mercredi 14 septembre 2016

الصايغ Markazia (23-08-2016): لعلّ ملف مكبّ برج حمود يكون مطهرا للأداء السياسي

الصايغ: لعلّ ملف مكبّ برج حمود يكون مطهرا للأداء السياسي
·         محليات
·          الثلاثاء 23 آب 2016 الساعة 06:12 (بتوقيت بيروت)
في غمرة الغرق الحكومي في إشكالية التعيينات الأمنية وانعكاساتها السياسية على مجلس الوزراء، لا يزال حزب الكتائب يركز جهوده على ملف النفايات، باعتباره قضية حياتية تهم الناس. وبعدما احتج طويلا على إقامة المكب في برج حمود معتبرا أن في ذلك "كارثة بيئية وصحية لا يجوز السماح بها"، لم يتوان الحزب في نقل المعركة إلى الشارع، في مؤشر إلى تصميمه على الدفاع عن هذه القضية بكل الوسائل. وفي موازاة اعتصامهم المستمر منذ أكثر من عشرة أيام في موقع المكب، قرر الكتائبيون تدعيم تحركهم الميداني بجولة على الفاعليات المتنية وبحملة إعلامية، عل صوتهم يصل إلى أكبر شريحة من الناس والمسؤولين، على السواء.
وفي السياق، أكد نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ في حديث لـ"المركزية" أن "حملة الاعلانات على الطرقات انطلقت اليوم، وهي ستتوسع لتطال كل وسائل الاعلام، علما أن هذا الأمر يحتاج وقتا. ثم إنه ليس بالأمر البسيط أن نرى المجتمع المدني "يكشّر عن أنيابه" ويدعم هذه القضية، علما أن الأمر لا يتعلق بالأعداد، بل بالموقف.
وأشار الصايغ إلى "أننا استكملنا اتصالاتنا بالفاعليات المؤثرة في المتن. وقد لمسنا ليس فقط تعاطفا معنا، بل عملا جديا وسريعا لتأمين البدائل، بحيث أنه إذا كانت الدولة تتمتع بضمير وحس وطنيين، يفترض أن تتلقف هذا الحل اللامركزي الذي نطرحه. وفي هذا السياق أيضا، جلنا على البلديات المؤثرة، ونعمل على تأمين الحل البديل، لأن ردم البحر لا يمكن أن يستمر"، كاشفا أن "جولتنا في المتن شملت النائب ميشال المر، بوصفه فاعلية ذات حضور مهم في المتن، وقد أبدى تعاطفا مع موقفنا، ويسعى بدوره إلى إرساء لامركزية النفايات في المتن". 
وعن مدى فاعلية التحرك الكتائبي، في ظل غرق الحكومة في أزماتها السياسية، شدد على أن "أول ما يهمنا هو أن يكون بيننا وبين الناس "عقد ثقة ومحبة" لأننا منهم. لذلك، سنحمل هذه القضية للناس ومعهم، وبعدها يتعين على الحكومة التراجع عن موقفها، والبحث عن بدائل (ونحن جاهزون لمناقشة كل البدائل)، ونعتبر أن لا عمل سياسيا لهذه الحكومة، بل عليها الانصراف إلى تسيير أمور الناس. لذلك، وعلى رغم خروجنا منها، إلا أننا نتعامل مع الحكومة على أنها سلطة قيّمة على الأمور"، مشيرا إلى "مسؤولية مباشرة ملقاة على عاتق نواب الأمة، وبينهم نواب المتن، للوقوف إلى جانبنا، عوضا عن أن يقولوا في العلن كلاما مخالفا لما يعبرون عنه سرا
وردا على منتقدي الكتائب كونهم "يحملون خطابا ديماغوجيا يأتي في إطار الاستعدادات للانتخابات النيابية المقبلة"، اعتبر الصايغ أن "حمل لواء قضية معينة والدفاع عنها، ليس تهمة في الحياة الديموقراطية، علما أن العمل وفقا لمنطق انتخابي منذ اليوم، يعتبر تدويرا للزوايا مع الجميع، ابتداء من الأرمن، وهذه ليست حالنا لأننا نضع الجميع أمام مسؤولياتهم. وندعو من يتهمنا بالديماغوجية إلى الحضور إلى مكب برج حمود، والقيام بعمل أفضل من ذاك الذي نقوم به اليوم".

وتعليقا على الأزمة الحكومية التي قد يثيرها الرد العوني على التمديد للواء محمد خيـر، لفت إلى "أننا كنا ننتظر من التيار أن ينضم إلينا في الاستقالة عندما اتخذنا قرارنا في هذا الشأن. إضافة إلى أننا نعتبر أن وزير الدفاع سمير مقبل طبق القانون وقدم ثلاثة أسماء كان يفترض أن يعين مجلس الوزراء أحدها بغالبية الثلثين، علما أننا خرجنا من عالم الدستور منذ السماح بحصول الشغور الرئاسي، ما سمح بتفشي منطق الصفقات في الدولة"، معتبرا أن "هذا يفسر الضغط الذي يقوم به التيار للوصول إلى تفاهم ما". علما أن "الديموقراطية التي يسير بهديها التيار اليوم تشي بأنه يستخدم المبادئ الديموقراطية بحسب مصلحته الظرفية. وأعلن "أننا كنا نتمنى أن يقف التيار العوني موقفا تايخيا في إطار قضية تهم الناس، لا في ما يخص تعيينات ومراكزفي الدولة"، منبها إلى أن "الضابط الأكثر تكفاءة لتولي سدة قيادة الجيش اليوم، من طائفة أخرى، وهذا يكون آخر انجازات الدفاع عن حقوق المسيحيين، التي يرفع لواءها التيار العوني، من هنا ندعو إلى عدم "اللعب" بملف قيادة الجيش". 
وفي ما يتعلق بالملف الرئاسي، الذي سجل تراجعا لافتا في الآونة الأخيرة، أكد أن "ما يجري جعل الجميع، بمن فيهم المعطلون، يكتشفون أن انتخاب الرئيس هو مفتاح الحلول. غير أن الاكتفاء بمجرد كلام إنشائي عن ضرورة انجاز الاستحقاق يعود أولا إلى أن القوى السياسية لا تتمتع بالاستقلال السياسي، غير أن هذا لا يعني أننا سنتوقف عن البحث عن رئيس للجمهورية، إلا أن الأمر بات مرتبطا بعوامل خارجية. وهذا ما يفسر مطالبتنا بتحول الحكومة إلى تصريف أعمال لأنها يجب ألا تذهب إلى أبعد من ذلك. وأعتقد أنه في حال يأس العماد عون من احتمال دعم الرئيس الحريري له (علما أن الحريري يجب ألا يذهب أبعد مما هو عليه اليوم في دعم مرشح من 8 آذار) ، سنرى تغيرا في الاداء الحكومي للفريق العوني، بعد تحررهم من عقدة "أنا أو لا أحد" الرئاسية، ليتمكنوا من الانتقال إلى خوض المعارك ذات الطابع الاجتماعي، وبينها تلك المتعلقة بمكب برج حمود". 
وختم الصايغ: "هناك حال من الطلاق بين القاعدة الشعبية والقوى السياسية. التي هي أمام فرصة كبيرة للعودة إلى حضن ثقة الناس، من خلال ملف مكب برج حمود، عله يكون مطهرا للأداء السياسي في لبنان، لإعادة بناء الثقة بين المسؤولين والناس".

·          
·          
·          
·          


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire