د. الصايغ: العودة إلى الوصاية الموجودة تجرّنا إلى اللا إستقرار السياسي والاقتصادي
الأربعاء 22 تشرين ثاني 2017
أكّد نائب رئيس حزب
الكتائب اللبنانية الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ، أن المرحلة الراهنة بدأت
منذ قرّر الحريري ان يفك الارتباط بين الحكومة اللبنانية وسلاح حزب الله، هذه
الاستقالة التي حصدت تأييدا كبيرا بالمضمون، آملا ان يثبت بالاستقالة ما هو معروف
مسبقا ألا وهو وجوب اتخاذ اللبنانيين قرار صنع الاستقلال الحقيقي بيدينا من دون اي
سلطة تفرض علينا، متسائلاً: "هل سنحلّ هذه المسالة ونستعيد استقلالنا السيادي
الحر ونرى مؤسساتنا قائمة؟"
الصايغ وفي مقابلة عبر
تلفزيون المستقبل، شدد على ضرورة أن يكون موقع الرئاسة متحررا من الجسم الذي
اوجده، مشيرا إلى أن قرار الاستقلال الحقيقي يكمن في التحرر من الخيوط والممرات
التي ادت إلى الوصول إلى الرئاسة.
ولفت إلى انه قرأ كلمة
عون التي تلاها أمس وفيها محاولة التطمين من دون الكلام عن حزب الله خصوصا وأن
الحزب دائما يسبق عون في الاعلانات وكان من المفترض ان ترد على قرار جامعة الدول
العربية الذي وصف حزب الله بالارهابي والشريك بالحكومة اللبنانية والتي اتت
استبدالا لفقرة تحميل الدولة المسؤولية إلى تحميل حزب الله المسؤولية.
وسأل الصايغ:
"حزب الله بلسان امينه العام حسن نصرالله قال نحن حاضرون للذهاب إلى كافة
الساحات، ماذا سيقول عون بعد هذه الاعلانات؟" مضيفا عون دائما ما يغطي اي
كلام عالي النبرة يضر بمصالح لبنان، ومنذ اسبوعين كلام حزب الله كان معسولا في حين
بالمضمون كلامه جاء جامد جدا، ومن الضروري إلقاء الضوء على ان وزير خارجية لبنان
يحمل طرح حزب الله ويجول فيه بالمحافل الدولية ويشيد به من هنا نصرالله لم يعد
ملزما بالنبرة العالية .
واكمل قائلاً:
"اللحظة الحوارية التي اتت بعد انفتاحٍ دخل فيه المصري والفرنسي على الخط جاء
للحفاظ على مساحة تلاقي وقواسم مشتركة في لبنان أي تغليب لغة الحوار على لغة الحرب".
واكد الصايغ من جهة
اخرى، أن استقالة الحكومة تكشف اهمية الحوار ومن الضروري الدعوة إلى حوار حقيقي
وإلا فإن البديل سيكون الفتنة، وعلى عون بمساعدة الافرقاء اللبنانيين ان ياخذ
القرار الصعب وهو الطلب من حزب الله الانتظام والدخول إلى الدولة اللبنانية كونه
خارجها اليوم.
وعن موضوع الناي
بالنفس، شدد الدكتور الصايغ على ان حزب الكتائب عبّر عن هذا الموضوع في المؤتمر
الصحافي الذي عقده رئيسه الشيخ سامي الجميّل واشار خلاله إلى نقاط مهمة أولها
السيادة على ارض لبنان، وانسحاب حزب الله من الخارج لا يعني انه بات هناك سيادة
على ارضنا، بل هناك ضرورة لوجود خارطة طريق والتزام حقيقي بالقرارات الاممية وعلى
حياد لبنان ان يكون فعليا وايجابيا، ولفصل لبنان عن موازين القوى الخارجية.
وعن جولة عون إلى
الدول المعنية، أكد أنها لا تكفي ويجب الجلوس مع نصرالله من رجل إلى رجل للتكلم عن
الوضع والتأكيد ان السلاح بات عبئا على لبنان وهناك خوف كبير منه، وبعدها الذهاب
بالطرح إلى المجتمع الدولي.
وتابع: العناصر التي
اوصلت عون إلى الرئاسة لا تقوم ولا تستقيم إلا بالغطاء الخارجي وهذا الغطاء سحب
اليوم والتوازنات الداخلية كما الخارجية تضعضعت وكل شيء تغيّر، ويجب ان يستوعب
المفكرون القريبون من عون أن التسوية انتهت وعون باق دستوريا لخمس سنوات قادمة
والموازين السياسية ستتغير والسلاح قائم رغم توصيفه بالارهاب وعون بات وحيدا اليوم
وعلى كلمته ان تكون ثابتة ونهائية.
واكد ان الذين اخذوا
نظرية حزب الله ودافعوا عنها اشعلوا الازمة خارجيا، وأن النتيجة التي سنتعامل معها
في السياسة هي إعادة ترتيب التوازنات في البلد والكتائب اشارت منذ سنة إلى ان
التسوية لم تستقم خصوصا في غياب الاحتضان الشعبي واصبحت عند اي هزة معرضة للانهيار.
وتابع: من المبكر
الكلام عن قواسم مشتركة بين اللبنانيين، كوننا لم نصل إلى الموقف السياسي لا بل ما
نزال في الموقف الوجداني ونحن شعب عاطفي نحب العنفوان اكثر من الكرامة والمثل
الاوحد هو عدم المطالبة بالاحتفال بانتصار الجيش وعلينا الوقوف ضد كل ما يسيء
لكرامتنا وننتظر الوحدة التي تنجلي بعد قرار الحريري اليوم، خصوصا وأن عناصر
الازمة قائمة ويجب التروي والقضية ليست عودة الحريري إلى لبنان بل الاسباب وراء
هذا الموقف، والقضية عالقة في موقف عون من حزب الله واللبناني يرفض مصادرة القرار
اللبناني من اي جهة.
وعن خلوة الحريري -
عون، قال: "من المفيد الدخول بلحظة حوارية وهناك نوع من حصانة خارجية للبنان
لعدم ضرب الاستقرار ولكن لا يعني وضع لبنان تحت الوصاية الايرانية، لافتا الى أن
التوازنات تبقى هشّة إن لم نحصّنها عبر الحياد الحقيقي".
وشدد على ضرورة قيام
الدولة قائلاً: "إن استمرت هذه الحال فلن نسكت وصوت المعارضة سيكون أعلى من
ذي قبل، فالموضوع ليس عابرا ونحن حاضرون ومتمكنون ووضع اليد على لبنان لا يمكن ان
يستمر والرسالة وصلت إلى الجميع والعودة إلى الوصاية الموجودة تجرّنا إلى اللا
إستقرار السياسي والاقتصادي".
وتمنى ان يكون عيد
الاستقلال مبارك على كل اللبنانيين، مذكرا بمرور 11 سنة على ذكرى اغتيال الوزير
والنائب الشيخ بيار الجميّل، ورغم ذلك يبقى فوق كل الالقاب، الشيخ الشهيد الرئيس
غير المتوّج لحزب الكتائب، خصوصا وأنه شكّل الامل للعبور إلى الدولة الحقيقية.
وختم الصايغ:
"عون كان قد خاطب المجتمع الدولي بتحقيق العدالة الدولية، في حين أن ملف الشيخ
بيار لا يزال فارغا وما من متابعة حقيقية للملف، أما بيار فهو ربيع دائم ومتجدد
وهو كتلة وفاء كما استذكَره الحريري ونؤمن ان الحريري يؤمن بهذه القيم ويجب ان
نترجمها بفعل سياسي وليس فقط بالمناسبات، وفعل الوفاء السياسي عملية نضال وكفاح
وندعو اليوم من أحبّ بيار الى أن يبقى على مستوى الامانة التي تركها كل شهداء ثورة
الارز، فالرجالات اللبنانية لم يموتوا بحادث سير لا بل استُهدفت القيم التي مثلوها
وهو ايضا استهداف لكرامة الانسان في هذا الوطن والحل الاخير يبقى في تحقّق العدالة
الحقيقة كوننا نحن شعب يحب الحرية".
المصدر: Kataeb.org