"آن الأوان ليتخذ سلام قرار الاستقالة علها تسرّع انتخاب الرئيس"
الصـايغ: اعتصامنا مستمر وحذار اقناع البلديات بخطة الحكومة
المركزية- لا تزال أزمة النفايات المستجدة في صلب الاهتمامات الداخلية. فعلى وقع الاعتصام الكتائبي عند مدخل مطمر برج حمود، سجل اجتماع ثلاثي أمس بين الوزيرين أكرم شهيب والياس بو صعب والنائب ابراهيم كنعان أقر بعده المجتمعون بمبدأ اللامركزية أساسا للحل، تماما كما يطالب حزب الكتائب، في خلاصة اعتبرت هدفا سجله النائب سامي الجميل في مرمى الحكومة التي يعارضها. واليوم تجتمع اتحادات البلديات في وزارة الداخلية لبحث الملف في غياب الكتائب، فيما يراهن كثيرون على تراجع الزخم الكتائبي بعد إقرار مبدأ اللامركزية، في وقت تعلو الأصوات المحذرة من مغبة اقناع البلديات بالسير بخطة الحكومة، وعودة العمل بمطمر برج حمود، على رغم المعارضة الكتائبية الشرسة.
وفي السياق، شدد نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ
عبر "المركزية" على أن "معركتنا تهدف أولا إلى إقفال مطمر برج
حمود، وعدم رمي النفايات فيه. واللامركزية أمر نص عليه الدستور، وليست منة من أحد،
وقد نلناها لأنه يجب أن نأخذها، وعلى البلديات أن تقوم بواجباتها، علما أنه لا يحق
لهم (أي السلطة) مصادرة أموال البلديات لمنعها من ممارسة صلاحياتها كاملة. ولذلك،
فإن اللامركزية انجاز يجب أن تنتزعه معنا البلديات بكل قوتها، خصوصا أن السلطة
المركزية اعتادت نمطا معينا في إدارة الشأن العام يأتي ضد البلديات وضد الناس".
ولفت الصايغ إلى "تقصير واضح من وزارة الداخلية التي لم تواكب
البلديات كما يجب لتساعدها في هذا المجال لأن السلطة المركزية لا تريد التنازل عن
الامتيازات غير الشرعية التي تتمتع بها"، مذكرا أن "من الأساس نقول:
"لا لطمر النفايات في البحر"، فيما الآخرون لا يزالون مصرين على طمرها
في البحر. وكل ما جرى في اليومين الماضيين ليس إلا "حركة بلا بركة"
لتثبيت مبدأ طمر نسبة الـ 10% من النفايات المفروزة من دون وضع مدة زمنية ليتحسن
الوضع، فيما نحن واضحون: أولا نريد أن يعقم ويعالج جبل النفايات القديم في برج
حمود قبل الانتهاء منه، علما أن الكلفة لا تعنينا وهم يستطيعون تأمينها ، تماما
كما أمنوا كلفة نهر الليطاني من دون تحديد مسؤوليات، ويجب أن يتم هذا الأمر من
خارج أموال البلديات".
وتعليقا على الاجتماع الثلاثي الذي سجل أمس في غياب الكتائب، أكد
أن "اتفاق الأمس أتى بين مكونات حكومية، فيما نحن ضد أداء الحكومة ولم نكلف
أحدا التحدث باسمنا، والورقة التي خرج بها المجتمعون لا تعنينا أبدا"، لافتا
إلى "أننا لم ندع إلى أي اجتماع وأنا أعزو ذلك إلى أن المجتمعين يحاورون
بعضهم، ونحن سنضع الجميع أمام مسؤولياتهم. ذلك أن النائب ابراهيم كنعان لا يستطيع
أن يذهب، في كلمة ألقاها في عشاء للتيار، أبعد من الكتائب في معارضة خطة الحكومة،
ويقول لنا كلاما مغايرا".
وأشار إلى أن "الأمور ليست مرتبطة في ما بينها: يجب أن تطبق
اللامركزية سريعا ومن واجبات الدولة أن تعطي البلديات أموالها، كما من واجباتها،
ومن دون أن تمنن أهالي المتن وبرج حمود، أن تنزل جبل برج حمود (علما أن الطريقة
للوصول إلى هذا الهدف تندرج في إطار مسؤوليات الحكومة، ولا علاقة لنا بها) لكن ليس
بالطريقة التي ينادون بها (إنزاله كاملا في البحر)..
وردا على منتقدي الكتائب لعدم تقديم الحلول، نبه إلى أن "الكتائب
ليست الدولة، وهي خرجت من تركبية تقديم الحكومة لأنها لا تستطيع تقديم بدائل
معقولة بدليل التخبط في اقتراحات الحلول. علما أن أحدا لم يلق اللوم على أهل عكار
لأنهم رفضوا استقبال النفايات، تماما كما أن أحدا لم يلق اللوم على أهل السياسة
التي تصر على أنها تحاول. لكن السؤال: ماذا كانوا ليفعلوا لو أقفلنا المطمر بوصفنا
مجتمعاً مدنياً، لا حزب الكتائب. إذا اللوم ليس علينا بل على الحكومة واتحادات
البلديات التي يجب أن تباشر العمل، ولكنها لن تستطيع ذلك ما لم تحرر أموالها، علما
أن كثيرا من الناس مستعدون للاستثمار في هذا القطاع.
وعن اجتماع اليوم في وزارة الداخلية الذي لن تحضره الكتائب أيضا،
أشار إلى أن وزير الداخلية لم يدعنا إلى اجتماع اليوم. غير أننا نعرف تمام المعرفة
ما سيجري في هذا الاجتماع، ونحذر منه. ذلك أن المشاركين سيقولون كلاما معسولا
للبلديات من نوع: "نحن نساعدكم تقنيا وفنيا، ونعدكم بتحرير أموالكم. لكن يجب
أن يعمل بالمطمر في الوقت الراهن". ونحن سنقف في وجه ذلك، وخياراتنا مفتوحة
ونحن جاهزون لكل المواجهات. وأنا أنبه إلى أن الاجتماع يهدف إلى انتزاع موافقة من
البلديات على رمي النفايات في مطمر برج حمود. وعندما لا تدعى الكتائب والمجتمع
المدني إلى الاجتماع، فهذا يعني أن المدعوين هم المتضررون من رمي النفايات في
الشارع لإقناعهم بالخطة الحكومية حلا للقضية، وفي ذلك توسيع للابتزاز، علما أن
اللامركزية حق للبلديات. واعتصامنا مستمر لعرقلة الموت المبرمج في برج حمود، لا
لعرقلة الحل".
وعن احتمال تخوف الكتائب على رصيدها الشعبي بعد إثارة سخط الناس من
مشهد القمامة في الشارع، لفت إلى أن رصيدنا هو الناس، علما أننا لسنا
"انتحاريين". هناك بدائل والمطلوب الضغط على الحكومة لتنفيذها، غير أنهم
يعرقلونها لأنهم يعتبرون أن "عقودا مفصلة على القياس" مع كل المكاسب
الجانبية هي الأفضل.
سياسيا، وفي ما يخص تعليق جلسات الحوار، أشار إلى أن "الوزير
أكرم شهيب خفف من وطأة السجال الذي وقع أمس، وقال إن كل ما في الأمر إنه لم تتم
الدعوة إلى جلسة جديدة. ويجب أن يسأل الرئيس بري عن السبب الحقيقي وراء تعليق
الحوار، علما أن النقاش وصل إلى حائط مسدود بفعل مطالبة الكتائب بطرح مجلس الشيوخ
في مجلس النواب بعد انتخاب الرئيس، على وقع تعاطف من تيار المستقبل".
وفي ما يخص الوضع الحكومي، اعتبر الصايغ "أننا في ظرف خطر جدا
على البلد. وانقاذا لما تبقى من مؤسسات، يجب أن تتحول الحكومة إلى تصريف الأعمال
(وهي كذلك في الواقع) وندعو الرئيس سلام إلى اتخاذ قراره الحاسم في هذا الشأن، عل
كل الأطراف تسرع إلى مجلس النواب لانتخاب الرئيس، علما أن الخلافات الحكومية ليست
جوهرية، بل تتعلق بالمحاصصة السياسية".
http://www.almarkazia.net/Politics/Article?ID=137369
http://www.almarkazia.net/Politics/Article?ID=137369
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire