د الصايغ عبر "المستقبل": حضّرنا طعناً لا يوقف خطة الكهرباء بل يعيد النظر بالحوكمة.. وتصريح وزير الدفاع نقطة سوداء في سجل الحكومة
السبت 27 نيسان 2019
رأى نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور سليم الصايغ أن اطراف
الحكومة لم تتفق بعد على نظرة موحدة للموازنة، التي أمامها مرحلتين: الأولى في
الحكومة، والثانية حسب ما أكد لي رئيس لجنة المال النائب ابراهيم كنعان انه مصر
على ممارسة مجلس النواب سلطته التشريعية والرقابية بالكامل، وتابع الصايغ
"الامور ما زالت في بداياتها لا في خواتيمها، وكل ما يُحكى اليوم افكار مجتزأة
يجب درسها بهدوء ورؤية مدى احترام التدابير التقشفية للعدالة الاجتماعية وليس فقط
عدم الاقتطاع من الرواتب بل هل من ضريبة تصاعدية على الناس؟ وغيرها من الأمور."
الصايغ وفي حديث لبرنامج "بيروت اليوم" عبر المستقبل،
جدد التأكيد ان الكتائب اخذت على عاتقها ان تكون معارضة بنّاءة، مشدداً على اهمية
ان يكون هناك نهج اصلاحي، موضحاً ان هناك امورا ايجابية واردة في الموازنة مثل
توقيف الامتيازات الخدماتية التي يستفيد منها بعض الموظفين بعد التقاعد، أما حجمها
المالي فهذا امر يجب ان يدرس لرؤية ما اذا كان كافيا.
وإذ لفت الى انه يبدو ان هناك بوادر نهج جديد، دعا الى اثبات هذا
الامر. واوضح ان عجز الموازنة الذي تراكم من سنة لأخرى تخطى الـ40 – 50% عن
المفروض، مشيراً الى ان العجز قد يتخطى هذا العام 8 أو 9 مليار، وهذا الامر يحتاج
ليس فقط الى تدابير صغيرة بل يجب ايجاد مداخيل سريعة.
ودعا الى اعطاء مؤشرات واضحة وليس مجرد كلام معسول، مثل الكهرباء.
وتطرّق الى خطة الكهرباء، وقال "ورد فيها امور مطمئنة واخرى مقلقة، مثل
الهيئة الناظمة وعدم اعطاء ادارة المناقصات السلطة." وتابع الصايغ في هذا
السياق "حضّرنا طعنا لا يوقف خطة الكهرباء لكنه يعيد النظر بالحوكمة فإدارة
المناقصات لا تملك أي سلطة وباتت كشاهد زور لأن السلطة باتت محصورة بيد اللجنة
الوزارة".
وأردف "هذا الأمر اعتبرناه "تمريقة كبيرة" ونترك
الامر للمجلس الدستوري لكي يحكم بالموضوع، كما لدينا اعتراض على التمرير الهوائي
لخطوط التوتر فوق المنازل في المنصورية وعين سعادة وراسلنا المجتمع الدولي بهذا
الموضوع لابلاغه ان اموال سيدر تضرب الحق بالسكن والصحة في لبنان وتصيب أكثر من 44
ألف شخص خلافاً لما تقوله وزير الطاقة التي ثبّتت السياسات الماضية."
وأكد ان المخرج موجود في المنصورية، وكلفته ليست باهظة وعوض دفع
بدل استملاكات يمكن مدّ الخطوط تحت الأرض والمحافظة على صحة الشعب، مشيراً الى ان
لبنان بات فيه النسبة الأكبر من أمراض السرطان بسبب هكذا سياسات.
وشدد الصايغ على ان الناس لم تعد تصدّق إلا بالإنجاز ولو كان
صغيراً، ويجب ان تكون السلطة صريحة مع الناس، معتبراً ان الموازنة ليست دفتر
حسابات، والنظرة الاقتصادية تستند الى رؤية وتصور سياسي عند اهل الحكم وهذا ما
نفتقده ويجب وضع نظرة متوسطة وطويلة الامد لاقناع الشعب والجهات الدولية بمسارنا.
وتمنى ان يخرج وزير الاقتصاد ويعلن عن الخطة الاقتصادية.
واعتبر انه اذا بقي الاتحاد العمالي بعيدا عن التأثيرات السياسية
يمكن لتحرّكه ان يؤثّر على السلطة. وقال "على الحاكم ايا كانت هويته السياسية
ان يشعر ان الكرسي التي يجلس عليها مدين بها للناس، وليس فقط لتسويات فوقية وعابرة
بل يجب ان يجلس على قيم الجمهورية".
وشدد على ان التظاهرات العمالية الكبيرة يجب ان تكون اشارة للحكم
وللأحزاب السياسية لكي تشعر بالضغط وبان الناس غير راضية وانه يجب القيام بأمور
حاسمة للتغيير.
وبالانتقال الى زيارة رئيس تيار المردة على رأس وفد بيت الكتائب
المركزي في الصيفي، قال الصايغ "لهذه الزيارة رمزيتها السياسية، فالمردة تيار
ضمن فريق الحكومة وهو يزور مركز المعارضة في لبنان للبحث في الشؤون السياسية وهموم
الناس وهناك توافق ان من خلال موقعنا السياسي هناك مواضيع نتّفق فيها مع احزاب في
الحكم".
وتابع "هناك اليوم محاولات منذ التسوية الرئاسية لمصادرة
القرار، وبات اليوم التيار الوطني الحر يتحدث باسم المسيحيين، لكن هذه الاحادية لا
تؤدي الى نتيجة ولم نعتاد عليها في لبنان خاصة في الساحة المسيحية المعروفة
بتعدديتها، والزيارة اشارة لمن يريد ان يرى ويسمع ان الكل قادر على قلب الطاولة
لان في لبنان لا تسير الامور الا باحترام موازين القيم التي تجمعنا وهي اشارة
واضحة ان اللعبة السياسية ليس مقفلة والخيارات كذلك".
وشدد نائب رئيس حزب الكتائب على أن "هدفنا اليوم تركيب معارضة
ضد الحكومة".
وتطرّق الصايغ الى تصريح الوزير الياس أبو صعب الأخير من الجنوب،
مشيراً الى ان وزير الدفاع تحدث عن الحدود ووعد بأن البحث في الاستراتيجية
الدفاعية سيتم بعد ان يشعر حزب الله ان الجيش حاضر لاستلام الحدود. وتابع الصايغ
"بو صعب هو وزير الدفاع ويجب ان يتحدث عن اولوية الجيش".
وأكد الصايغ انه يشجب الكلام الاخير لوزير الدفاع وإعتبره نقطة
سوداء في سجل الحكومة وهذا الكلام يؤسس وحده لمعارضة سيادية.
ولفت الى ان المشكلة ليست بوجود حزب الله في الحكومة، فالكتائب
شاركت في حكومة فيها حزب الله لكننا لم نشارك يوما في حكومة فيها اغلبية لحزب
الله، واليوم هناك 18 وزيراً يؤثر عليهم الحزب.
وتابع الصايغ: بدأنا النضال مع باقي الفرقاء في 2005 بعد استشهاد
الرئيس رفيق الحريري وقدمنا شهداء ثورة الارز لرفض نهج الاستسلام ومن ثم تم ابتداع
نهج ربط النزاع، ويجب الاختيار بين التسليم والنكران والتعامل بأمر واقع، لكن نحن
قررنا المواجهة بالعدة التي بحوزتنا".
وشدد على ان الاستراتيجية الدفاعية تعني حماية لبنان تحت امرة
الجيش وتحويل كل الطاقات والميليشيات إما الى حزب سياسي مدني او الى قوى مسلحة
تنخرط في الدولة اللبنانية. واشار الى ان الامين العام للامم المتحدة والنقاشات
الحاصلة في مجلس الامن تتحدث ان رئيس الجمهورية اعلن في خطاب القسم انه سيدعو الى
حوار حول الاستراتيجية دفاعية ولكن ما الذي يمنعه من الدعوة حتى الان؟
ولفت الى ان رئاسة الجمهورية يجب ان تؤمّن التماسك الاجتماعي
والوحدة الوطنية حول المسائل المهمة. وتابع الصايغ: "لكن وزير الدفاع طمأننا
ان لا وجود لاستراتيجية دفاعية وهذا كله مؤشرات خطيرة وانتهاك للقرار 1701".
وأكد ان وظيفة الدولة مواجهة اسرائيل لا وظيفة حزب او طائفة،
مشيراً الى ان حزب الله ليس مستهدفا بالقرار الدولي بل الدولة اللبنانية.
وعن مزارع شبعا، رأى الصايغ ان المشكلة هي في ان الامم لمتحدة لا
تعترف بلبنانية مزارع شبعا وتطلب من لبنان ابراز الاوراق لإثبات ذلك، لكن سوريا
ترفض تسليمنا هذه الاوراق.
المصدر: Kataeb.org
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire