mercredi 8 novembre 2017

د. الصايغ ل"المركزية": لتأكيد حياد لبنان ووضــع اسـتراتيجية دفاعيـة (07-11-2017


نؤيد الاستقالة ونعتبرها جرس إنذار و"مار مخايل" "تحد كبير"
د. الصايغ ل"المركزية": لتأكيد حياد لبنان ووضــع اسـتراتيجية دفاعيـة
(07-11-2017)
المركزية- على وقع خلط الأوراق الذي فرضته الاستقالة المفاجئة للرئيس سعد الحريري من الرياض، وفيما تترقب الأوساط السياسية ردود فعل حلفاء الأمس على الخطوة المدوية، يفضل كثيرون رصد معارضي التسوية الرئاسية، وعلى رأسهم حزب الكتائب وتموضعاته المقبلة، بعدما تسببت المعارضة التي اتبعها خلال السنة الماضية بسجالات كثيرة مع الرئيس الحريري، من جهة ومع "القوات" من جهة أخرى. غير أن الصيفي تنظر إلى الأمور من منظار أبعد يرتبط بأهمية "إنقاذ لبنان" وتأكيد الحياد ورسم استراتيجية دفاعية تنهي إشكالية سلاح حزب الله وامتدادته الاقليمية.
وفي قراءة للمشهد المحلي ، شدد نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ لـ"المركزية" على أهمية إجراء "قراءة متأنية للوضع لفهم الأسباب الموجبة للإستقالة التي نؤيدها، بعدما طالبنا بها مرارا بالجملة والمفرق. واليوم نعتبر أنها أتت في لحظة تقاطع بين استحالات محلية ودولية. على المستوى الداخلي، لم تستطع الحكومة المحافظة عى التوازنات في البلد بسبب غياب التوازن في السياسة الاقليمية، إلى جانب المحاصصة التي سببت كثيرا من الخلافات، ما يؤشر إلى أن الصفقة غلّبت المصلحة الخاصة على العامة، علما أن الاختلال في البعد الخارجي قاد لبنان إلى محور واحد، وإلى تسليم البلد إلى حزب الله"، لافتا إلى "عمل المعارضة الدائم لخلق الوعي الضروري بين الناس، لنعبر إلى تغيير فعلي لا آني، خصوصا أنها فضحت عناصر الصفقة وحملت الناس مسؤولياتهم أمام ضميرهم".
وأشار إلى أن "على المستوى الخارجي، التوازن سجل خللا كبيرا. وقد فتح ملف المنظمات التي لا تنتمي إلى دول، علما أننا نبهنا إلى أن هذه العملية ستطال كل الميليشيات، بينها حزب الله وكيفية عودته إلى لبنان، بعدما بات ذا بعد اقليمي وأجندة غير لبنانية. تبعا لهذه الصورة، اتخذ الأميركيون والعرب القرار لوقف هذه الأمور. ولا يجوز للبنان أن يصبح منصة للآلة الدعائية ضد أي بلد عربي، وهو ما كان يدفعنا إلى المطالبة بحياد لبنان.
وفي ما يخص شكل الاستقالة، اعتبر أن "استقالة الحريري حلقة في سلسلة من التراكمات. ذلك أن فيما تحدث خطاب القسم عن حياد لبنان، اتبعت الدولة سياسة خارجية لم تنح في هذا الاتجاه. وهذا الانحراف، مع اعتبار لبنان موقعا تنتصر فيه ايران، أعطى ردة الفعل العربية والسعودية القوية، علما أن ليس مشهدا جميلا أن يعلن رئيس الحكومة استقالته من الخارج. ومن المعيب أن نكون بلداً من دون سيادة، بدليل كلام مستشار المرشد الايراني. وهذا يعود إلى أن حزب الله لم يستطع أن يفصل بين التزامه الاقليمي والبعد الداخلي لعمله المحلي".
وعن المرحلة المقبلة، أكد الصايغ أن "المشهد النافر الذي أظهرته الأيام الأخيرة أتى بمثابة جرس إنذار لما يجري، علما أننا، كمعارضة ضميرنا مرتاح لأننا حذرنا من هذا المشهد مرارا، واعتبرنا شعبويين. الصفقة الرئاسية سقطت وكذلك مفاعيلها، وبقي منها رئيس الجمهورية بحكم موقعه الدستوري، وانتهى اتفاق معراب (ننتظرمن المعنيين به نعيه)، وكذلك معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأنا أعتقد أن التحدي الكبير قد يكون أمام التيار وحزب الله لبت مصير تفاهم مار مخايل، علما أن في إمكان عون العودة إلى خطاب القسم وإلزام الجميع بحياد لبنان، وبوضع استراتيجية دفاعية في الأسابيع المقبلة ريثما يتم تنفيذها، وإلا فإننا أمام فراغ طويل يؤسس لفوضى لن يستفيد منها البلد".
وعن التموضع السياسي الكتائبي في المشهد الجديد، أعلن أن "هذه الحكومة انتهت. نحن نعتبر أننا عارضنا نهج السلطة وطريقة حكمها وتسييب لبنان ومصالح الناس اليومية، وجميع المعنيين أكدوا أن لا رجوع عن الاستقالة، والمماطلة في قبولها تأتي لكسب الوقت لأننا أمام مأزق بنيوي، ومرحلة خلط أوراق بحثا عن أرضية مختلفة للتموضع السياسي ورسم التحالفات، والتحول الجذري الذي أحدثته الأيام الماضية يبدأ أولا بإعادة التوازنات الصحيحة للبلد لإنقاذه داخليا وخارجياً، ما يفسر أهمية الحياد المضمون دوليا، وإعادة رسم التفاهمات داخليا، واستخلاص العبر من الماضي وتشاركها مع الجميع.
وفي ما يخص الحديث عن أن الاستقالة ضربة قوية للعهد، أشار إلى أن "على العهد أن يقرر موعد انطلاقه، علما أن ليس هدفنا إفشاله أو إنجاحه بل إنقاذ البلد، ما يحتم حوارا لدرس التعامل مع السلاح وحزب الله، وأهمية الديموقراطية والحرية والاستثمارات وسواها من الاشكاليات، علما أن ما يمنع قيام لبنان هو غياب البيئة الحاضنة لذلك بفعل النهج الذي يعمل به حزب الله".

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire