د. الصايغ: هل نلتقي لنتضامن مع قضايا الآخرين ولا نلتقي من اجل قضيتنا؟
حماية المسيحيين تكون بحماية خط الاعتدال والعيش معا
ضرورة التنسيق بين قوى 14 آذار ومقاربة الملف الرئاسي مجتمعةً
إذاعة الشرق (27-07-2014)
في حديث الى إذاعة الشرق، رأى الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ انه على لبنان ان يبقى دائماً صاحب القضايا المحقة لا سيما يجب ان يقف ضد اضطهاد المسيحيين في الموصل، مشيراً الى ان الدولة بطبيعتها انانية ولديها مصالح ذاتية تدافع عنها لكن ان تذهب هذه الانانية الى ضرب المنظومة التي تقوم عليها الحداثة في العالم وضرب القيم فهذا لا يجوز.
واعتبر د.الصايغ ان ما حصل في العراق منذ 2003 حتى اليوم لا يخدم احداً بل هناك عقداً تتحكم بالعقل الاسرائيلي وبالذين يحملون العداء لهذا البلد، مؤكداً انه ليس هناك من رابح لهذه الطاحونة والدولاب سيبرم على الكل.
ولفت الى اننا نعيش في حالة انفصام شخصية في لبنان وفي السياسة، مستغرباً كيف ان مسيحيي لبنان يريدون دعم المسيحيين في العراق وهم لا يستطيعون ان ينتجوا رئيساً، سائلاً: مع احترامي للخطوة التي قررها مجلس النواب لكن هل نلتقي لنتضامن مع قضايا الآخرين ولا نلتقي من اجل قضيتنا؟
كما استغرب كيف ان فريق 8 آذار يطالب المحكمة الجنائية الدولية بالتحرك تجاه ما يرتكب في غزة ولا يعترف بهذه المحكمة من اجل التحقيق باغتيال الرئيس السابق رفيق الحريري، معتبراً ان البعض اصبح كالحرباء يأخذون جميع الالوان، معرباً عن تخوّفه من ان يكون لبنان بلا لون.
أما بشان ملف الجامعة اللبنانية فقال د. الصايغ " حزب الكتائب أراد ان أن يكون الانتصار للجامعة اللبنانية وللقضايا المحقة وليس الانتصار على أحد الشركاء في الوطن" وأكّد أنه لا يجوز ان يكون ملف الجامعة كطابة كرة القدم، وكان هناك خطأ بالمقاربة الاعلامية لهذا الموضوع، موضحا أن الهدف الاساسي هو صحة وعافية الجامعة اللبنانية، وشرح أن جلس الوزراء ليس السلطة التي تستطيع تحديد اذا كان هذا الاستاذ او العميد يملك الكفاءة او لا، مشددا على أنه لا يجوز للسياسة ان تتدخل في هذه الشؤون لكن تبين ان السياسة "فاتحة اوتوسترادات" والتدخلات السياسة اصبحت مفتوحة في الجامعة اللبنانية وعندما اكتشفنا هذا الشيء في مجلس الوزراء كان لا بد لنا كحزب كتائب أن نتدخّل لوضع حدّ له".
وكرّر د. الصايغ عبارة الوزير سجعان قزي ب"ان الأساتذة ربحوا ولكن الجامعة اللبنانية خسرت". وأوضح د. الصايغ أن الكتائب شاركت في الحكومة لتكون مشاركة في القرار ولأن تشكّل صماّم الأمان لاسيما في حال تأخر انتخاب رئيس، ، ومع ما شهده ملف الجامعة اللبنانية أرادت إيصال رسالة واضحة بأنه لا يمكن الإتيان بقرارات علّبة، وعندما لا نكون مطلعين على قرار ومشاركين فيه فالنتيجة تكون "لا قرار".
وأبدى د. الصايغ عن الرفض التامً للتدخل السياسي في اي جامعة في لبنان ولا سيما الجامعة اللبنانية التي ينبغي ان تكون معجن العجينة الصالحة، على أن يكون لون الجامعة اللبنانية كلون العلم اللبناني وليس مزيج ألوان وفق المنطقة التي تكون فيها لأن ذلك لا يعطي بالنهاية إلا لونا أسودا..وختم بأن اساتذة الجامعة اللبنانية لديهم حقوقهم ولا شيء يمنعهم من تصحيح الامتحانات بعد الآن.
وحول الحملة على وزير العمل سجعان قزي، قال:" نشدّ على يد الوزير قزي، ونعتبر هذه الحملة بمثابة تحليل دم نرفضه بالأساس فكيف عندما يكون موجّها الى رفيق وصاحب مواقف مشرفة"، داعيا من ينزعج منه "ليواجه المنطق بالمنطق او الحجة بالحجة"، معتبراً ان الكلام التوصيفي "داعشي" غير مقبول ولا يمكن استفراد اي وزير، مؤكداً ان كل من يحاول ان يرفع صوته اصبح مقصوداً اليوم.
ورداً على سؤاله هل هذه الهجمة هي على الكتائب ككل ام على الوزير قزي بالتحديد، اجاب انه لا يستطيع ان يفصل هاتين النقطتين عن بعضهما، معتبراً انه على من يهاجم ان يحدد هدفه.
وأعلن الصايغ ان حماية المسيحيين في لبنان و الشرق تكون عبر حماية العيش معاً وحماية الاعتدال وليس بالتحّل الى جنود في حملة صليبية...، قائلاً:" نحن اصيلين في هذه الارض وكنا موجودين قبل الاسلام ونحن لم ولن نيأس من العيش معا"، معتبراً ان نظرية المؤامرة سقطت في الشرق والكلام عن وجود التخويف بداعش كما حصل تخويف بجبهة النصرة في سوريا لضرب المعارضة هو كلام معقول.
ولفت الى انه لا شيء يبرر الجريمة الانسانية التي تحصل اليوم في غزة وهذه ابادة جماعية، موضحاً ان هناك تحليلاً يقول ان الحرب هي بين السنة والشيعة والمسيحيون يدفعون الثمن لكنني لا ارى ان هذا التحليل موجود على ارض الواقع اذ ان الحرب سياسية وليست طائفية.
وبشأن ملف رواتب القطاع العام والكلام عن وقف الانفاق على انواعه في كافة الوزارات، اكد انه في هذا المجال فالقانون يستعمل كعدة لهدف سياسي والكلام هنا سياسي وليس قانوني ويتم اخذ الناس رهينة، وأردف:" الجامعة اللبنانية هي النقطة التي جعلت الكيل يطفح منذ دخولنا الى الحكومة ومن اليوم سنتكلم بكل شيء ونريد ان نطّلع على كل شيء مسبقاً ولن نكون شهود زور".
اما في موضوع رئاسة الجمهورية، اعتبر ان قرار ترشح رئيس حزب الكتائب اللبنانية أمين الجميّل يعود له لأنه ليس قرار ترشح للانتخابات النيابية لشخص ما في منطقة معينة بل هو قضية تتعلق بشخص الرئيس الجميّل، مشيراً الى ان الحزب يرى انه يجب ان يقدم على هذه الخطوة لأن مسار ومصير البلد يحتاج الى هكذا شخصية ويحتاج الى نقلة نوعية.
وأضاف:" نحن متفقون مع رئيس حزب القوات اللبنانية د. سمير جعجع اكثر مما الناس تتصور، فنحن متفقون على ان انقاذ الجمهورية يتم عبر انقاذ رئاسة الجمهورية ونريد رئيساً قادراً تاريخه يشهد له وضمانته منه وفيه"، كاشفاً انه يتم التشاور مع الجميع حلفاء وغير الحلفاء لاختراق الحائط المسدود، مشدداً على ان الرئيس الجميّل لن يكون رئيسا تسوويا بل رئيس التسوية التاريخية اي التسوية الميثاقية كونه سيكون مؤتمنا على كل من في لبنان.
وأوضح ان مهمتنا الاساسية تكمن في ايجاد الالية والمساحة التي تسنح بانتخاب رئيس بأسرع وقت ممكن وحزب الكتائب يسعى ليكون الجميّل هو الرئيس المقبل لرئاسة الجمهورية ما يحتاج الكثير من الجرأة والحكمة، آسفاً لأن امكانية خرق الحائط المسدود لم تدخل في اللا وعي اللبناني، ولا يزال في البال الاتصال ب 30 سفيراً قبل اخذ القرار في لبنان.
وأعلن ان الفاتيكان حريص على وضع لبنان والرئاسة فيه ويعتبر انه اذا انهار لبنان سينهار الوجود المسيحي في الشرق وحتى ان القدس سينهار، وقال:" الفاتيكان يلعب دوراً استكشافياً وليس عملياً في الملف الرئاسي والسفير البابوي غابريال كاتشيا يزور الجميع".
ودعا الصايغ الى عدم اعطاء وعود جوفاء لهذا وذاك وعدم ترك الحبل ممدوداً بين هذا وذاك من اجل تعويم الحكومة، مؤكداً ان الحبل لم ينقطع بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تكتل التغيير والاصلاح ميشال عون، مشيراً الى ان ذلك يجب ان يكون في العلن. وذكّر أن بداية اللقاءات بين الفريقين أعطت إيحاء أن هدفها دعم العما عون للرئاسة و رأى ان اقتراح الرئيس الحريري سلة افكا تكلم عنها حزب الكتائب منذ زمن وهي ليست مبادرة، مؤكداً انه لا يستطيع الا يكون معها لانه سنيكون ضد نفسه.
اما مبادرة عون، فاعتبر انها مبادرة اعلامية ليس لها طريق دستورية لتصل وهو يريد ان يظهر امام الناس انه يبادر، موضحاً ان الكتائب لم ينتقد حوار الحريري عون بل يسأل هذا الحوار الى اين سيؤدي رئاسياً؟ شارحاً ان الحوار مستمر على نار هادئة بينهما لكن ملفات الوطن تعالج داخل الحكومة، موضحاً انه لا يتهم المستقبل لأن حزب الكتائب ايضا لديه حوار مع عون. ولكنه لفت الى أن الحوار حول الملفات الوطنية يكون من ضمن الحكومة، أما البحث بالملف الرئاسي تحديدا فمن الضروري أن تنسّقها قوى "14 آذار" مجتمعة وتذهب فيها الى الحوار مع الآخرين متّحدة". وتابع:" نحن ننسق مع 14 اذار الملفات الرئاسية لكننا نسأل دائماً اين اصبح هذا الحوار بين المستقبل وعون"، مؤكداً ان عون ووفده السياسي لم يسمع بعد من الحريري انه لا يدعمه في موضوع الرئاسة".
ووجّه د. الصايغ رسالة دعم للجيش اللبناني والقوى الامنية كلها، معتبراً انه طالما ان جيشنا والقوى الأمنية متماسكة والقيادة السياسية المسؤولة عنها كذلك الأمر، فالامور ستكون على افضل حال، مسجلاً لرئيس الحكومة تمام سلام والوزراء المختصين انهم يقومون بعمل ممتاز.
وتابع:" قائد الجيش العماد جان قهوجي من الشخصيات اللبنانية الكفوءة واذا ترشح للرئاسة نعلن موقفنا من ترشحه اما الان فالحديث بالموضوع من ضمن سلة الترشيحات الحاصلة فيه اهانة للجيش اللبناني اذا تكلمنا عنه بالموقف السياسي بينما مسؤوليته اليوم الدفاع عن الوطن ولبنان ولا نستطيع ان ندخله بالزواريب السياسية لأنه بذلك يصبح كأي شخص آخر".
ورأى انه لا يوجد احادية اقليمية اليوم ولا تغيير جيوسياسي في المنطقة، معتبراً انه قد نرى في العراق سلطة تذهب الى الفديرالية، داعياً الى حماية الدول والتركيبة الداخلية فهناك حاجة الى الحياد الذي طالب به الكتائب.
وشدد على ان حزب الكتائب لن يقبل بالتمديد لمجلس النواب ويريد رئيساً للجمهورية ثم فتح دورة للانتخابات النيابية واذا كان هناك وقتاً متاحاً يتم الاتفاق على قانون جديد، معتبراً انه اذا تم التوصل الى اتفاق سياسي في لبنان فالوضع الامني لا يوقف الانتخابات النيابية اذ ان الوضع الامني ليس قائماً بحد ذاته وهناك غطاء سياسيا يمسك الوضع الامني او يفلته.
وحول كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرلله وقوله لغزة "انت لست وحدك"، اجاب:"نحن ايضاً نقول لغزة انت لست وحدك ولكن اذا اراد نصرلله فتح جبهة في الجنوب سنتكلم عندها بموضوع حرب، مشيراً الى ان قضية انغماس حزب الله المادي في سوريا مرفوضة ونحن نقول له ذلك في حواراتنا ونحاول اليوم ان تكون حواراتنا معه هادفة بشكل اكبر.
واضاف ان الحل هو بأن يكون هناك موقفاً تاريخياً يأخذه الحزب من اجل لبنان على ان يعرف الا احد يحميه الا اخيه اللبناني، فهل نتضامن مع كل القضايا ولا نتضامن مع لبنان؟
وعن دعوة البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي داعش للحوار، لفت د. الصايغ الى انها نوع من الـ maladresse اي وكأنه يقول للمتطرفين في العالم الاسلامي قولوا لنا ما هي القيم التي تؤمنون بها لنتحاور معكم على القيم التي نريدها، معتبراً ان كلام عضو تكتل التغيير والاصلاح النائب زياد اسود عن البطريرك غير مقبول ابداً لأن مع البطريرك الراعي كل الحق في موضوع خرصه على ألا يكون هناك شغور في الموقع الرئاسي وهو يطلق الصرخة لانه يعتبر ان الجمود موت وفي الحركة حياة ومن واجب الراعي ان يفعل ما يفعله و"مش حلوة من نائب ماروني هكذا كلام".
وأضاف انه قد يكون هناك فرصة حقيقية لدى اللبنانيين لسحب قضية الرئاسة من التداول الاقليمي ونحن اهل الرجاء ونتمنى ذلك دائماً، مشيراً الى انه قد نكون في لبنان حررنا الارض لكننا لم نحرر الانسان سياسيا اجتماعيا فكريا للقبض على القرار الوطني من قبل القيادات والوطنيين اللبنانيين ولا يوجد أفضل من الحوار الوطني في 2006 وكان لي الشرف انني رافقت الرئيس الجميّل في هذه الجلسات، خاتماً:" في الحوار نبني ارضية مشتركة والحوار طينة تجمع اللبنانيين ومن دونه لا لبنان لأنه نمط حياة ويجب ان يكون هادفاً للخروج من الازمة، اما الحوار مع حزب الله فهو مركزي اليوم لاخراج لبنان من الحائط المسدود ولينسحب الحزب من الالتزامات الاقليمية"، وقال:" لبنان محصن ضد الحرب الاهلية والارهاب والداعشية والفكر الاحادي".
_________________