تزامنا مع الغاء عشرات الافطارات بسبب تردي الوضع الامني، واصراراً من حزب الكتائب بالتمسك بمعنى هذه المناسبة، أقام اقليم الضنية الكتائبي افطارا بحضور فعاليات سياسية ومدنية ودينية في المنطقة وممثلين عن تيار المستقبل والجماعة الاسلامية وتيار المردة والوزير اشرف ريفي، اضافة الى رفاق كتائبيين.
نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور سليم الصايغ شدد خلال الافطار على ان الدفاع عن بلدة القاع يكون بانتخاب رئيس للبنان، لافتاً الى ان مواجهة الإرهاب تتحقق من خلال تحصين المناعة الوطنية قبل تحصين المتاريس. وقال: "إذا أردتم ضبط الأمن، طبقوا القرارات الأممية لضبط الحدود، وإذا أردتم لجيشنا أن يقف موّلوه، أعطوه السلاح، ونحن برموش أعيننا ننصره ولن ندعه يسقط في براثن التجاذبات والمحاور".
وقال الصايغ في كلمته: "شاء رفاقي في إقليم الضنية في حزب الكتائب أن نشارك أهلنا في هذه المنطقة العزيزة لإحياء إفطار رمضاني في الأيام العشر الأخيرة من الشهر المبارك، وقد يكون هذا الإفطار أول حدث من نوعه يدعو اليه حزب الكتائب. وفي هذا الظرف بالذات، ها نحن اليوم نقف متأملين بهذا اللقاء قارئين فيه معان وإشارات هي من علامات الأزمنة وتفاعل الانسان الحر مع الخالق البار.
إن لقاءنا اليوم بعد التفجير الارهابي الذي ضرب بلدة القاع الحبيبة منذ يومين وإلغاء العديد من الافطارات في مختلف أنحاء الوطن إنما هو الرد الأفضل والأقوى والأشمل والأعمق والأسمى على دعوات التفتيت والتمزيق والتقطيع، والى من يريد ترهيب الأحرار في وطني، نقول لن تزرعوا الخوف في قلوبنا، وبدل ليلة القدر، سنجعل من كل ليالينا ليلة قدر، كل شهر من شهورنا شهرا مباركا، فيها نصوم معا عن الاكثار، ففي الاكثار جوع وتخمة.
وفيها نلتزم معا بالصمت ففي الثرثرة شر ونميمة، فيها نرتفع معا الى الرحمة ففي الرحمة فعل إيمان ومحبة، منها نستقي معا آيات الغفران ونسأل الاعتراف والتوبة، نصلي معا، نسهر معا، نتسامر ونحلم، نتعب ونرتاح معا، معا، معا،نحيي زمن الصوم معا، نحيي معا، نحيا معا...
وما معنى أن نحيا معا في ليلة القدر؟ قدرنا أن نحيا معا، وإقدارنا أن نحيا معا، وتقديرنا أن رسالتنا لا تُكتَب إلا معا... لبنان الرسالة الى الأمم، هو لبنان الشهادة على عظمة الانسان بكرامته، الشهادة على وحدة الانسانية بقيمتها
الشهادة أن الكرامة تبقى مجردة من دون حرية،وأولها حرية الضمير، وان الحرية تصبح فوضى ان لم ترتبط بالكرامة، وتتلازم معها، ومن هنا عظمة الالتزام: كرامة-حرية-إلتزام-فمسؤولية
حرية الاختلاف حق، إنما التلاقي كذلك هو حق وواجب، ولقاؤنا اليوم يؤكد أن التلاقي حول القيم الانسانية، في روح الالفة والتعاضد والمحبة والرحمة، هو واجب واجب واجب
ولا تلاقي أيها الأخوة والرفاق من دون حوار، وهو حوار الحياة، حوار بين مواطنين متساوين، مواطنين يحتكمون الى منطق العدالة والحق، مواطنين يعرفون ان البديل عن عملية الحوار الدائم المستدام هو الموت، نعم الموت...
أن نحيا يعني أن نتواصل ونبني معا، أن نفتش عن المصلحة المشتركة، أن نربطها بالخير العام، وأن ندرك الحلم المشترك، حوار الحياة، أن لا نرضخ للحتميات المفروضة، كحتمية ميزان القوى، ونحن ليس عندنا إلا ميزان القيم، وأن نرضخ لحتمية الجغرافيا لأن انتماءنا هو الى مساحة الابداع التي لا حدود لها، أو أن نرضخ لحتمية التاريخ ولا حتمية عندنا إلا صناعة التاريخ...
ومن يصنع التاريخ يصنع التغيير،نضع التغيير في الذهنية السياسية والحزبية، نخرج من السياسة لحين لندخل الى الوطن في كل الأحيان، ننكفئ عن السلطة لبرهة لندخل الى المجتمع في كل الأزمان، نميّز بين الطارئ والدائم، بين الفرصة والاستدامة، بين التربّع على عروش مالية، والمكوث في قلوب دافئة،
نتجرأ نحن الذين قالوا عنا أننا حزب مسيحي، ونحن حزب للبنان، نتجرأ أن نقترح مجلس شيوخ بقانون أورتوذكسي وقانون إنتخابي من دون قيد طائفي،ودائرة صغرى ل128 دائرة في كل لبنان...غذ لا حقوق للمسيحيين من خارج المعادلة الوطنية الميثاقية والمتوازنة...،
نحن من عمق المعاناة والتخبط والقلق، نتجرأ أن نبادر، وما الخلوة التي دعا اليها الرئيس بري إلا من بنات أفكارنا، وما مطالبتنا بتفعيل النظام وإصلاحه وتغيير الشائب فيه إلا بداية ثورة ثقافية وتجدد لا يعرف الكلل،
أن نصنع التغيير هو أن نكون مؤمنين أن لبنان العنصري لا جدوى فيه، وهو فاقد لرسالته ولشعبه ولإنسانه، ان مواجهة الارهاب لا تكون بقمع أو لإقصاء أو إلغاء، إنما بتثبيت الذات، وحبك الأخوة اللبنانية، وتفعيل الدستور، وانتخاب رئيس للجمهورية،
إذا أردتم الدفاع عن القاع، إنتخبوا رئيسا للبنان، إذا أردتم مواجهة الإرهاب حصنوا المناعة الوطنية، قبل تحصين المتاريس.
إذا أردتم ضبط الأمن، طبقوا القرارات الأممية لضبط الحدود، إذا أردتم لجيشنا أن يقف موّلوه، أعطوه السلاح، ونحن برموش أعيننا ننصره ولن ندعه يسقط في براثن التجاذبات والمحاور..
أن نصنع التغيير هو أن نغيّر من الداخل، في الذات الانسانية الفردية، وفي الجماعة، وفي الحزب،
إن تجدد حزب الكتائب لا يكون في الصيفي تماما كما نهضة لبنان، ان التجدد يبدأ من هنا، من لقاءات كهذه، حيث لا تكتمل الشخصية الحزبية والهوية إلا بالتفاعل مع الآخر،
فأنا لا أكون كتائبيا مكتملا ولا لبنانيا ناجزا إذا لم أحمل في فكري وقلبي آمال وأوجاع كل اللبنانيين لا سيما أهالينا في الضنية...
ومسؤولية الناس تكون في احتضان محاولةحزل الكتائب الصادقة لإعادة إنتاج الميثاق الوطني.
وعد الكتائب أن تكون حزب علماني يسعى الى دولة مدنية تحترم التنوع وتؤمن التعددية، حزب يسعى الى المحافظة على السيادة عبر حياد لبنان القوي.
هذا وقدّمت الحفل عضو اللجنة التنفيذية في اقليم الضنية الكتائبي الاستاذة رنيم حسين.
المصدر: Kataeb.org
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire