الصايغ: لا
نزال في موقع هجومي وهناك امكانية لقيام معارضة حقيقية بالاتكال على النواة التي
شكّلتها الكتائب
·
السبت
12 أيار 2018 الساعة 10:16 (بتوقيت بيروت)
اكد
نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ ان الحزب بدأ
المراجعة قبل أن تنتهي الانتخابات النيابيّة لافتا الى دراسة معمّقة وورشة للمكتب
السياسي الكتائبي تختتم نهاية الاسبوع القادم وتؤخذ بها قرارات ذات طابع سياسي
وتنظيمي.
الصايغ وفي حديث لبرنامج اليوم السابع من صوت لبنان 100.5 دعا
الى عدم الاستعجال في الحكم على الكثير من الامور، معتبرا ان شيئا من النتائج ليس
مفاجئا ولكن هناك امور فاجأتنا على المستوى الشعبي والوطني واحداها تدني مستوى
الانخراط بالعملية الانتخابية.
وقال:" كمعارضة فشلنا في أن نرفع نسبة التصويت وكنا نعوّل
على المشاركة الكثيفة للناس كي يقولوا "لا" للاداء الذي أخذ لبنان ولا
يزال نحو الافلاس التام باعتراف اهل السلطة وهذا يحتاج الى تحليل بعلم النفس
الاجتماعي كيف لمواطن ينتقد الحالة التي هو فيها لا ينتفض بطريقة حاسمة وكأن
المواطن استقال من الوطن ومهمة الاصلاح".
وشدد الصايغ على ان عدم المشاركة في الانتخابات هي اكبر صفعة
لعملية بناء المواطنة في لبنان معتبرا ان النتائج أتت بذهنية تقليدية بشكل بقيت
التوازنات في مجلس النواب كما هي والناس لم تنتخب على اساس السياسة وفضّلت التصويت
لشعارات دون مضمون وذهبت الى قضايا محلية جدا
.
وأضاف:"رأينا حجم المال الانتخابي وتأثيره الكبير ومعروف
ان الكتائب التي واجهت الموضوع كانت في حالة عدم القدرة على مواجهة الضخ الكبير من
المال الوسخ الذي أوصل ملوّثين واتمنى على الناس الا ينتحبوا لاحقا ويقولوا ماذا
حلّ بنا" داعيا الى اعادة هيكلة البنية الذهنية للملتزم الحزبي و"مفروض
على الاحزاب ان تراجع ذاتها وتسأل عن سبب عدم الالتزام".
الصايغ اكد ان الكتائب مستمر في المواجهة قائلا:"نريد
البقاء في الوطن الاصيل ونحن حزب جماهيري وواجباتنا ان ننخرط في الشأن العام ونعرف
لماذا الناس لا تقوم بخيارات غير زبائنية كما اننا نريد تعزيز الامل بالمستقبل
واحدى الدروس المهمة التي توقفنا عندها هي كيفية الدخول الى لعبة السلطة والخروج
منها بشكل غير ملوّث ".
وأوضح أن خيار المعارضة او الموالاة يأخذه الحزب بعد ان يدرس
ماذا تغيّر وقال:"اذا كان الغد كما الامس بالنسبة للسلطة القديمة الجديدة فمن
الطبيعي ان نكون في موقع الامس ولا يمكن ان نقبل بما رفضناه منذ سنتين واذا لم يكن
هناك وعد بالتغيير فماذا يغيّر حصولنا على وزير؟".
وأضاف:" اهانة لنا الدخول في الحكومة اذا كانت الامور
ستكمل كما كانت بعيدا عن التغيير والاصلاح او اقله الوعد بالاصلاح".
واشار الصايغ الى ان رئيس مجلس النواب نبيه بري يشكّل نوعا من
الضمانة للاعتدال والاستقرار في البلد و"نتمنى بعد الانتخابات ان نطوي صفحة
من الاشتباك اللبناني ونرى كيف يجب ان نعمل في السياسة لانقاذ الوطن الذي بحاجة
الى عملية انقاذية سريعة".
ورأى ان التسوية تخطّت القوات اللبنانية والسلّم الحقيقي في
البلد بات "حزب الله عون الحريري" والمفروض ان تكون العلاقة جيدة مع من
نتشارك الكثير من المبادئ كالقوات معتبرا ان التسوية اعطت الغطاء الشرعي لحزب الله
بينما كانت القوات ترى ان العملية ستؤدي الى انتاج عملية سياسية جديدة في البلد
لكنها عادت وقامت بالمراجعة.
وقال الصايغ:"لو اعتمدت القوات سابقا الخطاب الذي أخذته
في الشهر الاخير لكنّا قمنا بتحالف شامل في الانتخابات" ملاحظا ان الحريري
حافظ الى حدّ بعيد على موقعه والامور مقفلة ومحددة في التسوية السابقة بالنسبة
لعودته الى رئاسة الحكومة.
واعتبر ان هناك امكانية لقيام معارضة حقيقية بمعنى الاتكال على
نواة المعارضة التي شكّلتها الكتائب بوجه الحكومة خاصة اذا لم تعط الاداء المنتظر
منها وقال:"لولا وجود الكتائب لما استعمل احد كلمة معارضة في لبنان وترجيحي
الشخصي ان التوافق الحكومي سيكون بمن حضر لانهم كلهم ذاقوا طعم السلطة الذي يعزّز
الخدمات والزبائنية في دولة المزرعة وتوزيع الحصص والمغانم".
وتوقّف الصايغ عند معادلة ان "الفساد يغطّي السلاح
والسلاح يغطّي الفساد" مشيرا الى ان عملية تأليف الحكومة مرتبطة بالتطورات
الاقليمية و"نحن لسنا احرارا ومستقلين لانهم قبلوا ان يكونوا مرتهنين من
الاساس للعبة الاقليمية".
وشدد على ان الكتائب واجهت منفردة معركة الفساد وحربا من اهل
السلطة والمال والخفاء والظلام مضيفا:"اننا ننحني امام كلّ من خاطر وصوّت لنا
وعلى هذه الخميرة نعوّل".
وختم بالتأكيد اننا في الكتائب لا نزال في موقع هجومي ونتمسّك
بالمبادئ التي دافعنا عنها ولا نزال وتعلّمنا من دروسنا والاخطاء وبعض الفشل وغدا
يوم آخر وافضل".
الصايغ للمركزية: في المجلس الجديد سيكون سامي الجميّل أكثر
تحرّرًا من أي وقت مضى
الصايغ وفي حديث لـ "المركزية" أوضح
أننا لم نكن ننتظر أن ننال 10 نواب، والنتيجة لا تعني أننا سنستسلم، بل
الأهم يكمن في درس الأسباب التي دفعت الناس إلى عدم المشاركة بكثافة في
الانتخابات، علما أنني أعتقد أنهم لم يجدوا أنفسهم في هذا الاستحقاق، لأن قوى
السلطة نجحت في جعلهم يشعرون بالقرف من الوضع العام في البلاد.
وكشف الصايغ أن المكتب السياسي الكتائبي افتتح اجتماعاته،
وكلفني إعداد تقرير عن المرحلة السابقة تمهيدا لإجراء مراجعة تقويمية شاملة في
خلال خلوة تشهدها الصيفي السبت المقبل، لاتخاذ القرارات المتعلقة بالمرحلة
المقبلة، وهي أهم مراجعة تجريها الكتائب منذ العام 2005، خصوصا أنها تشارك للمرة
الأولى في انتخابات على أساس هذا القانون، ومن موقع معارض واضح، لافتا إلى أننا
كمعارضة، كنا نعوّل على مزيد من المشاركة الشعبية. لكن عندما لا يقترع 50% من
الناس، فهذا يعني أن 50% من الشعب غير راضٍ عن الشعارات المرفوعة اليوم، وفي ذلك
صفعة قوية إلى الذين يتحدثون اليوم عن انتصار سجلوه في الانتخابات، معتبرين أنهم
نالوا "الشرعية الشعبية". كل ما في الأمر أنهم نالوا نسبة من أصوات 50%
من الشعب، وهي نسبة المشاركين في الانتخابات، لذلك على الجميع أن يتواضعوا عند
التحدث عن النتائج التي حققوها.
وردا على الكلام عن أن نتيجة الانتخابات أتت نتيجة للخيارات
التي اتخذها رئيس الحزب النائب سامي الجميّل، بما من شأنه أن يضع مستقبله على رأس
الحزب على المحك، شدد الصايغ على أن في المجلس الجديد، سيكون النائب سامي الجميّل
متحرّرا أكثر من أي يوم مضى بالنسبة إلى الحزب الذي له من العمر 83 سنة، وعليه أن
يرفع الحزب إلى مستوى خطابه السياسي، وهو ما قاله بنفسه عندما اعتبر أنه أعطى
كثيرا من الوقت والجهد لقضايا الناس والملفات الكبرى.
وعن الخيارات السياسية الكتائبية للمرحلة المقبلة، لا سيما
لجهة التحالفات المشاركة في الحكومة المقبلة، أوضح أننا على تنسيق مع النائب
المنتخب فريد هيكل الخازن، والدخول إلى كتلة مع تيار المردة غير مطروح حتى الآن،
وإذا استمرت الأمور على النحو الذي كانت عليه في المرحلة السابقة، سنبقى في
موقعنا، لكن إذا كانوا مستعدين لطي الصفحة السابقة، فهذا يتطلب منا أيضا درس
موقعنا، واحتمالات تغييريه، خصوصا أننا لا نندم على الخيارات والثوابت التي
اعتمدناها، بدليل أن كثيرا من الوجوه المعارضة وصلت بمساهمتنا في عدد من المناطق.