jeudi 23 novembre 2017

د. الصايغ: العودة إلى الوصاية الموجودة تجرّنا إلى اللا إستقرار السياسي والاقتصادي الأربعاء 22 تشرين ثاني 2017


د. الصايغ: العودة إلى الوصاية الموجودة تجرّنا إلى اللا إستقرار السياسي والاقتصادي
الأربعاء 22 تشرين ثاني 2017

أكّد نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ، أن المرحلة الراهنة بدأت منذ قرّر الحريري ان يفك الارتباط بين الحكومة اللبنانية وسلاح حزب الله، هذه الاستقالة التي حصدت تأييدا كبيرا بالمضمون، آملا ان يثبت بالاستقالة ما هو معروف مسبقا ألا وهو وجوب اتخاذ اللبنانيين قرار صنع الاستقلال الحقيقي بيدينا من دون اي سلطة تفرض علينا، متسائلاً: "هل سنحلّ هذه المسالة ونستعيد استقلالنا السيادي الحر ونرى مؤسساتنا قائمة؟"
الصايغ وفي مقابلة عبر تلفزيون المستقبل، شدد على ضرورة أن يكون موقع الرئاسة متحررا من الجسم الذي اوجده، مشيرا إلى أن قرار الاستقلال الحقيقي يكمن في التحرر من الخيوط والممرات التي ادت إلى الوصول إلى الرئاسة.
ولفت إلى انه قرأ كلمة عون التي تلاها أمس وفيها محاولة التطمين من دون الكلام عن حزب الله خصوصا وأن الحزب دائما يسبق عون في الاعلانات وكان من المفترض ان ترد على قرار جامعة الدول العربية الذي وصف حزب الله بالارهابي والشريك بالحكومة اللبنانية والتي اتت استبدالا لفقرة تحميل الدولة المسؤولية إلى تحميل حزب الله المسؤولية.
وسأل الصايغ: "حزب الله بلسان امينه العام حسن نصرالله قال نحن حاضرون للذهاب إلى كافة الساحات، ماذا سيقول عون بعد هذه الاعلانات؟" مضيفا عون دائما ما يغطي اي كلام عالي النبرة يضر بمصالح لبنان، ومنذ اسبوعين كلام حزب الله كان معسولا في حين بالمضمون كلامه جاء جامد جدا، ومن الضروري إلقاء الضوء على ان وزير خارجية لبنان يحمل طرح حزب الله ويجول فيه بالمحافل الدولية ويشيد به من هنا نصرالله لم يعد ملزما بالنبرة العالية .
واكمل قائلاً: "اللحظة الحوارية التي اتت بعد انفتاحٍ دخل فيه المصري والفرنسي على الخط جاء للحفاظ على مساحة تلاقي وقواسم مشتركة في لبنان أي تغليب لغة الحوار على لغة الحرب".
واكد الصايغ من جهة اخرى، أن استقالة الحكومة تكشف اهمية الحوار ومن الضروري الدعوة إلى حوار حقيقي وإلا فإن البديل سيكون الفتنة، وعلى عون بمساعدة الافرقاء اللبنانيين ان ياخذ القرار الصعب وهو الطلب من حزب الله الانتظام والدخول إلى الدولة اللبنانية كونه خارجها اليوم.
وعن موضوع الناي بالنفس، شدد الدكتور الصايغ على ان حزب الكتائب عبّر عن هذا الموضوع في المؤتمر الصحافي الذي عقده رئيسه الشيخ سامي الجميّل واشار خلاله إلى نقاط مهمة أولها السيادة على ارض لبنان، وانسحاب حزب الله من الخارج لا يعني انه بات هناك سيادة على ارضنا، بل هناك ضرورة لوجود خارطة طريق والتزام حقيقي بالقرارات الاممية وعلى حياد لبنان ان يكون فعليا وايجابيا، ولفصل لبنان عن موازين القوى الخارجية.
وعن جولة عون إلى الدول المعنية، أكد أنها لا تكفي ويجب الجلوس مع نصرالله من رجل إلى رجل للتكلم عن الوضع والتأكيد ان السلاح بات عبئا على لبنان وهناك خوف كبير منه، وبعدها الذهاب بالطرح إلى المجتمع الدولي.
وتابع: العناصر التي اوصلت عون إلى الرئاسة لا تقوم ولا تستقيم إلا بالغطاء الخارجي وهذا الغطاء سحب اليوم والتوازنات الداخلية كما الخارجية تضعضعت وكل شيء تغيّر، ويجب ان يستوعب المفكرون القريبون من عون أن التسوية انتهت وعون باق دستوريا لخمس سنوات قادمة والموازين السياسية ستتغير والسلاح قائم رغم توصيفه بالارهاب وعون بات وحيدا اليوم وعلى كلمته ان تكون ثابتة ونهائية.
واكد ان الذين اخذوا نظرية حزب الله ودافعوا عنها اشعلوا الازمة خارجيا، وأن النتيجة التي سنتعامل معها في السياسة هي إعادة ترتيب التوازنات في البلد والكتائب اشارت منذ سنة إلى ان التسوية لم تستقم خصوصا في غياب الاحتضان الشعبي واصبحت عند اي هزة معرضة للانهيار.
وتابع: من المبكر الكلام عن قواسم مشتركة بين اللبنانيين، كوننا لم نصل إلى الموقف السياسي لا بل ما نزال في الموقف الوجداني ونحن شعب عاطفي نحب العنفوان اكثر من الكرامة والمثل الاوحد هو عدم المطالبة بالاحتفال بانتصار الجيش وعلينا الوقوف ضد كل ما يسيء لكرامتنا وننتظر الوحدة التي تنجلي بعد قرار الحريري اليوم، خصوصا وأن عناصر الازمة قائمة ويجب التروي والقضية ليست عودة الحريري إلى لبنان بل الاسباب وراء هذا الموقف، والقضية عالقة في موقف عون من حزب الله واللبناني يرفض مصادرة القرار اللبناني من اي جهة.
وعن خلوة الحريري - عون، قال: "من المفيد الدخول بلحظة حوارية وهناك نوع من حصانة خارجية للبنان لعدم ضرب الاستقرار ولكن لا يعني وضع لبنان تحت الوصاية الايرانية، لافتا الى أن التوازنات تبقى هشّة إن لم نحصّنها عبر الحياد الحقيقي".
وشدد على ضرورة قيام الدولة قائلاً: "إن استمرت هذه الحال فلن نسكت وصوت المعارضة سيكون أعلى من ذي قبل، فالموضوع ليس عابرا ونحن حاضرون ومتمكنون ووضع اليد على لبنان لا يمكن ان يستمر والرسالة وصلت إلى الجميع والعودة إلى الوصاية الموجودة تجرّنا إلى اللا إستقرار السياسي والاقتصادي".
وتمنى ان يكون عيد الاستقلال مبارك على كل اللبنانيين، مذكرا بمرور 11 سنة على ذكرى اغتيال الوزير والنائب الشيخ بيار الجميّل، ورغم ذلك يبقى فوق كل الالقاب، الشيخ الشهيد الرئيس غير المتوّج لحزب الكتائب، خصوصا وأنه شكّل الامل للعبور إلى الدولة الحقيقية.
وختم الصايغ: "عون كان قد خاطب المجتمع الدولي بتحقيق العدالة الدولية، في حين أن ملف الشيخ بيار لا يزال فارغا وما من متابعة حقيقية للملف، أما بيار فهو ربيع دائم ومتجدد وهو كتلة وفاء كما استذكَره الحريري ونؤمن ان الحريري يؤمن بهذه القيم ويجب ان نترجمها بفعل سياسي وليس فقط بالمناسبات، وفعل الوفاء السياسي عملية نضال وكفاح وندعو اليوم من أحبّ بيار الى أن يبقى على مستوى الامانة التي تركها كل شهداء ثورة الارز، فالرجالات اللبنانية لم يموتوا بحادث سير لا بل استُهدفت القيم التي مثلوها وهو ايضا استهداف لكرامة الانسان في هذا الوطن والحل الاخير يبقى في تحقّق العدالة الحقيقة كوننا نحن شعب يحب الحرية".
المصدرKataeb.org


د. الصايغ: بيان جامعة الدول العربية ذكّر الحكومة بواجباتها تجاه ضبط حزب الله الاثنين 20 تشرين ثاني 2017

د. الصايغ: بيان جامعة الدول العربية ذكّر الحكومة بواجباتها تجاه ضبط حزب الله
الاثنين 20 تشرين ثاني 2017

اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ ان بيان جامعة الدول العربية امس ذكّر الحكومة اللبنانية بواجباتها تجاه ضبط حزب الله من دون تحميلها المسؤولية مباشرة كما ثبّت بيان الاستقالة، مشدداً على ان في القانون الدولي لا يوجد ما يسمى بكيانات غير كيانات الدولة، فإما هناك دولة او لا، ومشيراً الى اننا ذاهبون الى مكان حساس وقد يكون خطيراً بالنسبة للدولة اللبنانية.
وحذّر الصايغ في حديث لبرنامج "نهاركم سعيد" عبر LBCI من اننا امام خطوة واحدة من اعلان لبنان دولة فاشلة، وقال: "انا كلبناني لا اوافق على اعمال حزب الله وثلاثة ارباع اللبنانيين لا يوافقون على تدخّله في الحرب السورية وغيرها"، سائلاً "لماذا يجب ان نتحمّل المسؤولية وان نصبح رهائن لقرارات لم نقبل بها؟ وحتى خطاب القسم لا يغطي هذه التدخلات لكنه لم يُترجم على ارض الواقع، فأداء الحكومة يعطي تفسيراً اخر لخطاب القسم."
واكد الصايغ ان فكّ الارتباط بين الحكومة واداء حزب الله هو ضروري لحماية لبنان، مشدداً على ان خطوة رئيس الحكومة سعد الحريري بالاستقالة مباركة وضرورية كي لا نتحمّل مسؤولية الشراكة مع حزب الله بالتدخل بالشؤون العربية. ورأى ان اداء الديبلوماسية اللبنانية يهاجم البلدان العربية ومن ثم يتحدّث عن النأي بالنفس بالتصريح نفسه، مضيفاً "وظيفة الديبلوماسي هي الحماية وان يكون الخطاب مختلفاً عن المعتمد اليوم".
واعرب الصايغ عن قلقه من تصريحات وزير الخارجية السعودي ونظيره البحراني، وقال: "هناك تفسيرات تعطي اشارات خطيرة للمستقبل، ويجب ان ينصب الجهد لاعادة ترتيب الوضع مع الجامعة العربية، كما ان مصر تحاول لعب دور ديبلوماسي".
ولفت نائب رئيس الكتائب الى ان حزب الله جزء لا يتجزأ من المنظومة الايرانية وهو شريك لايران.
وتوقّع ان يتم تثبيت مضمون استقالة الحريري لدى عودته لبنان، وقال: "اعتقدوا انهم "سيحررون" الحريري بعملية كومندوس لتعود الامور كالسابق، ولكن يتبيّن اكثر فأكثر ان هذا المسار بدأ ولن يتوقّف".
واعتبر ان لبنان اصبح مرتبطاً بشكل وثيق بالمحاور الاقليمية ولعبة الامم وهذا ادى في التاريخ اللبناني الى حوادث عدة، وتابع: "هناك وضع يد على لبنان، لكن كل الاتفاقيات سقطت وما يبقى من التسوية هو رئيس الجمهورية فقط".
ودعا الصايغ الى حمل ملف حياد لبنان الى مجلس الامن، معتبراً ان المنظومة السياسية بيّنت انها غير قادرة على الامساك بزمام الدولة وحماية الشعب اللبناني كما يجب، ومحذراً من انه اذا أُعلن لبنان دولة فاشلة فستنهار الدولة.
ورأى ان استقالة الحريري لم تكن لحظة غضب بل لحظة تأسيسية لمرحلة جديدة، داعياً الى تحويل هذه الازمة الى فرصة. واردف: "يجب ان نفكّر كيف سيعود حزب الله الى لبنان وان يشارك في العملية السياسية، واذا لم نقم بهذه الديناميكية وبقيادة عون فنحن ذاهبون الى الخراب واعتبار لبنان دولة فاشلة والى احتمالات انهيارات من الداخل من الجانبين الاقتصادي والمالي."
ولفت الصايغ الى ان بعد لقاء الحريري برئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون، حصل اتصال هاتفي بين ماكرون ونظيره الاميركي دونالد ترامب وقال الرئيس الفرنسي خلال الاتصال انه يجب التعاون للتخفيف من هيمنة ايران ومعالجة موضوع حزب الله الذي بات يشكّل خطراً، وتابع الصايغ: "ما يعني ان هناك خطا واحدا من واشنطن مرورا بباريس وصولا الى الرياض باعتبار انه لا يمكن ان تستمر الامور في لبنان على هذا الشكل".
واستغرب الصايغ قول وزير الخارجية جبران باسيل ان سلاح حزب الله ضروري لان الجيش والدولة مقصرين، وسأل "هل يتجرأون على الاحتفال بعيد الاستقلال؟ وهل العيش بحرية وكرامة يعني افتعال مشكلة؟". ودعا حزب الله الى وضع سلاحه بيد الدولة اللبنانية، وقال: "إذا تحوّل السلاح الى اداة لفرط البلد فليتحملوا اذاً هذه المسؤولية".
واستبعد الصايغ تشكيل حكومة تكون غطاء لحزب الله، واصفاً هذا الامر بالمستحيل في السياسة.
وختم: "مستقبل هذا البلد يجب ان يكون مع اشخاص يشبهوننا، فقد تمكنا ان نقوم بنوع من الحصانة وتراكم الثقة واصبحنا نؤثر بالسياسات وبعض المواقف، وعندما يريد الخارج اخذ مواقف متعلقة بلبنان يتم اخذ رأينا من خلال السفراء الذين يزورون بيت الكتائب في الصيفي، لانهم يعرفون ان البديل في لبنان سيكون معنا ولا نعني فقط حزب الكتائب بل كل من يشبهنا".
المصدرKataeb.org


د. الصايغ: نطالب بتحرير رئيس الجمهورية من اي التزامات متّخذة سابقا ليقوم بتسوية مشرّفة مع حل مستدام MTV (17-11-2017)


د. الصايغ: نطالب بتحرير رئيس الجمهورية من اي التزامات متّخذة سابقا ليقوم بتسوية مشرّفة مع حل مستدام
MTV (17-11-2017)
لفت نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ الى ان هناك تحولا كبيرا في السياسة الدولية ووصلنا الى مرحلة اقفال الملفات في الشرق الاوسط.
وقال في حديث عبر "بيروت اليوم" من MTV:"هناك تحوّل كبير في السياسة الدولية ووصلنا الى مرحلة اقفال الملفات في الشرق الاوسط، هناك دولة بنظام فيدرالي ستقوم في العراق وننتظر النظام الجديد في سوريا وهناك انتظام للنظام الاقليمي على اساس الدولة الوطنية او القومية التي هي الضمان للامن والسلام العالميين" مشيرا الى ان السعودية تقفل ملف اليمن وهناك تهديد مباشر على امنها .
الصايغ اعتبر ان رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري لم يكن ممنونا من الكلام الذي قيل في نيويورك والعصيان الوزاري على قرار مجلس الوزراء واندفاعة التطبيع مع سوريا خارج ارادة التوافق الوزاري لافتا الى ان الضغط تصاعد على لبنان بين المواقيت المحلية والاقليمية والدولية وقد حاول الحريري تحييد الاقتصاد والقطاع المصرفي ولكن الهجمة السياسية لاخذ لبنان الى محور الممانعة استمرت رغم تطمينات الحريري الى دول الخليج.
واعتبر الصايغ ان عراضة "القومي" في الحمرا كانت بهدف القول للحريري ان الاستقالة ممنوعة وهناك عراضة اكبر بانتظارك مشددا على ان الاستقالة كانت نتيجة تراكم ووقتها الاقليمي والدولي وفك الارتباط حان .
ورأى ان القضية الاساسية هي ان الحريري قدّم استقالته والاسباب الموجبة للاستقالة موافِق عليها اقله نصف السياسيين كذلك البطريرك الراعي. وقال:"عندما تثبت حرية الحريري المطلقة ويكرر كلامه نفسه في لبنان سيكون لدي شك بأن يبقى التعاطف الشامل حوله".
وأضاف الصايغ:"كل ارادة لفصل السياسة عن الاقتصاد والسياسة عن الانماء" سائلا:"اين نحن من خطاب القسم؟ فالكلام جميل لكن الممارسة ليست كذلك".
ولاحظ الصايغ ان هناك اليوم اختلالا بالتوازن في لبنان وصدمة الحريري كانت لاعادة ترتيب التوازن الذي يجب ان يؤدي الى وضع المسائل الاساسية على الطاولة من حياد لبنان الى الاستراتيجية الدفاعية الى النزوح السوري.
الصايغ الذي لفت الى ان الفريق الآخر لن يعترف بأن التسوية فشلت بل يقول انها يجب ان تستكمل، اكد ان القديم انتهى "وفي لبنان قرفنا من كلمة تسوية ونتمنى الذهاب الى كلمة الحل المستدام والجذري والذي يريح الناس ويعطيهم الطمأنينة".
وقال:"لست في موقع الدفاع الا عن لبنان وندعو الى الحياد والمشكلة الكبيرة هو تداخل الداخل بالخارج فولاية الفقيه مسألة عضوية بنيوية وهناك علاقة بنيوية لحزب الله بايران" مشيرا الى ان فضيلة الاستقالة هي فك الارتباط بين الدولة اللبنانية ومشاريع الانغماسات في المنطقة والحروب وتصدير السلاح.
وأضاف:"هناك امر ما تغيّر وما حصل ليس حدثا عابرا انما جرى سحب الغطاء السعودي الاقليمي للحكومة والمباركة السعودية سُحِبت ولبنان اصبح مكشوفا والرد الاول يجب ان يكون تشخيصا لما حصل والاسباب".
وحذّر الصايغ من اننا ذاهبون الى وضع خطير جدا اذا لم نشعر برهبة اللحظة ولا بد من تسوية جديدة لنواجه بالوحدة الوطنية الحقّة مؤكدا ان تنفيذ القرارات الدولية منها 1559 مطلوب وتدخل حزب الله بالاقليم يجب ان ينتهي وهو اول الكلام.
وطالب الصايغ بحياد فعلي لا الحياد "المايع" والا فانّ البلد لن يقوم .
توجّه الصايغ الى وزير الخارجية جبران باسيل بالقول:" كيف تتكلّم "الناقض والمنقوض" ومن تتهم بممارسة السياسات الخاطئة والمتهورة فانت لست وزير خارجية لبنان انما فريق لبناني وما تقوم به حفلة علاقات عامة فمن اوكلك؟".
واعتبر ان باسيل تهجّم ولم يتصرّف بديبلوماسية وقال:"يتمنون ان يبقى الحريري في السعودية وان يستمروا بجولتهم في العالم لكنهم سيندمون على مواقفهم لان لبنان لا يستطيع ان يتخذ موقفا الا بالوحدة" مشددا على ان الديبلوماسية يجب ان تكون هادئة وهادفة.
وقال الصايغ:"اذا لم يقتنع حزب الله بالداخل يجب القيام بحوار مع ايران فلا نستطيع تحمّل المشكلة بين السعودية وايران".
وتوجّه الصايغ الى رئيس الجمهورية ميشال عون بالقول:"يجب ان تعرف انك اقوى رجل بالدولة اللبنانية والكلّ متحرّك وغير ثابت الا انت بحكم الدستور " مطالبا بتحرير رئيس الجمهورية من اي التزامات متخذة سابقا .
وأضاف:"اطلب من ايران وكل الدول الراعية للتسوية بتحرير الرئيس عون ليقوم بتسوية مشرّفة تؤدي الى حل مستدام في لبنان".
واذ لاحظ الصايغ ان حزب الله لا يزال العقبة بوجه الحل المستدام، اشار الى ان مرحلة الصدمة انتهت واليوم مرحلة المتابعة مشددا على اهمية الحوار الوطني الذي يعيد التوازنات .
المصدرKataeb.org


د. الصايغ: على حزب الله أن يقتنع بأن المشكلة في سلاحه وانتقاص السيادة VDL (15-11-2017)


د. الصايغ: على حزب الله أن يقتنع بأن المشكلة في سلاحه وانتقاص السيادة
الأربعاء 15 تشرين ثاني 2017 الساعة 07:36 (بتوقيت بيروت)

اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ أن رئيس البلاد من موقعه الدستوري الذي يقبض على أزمة الحكم، هو الرئيس المنتظر منه أن يحافظ على وحدة البلاد ويصون سيادتها في كل الظروف ويحافظ على الدستور في كل الأحوال، مشيرا الى ان الذي نسمعه يعبّر في كثير من المجالات عن موقف أبعد من السياسة وهو موقف مبدئي، واضاف: "كل اللبنانيين أيا كانت اعتباراتهم السياسية يحبون ألا "تتبهدل" دولتنا ورموزنا والبلد أرضا وشعبا، وأردف: "المشهد الذي نراه في لبنان مُذلّ".
ورأى الصايغ في حديث لبرنامج "مانشيت المساء" عبر صوت لبنان 100.5 أن كلام الرئيس عون يعبر عن حالة القرف التي يعيشها اللبنانيون، انما علينا ان ننتبه الى العبارات التي نختارها، فالكلام عن اعتداء كلام كبير، سائلا: "ألم يعتبر الرئيس الحريري ان الوضع في الحكومة بهدلة"؟
ولفت الى أن من أسباب الاستقالة أنّ أفرقاء السلطة جوّعوا الناس وميّعوا الدولة بحيث انتُهكت السيادة وضُربت كل مقومات الوطن، سائلا: هل نتباكى اليوم لنتائج أسباب خلقناها نحن؟
وقال الدكتور الصايغ: "من المؤكد اننا ننتظر الرئيس الحريري ليُخبرنا عن سبب عدم امكانية عودته، فهو خائف على أمنه، سائلا: هل ستتمكن الدولة من التحقيق ومعرفة سبب اختراق أمنه الشخصي، فهل من المعقول ألا نحمي رئيس حكومتنا؟
وأشار الى انه عند اللبناني حالة قرف وغضب من "البهدلة" التي وصلنا اليها.
واعتبر أن رئيس الجمهورية هو رئيس البلاد ولا يجوز ان يتذمر ويتكلم ككل الناس، فعليه أن يتخذ الخطوات المسؤولة لمعالجة الامور، لافتا الى ان الكل يُشخّص الوضع بجزئياته ولا نرى الوضع متكاملا.
وقال الصايغ: "فليدعُ نائب رئيس الحكومة مع رئيس الجمهورية الى جلسة لمجلس الوزراء غدًا ونرى ان كانت الاستقالة قائمة أم لا".
وردا على سؤال قال: "قبل تدويل الأزمة فلنعرّبها، مشيرا الى انه من المفروض أن يذهب وزير خارجيتنا الى السعودية او يرسل رئيس الجمهورية موفدا الى الرياض، مستغربا كيف لا يتجرأون على التحرك في الاتجاه الصحيح".
وتحدّث عن البيان الذي صدر أمس عن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيرني والذي أشار الى نقاط ثلاث: الأولى ان الحريري شريك، والثانية: ضرورة ان تحترم الأطراف والميليشيات في لبنان سياسة النأي بالنفس، والثالثة ان الحكومة قامت ببعض الانجازات، ولمكن بسحر ساحر اختفى في وسائل الاعلام المقطع الخاص بالنأي بالنفس.
ورأى نائب رئيس الكتائب أن الرئيس الحريري يحضر عدة الشغل ليترجم خطاب الاستقالة كما يجب، وأردف: عندما يقول البطريرك الراعي أنه مقتنع بأسباب استقالته فهذا ما نحفظه ولا نحفظ كلام من لديه حسابات كفرنسا التي لا تريد ان تُحرج ايران أو تغضبها.
وقال: "كلام البطريرك يجب تسطيره ومعالجة الموضوع يجب ان تكون جذرية فأمن الحريري مخترق"، مضيفا: "الحريري يُحضر عدّة الشغل ليترجم خطاب الاستقالة ويقول انه سيقود من موقعه العملية التي تفرضها عليه قناعاته".
وردا على سؤال عما سيقرّره الرئيس الحريري أجاب: "ليس هو من يُقرّر، دعونا لا نزايد على بعضنا البعض، فمنذ سنة ونحن ننبّه الى الانحدار، وقد لفتنا النظر الى ما يحصل، لافتا الى ان لدينا أفضل العلاقات الشخصية ونحترم عائلة الحريري وما دفعته من دماء في سبيل الوطن، ولكننا نبهنا السلطة الى انهم اخطأوا ودخلوا بمعادلة مستحيلة، مفادها أنه لا يمكن ان تأتي التسوية لمكان وسطي".
ورأى أن على الحريري أن يقوم بمراجعة أين أصاب وأين أخطأ، فنحن نتحدث عن مصير البلاد، وعلى الرئيس عون ان يقيّم ما قام به، ويقيّم خطاب القسم وأين احترم الدستور والمواعيد الدستورية؟ أين احتُرمت استقلالية القضاء وهل جرت الانتخابات الفرعية وغيرها من الاستحقاقات، مضيفا: "ان لم يقوموا بمراجعة لتغيير النهج فان كل العناوين التي ترفع للمزايدة هي عناوين بالية ستسقط عند أي امتحان كما سقطت عناوين غيرها".
وإذ أشار الى ان لبيان الاستقالة نبرته، لفت الى أنّ المطلوب في الجلسة الحوارية التمهيد لمرحلة ما بعد الاستقالة بشكل ان يتحدث الحريري بحوار سياسي لتنفيذ ما جاء في بيان الاستقالة.
وذكّر نائب رئيس الكتائب بأننا منذ الاساس اعتبرنا التسوية صفقة مصالح ضيّقة ولذلك صوّتنا ضد العقلية التي أدت لهذه التسوية، فلا احد تحدث بميثاق وطني كبير، فالعملية عملية ترتيب مصالح والشعب اللبناني بأغلبيته الساحقة ضد ما قاموا به لأن التسوية لا تشرّف الشعب اللبناني.
واكد أن كلام الحريري الذي يستعيد فيه الادبيات السيادية يُرحينا لأنه ينادي ببناء وطن، تحت شعار ثورة الارز.
وإذ شدد على أن العنفوان الكتائبي معروف، فالغضب العميق يسكن في أنفسنا، أكد أننا لسنا في لحظة تَشفّي أو نكء الجراح او وضع جردة حساب، فنحن أمام لحظة تخطي، مضيفا: فلنأخذ من كلام الحريري كلمتين، فهو اعلن في اخر المقابلة التلفزيونية ان المطلوب تسوية جديدة، وهذا يعني البلوغ او الانتقال الى حل مستدام في هذا البلد، داعيا الى أن نحول الازمة الى فرصة، فالتسوية الجديدة حل مستدام لترتيب التوازنات في البلد.
وقال الدكتور الصايغ: "لا يهمنا اذا تشاجر فلان مع فلان في الاقليم، فنحن أصغر من ارسال مستشارين وعناصر ومقاتلين الى الاقليم"، مشددا على أننا بحاجة الى اكثر من حياد الضرورة للتاكيد قبل كل شيىء على وطن الضرورة، معتبرا ان لبنان وطن ليس ككل الاوطان لان وحوده مرتبط بمعناه ودوره ورسالته، لذلك هو ضرورة للعرب ولحوار الثقافات وضرورة لأبنائه كنموذج للحياة معا، فإن لم نكن في وطن مثل وطننا علينا ان نخترع وطن اسمه لبنان، متوجها الى البعض بالقول: "لا تدخلونا في أماكن لا نحملها وغير قادرين على تحمّلها".
واعتبر ان على حزب الله ان يقتنع بأن الاستقالة (مع تحفظنا على الشكل) ليست القضية الأساس، فالمشكلة هي سلاح حزب الله وانتقاص السيادة، فان لم نعد الى جعل هذا الموضوع اولوية تبقى التوازنات في البلد هشة وتؤدي الى اللاستقرار الدائم.
ورأى ان الحكومة كانت مستمرة بتغطية كل المعاصي التي ترتكب في هذا البلد، معتبرا ان عليها ان ترحل وقد طلبنا من القوات اللبنانية أن ياخذوا الخطوة الاولى، وكان التمني بان ترحل الحكومة لأنه لا يجوز ان يغطي لبنان كل المعاصي فهذا موضوع سيادي وموضوع كرامة.
وقال: "علينا أن نفهم أن رحيل الحكومة يُسقط التسوية، ولا بد من اعادة ترتيب التوازنات كما شرحنا".
أضاف: اليوم قال الحريري انه لا يمكنه ان يتابع بما يقوم به، ولم يعد يحتمل فاستقال، وأراد ان يعاد ترتيب الامور في لبنان، مشددا على انه لا يمكن ان نأخذ البلد الى مكان واحد ونفرض ارادتنا على كل الناس بخاصة انهم لم يعطوا نموذجا صالحا في الحكم، فالسلاح غطى الفساد وقد انتقلنا من السيئ الى السوأ ومن الفراغ الى العدم ـ عدم الدولة.
واعتبر ان العهد فشل، وكل التقييمات أثبتت ذلك، فقبل استقالة الحريري حاولوا ان يعددوا الانجازات، منها اقرار الموازنة وقانون الانتخاب الذي يحتاج الى تعديل وحتى الآن لم يفهمه أحد.
ولفت الى ان الدول الاوروبية تقول للبنان لديكم انجازات عظيمة لأنها تريد للبنان ان يبقى حارسا على سجن النازحين السوريين، وهذا ما يخوّف به باسيل الاوروبيين.
ولفت الى أننا ان ألّفنا حكومة على جدول أعمال واضح يتضمن بسط السيادة والنأي بالنفس واعتماد سياسات طارئة تتعلق بالنازحين وتأمين الرفاه للبنانيين في الأشهر المقبلة فسيكون الامر إنجازا..
وعمّا نقله الوزير السابق الياس أبو صعب عن الرئيس عون، قال الصايغ: "موقف الرئيس قيل بالصوت ولا يُصصح بمستشارين بل بالطريقة نفسها، لافتا الى أننا كنا نرى الكثيرين ينقلون عن الرئيس ولا يكون لديهم التفويض لذلك".
وعن جولة وزير الخارجية جبران باسيل رأى الصايغ أنها حفلة علاقات عامة لن يكون لها أي أثر، مؤكدا أن الرئيس الحريري ليس بحاجة لهذا الحب المفرط، فهناك عملية استباقية ما، لا يطلبها الحريري فهو يتصل بقياداته هنا ويعطيها التعليمات.
وكرر: "جولة باسيل حفلة علاقات عامة لخدمة مصالح غير مصالح لبنان وهي غطاء لحزب الله فهم يعتبرون انهم دخلوا الحكومة لتغطية حزب الله، وهذه لا تخدم الغاية التي يعلنونها وهي عودة الحريري "المحتجز" فيما هو يعبر عن رأيه وغير راضٍ على ما يحصل، مضيفا: "هذه الحركة أضرت بلبنان وكل ما قاموا به يعني أنهم لا يريدون عودته".
وأردف: اليوم رئيس التيار الوطني هو وزير خارجية سابق يتصرف انطلاقا من وثيقة التفاهم، فالتسوية سقطت وكذلك اتفاق معراب والمعادلة الثلاثية وهو يتصرف من منطلق الدفاع عن مصلحة حزب الله وهو لا لا يتكلم باسم لبنان.
وتابع: هذه الحفلة شعارها كرامة لبنان لكن هدفها شبكة أمان وقائية لعدم الضغط على حزب الله لينسحب من الاقليم.
وردا على سؤال عن خارطة طريق في حال عاد الحريري أوضح أن الدستور لا يتحدث عن شكل الاستقالة، بل عن بيانات استقالة وبيان من القصر الجمهوري بقبولها، مشددا على ان الرئيس فقط يتلقى البيان ولا يقبل، فرئيس الحكومة يقدم استقالته ولا يرجو قبلوها.
ولفت الى ان العرف يقول بصدور 3 مراسيم: قبول الاستقالة، والتكليف وتشكيل الحكومة الجديدة، فالمرسوم يعطي نفاذا للبيان وهذه الأعراف تكمل الدستور الذي بقي صامتا حوا الاليات.
وأشار الى ان استقالة الحريري لم تكن فشة خلق، فهو لم يعد يستطيع ان يحكم بالطريقة ذاتها التي قامت عليها الأمور، فهو قال بتسوية جديدة وبتغيير.
وعن الكلام عن ان الحريري محتجز قال: فلنعتبر انه مقيد، فإن بيانات كتلة المستقبل عالية السقف، وهناك كتل سياسية تعتبر انه كان لا بد من ان تحصل الاستقالة، مضيفا: الأثر السياسي للاستقالة قائم ولو تراجع عنها.
واكد ان المهم انقاذ لبنان وليس الدخول الى او الخروج من تسوية، داعيا الى ان نضع خارطة طريق تقوم على الحياد، ووضع استراتيجية دفاعية والتركيز على الامور الاخرى التي تهم الاستقرار مثل مسألة النازحين السوريين.
واعتبر الدكتور الصايغ أن لبنان أمام فرصة لن تتكرّر كل يوم، وعلى حزب الله أن يتلقّفها وعلى ايران أن تعتبر انها تستطيع ان تساعد لبنان ان يكون واحة حرية ومنبرا تخاطب فيه العالم العربي والاسلامي، وانه من المهم أن يكون لبنان منبرا للتعبير عن التنوع بدل من ان يكون منصة صواريخ او ساحة صراع لا معنى لها مطالبا بأن تحدث الاستقالة الصدمة الايجابية المرجوة.


السبب وراء "صمت الكتائب".. والحلّ في تغيير نهج الحكم Lebanon Debate (15-11-2017)

السبب وراء "صمت الكتائب".. والحلّ في تغيير نهج الحكم

"ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال:

بين زحمة المواقف في القصر الجمهوريّ، ودار الافتاء، وبكركي وعين التينة، كانت الحركة خفيفة في الصيفي، عملاً بمبدأ التروّي والهدوء ومراقبة الوضع بتفاصيله وقراءة الصفحات التي قلّبتها العواصف السياسيّة بسرعة منذ استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، وذلك بدقّة أكبر، قبل أن يكسر رئيس "الكتائب" النائب سامي الجميّل حاجز الصمت يوم الاثنين، الامر الذي دفع بعض الاطراف السياسيّة الى ربط صمت "الكتائب" بعجزه وتراجعه في ظلّ هذا الوضع الحسّاس الذي يمرّ به البلد، ما سينعكس سلباً عليه في الانتخابات النيابيّة.

نائب رئيس "الكتائب" الوزير السّابق سليم الصايغ، أوضح أنّ "الحزب عبّر عن موقفه منذ اللحظة الاولى بتأييده بيان الاستقالة، وهو لا يدخل بالتحليلات والضوضاء الاعلاميّة، والمواقف الانتهازيّة الشعبويّة، فهذه كلّها تُعبّر عن عدم مسؤولية في كيفيّة التعاطي مع حدث بهذا القدر من الاهميّة والخطورة. ورأينا تماماً كيف جرى التعامل مع الموضوع، وإطلاق البيانات والمواقف التي لم تكن مبنيّة على أساس واضح ومن شأنها توريط البلد". واعتبر أنّ "الكتائب ان حكت، يُقال أنها تستغلّ الحدث للكسب الانتخابي والشعبي، وإن التزمت الصمت احتراماً لعقول المواطنين ودقّة الوضع الذي يمرّ به البلد، تُسارع بعض الاقلام والاصوات الى اعلان خسارة الكتائب سياسيّاً وانتخابيّاً وشعبيّاً".

ورأى أنّ "حسّ المسؤوليّة واجب ومطلوب في هذه الظروف، وحزب الكتائب اتّخذ موقفاً واضحاً بعد المشاورات السياسيّة ومنها لقاء رئيس الجمهوريّة، وبعد سلسلة من الاتصالات الداخليّة والدوليّة، تم تصويب البوصلة، إذ إنّ الأزمة لا تحلّ فقط بالدعوة الى النأي بالنفس، وتحييد لبنان عن صراعات المنطقة، بل من خلال ايجاد العلاج المُناسب، للخرق المُستمرّ للسيادة الوطنيّة".

وأضاف أن "هذه هي القضيّة الاهمّ التي أوصلت البلد الى الاحداث التي نعيشها اليوم، فالقرار السياسيّ اللبنانيّ الرسميّ مُصادَر ومُنتهَك من قبل "حزب اللّه"، والجيش اللبنانيّ رغم الانجازات والانتصارات الكثيرة، ممنوع عليه أن يُهلّل لخطواته التي تحمي لبنان، اما السياسة الموحّدة فهي غائبة عن الحكومة، وكذلك تلك المُتمثّلة بالشأن الخارجي، بشكل نجد فيه كيف أنّ الكلّ يغنيّ على ليلاه، وهذه الوقائع كلّها وغيرها بعد، تصل بنا الى المعادلة التي أرسيناها وتقول إنّ "السلاح يحمي الفساد.. والفساد يحمي السلاح". مشيراً، إلى أنّ "السيادة الفعليّة تؤدّي حتماً الى الاستقرار والحياد، وتمنع لبنان من أن يشكّل مصدر تهديد للأمن والسلام العالميين. فبينما نتحدّث عن النأي بالنفس بشأن الصراع السعودي الايراني، نسينا القضيّة الاساس التي تتمثّل في رسم خارطة الطريق لنزع سلاح حزب اللّه، وكلّ طرح خارج هذا السياق هو اضاعة صريحة للوقت".

ولفت الصايغ الى أنّ "الحلّ المُستدام الذي ندعو اليه لا يكون بتأليف حكومة جديدة، ولا حتّى بالانتخابات النيابيّة التي نصرّ على اجرائها، لأنّ العقليّة ستبقى ولن تتبدّل، إنّما يجب أن يرتكز على تغيير نهج الحكم، فالبلد على شفير الانهيار والانفجار، والأزمة خطيرة وتتطلّب من الجميع الكثير من الوعي والمسؤوليّة، خصوصاً بعدما عدنا بمجرّد لحظة الى الانقسام العامودي والى المواجهة بين فريقي 8 و14 آذار".

وشدّد على أنّ الحلول السريعة والطارئة المطلوبة اليوم، تتمثّل اولاً في عودة الرئيس الحريري الى لبنان لترجمة قناعاته على الاراضي اللبنانيّة، وكذلك، بضرورة أن يتّخذ مجلس الامن الدولي والاتحاد الاوروبي وما الى هنالك، قراراً بضمان حياد لبنان، بناءً على طلب رسميّ وجدّي من الدولة اللبنانيّة، اذا كانت النوايا صافية وصادقة وتريد فعلاً انقاذ لبنان وتحييده، وصولاً الى الجلوس معاً على طاولة واحدة لرسم خارطة الطريق التي تنطلق من الاستراتيجيّة الدفاعيّة، حتّى نكون أمام دولة راشدة لا قاصرة ومُقصّرة".

الصايغ اعتبر أنّ "زيارة البطريرك مار بشارة بطرس الرّاعي السعودية، هي مُباركة، وبمثابة حاجة وأكثر من ضرورة، لدحض نظريّة صراع الحضارات، فهي ليست مُرتبطة بلحظة زمنيّة أو سياسيّة بل بلحظة تاريخيّة مُهمّة جدّاً، كما أنّ عزْم المملكة ترميم كنيسة أثَرية فيها الكثير من معالم الانسانيّة، والمحبّة وحريّة المُعتقد، هو بادرة تؤسّس لإمكانيّة التواصل والحوار واحترام الرأي الاخر المُختلف في العالم العربي والاسلامي، خصوصاً في هذا الوقت الذي يُطلب فيه تصحيح مسار العودة الى التسامح، ولا شكّ أنّها ستُساهم كثيراً في ترطيب الاجواء السياسيّة والشعبيّة، على اعتبار العرب بطبيعتهم عاطفيّين ويتأثّرون بالمشهد العام".

ريتا الجمّال ليبانون ديبايت 
2017 -
تشرين الثاني -
15


mercredi 8 novembre 2017

د. الصايغ ل"المركزية": لتأكيد حياد لبنان ووضــع اسـتراتيجية دفاعيـة (07-11-2017


نؤيد الاستقالة ونعتبرها جرس إنذار و"مار مخايل" "تحد كبير"
د. الصايغ ل"المركزية": لتأكيد حياد لبنان ووضــع اسـتراتيجية دفاعيـة
(07-11-2017)
المركزية- على وقع خلط الأوراق الذي فرضته الاستقالة المفاجئة للرئيس سعد الحريري من الرياض، وفيما تترقب الأوساط السياسية ردود فعل حلفاء الأمس على الخطوة المدوية، يفضل كثيرون رصد معارضي التسوية الرئاسية، وعلى رأسهم حزب الكتائب وتموضعاته المقبلة، بعدما تسببت المعارضة التي اتبعها خلال السنة الماضية بسجالات كثيرة مع الرئيس الحريري، من جهة ومع "القوات" من جهة أخرى. غير أن الصيفي تنظر إلى الأمور من منظار أبعد يرتبط بأهمية "إنقاذ لبنان" وتأكيد الحياد ورسم استراتيجية دفاعية تنهي إشكالية سلاح حزب الله وامتدادته الاقليمية.
وفي قراءة للمشهد المحلي ، شدد نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ لـ"المركزية" على أهمية إجراء "قراءة متأنية للوضع لفهم الأسباب الموجبة للإستقالة التي نؤيدها، بعدما طالبنا بها مرارا بالجملة والمفرق. واليوم نعتبر أنها أتت في لحظة تقاطع بين استحالات محلية ودولية. على المستوى الداخلي، لم تستطع الحكومة المحافظة عى التوازنات في البلد بسبب غياب التوازن في السياسة الاقليمية، إلى جانب المحاصصة التي سببت كثيرا من الخلافات، ما يؤشر إلى أن الصفقة غلّبت المصلحة الخاصة على العامة، علما أن الاختلال في البعد الخارجي قاد لبنان إلى محور واحد، وإلى تسليم البلد إلى حزب الله"، لافتا إلى "عمل المعارضة الدائم لخلق الوعي الضروري بين الناس، لنعبر إلى تغيير فعلي لا آني، خصوصا أنها فضحت عناصر الصفقة وحملت الناس مسؤولياتهم أمام ضميرهم".
وأشار إلى أن "على المستوى الخارجي، التوازن سجل خللا كبيرا. وقد فتح ملف المنظمات التي لا تنتمي إلى دول، علما أننا نبهنا إلى أن هذه العملية ستطال كل الميليشيات، بينها حزب الله وكيفية عودته إلى لبنان، بعدما بات ذا بعد اقليمي وأجندة غير لبنانية. تبعا لهذه الصورة، اتخذ الأميركيون والعرب القرار لوقف هذه الأمور. ولا يجوز للبنان أن يصبح منصة للآلة الدعائية ضد أي بلد عربي، وهو ما كان يدفعنا إلى المطالبة بحياد لبنان.
وفي ما يخص شكل الاستقالة، اعتبر أن "استقالة الحريري حلقة في سلسلة من التراكمات. ذلك أن فيما تحدث خطاب القسم عن حياد لبنان، اتبعت الدولة سياسة خارجية لم تنح في هذا الاتجاه. وهذا الانحراف، مع اعتبار لبنان موقعا تنتصر فيه ايران، أعطى ردة الفعل العربية والسعودية القوية، علما أن ليس مشهدا جميلا أن يعلن رئيس الحكومة استقالته من الخارج. ومن المعيب أن نكون بلداً من دون سيادة، بدليل كلام مستشار المرشد الايراني. وهذا يعود إلى أن حزب الله لم يستطع أن يفصل بين التزامه الاقليمي والبعد الداخلي لعمله المحلي".
وعن المرحلة المقبلة، أكد الصايغ أن "المشهد النافر الذي أظهرته الأيام الأخيرة أتى بمثابة جرس إنذار لما يجري، علما أننا، كمعارضة ضميرنا مرتاح لأننا حذرنا من هذا المشهد مرارا، واعتبرنا شعبويين. الصفقة الرئاسية سقطت وكذلك مفاعيلها، وبقي منها رئيس الجمهورية بحكم موقعه الدستوري، وانتهى اتفاق معراب (ننتظرمن المعنيين به نعيه)، وكذلك معادلة الجيش والشعب والمقاومة، وأنا أعتقد أن التحدي الكبير قد يكون أمام التيار وحزب الله لبت مصير تفاهم مار مخايل، علما أن في إمكان عون العودة إلى خطاب القسم وإلزام الجميع بحياد لبنان، وبوضع استراتيجية دفاعية في الأسابيع المقبلة ريثما يتم تنفيذها، وإلا فإننا أمام فراغ طويل يؤسس لفوضى لن يستفيد منها البلد".
وعن التموضع السياسي الكتائبي في المشهد الجديد، أعلن أن "هذه الحكومة انتهت. نحن نعتبر أننا عارضنا نهج السلطة وطريقة حكمها وتسييب لبنان ومصالح الناس اليومية، وجميع المعنيين أكدوا أن لا رجوع عن الاستقالة، والمماطلة في قبولها تأتي لكسب الوقت لأننا أمام مأزق بنيوي، ومرحلة خلط أوراق بحثا عن أرضية مختلفة للتموضع السياسي ورسم التحالفات، والتحول الجذري الذي أحدثته الأيام الماضية يبدأ أولا بإعادة التوازنات الصحيحة للبلد لإنقاذه داخليا وخارجياً، ما يفسر أهمية الحياد المضمون دوليا، وإعادة رسم التفاهمات داخليا، واستخلاص العبر من الماضي وتشاركها مع الجميع.
وفي ما يخص الحديث عن أن الاستقالة ضربة قوية للعهد، أشار إلى أن "على العهد أن يقرر موعد انطلاقه، علما أن ليس هدفنا إفشاله أو إنجاحه بل إنقاذ البلد، ما يحتم حوارا لدرس التعامل مع السلاح وحزب الله، وأهمية الديموقراطية والحرية والاستثمارات وسواها من الاشكاليات، علما أن ما يمنع قيام لبنان هو غياب البيئة الحاضنة لذلك بفعل النهج الذي يعمل به حزب الله".

د. الصايغ في تصريح له اليوم: إنهيار الصفقة الرئاسية ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة 07-11-2017

د. الصايغ في تصريح له اليوم: إنهيار الصفقة الرئاسية ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة
07-11-2017
في تصريح له هذا الصباح، قال نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الوزير السابق د. سليم الصايغ أن مفاعيل إسقالة رئيس الحكومة سعد الحريري هي انهيار الصفقة الرئاسية ومعادلة الجيش والشعب والمقاومة وكذلك إتفاق معراب الذي لم يعد قائماً. وشرح د. الصايغ أن الصفقة التي أتت برئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى سدة الرئاسة قد انهارت بالكامل، طبعاً رئيس الجمهورية يبقى في موقعه وفق ما يقتضيه الدستور إنما العناصر السياسية التي تكثّفت بلحظة زمنية وأتت به الى الرئاسة قد تحلّلت جميعها. كذلك لقد انهارت معادلة الجيش والشعب والمقاومة كما اتفاق معراب الذي لم يعد قائماً ولا نعرف الى متى يمكن أن يصمد إتفاق مار ميخايل إزاء أزمة عميقة ليست مجرد أزمة سياسية عابرة كما ليست ازمة حكومة مختلفة على سياسات عامة بل هي سوء تفاهم كبير تاريخي بنيوي وآثاره ستكون بنيوية. وعلى الرغم من الدعوات الى الالتزام بالأصول الدستورية التي نؤيّدها ونطالب بها دائماً، لا نعرف إذا كانت كل هذه المناشدات يمكنها معالجة الزلزال الحاصل.. وتابع د. الصايغ قائلا أن الوقت اليوم ليس للتشفّي والتذكير أننا كنا على حق في موقفنا من هذه الصفقة منذ البداية كما أن الوقت ليس مناسبا للقيام بجردة حساب، إنما في الأساس لم نصدر بيانا سياسيا واحداً للمكتب السياسي الكتائبي دون أن نشير فيه الى الخلل الكبير القائم والى عدم إمكانية الاستمرار في هرطقة الفصل بين التلهي بالملفات الصغرى وترك المسألة الجوهرية السيادية جانباً. وتساءل د. الصايغ عمن يمكنه تولي رئاسة حكومة في الوضع الحالي داعيا رئيس الجمهورية الى اتخاذ موقف تاريخي ينقذ فيه البلاد ويصحّح المسار. وختم د. الصايغ بالتأكيد على أنه لا المطلوب ولا الممكن شطب حزب الله من المعادلة السياسية، وهو مكوّن أساسي ولا تمثيله ولكن لا يمكن بعد اليوم قيام مؤسسات دستورية لا تلتزم بالمبادئ الأساسية لقيام الدولة، القضية ليست بتغيير حكومي عادي، إنما نحن نرى في حزب الكتائب أن المخرج الوحيد يكمن بالعودة الى الشعب عبر الانتخابات النيابية حتى لو كان من المبكر اليوم البحث في مواقيتها وتفاصيلها، إنما جوهر المخرج يكمن في معرفة ما يريده الشعب ومعرفة موقفه من السلاح والاستقواء بالخارج واعتماد فائض القوة لفرض معادلة سياسية في البلاد.

د. سليم الصايغ لجريدة الانوار: الرئيس الحريري مؤهل لقلب الطاولة واطلاق حوار الإنقاذ(30-10-2017(


وزير كتائبي سابق يحذر من سقوط مفهوم الدولة والحكم
د. سليم الصايغ لجريدة الانوار: الرئيس الحريري مؤهل لقلب الطاولة واطلاق حوار الإنقاذ
حاوره: فؤاد دعبول وريتا الجمال (30-10-2017(
الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ، مفكر سياسي، ورائد من رواد الحداثة والتغيير، وداعية الى التحرر من رتابة الماضي وحراجة الحاضر

في حديثه الى الأنوار يدعو الوزير السابق للشؤون الإجتماعية الى التطوير في مفاهيم الدولة ويقول ان حزب الكتائب يواجه الآن تحديات تتعلق بمستقبل النظام.
ويحث الوزير السابق الرئيس سعد الحريري على قلب الطاولة واطلاق حوار بناء لان لبنان يواجه تحديات صعبة في الإقتصاد وطغيان الفساد وهيمنة حكم السلاح. وهذه وقائع الحوار:
ينشط رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل كثيراً في الفترة الأخيرة، خصوصاً على صعيد جولاته الخارجية، ليحطّ الأسبوع الماضي في موسكو، في زيارة وصفت بالمهمة. هل يحاول الجميّل إيجاد حلول وطرق لإنقاذ البلد؟!
-
لا يمكن البحث عن إنقاذ مكوّن من مكوّنات الوطن، أو جزء منه، من دون أن نفكّر في إنقاذ شامل وكامل، غير قابل للتجزئة، حيث ان لبنان مهدّد بالسقوط، سواء الإخلاقي، والمالي، والاقتصادي، والسياسي، وفي مفهوم الدولة...، فإذا سقط، لن يكون حزب الكتائب منتصراً وإن كان الحزب على الحقّ، حتى انه لا يمكن تجزئة الفشل والسقوط.
ان المطلوب اليوم، العودة الى الوطن، والإنطلاق منه واليه، لا كما يحصل اليوم، اذ يعتبر البعض انه بمجرّد فوزه في الإقليم، ينتصر في لبنان، وهو خارج الوطن، و إذا ربح في الغرب، يستطيع صرفها في بلده...
وفقاً لذلك، فإذا لم تكن الأحزاب تتمتع بالمشروعية، والشعبية الحقيقية، وتعاطف الناس الحقيقي، والخطة الإنقاذية البديلة، فمن الافضل الا تتعاطى الشأن العام ونتحدث باسم الناس، وانا وإن كنت قاسياً بحق الموالاة، لكن القاصي والداني، يعلم بأن هذه السلطة لم تحقّق الاهداف التي وضعتها، حسب معاييرها ومقاييسها، ولم تنجز ما سبق ان وعدت به الناس، والقساوة هنا واجب، وحقّ.
في المقابل، لا أستطيع كذلك ان أوفر المعارضة من تحميلها مسؤولية إيجاد الطرح البديل، حيث انه، وان لم تكن السلطة بين يديها لانجاز الحلول، لكن عليها أن تضع البرنامج البديل.
وفي هذا السياق، قد يقول لنا القاصي والداني ان المساءلة والمحاسبة جيّدة ومطلوبة، لكن لو حكمتم في ظل هذه الظروف ماذا كنتم ستفعلون؟. وجوابي سيكون، نحن غير مقصرّين في هذا الموضوع، لكن علينا ان نكون صادقين مع الناس وللمستقبل خصوصاً اننا على عتبة الإنتخابات، لنقول بأننا قادرون مع الآخرين على طرح المشروع البديل، والاّ يبقى الكلام، مجرّد كلام من دون أي ترجمة عملية له.
لذا، نحن أمام مسؤولية كبيرة لتكون على مستوى الكلام والخطاب السياسي، خصوصاً عندما توجه الانتقادات، فعلى الإناء أن ينضح بما فيه، وبالتالي، علينا أن نضع الآلية، وتنظيم الأرضية الكافية لنقد الشيء وتحقيق بديل أفضل.
منذ انتخاب النائب سامي الجميّل رئيساً لالكتائب وهو يحاول أن يعيد للحزب أمجاده. هل استطاع برأيكم الرئيس الجديد الشاب بعمره والناضج بأفكاره، أن يستعيد هذه الأمجاد سواء في جولاته الخارجية أو مواقفه الداخلية؟!
-
ان مجد الكتائب من مجد لبنان، فعندما يكون البلد في الحضيض، لا يمكن لأحد أن يدّعي المجد، فعندها كل الأمجاد تكون باطلة.
أما الكتائب فلا يمكنها الاّ أن تكون ابنة العصر وتقاوم الأمر الواقع، لأن فلسفة الحزب تقوم على مقاومة الأمر الواقع الإقليمي والدولي، الذي كان يفرض الإنتداب على لبنان تاريخياً، ويسعى الى الإنتقاص من قدرات هذا الوطن وهويته وخصائصه.
انطلاقاً من هذا كلّه، وعلى الرغم من عصر الإنحطاط الذي نعيشه، الا ان هناك بارقة أمل يعبّر عنها حزب الكتائب، حيث ان رفض الحزب للأمر الواقع، اعاده الى صلب المعادلة بين فريق يقول: نحن أبناء الكرامة والهوية اللبنانية بخصائص المقاومة، وفريق آخر، باسم الواقعية السياسية يقول: اليد التي لا تقدر عليها، قبلها، وادعي عليها بالكسر.
وفقاً لذلك، فان حزب الكتائب يستعيد مجده عندما يطالب باعطاء لبنان مجده، واعادة جيله بالشخصية اللبنانية، وتذكير اللبنانيين من هم والى أي وطن ينتمون. هنا دور الكتائب الأساسي، بغض النظر عن القضايا المهمّة واليومية والحياتية والمعيشية التي يطرحها.
وبالتالي، فاذا عمدت الكتائب الى إعادة احياء وجودها في المعادلة اللبنانية، فيعود ذلك، لانها قالت بمجد لبنان واللبنانيين، لا بمجدها الحزبي، اذ لم تطالب بأيّ حصة لها، وعندما قالت بالدخول الى الحكومة بوزن سياسي يخولها ممارسة دورها السياسي، لم تشترط حقيبة معيّنة أو حصّة ما، بل أعطت حرية الإختيار للرئيس سعد الحريري، باعطائها الحقيبة الوزارية التي يراها مناسبة، لكن في الوقت نفسه، لا يليق به او بالكتائب أو التوزير بلا أي حقيبة.
وفقاً لهذا كله، فان الإنعطافة الكبيرة التي تحدث بالسياسة اللبنانية، تظهر اليوم، أنَّ الطرح الكتائبي كان متماسكاً ويخدم المصلحة العامة ويؤسس لحالة قد تشكّل المشروع البديل والنهج الجديد للسلطة في لبنان.
القضاء السياسي
حصلت تطورات كثيرة في البلد وفي مقدمتها الحكم الذي صدر في قضية اغتيال الرئيس الشهيد بشير الجميل. ليليه الحكم أيضاً في قضية قتل القضاة الأربعة. ماذا تعني لكم هذه الاحكام التي بدأت تعيد للقضاء عدله؟!
-
ان هذا الملف برمته يمكن النظر اليه من جوانب عدة، فمن ناحية أولى، صدر الحكم في قضية الرئيس الشهيد بشير الجميّل من دون التدخل في القضاء السياسي، على اعتبار ان هذا الأخير، وان اصدر حكمه بالاستناد الى اجراءات قانونية، إلاّ ان قرار التئام المجلس العدلي في أية قضية يحدّد بمرسوم من مجلس الوزراء. وبالتالي، فان قضية الرئيس الشهيد بشير الجميّل احيلت الى المجلس العدلي بمرسوم صادر عن الحكومة، وهنا نستغرب اعتراض بعض الاطراف على الحكم، على الرغم من انهم كانوا ممثلين في الحكومة التي أحالت القضية من الأساس، خصوصاً ان القرار الظني صدر منذ زمن طويل، وكان معروفاً ومبنياً على اعترافات كاملة وشاملة، وقد يسجّل في هذا السياق، لرئاسة الجمهورية عدم تدخلها، لمنع المجلس العدلي من القيام بواجباته، علماً بأنه لو حصل هذا الأمر لكانت الفضيحة كبيرة، وقد تؤسس لفتنة أكبر.
من ناحية ثانية، ان نتائج القرار أو الحكم تؤشر الى دروس كثيرة، فهي الحدث المؤكد، وأثبتت اليقين بوجود مرتكب واضح ومعروف، وجهة مشغلة هي المخابرات السورية، وان لم يُذكر اسمها بالقرار، الا انه اشار في مضمونه الى ان الدولة هذه لها تأثير كبير في لبنان، لكن فضلوا عدم تسميتها تفادياً لنوع من الفتنة. وهذا القرار يعني كذلك الكثير للحزب، ولعائلة الرئيس الشهيد الكبرى، نتذكر كيف استشهد في بيت الكتائب، وهو يسلّم مسؤولياته ويودّع رفاقه.
وفي السياق ذاته، رأينا ردود الفعل الأخرى، وتبني حزب الله والجماعة التي تدور في فلكه، حبيب الشرتوني، واستعادة خطاب الماضي حول العمالة مع العدو، واختصار المشهد بتخوين الجزء الأكبر من اللبنانيين الذين يعتبرون الرئيس الشهيد بشير الجميّل رمزاً كبير، في تصرّف يهدف الى ضرب المفاعيل الثقافية والوطنية لمثل هذا القرار القضائي، خصوصاً انه لا يمكن لكتاب التاريخ أن يتخطى الحكم، والقضية لم تعد وجهة نظر، فالقضاء قال كلمته وباسم الشعب اللبناني، ولا أحد يمكن أن يمحو ذلك. ومن جهة اخرى، ان ضرب هذه المفاعيل يدل على ان لا حوار حقيقياً لتنقية الذاكرة فعلاً، والتأسيس لمصالحة ومصارحة حقيقية في هذا البلد، حيث ان كل ما حصل في مراحل سابقة، اهتز عند أول استحقاق من خلال تخوين الآخر.
إنطلاقاً من هذا كله، ووفق قراءتي الشخصية، أرى انه لا بد بعد ان تهدأ العاصفة، أن نجلس مع رفاقنا في الوطن كله، ونبحث في الامور التي تفرقنا، وتلك التي تجمعنا فنقرأ صفحة التاريخ لتكون تأسيسية للمستقبل.
أما بالنسبة الى القرار الصادر في قضية اغتيال القضاة الاربعة، فأنا أرى بأن المجلس العدلي بات يملك ثقة أكبر بنفسه وبدوره، بعد التنكيل الطويل بالقضاء، ليس فقط عن طريق الإغتيال الجسدي، لا بل أيضاً المعنوي، وكان آخره ما تعرض له القاضي شكري صادر، وانتفاضة القضاة للمرة الأولى في تاريخ لبنان، والتي وصلت إلى حد الإضراب، وغيرها من التطورات التي أثبتت ان ما يحمي القضاء، هو الحكم القضائي، لا التدخل، والتأثير. وبالتالي، فان ما يحمي القضاء والقضاة، هو ممارسة هؤلاء لسلطتهم شاء من شاء وأبى من أبى، وهذا المسار يجب تثبيته، ونتمنى أن يستعيد القضاء هيبته على الرغم من السلطة السياسية القائمة والفساد المستشري.
صفقة وسيادة
هل تعتقدون ان لبنان قادم على إتمام الانتخابات النيابية التي ستؤدي بدورها لولادة طبقة سياسية جديدة، انطلاقا من القانون الانتخابي الجديد؟!
-
لا أعتقد انه يمكن حصول تجديد فعلي في الحياة الديمقراطية، طالما ان السلاح يحمي الفساد، والفساد يحمي السلاح، للأسف، نحن استبدلنا السوريين بحزب الله، وانتقلنا من وصاية الى اخرى، أنا لا أريد أن أهين النواب الموجودين، فهناك بينهم نواب مناضلون يتمتعون بالكفاءة لكن المعادلة والمنظومة القائمة لا تسمح لهكذا نواب أن يعملوا. فهل مطلوب لكل نائب يعطي رأيه بحرية، أن يكون مشروع شهيد؟!
للأسف، هناك أشخاص يريدون خدمة الشأن العام، لكن هناك استحالة لحصول ذلك، على اعتبار أن الصفقة الكبرى المعقودة بين السلاح - والفساد تحول دون ذلك.
والأمر نفسه ينطبق على مجلس الوزراء، والبنود والملفات التي تطرح في جدول الأعمال، حيث هناك بعض الوزراء يعملون ضمن الهامش المسموح والمعطى لهم، من قبل الوصي الحقيقي على لبنان وهو حزب الله، فيقتصر كلامهم حول السلاح والسيادة، على القول الانشائي، ليعودوا ويستطردوا بأن الموضوع أكبر من قدرة لبنان على التعاطي فيه، ما يضعنا أمام حالة تطبيع ثقافي، وتدجين سياسي لكل الطبقة السياسية حتى تتأقلم مع واقع السلاح.
في المقابل، لو افترضنا اننا انشأنا تحالفاً وطنياً وفزنا بالانتخابات بخمسة وستين مقعداً نيابياً، فماذا سيحدث عندها؟! بكل بساطة سنكون امام تجربة شبيهة بتلك التي حصلت عام ٢٠٠٩، حيث سيُصار الى منع تأليف الحكومة، وفرض شروط بغية تحقيق معادلات داخلية وخارجية، ليأتوا بعدها برئيس حكومة بحسب رغبتهم ومشيئتهم، ويختاروا رئىس الجمهورية، وما الى هنالك من الخطوات التي تؤدي إلى تسخيف العملية الديمقراطية وتحجيم الانتخابات النيابية، على اعتبار ان اطار اللعبة ممسوك من قبلهم وبنظرهم.
المنافسة الانتخابية والمواجهة
كيف تصفون وضع الكتائب في الانتخابات النيابية المقبلة . وهل سيكون الصوت التفضيلي لصالحكم؟!
-
ان القضية ليست كتائبية، فوضع الكتائب السياسي جيد، والتحالفات مفتوحة انتخابياً، ونحن نعتبر ان الصوت التفضيلي سيصعّب عملية التحالفات، على اعتبار ان كل حزب سيضطر الى تكبير تحالفه، فيما لا مصلحة لديه في القانون الحالي الا ان يشكل لائحة وحده، وهذا يدل ان هناك دوراً للاحزاب ليكونوا الرافعة الانتخابية للحصول على الحاصل الانتخابي، انما للصوت التفضيلي عودة الى التناطح ضمن اللائحة ذاتها على حساب المشروع السياسي، والذي بسببه سيطغى العامل المحلي، والخدماتي، والزبائني، التقليدي جدا، لنبتعد عن فرصة تجديد الحياة السياسية.
وفقاً لذلك، نحن سنكون امام لائحة كبيرة وتحالف من ضمنها، من دون اي طرح سياسي، فما هو العنوان السياسي الذي على اساسه ستتم المنافسة والمواجهة؟!
للأسف، ان هذا العنوان غائب، فيما يسعى حزب الكتائب في المقابل الى وضعه، وحمله، خلال مرحلة الانتخابات وبعدها.
بالإنتقال الى علاقة الكتائب والقوات التي قد تعود المياه فيها إلى مجاريها، هل ترون بأن المشوار سيستكمل بين الفريقين في المرحلة المقبلة؟!
-
ليس هناك من حوار جدي وقائم مع القوات اللبنانية، لكن هناك تواصل، حيث ان موقف الكتائب معروف في المعادلة الحالية، فهو اما أبيض أو أسود، ولن يختار موقعه بالقطعة.
نحن في هذا السياق، نطالب كما دوماً، أن يكون هناك عمل مستقبلي تأسيسي مع كل طرف، يؤمن ويرى بأن هذا النهج لا يمكن أن يستمر، وعلينا أن نكون منسجمين مع أقوالنا، ولا نفعل الشيء ونقول نقيضه، ولا شك ان المدخل لهذا الطريق، يكمن في وجود أرضية مشتركة، ليس فقط على المستوى الكلامي بل عليها ان تكون سياسية مشتركة. فعلى سبيل المثال، نحن طالبنا القوات بأن تستقيل من الحكومة، ولو بقيت قائمة، فهذا افضل لهم وأصدق لكلامهم، فهم يتحولون الى المغلوب على أمرهم، فعلى الرغم من الفرملة التي يقومون بها في بعض الاحيان، الا ان هناك ما يطبخ خارج مجلس الوزراء ليُسقط داخله، خصوصاً بين التيار الوطني الحر والمستقبل، فيجد وزراء القوات انفسهم غير قادرين على القيام بشيء، والتغيير في المعادلة. وفقاً لذلك، وبما ان القوات، غير راضية على الاداء السياسي للحكومة، ولا تستطيع بالاداء الانمائي ان تفعل ما تريد وان توقف المخالفات، فلمَ لا تغير اذاً المعادلة. ونحن قادرون معاً ومع قوى أخرى أن نفعل ذلك، والامر يتطلب حواراً.
ومع ذلك، فان الضمير القواتي يتماهى مع الضمير الكتائبي، ورئىس القوات يعلم جيداً بالخلل، ويسعى جاهداً داخل الحزب لترميم هذه الحالة، ويعلم جيداً ايضاً تكلفة تعويم المرشح العماد ميشال عون وايصاله لرئاسة الجمهورية، وكذلك تكلفة الخروج منه، بيد ان الخروج من السياسة للدخول الى الضمير، افضل من ان تكون داخل السياسة وخارج الضمير.
ونحن نقول هذا الكلام بكل محبة ومن دون شماتة، والعملية لن تكون استعراضية وفولكلورية، فماذا ينفع ان ربحنا بالجزئيات وخسرنا الوطن؟!
انطلاقاً من هذا كله، على رئيس الحكومة سعد الحريري ان يخطو الخطوة الجريئة، والقول بأن هذه الامور لا يمكن ان تستمر، فهو الإنسان الجريء جداً، الذي حاور العماد عون في السابق، ومن ثم فعل الامر نفسه مع الوزير سليمان فرنجيه، فرشح بعدها عون، بمعنى انه اثبت في اكثر من ظرف انه قادر على قلب الطاولة، ولديه المخزون والقوة الكافية حتى بلحظات الضعف السياسي الذي يعاني منه، ان يقلب الطاولة.
وفقاً لذلك، فأن أرى ان لحظة أو نقطة الإرتكاز الاساسية بالتحولات اللبنانية، هي ليست على الساحة المسيحية بل على تلك السنية، فهناك نقطة الارتكاز، وتصحيح المعادلة الوطنية التي تبدأ أيضاً من هناك.
لذلك، فأنا أرى ان الدكتور جعجع يجب الا يكتفي فقط بالخروج من الحكومة، بل عليه أن يلعب دوره بالحوار، والسعي إلى اقناع الرئىس الحريري عند ترشيح العماد عون. عليه اقناعه اليوم، بأن الامور يجب الا تستمر كما هي الحال اليوم في الحكومة، لتنتقل هذه الاخيرة الى مرحلة تصريف الاعمال، وعندها فليتجرأ احد على تسمية رئيس حكومة آخر.