samedi 25 avril 2015

د. سليم الصايغ ثورة السيسي الدينية أعطت دفعة قــوية لإنتاج خطاب عصري مستنير

مستشار اليونسكو الوزير السابق د. سليم الصايغ
ثورة السيسي الدينية أعطت دفعة قــوية لإنتاج خطاب عصري مستنير
24/04/2015 
حوار: أحمد مراد
د. سليم الصايغ يتحدث لـ «أخبار اليوم»
شدد السياسي اللبناني، ومستشار اليونسكو د. سليم الصايغ علي أن مصر تخوض حرباً ضد الإرهاب لصالح الإنسانية كلها، ولو نجحت مصر في القضاء علي الإرهاب ستنجح الإنسانية جمعاء في تخطي حالة الانحطاط التي يعيشها عالمنا حاليا، وإن فشلت مصر، فسوف ينغمس العالم كله في عصر الظلمات وقد يكون طويل الأجل.
وأكد د. الصايغ في حواره مع « أخبار اليوم « أن الرئيس السيسي ابن الربيع العربي، وابن السعي نحو الحرية، مشيدا بدعوته إلي ثورة دينية لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تشوه صورة الإسلام، مشيرا إلي أن الحديث عن تجديد الخطاب الديني كان يقال فقط في الحلقات العلمية وفي أوساط النخبة، ومن هنا تأتي أهمية دعوة الرئيس السيسي، والذي تجرأ ونقل هذا الخطاب إلي الساحة العامة، ووضع الجميع أمام مسئولياتهم سواء السلطات المدنية أو السلطات الروحية.
لا يخفي علي أحد ما يعانيه عالمنا العربي من أزمات طاحنة، ساهم غياب « ثقافة الحوار « في إشعالها، ومن هنا جاء تأسيس موقع « حاور « الذي تشرفون عليه كأول موقع يشجع علي ثقافة الحوار بين الشباب العربي.. فمن أين جاء غياب «ثقافة الحوار» ؟.. وإلي أي مدي نستطيع التغلب علي أزماتنا من خلال آلية وبرامج الحوار؟
مصر تحارب الإرهاب لحساب الإنسانية .. ولو فشلت سيسقط العالم في الظلمات
حزب الله لديه
أجندة طائفية..
ويجر لبنان لويلات الحروب والتخريب
القاهرة تسير بخطي ثابتة..
والمصريون سيصنعون معجزة الانتقــال إلي الاســتقرار
ليس هناك حل جذري لأزماتنا سوي الحوار.. ولكن لا حوار مع المسلحين
ــ في البداية لابد من الإشارة إلي أن أصول الحوار جاءت من تقاليد الشوري والنقاش التي رسخها الإسلام الحنيف منذ زمن بعيد، وفي التجارب الحديثة جاءت أنظمة سياسية إلي المنطقة العربية قمعت شعوبها، ولم تسمح لكل فئات الشعب بالمشاركة اللازمة في السلطة، وهو الأمر الذي أبعد الجمهور عن نسق الحوار، سواء الحوار مع السلطة والحكومة أو الحوار عبر المشاركة في القرار السياسي، وبالتالي ابتعدنا عن تقاليدنا الاصيلة التي تحث دائما علي الحوار.
وعلينا هنا أن نرجع إلي سيرة النبي صلي الله عليه وسلم لنري كيف كان يفضل الحوار علي استعمال العنف، وإذا كان قد لجأ إلي القتال في بعض الحالات فقد كان مكرها علي ذلك للدفاع عن النفس والأرض والدين، ولكن في أغلب الأوقات كان النبي صلي الله عليه وسلم يوصي بالحوار، وقد وضع النبي الكريم صلي الله عليه وسلم أهم وأفضل نموذج لإدارة التعددية في المجتمع الإسلامي من خلال «صحيفة المدينة» التي أعطت للمسلمين ولغير المسلمين حقوقهم، واتفق عليها المسلمون واليهود بالتراضي، وكانت بمثابة أول دستور مدني لإدارة مثل هذه التعددية، وهذا كله تحقق بالحوار.
الجماعات الإرهابية
< ولكن..بعض التيارات والجماعات تجاوزت حدود الحوار، واتجهت إلي العنف المسلح، وكونت فيما يشبه جيوش عصابات تقاتل بها الجيوش النظامية؟
- هذه الجماعات انحرفت عن الطريق السليم، وهي لن تحقق أياً من أهدافها، ولن تصمد طويلا ،فلا مفر أمامنا سوي الحوار، وأن نقبل رأي الآخر المختلف معنا ،ومن الضروري أن يتكلم الناس مع بعضهم البعض، وأن نري جميعا القواسم المشتركة التي تجمع بيننا، فقد تكون القواسم المشتركة موجودة ضمن المجتمع المتعدد سياسيا أو المتنوع ثقافيا أكثر من الخلافات التي تفرق بين أفراد المجتمع.
< يبدو أن جماعات الإسلام السياسي وبالأخص جماعة الإخوان المسلمين ذهبت إلي طريق لا عودة فيه ،وبالتالي من الصعب أن يكونوا طرفا علي مائدة حوار.. فما تعليقكم؟
- الحوار دائما مطلوب لتحقيق سلم أهلي دائم، وليس هناك من حل جذري سوي الحوار، حيث انه لايملك أي طرف في العالم القوة المطلقة، ولا يحق لأحد في مكان ما أن يسد طريق العودة إلي الوطن والعودة إلي المواطنة، لكن الإنسان الذي يجلس علي طاولة الحوار عليه أن يعترف بالآخر، ويعترف بأن الآخر قد يكون علي حق، فلا نستطيع أن نتقابل أو نتحاور مع إنسان لا يعترف بالآخر، ولا نستطيع أن نأتي بإنسان مسلح إلي طاولة الحوار، ويضع المسدس في رأسك ويقول «تعالي نتحاور»، كذلك من غير المعقول أن نأتي بإنسان لديه رهائن إلي طاولة الحوار، فالحوار الناجح لابد أن يكون «حوار بين الأحرار «، ونحن نطالب بأن يكون في مصر أو أي مكان في العالم « حوار الأحرار»، وهذا الحوار يأتي بنتيجة شرعية ثابتة يؤمن لها الاستدامة والاستمرار.
< بشكل لافت للنظر، تنامت ظاهرة الإرهاب في عالمنا العربي، وأصبحت تهدد أمنه واستقراره.. كيف تري هذه الظاهرة ؟.. وماذا عن سبل مواجهتها؟
- هناك خطتان لمواجهة الإرهاب، الأولي تتعلق بمعالجة الطوارئ، فعندما يكون هناك استعمال مفرط للعنف السياسي ينبغي علي الدولة أو النظام أن يتصرفا فورا لضبط الاستقرار، وهذه الحالة الطارئة الاستثنائية قصيرة الأمد. أما الخطة الثانية فهي متوسطة وبعيدة الأمد، وتكون المعالجة فيها باجتثاث كل ما أدي إلي بروز هذا الإرهاب، فإذا كان الجهل يكون بالتعليم، وإذا كان الفقر يكون بالتمكين، وإذا كان الموضوع في أماكن أخري تعالج الأمور بجذورها وليس بالآثار المترتبة عليها، لأننا لو تعاملنا مع الآثار فقط، فإن الإرهاب فيما بعد سيولد نفسه بنفسه دائما طالما أسباب بروزه مازالت موجودة.
علينا جميعا أن نذهب إلي آخر مدي لنصنع العدالة الاجتماعية الحقيقية، حتي يجد الناس فرص العمل، وحتي يشعر الناس بالمواطنة، وينخرطوا في العمل من أجل النهوض بالوطن سياسياً واجتماعيا واقتصاديا، كذلك ينبغي علي الأنظمة المهددة بالإرهاب أن تكون متسامحة، وفي نفس الوقت حازمة لتطبيق القانون علي الجميع، مع العلم أننا إذا لم يكن لدينا القدرة علي التسامح وتخطي الأزمات فسوف ننتج سلطة تبدأ « سلطة حق « وتنتهي « سلطة ظلم»، حيث ان معالجة التهديد بتهديد آخر والعنف بعنف آخر قد يكون خطرا كبيرا إن لم يتم معالجة الأمور برؤية شاملة.
الوضع في مصر
< وكيف تتابعون الوضع في مصر التي تخوض الآن معركة ضروساً ضد الإرهاب؟.. وماذا عن دعم اليونسكو لمصر في حربها ضد الإرهاب؟
- مشكلة الإرهاب التي تواجهها مصر هي مشكلة عالمية وليست فقط مشكلة مصرية، وهذه المشكلة تسعي باسم الدين إلي ان تفرض نظرة أحادية الجانب علي المجتمع، وهذا لا يصح بأي حال من الأحوال، فلا يمكن لأحد أن يختصر الحقيقة والحق في نفسه أو يحتكرهما لنفسه باسم كل الناس، ومن ثم تكون المواجهة ــ وهنا يأتي دور اليونسكو ــ بالثقافة والعلوم ،وليس بالصدفة أن يعقد مؤتمر « التربية علي قيم المواطنة العالمية» في القاهرة، فهذا المؤتمر أحد آليات وبرامج اليونسكو التي تساعد بها مصر في حربها ضد الإرهاب، وفي هذا المؤتمر اجتمعت نخبة من مفكري العرب لتقدم إطروحات باسم العالم العربي تنقل إلي المحافل الدولية والعالمية بحيث يعود العرب رقما صعبا في مجمل الرؤية العالمية، والتي تغطي فيما بعد مخرجات واضحة حول كيفية ضخ سياسات وتمويلها من أجل بناء المواطنة الصالحة، وهي من آليات خطة مواجهة الإرهاب علي المدي المتوسط والبعيد.
والحقيقة نحن علي ثقة بأن التجربة المصرية اليوم تسير بخطي ثابتة لتعميق دور المواطن في المشاركة في الحياة السياسية، فالمصريون الذين نزلوا في ثورتي يناير ويونيو هم أصحاب حق، وهم يحبون مصر ويحبون الجيش المصري، ومنهم من شارك في حرب أكتوبر العظيمة، وهؤلاء صنعوا مجد مصر، وسوف يصنعون معجزة الانتقال بمصر من حالة إلي حالة، مع العلم أن الجيش المصري والأحزاب والقوي السياسية في مصر هم أبناء هذه التجربة التي تسير بها مصر، وفي النهاية سوف يكتب النصر لمصر والمصريين في الحرب ضد الإرهاب.
وأود هنا أن أشير إلي أن مصر بحاجة إلي « خطة مارشال « جديدة للنهوض بها اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ونحن كمجتمع دولي لا يمكن أن نبيع مصر والمصريين بألفاظ فضفاضة وشعارات فارغة، فالشعب المصري يريد أن يعيش، ويريد تنمية حقيقية تنقله إلي حالة الاستقرار، وتقضي علي كل ظواهر العنف والإرهاب التي تتعرض لها مصر، والحقيقة أن المجتمع الدولي بدأ ــ لأول مرة ـ يقوم بواجباته الكاملة تجاه مصر من خلال مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي والذي يغطي جزءاً من المطلوب، فضلا عن أن هناك توجيهاً وترشيداً للقوي البشرية بمصر حتي يكون هناك إيمان أكثر وثقة أكثر في أن مصر كوطن ودولة من الممكن أن يتعايش فيها الجميع بحرية ومحبة، وأتصور أنه كلما ارتفع خطر أو تهديد الإرهاب سيرسخ أكثر الشخصية المصرية والريادة المصرية في مواجهة هذه الأشياء.
ونعود ونكرر أنه ليس العرب فقط هم من يتطلعون إلي استقرار مصر ونجاحها في معركة الإرهاب، فالعالم كله يتطلع إلي مصر، لأنه لو نجحت مصر في القضاء علي الإرهاب ستنجح الإنسانية جمعاء في تخطي حالة الانحطاط التي يعيشها عالمنا، وإن فشلت مصر، فسوف ينغمس العالم كله في عصر الظلمات وقد يكون طويل الأجل.
الثورة الدينية
< مع تنامي ظاهرة الإرهاب، تجددت دعوة تطوير الخطاب الديني علي الساحة العربية، وفي هذا الإطار خرج الرئيس السيسي ليعلن أننا بحاجة إلي ثورة دينية لتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تشوه صورة الإسلام.. كيف تري هذه الدعوات؟
- بداية لابد من التأكيد علي أن الرئيس السيسي لم يأت من العدم، ولم يأت من السماء، فهو ابن التجربة المصرية، وهو ابن الربيع العربي، وهو ابن السعي نحو الحرية، وهذا المخاط الذي يعيشه عالمنا العربي والداعي إلي التجديد والتطوير بدأ قبل وصول الرئيس السيسي إلي سدة الحكم في مصر، وبرنامج تجديد وتطوير الخطاب الديني نحن نقول به قبل استلام الإخوان المسلمين السلطة في مصر، وقد أصبحت عملية التجديد ضرورة في ظل التطورات والتغيرات التي يعيشها العالم من حولنا، فالحوار داخل الأسرة أصبح مختلفاً، والحوار بين المربي والتلميذ أصبح مختلفاً، ونمط المجتمع أيضا أصبح مختلفاً، وهذه الأمور كلها تحتم علينا تجديد وتطوير الخطاب الديني.
والحقيقة أن تجديد الخطاب الديني كان يقال به فقط في الحلقات العلمية وفي أوساط النخبة، ومن هنا تأتي أهمية دعوة الرئيس السيسي، والذي تجرأ ونقل هذا الخطاب إلي الساحة العامة، ووضع الجميع أمام مسئولياتهم سواء السلطات المدنية أو السلطات الروحية، ومن ثم علينا أن ندخل في الحداثة دون الخروج عن الاصالة التي يتميز بها عالمنا العربي، وقد أعطت دعوة الرئيس السيسي دفعة قوية وسوف تسرع من عملية الولادة، ولادة خطاب ديني مستنير يتواكب مع متطلبات العصر ويحافظ علي الاصالة والتراث العربي والإسلامي.
< من منطلق اهتماك وعملك في نطاق السياسات الاجتماعية.. كيف تقرأ الواقع العربي اجتماعيا ؟.. وماذا عن فكرة العدالة الاجتماعية التي نادت بها ثورات الربيع العربي التي انطلقت منذ أكثر من أربعة أعوام؟
- العدالة الاجتماعية هي «أقل الإيمان»، وهي تعني التوزيع العادل لكل موارد وإمكانات الدولة، مما يعني تكافؤ الفرص بين الناس جميعا، ونحن نتطلع إلي أن يتم «تسميد الإبداع» في مجتمعاتنا لتقوية أركان الاقتصاد وزيادة الفرص المتاحة حتي يتم توزيعها بشكل عادل، وبالتأكيد هناك مبدعون في عالمنا العربي يستطيعون أن يغيروا معالم الاقتصاد، وأن ينتجوا ثروات هائلة تحقق العدالة الاجتماعية، والحقيقة أن المشكلة ليست في عدم وجود سياسات لتطبيق العدالة الاجتماعية، فالسياسات موجودة في مصر وغيرها من الدول العربية، ولكن ليس هناك استقرار لتطبيق هذه السياسات علي أرض الواقع، فضلا عن أن الناس لم يستملكوا هذه السياسات، ومن هنا تأتي أهمية المشاركة المجتمعية، فعندما تهبط علينا السياسات بــ «البراشوت» من الفضاء، وليس هناك عملية حوار وطني تشترك فيها الفئات القادرة علي التعاون لتطبيق هذه السياسات فإننا في هذه الحالة نستنسخ فشل الماضي.
اليوم بالمساعدات الضخمة التي تأتي إلي مصر بعد مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي، سواء إن كانت مساعدات مادية أو مساعدات نوعية عبر التعاون مع القوة الناعمة من ثقافة وتربية فهذا كله من شأنه أن يفتح مجالاً أكبر للقيادة والحكومة المصرية لكي تضع ميثاقا اجتماعيا جديدا.
العدالة الاجتماعية
< ترتبط فكرة العدالة الاجتماعية ارتباطاً وثيقا بمفهوم المواطنة،وقد عُني مؤتمر اليونسكو الذي عقد في القاهرة بمفهوم جديد وشامل للمواطنة بحيث لا تقتصر علي المحلية وإنما تتجاوز ذلك إلي العالمية.. فماذا تريدون من وراء هذا المؤتمر الذي حمل عنوان « التربية علي قيم المواطنة العالمية « ؟
- بالتأكيد المواطنة ترتبط بالعدالة الاجتماعية، فالمواطن الذي لا يصله الخبز لا يشعر بأنه ينتمي إلي وطن، وبالتالي يفتقد معني المواطنة، وفي عالمنا العربي نحن نتباكي علي غياب المواطنة، والتي قد يجدها المواطن عند جماعات أخري تواعده بالمن والسلوي، ومن ثم يذهب صوت المواطن في أي انتخابات إلي هذه الجماعات التي تلبي متطلبات « معدته « وحاجاته المادية، ومن هنا تأتي أهمية التنمية باعتبارها أحدي أهم دعائم تعزيز مفهوم المواطنة، فالتنمية تتزواج مع الإنماء، والإنماء بدوره يعطي الولاء، وحتي يشعر الإنسان بالمواطنة لابد أن تحافظ الدولة علي كرامته وحريته وتلبي في نفس الوقت احتياجاته المادية.
أما المواطنة العالمية فهي مفهوم أعم وأشمل، وهي تهدف إلي تمكين الناس من الانخراط في نشاطات محلية وعالمية بهدف مواجهة وحل معضلات عالمية، ومن ثم المساهمة بصورة استباقية في جعل العالم أكثر عدالة وأمنا وسلاما وتسامحا.
كما أننا نهدف من وراء المؤتمر إلي زوال الخوف من العولمة، والقضاء علي الخوف من المفاهيم العالمية عبر ربطها ذلك كلها بالأصالة العربية والإسلامية، فالأصالة ليست انكماشا ولا تزمت ولكنها مرتبطة بالتجديد ،ومن ثم علينا كعالم عربي أن نتجرأ ونقول لدينا طرح معين لمفهوم المواطنة العالمية مرتبط بقيمنا وتراثنا وأصالتنا العربية والإسلامية، ومن خلال هذا الطرح لا نكون تابعين، ولا تسقط علينا المفاهيم إسقاطا من بعض النخب العالمية، ونكتفي نحن بأن نردد هذه المصطلحات كالبغبغاء.
حزب الله
< لا يخفي علي أحد أن تداعيات الأزمة اليمنية قد تطول لبنان، بعد أن خرج حزب الله ليعلن تحيزه لجماعة الحوثيين ورفضه للضربة العسكرية التي توجهها قوات التحالف العربي ضد معاقل الحوثيين، وبذلك يرتكب حزب الله خطأ آخر إلي جانب خطأ تدخله في سوريا .. فما تعليقكم ؟
- بداية أعتبر خطوة التحالف العربي خطوة مباركة ومطلوبة ،وكان هذا الأمر هدفا عربيا منذ تأسيس جامعة الدول العربية، ومن ثم فإن التدخل العسكري في اليمن تدخل شرعي جاء بناء علي طلب من الرئيس اليمني المنتخب، وهذا التدخل هدفه أن يحصن طاولة الحوار حتي تجلس جميع الأطراف دون استقواء بالسلاح، وهو أمر يعزز الديمقراطية التي انطلقت في اليمن والتي جاءت بالرئيس عبد ربه منصور هادي إلي سدة الحكم.
أما فيما يتعلق بتدخلات حزب الله، فنحن قلنا منذ أن بدأ الحزب يتدخل في سوريا ان هذا التصرف سوف يجر الويلات علي لبنان لأنه قرار أحادي أخذه الحزب، ورغم أنه يرفع علم الحزب في سوريا وليس علم لبنان إلا أن تداعيات هذا التدخل طالت لبنان كلها، فلدينا 20 جندياً لبنانياً مختطفون في سوريا، وهناك قصف دائم ومستمر للقري اللبنانية التي تقع علي الحدود مع سوريا، مما يدفع أهالي هذه القري للهجرة داخل لبنان، وهناك 2 مليون سوري بمعدل نصف سكان لبنان ــ يعيشون في مخيمات علي أرض لبنان، ومن ثم فإن تدخل حزب الله في سوريا يعد خطيئة كبري، فكما لا يحق للسوريين التدخل في الشأن اللبناني، فلا يحق للبنانيين أن يتدخلوا في الشأن السوري.
والحقيقة نحن في لبنان نشارك في حكومة مع أناس يقبضون علي السلاح، وبينما نسعي إلي حلحلة الأمور « بالتي هي أحسن «، يتصرف حزب الله تصرفات أخري، وأعتقد أن حل المشكلة في لبنان سوف تسقط حزب الله، ولا نريد أن يكون لهذا السقوط أي تداعيات علي الداخل اللبناني.
وفيما يتعلق بالأزمة اليمنية، أتساءل : ماذا يفعل حزب الله في اليمن ؟.. هل التزم بمساندة ومساعدة كل الثوار في الدول العربية ؟.. وإذا كان كذلك لماذا لا يقاتل مع الثوار في سوريا؟.. حزب الله يقول إن لديه أجندة سياسية، والمسألة ليست سنة أو شيعة، ولكن تصرفات الحزب تقول غير ذلك، وتؤكد أن لديه أجندة طائفية، فبحجة حماية المقامات الشيعية يتم التدخل في البداية، وبعد ذلك يستخدم كل رموز المذهب الشيعي لاستنهاض الهمم للذهاب إلي حرب باسم الغيرة علي الدين، ومن ثم نطالب حزب الله بأن يعود إلي « لبنانيته « وإلي عروبته فهو حزب لبناني كثيرا ولكنه في نفس الوقت غير لبناني كثيرا.
< تركيا التي تختلف مع إيران في سوريا، ذهبت سريعا إلي طهران بمجرد أن تم التوقيع علي الاتفاق النووي بين الإيرانيين والغرب بحثا عن مصالح اقتصادية.. كيف تفسر هذا الموقف؟
- الاتفاق النووي سحب من إيران القدرة علي تحويل القوة النووية السلمية إلي قوة عسكرية حربية مقابل سلة حوافز اقتصادية تعطي للايرانيين، وتركيا هي جزء من سلة الحوافز، فالقضية قضية مصالح في المقام الأول، فضلا عن أن تركيا التي تنتمي إلي حلف الأطلسي وتعول علي أوروبا كثيرا في تجارتها لا يمكن أن تذهب إلي إيران بمحض إرادتها وبمفردها.


samedi 11 avril 2015

د. الصايغ في عشاء ندوة المهندسين الكتائب (11-04-2015)

عشاء ندوة المهندسين
11/April/2015
أحيت ندوة المهندسين في حزب الكتائب اللبنانية عشاءها السنوي بحضور نائب الرئيس الاول الاستاذ شاكر عون ممثلا الرئيس الجميل والوزير د. السابق سليم الصايغ ممثلا النائب سامي الجميل وحشد من اعضاء المكتب السياسي والمجلس المركزي وبمشاركة حشد من المهندسين يمثلون كل الاطياف والفئات.بداية مع النشيدين الوطني والكتائبي فكلمة رئيس الندوة بول ناكوزي الذي أكد على  ثبات الندوة والمهندسين الكتائبيين على نهج مواجهة الفساد بكل الوسائل المتاحة، والمحاسبة والمساءلة ومتابعة القضايا المفتوحة حتى بلوغ خواتيمها دون مراعاة او مسايرة. وشدد على اهمية التحالفات النقابية التي تضع مصلحة المهندسين ونقابتهم في الصدارة وفوق كل اعتبار آخر. واعرب ناكوزي عن اسفه للحسابات الصغيرة التي تلهي عن الهدف الاسمى الذي يعنى بلبنان وطنياً، وبنقابة المهندسين مهنياً، رافضاً سياسة الوصاية من اي جهة اتت، وقال: ان اي تسمية لمرشح من حزب الكتائب خارج تسمية الندوة لا تعني الندوة واعضاءها واصدقاءها لا من قريب ولا من بعيد.بدوره قال الوزير د. الصايغ :"كان من المفترض ان يكون النائب سامي الجميل في هذا المكان ولكن نحن كالعصبة مجموعين دائما ولا نتكلم سوى لغة واحدة هي لغة حزب الكتائب كما أنقل اليكم أيضا تحيات الرئيس الجميل .وتابع:"ما سأقوله يأتي من تراثكم كمهندسين أنتم أحفاد المهندسين الفينييقيين الذين كانوا اول من أقاموا الاهرام المصرية و اول من حفر قناة السويس وهذا التراث يترجم في ارضنا منذ 6000 سنة.وما من هندسة من دون ابداع و ليس هناك من مهندس ناجح الا وكان لديه ابداع وكما يقول هنري زغيب أينما يكون الابداع يكون لبنان...واينما يكون الابداع هناك يد مهندس لبناني."واضاف:"انا تابعت النضال الذي قام به الرفاق في ندوة المهندسين و لا بد من التذكير بركائز ثلاثة واولها أن الندوات في الاحزاب عليها ان تعطي اداء مختلف في العمل النقابي و وبالنتيجية المطلوب من الندوة ليس فقط ان تكون سباقة  بل أن تكون القدوة والمهندسين  بامكانهم تجميع كوكبة من المهندسين يوصلون نقيبا لهم الىرئاسة النقابة.والركيزة الثانية هي انخراط المهندسين في الشأن العام لاننا نريد نوابا ووزراء ومدراء عامين و محافظين تخرجوا من ندوة المهندسين في حزب الكتائب لاننا نعرف جيدا معنى قبول الاخر ولدينا المبادئ و الحوار و هو ما يدفع بنا الى ركيزة المواطنية التي تلتزم قضية المواطن ودورنا تجاه مجتمعنا وبلداتنا ."الصايغ دعا الى تطوير انفسنا في السياسة كما يطور المهندسون أنفسهم في حزب الكتائب ونحن في الحزب جماعة الصدق ولسنا جماعة الزعبرة وهذا ما نكرهه في السياسة وفي السياسة هناك غطرسة بينما نحن اهل العنفوان هذه الكلمة التي اطلقها الرئيس الجميل في أوائل الحرب والمسؤولية بالنسبة الينا هي خدمة الناس وليس التحكم بهم.واضاف:"نسمع الكثير من الكلام عن الكتائب وكما قال شارل مالك من الطبيعي ان ترشق الكتائب لاننا نتحرك دائما ولكن كل ذلك لاننا بتنا الرقم الصعب في المعادلة الوطنية و الحزب في تجدد دائم وبألف خير ولبنان وان كان في العناية الفائقة فهو سينتصر ونحن في الكتائب مواقفنا ثابتة لانها محصنة بصلابتكم وبصلابة المهندس الذي يعمر ولا يهدم والكتائب كانت وستبقى ضرورة وطنية ومسيحية وانسانية لاننا حزب الميثاق الذي فصل بين القدرة والعدد وهو ليس حزب الدولة بالرغم من احترامه للقوانين بل هو حزب الناس المغيبة.وتابع:"حزب الكتائب ليس حزب  العائلة بل هو حزب كل عائلة تحب ان تعطي للبنان بصدق و امانة وحزب الكتائب ليس حزب المؤسس الدائم وان كان الشيخ بيار هو الملهم الدائم بل هو حزب المؤسسة المستدامة وحزب الكتائب لا يتكل فقط على تاريخه بل هو متكئ على تاريخه .حزب الكتائب ليس حزب سامي الجميل او غيره بل هو حزب البحارة وان كنا نرغب ان نوصل النائب سامي الجميل لقيادة السفينة.وعندما تكون الكتائب بهذا النبض و هذه الشفافية لا تخافوا عليها و على شفافيتها ونحن في أي حوار بين لبنانيين نعتبر انفسنا جزء ثالث في ونامل ان يصل الحوار بين القوات و التيار الى ايجاد رئيس جمهورية للبنان قادر أن يحمل مشروع لبنان الكرامة من قصر بعبدا. كما نامل أن يصل اخوتنا الشيعة و السنة بالرغم من كل التشنجات الحاصلة التي نتحفظ عليها ان يكونوا فريقا واحدا وأن يتفقوا من اجل لبنان و ليس على لبنان واليوم لا يستطيع احد ان يعزل الاخر في لبنان وفي الماضي حاولوا عزل الكتائب وراينا ما كانت النتيجة ."واضاف:" نحن في الكتائب نتواصل مع الجميع ونتكلم  بالمشاكل الكبيرة و الصغيرة و ما يحمعنا اكبر بكثير مما يفرقنا وهنا لا بد أن ارحب باخوتنا المهندسين من التيار وحزب الله الموجودين معنا اليوم وهذا دور الكتائب ان تجمع الجميع وهنا نستلهم تعاليم بيار الجميل وهكذا تكون الكتائب صمام الامان.وفي الشان الاقليمي قال الصايغ حرام ان نورط لبنان أكثر مما هو متورط و علينا أن نحب لبنان واللبنانيين وبالتالي لا يمكننا ان نعرض اغترابنا للخطر وهم الشريان الحيوي لاقتصادنا ولكن المطلوب منا الصمت البليغ في هذا الظرف الذي تمر به المنطقة وولا يسعنا الا ان نعود الى الحياد الايجابي الذي يطالب به حزب الكتائب واعلان بعبدا هو اقل الايمان ونحن نطالب بحياد دائم. وختم:" سيأتي وقت يطالب فيه الفريق الاخر اكثر منا بالحياد وبالتالي لا نستطيع ان نبني وطنا وحدنا وهكذا تعلمنا أن نقول الحقيقة مهما كانت صعبة. "وتخلل الحفل منح جائزة النائب الشهيد انطوان غانم لعميد كلية الهندسة السابق في جامعة اليسوعية  سليم كتفاغو منحته اياها ابنته رانيا غانم غنطوس التي القت كلمة عبرت فيها عن اعتزازها بتقديم هذه الجائزة لمهندس متميز رفع اسم لبنان عاليا وكان قمة في العطاء واعتبرت ان هناك رابطا بين المهندس والشهيد المهندس يبني الحجر والشهيد يبني البشر من خلال ترسيخ مبادىء الحرية والاٌستقلال والديموقراطية، وقالت لن ننسى شهدائنا الذين هم منارات تضيء دروبنا وسنظل على دربهم سائرون.كما منحت الندوة جائزة لكل من المهندس عصام فدعوس، ودرع وفاء وتقدير للرفيق المهندس عبده ربيز، ودرع للمهندس للمرحوم المهندس كمال قرداحي استلمها نجله كريم قرداحي.

نص كلمة د. سليم الصايغ في مطرانية صربا.."في زمن الصوم"

نص كلمة د. سليم الصايغ في مطرانية صربا.."في زمن الصوم"
يا إخوتي،
كلمة اليوم غير عادية، وقد كلّفني بها سيّدنا المطران  روحانا النائب البطريركي على أبرشية صربا المارونية في هذا العشاء الصيامي،
لقد أتتني إشارتان أضاءتا سبيلي  الى هذا  العشاء الصيامي، ولم أدرك المعنى الكامل لهما إلا عند كتابة هذه السطور،
 أما الإشارة  الأولى فهي عندما التقيت ريمون ناضر ولم أكن قد رأيته منذ 30 سنة في لقاء تلفزيوني ليتحدث عن مشروعه الرسولي وقد طلب أن أكون معه في الحلقة الخصصة لزمن الصيام، ولم أعرف السبب،
 أما الإشارة الثانية  فهي في مذكرة الجلب الروحية التي أتتني من سيّدنا المطران وقد طلب مني التفكير برسالة البابا فرنسيس في زمن الصوم: "على الكنيسة أن تكون جزر الرحمة في بحر اللامبالاة"... وأنا عادةً إنسان لا يصوم...

يا إخوتي،
نتلقّف إذا رسالة البابا ورجل العام المنصرم،
لا بل رجل العهد المتجدد دائماً،
ونطمإنه الى أننا في لبنان شهود على الرحمة،
 مؤتمنون على رسالة المسيح في عهد المسيحية،
 نقول لأبينا القديس في روما،
أننا في حالة إتحاد زمن الصوم مع الآخر،
 الآخر الفقير، المشرّد، النازح، المهجّر،
نحن في اتحاد مع كل مريض وسجين وعريان وعطشان وجائع،
وفي شرقنا العزيز مع كل من أُجبِرَ على ترك بيته ، أو قريته أو مدينته أو عائلته..
فحال الكنيسة في لبنان غيرها قي العالم،
 لإن هذا الوطن القوي بكنيسته
 يحتضن  مليوني نازح ونصف مليون لاجئ..ولا يزال صامدا..
هكذا كنيسة تطلق موجة الرحمة في العالم كله  لتحاصر جزر اللامبالاة حيثما وجدت!
 كما علّمنا المعلّم نكون في حالة إتحاد مع المسيح...
مع المسيح المصلوب، ومع جروحه وآلامه، وهي رمز جروح وآلام العالم...
فتكون صلاتنا رحمة، ورحمتنا فعلٌ، وفعلنا خيرٌ...

 يا إخوتي،
في الصوم معاناة إختيارية،
 إذ أنا أختار أن أصوم،
 ولا أكتفي بالتلطّي وراء المأساة التي أتحمّل كل يوم لأتفلّت من الخيار الآخر...
في الصوم أختار أن أقهر الجسد وأن أقوّي النفس،
 فيكون عذابي طوعيًا لا مفروضاً،
وفي هذا العذاب دخول الى فرح المأساة،
مؤاساة الروح  القدس لروحي،
ومؤاساة روحي لجسدي،
إذ عندما أصوم أدعو الروح، أناجيها،
أن تتغلغل فيَ، مع هواجسي وأحلامي،
أريد من الروح القدس أن يؤاسي روحي للحظة،
 كما أريد لروحي أن تؤاسي جسدي المحروم من الملذات للحظات،
 فيزيدني قدرة على الإتحاد بالعالم أجمع...ومؤاساته...
فمن دموع الحزن نرفد بحر الرحمة بوجه اللامبالاة...

يا إخوتي،
إن في الصوم دعوة،
وتذكيرٌ إن الحرمان لأسابيع هو تنبيه
 أن لا يكون لك ربان، فتعبد اثنان، الله والمال...
إن في الصوم دعوةٌ الى التجرّد من كل ما هو زائد،
من القشور كلّها،
 فالزاد هو لبابٌ من نوع آخر...
إن التجرّد من كل أوهام المادة هو دعوة
 للاكتساء بثوب يلبس الروح ويزيّنها
 قبل أن يعتني بالجسد ويجمّله....
في بحر الرحمة غذاءٌ كثير، وكساءٌ وفير...


يا إخوتي،
في الصوم تنقية للذات...
 فالرحمة تبدأ من الذات،
 بالتوبة والتوق الى المطلق الى الكمال،
 إذ من دون هذا التوق تفقد المحبة التي ترفأ وتسامح وتصلح وتعدل، تفقد كل معانيها.
فأنا أريد من الله أن يحبني أكثر،
 لكي أرتدع عن الخطيئة، وإن سقطت فيها،
 وقد سقطتُ فيها، ومن لا يسقط؟
لكي أطلب التوبة وأخرج من التجربة قوياً، معافى،
 قادراً على أن أمخر عباب بحر الرحمة غير عابئ بجزر اللامبالاة...

يا اخوتي،
في الصوم امتناع عن الكثرة،
 وأهمّها كثرة الكلام،
 فالصائم لا يثرثر،
 فتكون نعمه نعم، ولاؤه لا،
 في كل زمان وخاصّة في زمن الصوم...
أوَلم يعلّمنا المعلم أن ما يخرج من فم الإنسان هو ما يدنّسه وليس ما يدخل فيه؟
عندما تمخر عباب بحر الرحمة
 لا وقت إلا لكلام الصلاة،
 وفعل الإيمان
 والذهاب الى بر الأمان...

 يا اخوتي،
إنّ في الصوم انكسار وانتصار،
 فيه غالب ومغلوب، 
فيه قاهر ومقهور،
فيه رحمة ولامبالاة،
فيه بحر وفيه جزر،
لكن في الصوم سلام...سلام السكينة...
سكينة سفن المحبة التي بها غلب العالم...
 نعم إن في الصوم غلبة المحبة التي لا تعرف تسوية،
 إذ لا مساومة مع المسيح، ولو كان سموحاً،
 ولا مهادنة في عهده الجديد، ولو كان مسالماً،
 ولا أنصاف حقيقة، أو وجهة نظر، فهو الحقيقة الكاملة...
 فالإشارتان من ريمون والمطران
في زمن الصوم،هما لتجديد الإلتزام،
 بإشهار الإستسلام للمسيح،
والمصالحة معه تكون في الدخول الى الهيكل،
 من دون النظر الى الوراء،
ففي داخله تُسأل وتُجاب،
 في حوار مفتوح مع الله،
ومع قديسيه...  
وفي خارجه، لا سؤال يجدي ولا جواب...
لغتان، منطقان، عالمان...

فيا أخوتي،
 عندما تقرّروا أن ترفوا المرساة لتغزوا جزر اللامبالاة،
 تدخلوا عندها في مشروعه،
 تسكنوا في قلب المحبة،
لتشرِعوا القلب للرحمة...

كل صيام وانتم بخير!

الوزير السابق د. سليم الصايغ في محاضرة "أكاديمية المرأة الكتائبية"(20-03-2015)


الوزير السابق د. سليم الصايغ في محاضرة "أكاديمية المرأة الكتائبية"
د. الصايغ: نحن نطالب باعتماد مبدأ الحياد الإيجابي كفقرة في مقدمة الدستور
لبنان بحاجة الى رئيس مسيحي قوي ودستور يعطي الإطار الناظم لصلاحياته
(20-03-2015)
ألقى الوزير السابق د. سليم الصايغ محاضرة في بيت الكتائب المركزي في الصيفي، بدعوة من مصلحة شؤون المرأة في الحزب.
بداية كلمة ترحيب من مسؤولة شؤون المرأة ريتا بولس، أعلنت فيها عن سرورها بالاجتماع عشية عيد الأم "في البيت الذي يحمل قضية الوطن والعائلة والإنسان".
وقالت: "يعيش بلدنا معضلة. مجلس النواب في إجازة تشريعية والمجلس الدستوري بقي أطلالا، الكرسي الأول بلا رئيس والقصر مهجور. أين دور المسيحيين والموارنة؟ لماذا هذا التمزق الشديد في صفوف الموارنة؟"
وتحدث د. الصايغ، فاعتبر أن "سرّ حيوية المجتمع الليناني ليس التجارة ولا الصناعة ولا السياحة او النفط والغاز، إنما العائلة اللبنانية التي نفتخر بأنها تأسست حول القيم المسيحية".
وقال: "لا يمكن أن نتعاطى سياسة الا اذا تطلعنا الى الله والى مفهوم الكرامة الإنسانية، أي أن الله خلقنا على صورته ومثاله، ومن هذا المفهوم تندرج الحقوق المدنية والإنسانية والإقتصادية والإجتماعية، ومنها تتفرع حقوق المرأة".
وأضاف: "لبنان ليس وطنا عاديا، من هنا من هذه القاعة خرجت مقولة "لبنان أكثر من وطن، إنه رسالة"، والتي أطلقها الشيخ موريس الجميل وتبناها البابا القديس يوحنا بولس الثاني، ونحن مؤتمنون على هذه الرسالة التي هي موروث ثقافي روحي وحضاري وأمانة بين أيدينا".
واعتبر أن "الكتائب أكثر من حزب، إنها مفهوم مزاوج للقومية اللبنانية التي لا معنى لها الا اذا شبكت بين الله والعائلة والوطن".
ورأى د. الصايغ أن "اتفاق الطائف هو تكملة دستورية قانونية لما كان بدأ يطبق في الجمهورية الأولى، ومن أولى إيجابياته اعتراف جميع اللبنانيين بنهائية لبنان. أما في موضوع النظام والصلاحيات والتوازنات، فقد كان لرئيس الجمهورية قبل الطائف الكثير من الصلاحيات على الورق، وهذا الخلل البنيوي كرس في دستور الجمهورية الثانية، واعتبر تكريسا دستوريا للتقهقر الذي طال المسيحيين، ولكن هذا التقهقر ليس فقط للمسيحيين، إنما لكل الوطن ولكل التوازنات، لأن المسيحي عندما ينتصر في لبنان ينتصر مع الجميع، وعندما ينهزم ينهزم مع الجميع".
وأكد "أننا سنصل عاجلا أم آجلا الى إعادة نظر جذرية في النظام السياسي، مع الحفاظ على مبادىء أساسية تكرست في الطائف. نحن لا نزال كمسيحيين مجتمعا متماسكا جدا، متمكنين اقتصاديا وفاعلين جيواستراتيجيا، وليس ما يخيفنا من اعادة النظر في أي شيء في لبنان، فالمناصفة هي مصلحة اسلامية ووطنية قبل ان تكون مصلحة مسيحية، والتفاهم مع المسيحيين هو إنقاذ للمسلم اللبناني من التطرف. المسيحي ضرورة اسلامية ووطنية للبنان، كما أنه ضرورة لرسالة لبنان، ولا يمكن لهذه الرسالة ان تكتب بحبر من لون واحد، إنما بحبر كل الطوائف المؤسسة للبنان".
وقال: "لدينا وعد من شركائنا في الوطن بأنه ممنوع المس بمبدأ المناصفة، ولكن المناصفة يجب أن تكون في القرار السياسي حيث يتخذ القرار الوطني، وفي المؤسسات الكبرى وفي طريقة تشكيل السلطة وفي قانون الانتخاب. وأي خلطة وطنية تشعر المسيحي بأنه شريك النصف بتشكيل السلطة، أكانت سلطة نيابية أم حكومية أم رئاسة جمهورية، نحن معها".
وأشار الى "أننا في لبنان بحاجة الى رئيس مسيحي قوي ودستور يعطي الإطار الناظم لتلك لصلاحياته. وتابع أنه ينبغي اعادة الصلاحيات لرئيس الجمهورية لأنها ضرورة كيانية من اجل المحافظة على لبنان كوطن رسالة. كما يجب أن يكون لرئيس الجمهورية قدرة على حل مجلس النواب، مع إعطائه الحق في إعادة الإستشارات النيابية لتأليف حكومة بعد مرور اكثر من شهرين على صدور مرسوم، من دون التمكن من التأليف، كما يجب وضع مشاريع القوانين المعجلة والقوانين المعادة الى المجلس النيابي سندا للمادتين 57 و58 من الدستور على جدول أعمال اول جلسة يعقدها المجلس النيابي بعد ورودها اليه. وقال "نشعر اليوم بان هناك انتقالا كبيرا للصلاحيات الى السلطة التشريعية التي باتت كأنها تأخذ "سلطات تنفيذية"، وهذا اختلال جوهري بالسلطة، ومن الضروري تحديد مهلة دستورية واضحة لرئيس الحكومة والوزراء لتوقيع المراسيم، فضلا عن اعطاء رئيس الجمهورية صلاحية دعوة مجلس الوزراء في الظروف استثنائية، محددة سلفا، وتحديد الحالات التي يفقد من مجلس النواب ومجلس الوزراء شرعيته لمخالفته الفقرة ياء من مقدمة الدستور".
وأوضح "أننا طالبنا كحزب بأن يعتمد مبدأ الحياد الإيجابي كفقرة في مقدمة الدستور، وتعزز موقفنا باعلان بعبدا الذي قال بتحييد لبنان، نحن لا نريد التحييد انما الحياد، وندعو اي رئيس جمهورية الى أن يطبق ليس فقط اعلان بعبدا، أي تحييد لبنان، انما ان يصبح لبنان محايدا. ونقول لشركائنا في الوطن ولحزب الله ان من مصلحتكم ان يكون الحياد في لبنان".
وعرض موضوع اللامركزية الإدارية، ورأى أن "هناك بداية التزام حقيقي من اللبنانيين لإعتمادها، وأهم ما فيها انه سينبثق منها مجالس محلية منتخبة ستجعل الناس شركاء في صنع القرارات الخاصة بهم". ودعا المرأة الى المشاركة في الحياة السياسية "لأن من نتائجها حوكمة أكثر وفسادا أقل وسلما أهليا أكثر".
____________________

الحلقة الكاملة بالصوت والصورة: "أجراس المشرق" - الميادين: 25-01-2015


الحلقة الكاملة بالصوت والصورة: "أجراس المشرق" - الميادين: 25-01-2015
https://www.youtube.com/watch?v=G_A-qYdMVVI
https://www.youtube.com/watch?v=YseQmz-pOXw#t=71
الضيوف: د. سليم الصايغ -وزير سابق للشؤون الإجتماعية وعضو المكتب السياسي في حزب الكتائب اللبنانية ، والنائب فريد الخازن - نائب في البرلمان اللبناني عن كتلة الإصلاح والتغيير.
المحور الأول: الموقف المسيحي من الصراع مع إسرائيل

https://www.youtube.com/watch?v=G_A-qYdMVVI
http://www.almayadeen.net/ar/Programs/Episode/OzxCowrnpUSrFWP_HASqvg/المسيحيون-في-لبنان-والصراع-مع-إسرائيل

المحور الثاني: تداعيات الإعتداء الإسرائيلي في القنيطرة
https://www.youtube.com/watch?v=YseQmz-pOXw#t=71
http://www.almayadeen.net/ar/Programs/Episode/OzxCowrnpUSrFWP_HASqvg/2/المسيحيون-في-لبنان-والصراع-مع-إسرائيل


د. الصايغ: توحيد القوة العربية خطوة جيدة ومباركة وهي خطوة يجب تفعيله France 24

د. الصايغ: توحيد القوة العربية خطوة جيدة ومباركة وهي خطوة يجب تفعيله Mon 30 Mar 2015
الصايغ: توحيد القوة العربية خطوة جيدة ومباركة وهي خطوة يجب تفعيلها
لفت الوزير السابق د. سليم الصايغ في حديث لـ France 24 إلى ان التحالف الدولي الذي أنشئ للدفاع عن العراق ولضرب داعش كان يمكن ان يتكوّن لأن هناك قيادة غربية له، ومن الصعوبة أن تكون السعودية قائدة لتضرب العراق لما لذلك من حساسيات.
وأوضح د. الصايغ أن الوضع مختلف بالنسبة الى اليمن، مشيرا الى ان هناك امكانية لتكوين تحالف أخر تحكمه الضرورة وطبيعة ما يجري في سوريا والعراق من خلال الخطر الذي تشكله داعش وأخواتها، مضيفا: ان القوى الشرعية التي أُنتجت بعد انتخابات عبّر عنها الشعب اليمني هي التي وجّهت نداء استغاثة لتخليص ما يمكن تخليصه من المؤسسات اليمنية، واردف: إذا كل واحدة قامت بتوقيتها المناسب.
وعن القوة العربية رأى الصايغ ان هناك نوعا من الصحوة او الغبطة لهذه القضية أو أي قضية اخرى، معتبرا ان توحيد القوة العربية خطوة جيدة ومباركة وهي خطوة يجب تفعيلها