mardi 2 décembre 2014

د. الصايغ: حصانة حزب الله تقابلها خطوط حمراء للدولة اللبنانية"المستقبل" (29-11-2014


د. الصايغ: كل تحالف رباعي جديد يعيد ردة الفعل المسيحية عام 2005 من جديد –
 حصانة حزب الله تقابلها خطوط حمراء للدولة اللبنانية


)"المستقبل" (29-11-2014 

في حديث الى شاشة "المستقبل" حيا الوزير السابق د. سليم الصايغ روح الشاعر اللبناني الكبير سعيد عقل معتبرا أن رحيله هو انكسار غصن أرزة لبنان، وهو سعيد "العقل" الذي بإسمه كل المعنى وهو الذي عاش يحلم ويطمح ويبدع ليلملم رؤياه ليسبقها في لبنان وهو ممن اختاروا "الإبداعوغرافيا" مساحة للوطن اللبناني فتخطت الحدود الجغرافية لتشمل الكون كما يشرحها الشاعر هنري زغيب. واستذكر د. الصايغ كبار لبنان الذي رحلوا مؤخرا قبل الشاعر سعيد عقل، لاسيما شحرورة لبنان الفنانة صباح والمطرب الكبير وديع الصافي الذين قدموا ثمار فنهم قرابين على مذبح الثقافة اللبنانية بحيث لا يمكن من بعدهم تصوّر الهوية اللبنانية دون استذكارهم بعد أن أعطوها خصوصيتها ووحدوا اللبنانيين حول القيم المشتركة، راجياً أن يأتي لبنان دائما بوديع الصافي وصباح وسعيد عقل جدد...
وفي الملفات السياسية الآنية، توقف د. الصايغ عند استعمال العنف ضد أهالي الأسرى العسكريين أثناء قطعهم للطرقات، معتبرا أنه لا يجوز ولا يقوم في الديمقراطيات، مشددا على ضرورة تفهّم غضب الأهالي ومحاورتهم ووضعهم بأجواء تطورات الملف وعدم تركهم يواجهون الضبابية في ملف يمس مصير أبنائهم. وإذ بارك د. الصايغ بعودة الأسير الذي أعادته مفاوضات حزب الله الى أهله توقف عند مشهد فريق لبناني كبير يفاوض ويصل الى نتائج على عكس وضع الدولة اللبنانية التي تعطي مشهدا غير مطمئنٍ لأهالي الأسرى. وربط هذه المفارقة بالحصانة التي يمتع بها حزب الله والذي يتصرف دون رقيب أو حسيب مقابل الخطوط الحمر التي توضع للدولة اللبنانية وكأنها أحيانا تحتاج الى إذن لتنظيم السير في البقاع أو بيروت أو سواها...مجيبا على سؤال عما يقال بأنه من الأفضل تلزيم ملف الأسرى الى حزب الله بالتوضيح بأنه حتما من باب النكات المضحك المبكي، داعيا الدولة الى حزم أمرها والتفاوض لتحرير الأسرى دون التفريط بالسيادة اللبنانية. وشرح د. الصايغ أن القانون الدولي الإنساني لا يقيم أي اعتبار سوى للحق الإنساني بغض النظر عن السياسة، وبالتالي أي تفاوض للدولة اللبنانية مع أي فريق لتحرير أسراها، إن كان المعارضة المسيطرة على بقاع من الأراضي المجاورة للبنان أو مع النظام السوري، لا يعني اعترافا بشرعية الأعمال التي يقوم بها. 
وردا على سؤال عن رأيه بقرار المجلس الدستوري الذي رد الطعن الذي تقدّم به التيار الوطني الحر، توقّف د. الصايغ عند عبارة "لتفادي تمادي حصول الفراغ" واجدا فيه غموضا بناءً، خاصة وأن المجلس الدستوري اعتبر نفسه أمام أمر واقع وهو ما لا يعترف به عادة القانون. ولفت د. الصايغ الى عبارة المجلس الدستوري التي أعطت إشارة الى ضرورة إجراء الإنتخابات النيابية فور "انتهاء الظروف الإستثنائية" دون شرح ماهية هذه الظروف أو تحديد متى تبدأ ومى تنتهي تاركا بذلك للسلطة السياسية التنفيذية مسؤولية هذا التحديد... وسأل الصايغ هل أن الظروف الإستثنائية لا تنطبق مثلا على جزين التي تنتظر إنتخابات فرعية؟ معتبرا أن المجلس النيابي يفتقد اليوم للشرعية الشعبية أي للمشروعية في ظل استمرار التمديد... مشيرا الى أن الوضع اليوم يختلف عما كان عليه أثناء الطعن بالتمديد الأول للمجلس النيابي حيث كان لا يزال هنالك رئيس للجمهورية... 
أما عن موقف الرئيس الحريري بشأن الحوار مع حزب الله، فقال د. الصايغ أن حزب الله كان أثنى على موقف المستقبل لا سيما بعد أحداث طرابلس، وتيار المستقبل والرئيس الحريري هو من تأنى في التجاوب بغية أن يكون الحوار هادفا ومنتجا في المناخ الملائم له، واليوم يظهر الرئيس الحريري الاستعداد للحوار ولكن ليس كيفما كان، بل انطلاقا من الثوابت والإطار الذي يبقيه منسجما مع نفسه مطمئنا لمن يعتبرونه ناطقا بإسمهم كما لمختلف مكونات التحالف الذي فاز بالأكثرية النيابية عام 2009.
ولفت د. الصايغ الى أن تيار المستقبل فتح باب الحوار دون حديث عن إمكانية تحالف رباعي، وعليه ضبط من اجتهدوا من أوساطه للحديث عن إمكانية أوراق تفاهم، مذكرا بأن ورقة التفاهم بين التيار الوطني الحر وحزب الله هي التي سلّمت الأخير مقاليد الحكم وشكّلت ورقة التين التي غطت انتهاك السيادة اللبنانية. 
وأوضح د. الصايغ أنه لا يرى مصلحة لتيار المستقبل بإنتاج إتفاق رباعي دون المكوّن المسيحي الذي لن يؤدي تجاهله إلا الى ردة فعل مسيحية مماثلة لما حصل في انتخابات العام 2005. 
وقال أننا طلاب حوار ونحن على حوار مع حزب الله ولكننا لم نفكّر يوما بأوراق تفاهم لأننا نعتبر أن كل ورقة لا تنتج عن حوار يجمع كل مكونات الوطن لا تعطي نتيجة. وأعلن أن الفريق الذي لا ينزل الى المجلس للانتخابات بدأ يتلقى إشارات بضرورة "ضبضبة" الوضع اللبناني.
وردا على سؤال عن حظوظ الرئيس أمين الجميل الرئاسية اليوم، أجاب د. الصايغ بأن حظوظ الجميع قائمة دون الدخول بالنسب، وهنالك دفع للخروج من ترشّح عون-جعجع، ولكن تبقى أهمية الخروج من ذلك أهم من كيفية الدخول فيه. وتابع ب"اننا في قوى "14 آذار" فزنا بعملية الترشّح ويبقى علينا حسن الفوز بمعركة الانتخاب. 
وردا على سؤال حول إحدى المقالات الصحفية التي تطرح السؤال حول ما إذا كان الحوار بين المستقبل وحزب الله سيكون مدخلا لانتخاب رئيس أم أن انتخاب رئيس سيكون مدخلا للحوار بين حزب الله والمستقبل، اعتبر أن الحوار سيكون لتظهير رئيس أكثر منه لإنتاج رئيس. 
وختم د. الصايغ بالإشارة الى ضرورة استمرار الحوار بغض النظر عن النتائج "لأن الحوار الذي نؤمن به هو حوار الحياة فلا نندهش إن قام بل إن لم يحصل"، متأسفا لكون قرارات عديدة تؤخذ بالإجماع في الحكومة لتسيير بعض الأعمال للناس في حين لا تتواصل القوى السياسية مع بعضها لمعالجة القضايا الكبرى في ظل ما يعصف بالوطن والكيان. 

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire