د. الصايغ: البديل عن الضرائب هو الإصلاح وضبط الفساد والهدر لتمويل السلسلة
السبت 18 آذار 2017 - صوت لبنان
السبت 18 آذار 2017 - صوت لبنان
اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ انه يتم تظهير وكأن الحكومة بألف خير وان الكل اتفق لتشكيلها قبل الوصول الى موضوع السلسلة والضرائب، في حين ان السلطة كانت عرجاء منذ البداية والتسوية السياسية تطرقت الى كل شيء ما عدا السياسة. واشار الى ان الكتائب حذّرت منذ البداية من ان التسوية السياسية ستتعرض للاهتزاز عند اول امتحان وهذا ما يحصل منذ اكثر من شهرين، ويجب الا نتفاجأ اليوم ان الوضع هش فالمعادلة التي وصلت مستحيلة وهي مولّدة للازمات التي لن يكون لها اي نهاية لان لا اتفاق على طريقة ادارة البلد ولا الى اين نريد ايصال البلد.
د. الصايغ وفي حديث لبرنامج "صالون السبت" عبر اذاعة الشرق، رأى ان رئيس الحكومة سعد الحريري غير مضطر لتحمّل كل مترتبات وتداعيات ما حصل ويحصل منذ 12 عاماً. وذكّر ان حزب الكتائب لم يمنح هذه الحكومة الثقة، واكد انه "اذا انتقدنا سياسة الحكومة لا يعني اننا ننتقد الحريري بشخصه". وقال: "نحن ضد نهج وسياسة وطريقة التركيب المتسرعة لهذه الموازنة التي لم تضع اي تصور اصلاحي ورد في باريس 1 و2 و3، والحريري يعرف تماما ما هي سلة الاصلاحات المطلوبة من لبنان".
ولفت الى ان البلد تعطّل لعشر سنوات والمعطّل معروف، سائلا "هل لملمة البلد تكون بحكومة كل وزير يغني فيها على ليلاه؟ وكل وزير يهدد من جهة ويفرض امور من جهة اخرى كما لا يجري التطرق الى احترام القرارات الدولية وعلاقتنا بدول الخليج".
ورأى الصايغ انه لدى الاختلاف على النظرة الاقتصادية الحل يكون بالحوار. ورداً على اتهام نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري للكتائب بتعطيل الجلسة الاخيرة قال الصايغ: "فليسمح لنا مكاري وليرى حلفاؤه في الحكومة والنواب الذين عطّلوا النصاب".
وسأل "لماذا لا نوقف الهدر والفساد من المرافق المكموشة من قبل بعض الفرقاء وليس من قبل سلطة الدولة"، معتبراً ان ضبط الجمارك وايقاف التهرّب يسمح بتمويل السلسلة، ومشدداً على انه لا يجوز اليوم ان يدفع اشخاص الضريبة والجمرك وان يتهرّب اخرون منها.
وتحدّث الصايغ عن وجود صراع في الحكومة، مشيراً الى ان رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع طالب بخصخصة الكهرباء وهدد بالخروج من الحكومة اذا لم يتم لحظ الموضوع في الموازنة، لكن رأينا انه تم الانتهاء من الموازنة وستقرّ من دون لحظ هذا البند، كما سبق للحريري ان قدم في حكومة 2012 مشروع PPP او الخصخصة لكن تم ايقافه".
وشدد على ان البلد لا يحكم بعصى سحرية لكن اكبر ضربة للحكومة كانت انكفاء رئيس الجمهورية عن خطاب القسم وهو يحاول اعطاء تطمينات انه مازال ملتزما به لكن الكلام والاداء اعاد لبنان الى نقطة الصفر في علاقات لبنان مع دول الخليج التي هي الشريان الحيوي للبنان، لافتاً الى تقارير تصلنا من اهم مراكز الدراسات في العالم تتحدث عن هشاشة الوضع والاستقرار في لبنان، وقال "في ظل هكذا مستجدات لا يمكن الا ان نكون بقلب 14 اذار".
ورداً على سؤال حول التطوّر الاخير على خط سوريا-اسرائيل، رأى الصايغ ان سوريا لا تملك القدرة الصاروخية على تخطي اجهزة التشويش الاسرائيلية. ولفت الى ان روسيا لا تعرف تماما ما الذي سيفعله الرئيس الاميركي دونالد ترامب، ولا اتفاق معه على مختلف ملفات الشرق اوسطية واوروبا والصين وطالما لا يوجد اتفاق روسي-اميركي هناك محاولة لتسريع الامور على الارض تحضيرا للقمة بين بوتين وترامب عندها ستتدحرج الامور." واشار الى ان اسرائيل حذّرت انها ستربط الساحات وان اي عملية ستحصل في المستقبل ستكون في الجولان ولبنان وكل الساحات.
واعرب الصايغ عن اسفه لاننا امام ربط لبنان بشكل وثيق بوحدة المسار والمصير لان هناك عدم اتفاق لبنانيا في موضوع السيادة، معتبراً ان التسوية التي حصلت لم تتطرق الى موضوع السيادة.
وعن زيارة باسيل واشنطن، حذّر الصايغ من خطورة عدم وجود سياسة خارجية واضحة للبنان وسأل "هل هناك قرار وتنسيق مع الحكومة ورئيسها للكلمة التي سيلقيها؟ ماذا سيقول للادارة الاميركية، هل سيتحدّث عن الحياد؟ هل سيتحدث باسم كل الحكومة او نصفها خصوصاً ان هناك من يرفض الدفاع عن النظام الرئيس الاسد الذي ارهب وضرب شعبه كما يصدّر الارهاب. لماذا لا يشارك رئيس الحكومة السني المعتدل والذي يراس اكبر كتلة نيابية؟"
اما في شأن قانون الانتخابات النيابية، فجدد التأكيد ان قانون الـone person one vote جيّد، مؤكداً ان الكتائب منفتحة على كل مشاريع القوانين شرط ان تؤمّن صحة التمثيل.
واعتبر ان تقسيم لبنان الى 128 دائرة يؤمّن صحة التمثيل، لان في هذه الحالة يعرف الناخب المرشح ما يحجّم البوسطات. وعن دعوة وزير الداخلية نهاد المشنوق الهيئات الناخبة، قال الصايغ "وزير الداخلية يقوم بواجباته لانه مؤتمن على المواعيد والمهل، والدعوة يجب ان تحصل، ونحن امام ازمة سياسية ودستورية في ظل تأكيد رئيس الجمهورية انه لن يوقع على دعوة الهيئات".
وتابع "للمرة الاولى في العالم يهدد رئيس للجمهورية بالفراغ، مهما كانت النظريات الدستورية"، مؤكداً ان هناك اجماعاً بين القوى السياسية على رفض قانون الستين، وهناك صيغ كثيرة تطرح. وتابع "ما يهمنا هو الحفاظ على لبنان المعتدل واذا اردنا ايصال اكثر مرشح متديّن فسنصل الى بلد نبني فيه حيطان وخنادق بدل الجسور".
وبالانتقال الى موضوع سلسلة الرتب والرواتب وفرض الضرائب، اكد نائب رئيس الكتائب ان الانجاز الاهم اليوم هو ان سلة الضرائب كما هي مطروحة قد توقفت، وقال "هذه الضرائب ليست جيدة لان هناك سارقون معروفون وهدر معروف ونشدد على ضرورة ايجاد ايرادات اخرى".
واعلن ان من عطّل الجلسة التشريعية الاخيرة هي قوى اخرى لانها رأت ان هناك ضرائب لا تعجبها، كاشفاً عن وجود قرار اتُخذ مسبقاً بتعطيل النصاب.
وتطرّق الصايغ الى ملف النفايات، الذي جدد وصفه بأنه اكبر جريمة بيئية ترتكب بحق اهالي ساحل المتن، كما ان معدلات الاصابة بالسرطان تسجّل في لبنان هي الاكبر بالشرق الاوسط. ورأى ان هناك حمايات للمافيات السياسية وقد نخسر دعوى او اثنين، لكن هذا الامر لا يهم. وقال "يسوق لاقامة محرقة في بيروت، واجري مؤتمر صحافي امس برعاية الحريري تم في خلاله التأكيد على ان المحارق ستشكل كارثة". كما اشار الى وجود توصية من الاتحاد الاوروبي بايقاف المحارق، في وقت تدفع المليارات في لبنان لتسويق المحارق.
ودعا الصايغ الى ايقاف الضرائب، مشدداً على ان البدائل موجودة وتطبّق بفترة قصيرة من خلال ضبط الجمارك والمطار والمرفأ وايقاف الهدر والفساد، وقال "من عطّل جلسة مجلس النواب هو الذي يتحمّل المسؤولية، ونحن نتشرّف بالنزول الى الشارع، ويحب ان يعتادوا ان في لبنان معارضة تريد القيام بدورها". واعتبر ان الكلام الاخير الذي سمعناه لا يطمئن فهو يرتقي الى مستوى التهديد.
ولفت د.الصايغ الى ان اهل اسلسلة يعرفون ان هدف التحرك ليس ضرب السلسلة، مشدداً على انه لا يمكن وضع سلة ضرائب شاملة لتمويل امر واحد فهناك مبدأ شمولية الموازنة والضرائب. ورأى انه اذا اجريت السلة الاصلاح تحت الضغط الاجتماعي، وهي ممكنة، فلا يوجد ما يمنع الدولة من تمويل السلة جزئياً وفوراً، ويمكن ان تسدد ما اقترضه خلال عام من خلال الاصلاحات
وإذ اكد ان السلسلة ستُقرّ، لفت الى ان الضرائب لن تستطيع تمويلها لانها ستؤدي الى انكماش اقتصادي ولن تضبط التهرّب. مذكراً بحديث لوزير المالية تحدث فيه عن وجود مبلغ 700 مليون كهدر جمركي.
وحذّر نائب رئيس حزب الكتائب من انفجار اجتماعي ستطال تردداته الجميع ولا احد مستفيد سياسيا من هذا الامر، داعياً لاعادة تاهيل السياسة وتحديد المواضيع التي نتفق عليها.
المصدر: Kataeb.org