mercredi 13 juin 2018

د. سليم الصايغ عبر "ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال 28-05-2018 الكتائب بين الهجوم والدفاع... يحرس مرمى المعارضة!



د. سليم الصايغ عبر "ليبانون ديبايت" - ريتا الجمّال 28-05-2018
الكتائب بين الهجوم والدفاع... يحرس مرمى المعارضة!
لم تلقَ تسمية "الكتائب اللبنانيّة" رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري لتكليف حكومة جديدة أصداءً إيجابيّة لدى أوساط مدنيّة، رأت في خطوة المعارضة الأقوى "عودة الى صفوف الموالاة من خلال منح الثقة لرأس السلطة التنفيذيّة الذي لم يسلم من سهام الحزب الكلاميّة وغيرها القانونيّة التي وجّهت الى الطبقة الحاكمة في محطّات واستحقاقات وملفّات عدّة".
وعبّرت الأوساط عن استغرابها الشديد من قرار كتلة الكتائب النيابيّة الذي أحدث صدمة سلبيّة عند مجموعات مدنيّة ومستقلّة توقّعت أن يسجّل فريق المعارضة موقفاً مُكمّلاً للنهج الذي سار عليه، واذ به يدخل في المفاوضات الوزاريّة علّه يعود الى الحكومة، على حدّ قولها.
وأشارت الى أنّ منطق "الفرصة الذي يستخدمه الكتائب سبق أن لجأ اليه في التسمية الأولى ومنحه ايّاه للحريري عند حصول التسوية، ولم ينل الأداء اعجاب الكتائب بل زاده معارضةً. من هنا كانت التوقعات بعيدة عن امكان اعطاء رئيس الحكومة المكلّف فرصة ثانية من قبل الفريق الكتائبيّ".
في المقلب الآخر، اعتبرت أوساط سياسيّة مراقبة أنّ "الكتائب خسر بعضاً من قوّته الفاعلة في المعارضة مع تقلّص عدد نوّابه وحاجته لاحقاً الى مؤيّدين لأيّ طعن ينوي التقدّم به في المرحلة المقبلة. الأمر الذي يتطلّب منه ان ينتقل الى الخطّة ب التي فرضتها عليه نتائج الانتخابات النيابيّة، في طريقة عمله المعارض والتواصل مع الأقربين اليه من حيث المبادئ والثوابت وفي اعادة ترتيب بيته الداخليّ الحزبيّ الذي تأثّر هو الآخر بمعركة السّادس من أيّار".
ورأت أنّ "خطوة الكتائب ليست سلبيّة، بل على العكس، اذ لا يريد الحزب ان يمارس معارضة عشوائيّة لمجرّد الوقوف في هذا الصفّ، بل كان واضحاً أنّ التسمية جاءت بناء على نوايا الحريري الإصلاحيّة، وستكون كما السّابق مقرونة بأدوات المراقبة والمحاسبة والمساءلة. وهذا ما يريده لبنان في هذه الفترة بالذات ان تكون الأجواء ايجابيّة وهادئة للتعاطي مع المخاطر والأزمات والظروف الصعبة التي يمرّ بها البلد".
نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السّابق د. سليم الصايغ أوضح في حديث الى "ليبانون ديبايت" أنّ "الديمقراطيّات البرلمانيّة تُعارض الحكومة أداءً وسياسةً، لا الرئاسة والأشخاص، وهنا الكثير من الخلط في هذا المفهوم، اذ إنّ المعارضة هي الصوت الذي يطرح الإشكاليّة، ويذكّر بأنّ البلد لا يقوم على التفرّد والأحاديّة، ويصوّب الخطاب السياسيّ".
وأشار الى أنّ "الكتائب خرج من دائرة الشعارات الكلاميّة، وشكّل معارضة فعليّة وجديّة، تتحرّك وبيدها سلاح القانون والمراجع الدستوريّة، فكان الطعن وابطال لمواد وقوانين كانت ستدخل البلد في كوارث حقيقيّة، والتحرّك في قضايا البيئة والكهرباء وغيرها من الملفّات. وهذا ما أجبر القوى السياسيّة على تبنّي خطابنا في الانتخابات النيابيّة الذي يحمل عناوين محاربة الفساد وهدر المال العامّ، وهو اكبر انجاز في الوقت الذي كانوا يتوجهّون الينا بالسؤال اين الفساد والهدر في الدولة؟".
وقال الصايغ "حافظنا بشكل كبير على بوصلة الإصلاح في البلد، وتمكّنا من خلال علاقاتنا وكلامنا داخل المحافل الدوليّة والسفارات في لبنان، من القول بضرورة عدم مساعدة لبنان على الانتحار بل لانقاذ نفسه. وهذا ما حصل في مؤتمر سيدر الذي وضع شروط اعتماد سلّة اصلاحات واضحة لتلقّي اي مشروع دعم، في خطوة ما كانت لتحدث لولا وجود معارضة فعليّة تضيء على الملفّات وتبعث رسائل لعواصم القرار، وكان الموضوع سينطفئ باسم المحافظة على الاستقرار".
وبعد تصويب الخطاب السياسيّ، "أتى الإنجاز الكبير مع ابطال المادة 49 التي تحمل في مضامينها توطين السوريّين في لبنان، وقد دفعنا ثمنه غالياً في الانتخابات، لكنّنا صمّمنا على متابعته وخلق رأي عام بوجهه، ونيل دعم البطريريك مار بشارة بطرس الراعي، والاتحاد العمّالي العام، وقادة رأي فاعلين.فيما لو انتظرنا وقتاً اطول لكنّا اصبحنا أمام الاف الشقق، وباتت الإقامة أمر واقع، في بلد مثل لبنان لا يدوم فيه الّا المؤقّت"، على حدّ قول الصايغ.
وردّاً على اتهام الكتائب بالدخول في مفاوضات للعودة الى الحكومة، أشار الصايغ الى أنّ "الحزب خرج من حكومة الرئيس تمام سلام بوزرائه الثلاث، دفاعاً عن القضيّة، ولم يدخل في حكومة الحريري، ولا يمكن لاحد ان يزايد عليه في الزهد بالسلطة كما الدفاع عن القضايا المدنيّة والنضال البيئي والوطنيّ".
وأضاف "اليوم صارت الانتخابات النيابيّة وراءنا والشعب قال كلمته، وعلينا ان نحترم الارادة الشعبيّة، والكتائب لن يزيح عن منهجيّة العمل نفسها، والايجابيّة في التعاطي مع تشكيل السّلطة. وسبق ان مدّ يده للعهد ولرئيس الجمهوريّة على الرغم من عدم انتخابه، وهو سمّى الحريري بعدما بات يحمل عنواناً واضحاً، ومقاربة مختلفة للمستقبل حول التعهدات الاصلاحيّة. ومن واجبنا اليوم ان نفترض حسن النيّة، ونكون في حالة ترقّب، منسجمين مع انفسنا سواء كنّا داخل او خارج السّلطة".
وأكد أنّ "القضية ليست مرتبطة بمقعد أو حقيبة وزاريّة، فلا مانع لدينا من خسارة مقاعد حتى نربح الوطن. لكن من المبكر ان نتّخذ اي موقف من الحكومة بانتظار استشارات الرئيس المكلّف وتصوّره، ومسار البيان الوزاري ومضامينه، ليجتمع المكتب السياسيّ ويصدر القرار".
ريتا الجمّال | ليبانون ديبايت
2018 -
أيار - 28


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire