيلة الليل، فيه بداية وفيه نهاية. وكما قال بودلير ان الحب جاثم على جمجمة الإنسانية او كما قال نزار قباني عندي للحب تعابير ما مرت في بال دواة .
نعم أيتها الصديقة رندى ...إن الحب هو بذل للذات لذا قال السيد المسيح: " ما من حب أعظم من أن يبذل الإنسان نفسه في سبيل أحبائه" والله كما نعلم محبة. وفي الله بداية دائمة.
فديوانك يحمل صورا شعرية عفوية وعميقة في نفس الوقت ,ويحكي الحب شعرا نثريا ومحكيا في آن... ويتلون كقوس قزح في القصة القصيرة التي توسطته والتي رسمت فيها تلك التجارب الخمس كسحر إغريقي إخترق تلك المملكة التي إفتتحت فيها تلك الحبيبة الملكة دربا أسمته الحب .
جملة من الأسئلة عن الحب والحلم والخطيئة والفراق والهجر والمجازفة لفتت نظري في معظم قصائدك لا سيما في عنفوان ولقاء ونداء وثلاث خفقات ووعد التي قلت فيها إن الحب سفن راحلة نبحر عليها مبكرين ....
إلا أن الأسئلة الكبيرة إختزلتها في قصيدة سماء
من لا يعشق الإبحار في صفاء الأمسيات ؟
ويسافر على متن الحلم لحظات؟
من لا يذوب أمام سكر النظرات ؟
أو يأخذه القلب الى أخطر الطرقات ؟
من لا يطيب له العشق في قديم الحكايات؟
من لا يدهش كلما يصحو لنعمة الحياة؟
فالحب يا سيدتي يجعل الإنسان العادي شاعرا فكيف وهو في كتابك أيتها الشاعرة فإنه يشبه السلطان لذلك هو فوق القانون الذي تحملين إجازات فيه وتعلمينه لطلابك في الجامعات ...وكلمات الحب الموجودة بين دفات كتابك تجتاز الحدود وتعبر من دون إستئذان الى عقول المحبين,لأنك تعالجين كل أمر بالحب الذي هو دافع ووسيلة وغاية في آن .
وفي قصيدة الكون أكدت ان الإنسان الذي يعيش بالحب عليه أن يحب الكل لأن القلب الضيق هو الذي يحب محبته فقط ,أما القلب الكبير الواسع فيحب كل شيء ويرى ما لا تراه العيون كما ذكرت.
ويشهد لك سيدتي أنك لم تربطي كل قصائد الحب والعشق التي وردت في كتابك بالألم بل بالفرح والعطاء اللامتناهي, وكانت المرأة الحبيبة في معظم كتاباتك تلك التي تعطي ولا تأخذ فكانت مختلفة عن كل النساء.ونأمل أن تستمري على هذا المنوال وتغني دائما كلاما فرحا يدخل الى القلب مباشرة ليعزف نوتات موسيقية تغرد فوق كل العاشقين.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire