د.
الصايغ عبر اذاعة الشرق: لم
نعد نستطيع دفع ثمن حروب بالواسطة
الملك
السعودي مرجعية سياسية ومعنوية والرهان هو على متابعة ما أرساه
اذاعة
الشرق (24-01-2015):
في
حديث عبر "إذاعة الشرق" وجّه الوزير السابق د. سليم الصايغ تحيّة الى
روح الملك السعودي الراحل عبد العزيز معتبرا أنه مرجعية سياسية ومعنوية كبيرة جدا
وكانت له اياد بيضاء على لبنان وكانت امنيته وحدة واستقرار لبنان وذهب بحسرة لأن
امنيته لم تتحقق بالكامل.
وذكّر
بأن الملك السعودي خطى خطوات جبارة وهاجسه كان ان لا نصل الى صراع بين الحضارات
انما تعزيز الحوار والسعودية بما تميزه وبتاثيرها في العالم العربي لا بد ان تقود
هذا الموضوع.
وتابع أنه برحيل الملك عبد العزيز خسرنا رجلا حكيما قادرا على
الذهاب الى النمط الحواري الى أبعد الحدود.
وقال أن الملك
السعودي خطا خطوات جبارة وكان هاجسه تجنب صراع الحضارات وتنمية مفهوم الحوار، وأظن
أن للمملكة العربية السعودية الدور الرائد في هذا المجال، وقد شهدنا على ذلك عن
كثب من خلال تعاملنا الشخصي كمستشار لبرنامج الأونيسكو لحوار الحضارات والذي يتم
التعاون فيه مع معهد الملك عبد العزيز للحوار الوطني في المملكة العربية السعودية.
وأشار
الى أن العلاقة اللبنانية السعودية تخطت العلاقة بين بلدين و دولتين، إذ هناك
علاقة شعبين وعلاقة بين العائلة المالكة والكثير من العائلات اللبنانية. ولفت الى
أن اللبنانيين الذي يعمل عدد كبير منهم في المملكة احترموا المقدسات السعودية، كما
أن اللبنانيين العاملين ي السعودية اتوا الى لبنان وساهموا في الستينات بنهضة
لبنان وقدّروا الشعب اللبناني الذكي والمضياف، واحترموا لبنان الجامعة والمستشفى
والكفاءات في مختلف المجالات...
وعن زيارة التعزية للرئيس الجميل الى السعودية، قال د.
الصايغ أن الرئيس الجميل لم يقصّر يوما مع المملكة العوبية السعودية ويعتبرها
ضمانة مهمة ومرجعية كبيرة وهي
تكن له أيضا كل التقدير ونعنبره مرجعية لا يمكن تخطيها في لبنان.
على خط موازٍ، إعتبر د الصايغ أن بين السعودية ولبنان علاقة وفاء
متبادل على اساس القيم المشتركة فضلا عن أهمية دور لبنان بكونه قادر ان يحمل كل
كنوز الشرق ويتفاعل عبرها مع الغرب مع كل تعقيداته ، وذكّر بأن الميثاق
الإجتماعي الذي كان وضعه إبان توليه حقيبة الشؤون الإجتماعية أخذته بلديان عربية
عديدة وقد أعطى مضمون لم يكتب لثورات إجتماعية...ورأى أنه يصعب في لبنان تحقيق
تغيير عادي بنهج إصلاحي في لبنان، لأن ذلك يتطلّب أولا أن لا يصدّر لنا الجيران كل
أنواع الخراب، فالإرهاب بات يضرب لبنان من كل حدوده كما أن الإرهاب أصبح يترعرع
أيضا في لبنان في ظل تنامي الفقر الى أكثر من نصف عدد السكان... لأن البيئة التي تعاني من المشاكل الاقتصادية
والاجتماعية تنشئ طبقة من المهمّشين.
واعتبر الصايغ في
حديث عبر اذاعة الشرق، ان المشهد اللبناني موضوع في الثلاجة اليوم ريثما تستتب
الامور في المنطقة، لكن لبنان اثبت ان لديه مناعة داخليّة وأن الحنكة اللبنانيّة
حاضرة في إدارة الازمة كما تجلت في تشكيل الحكومة وإدارة بعض الملفات.
ولفت
د. الصايغ الى وجود مظلّة دولية تحمي الإستقرار في لبنان تمنع ضربه، فضلا عند
المناعة الداخلية للبنان تحفظ إستقراره مما أدى الى عدم إنفجار الوضع خلال محطات
خطير عديدة (أحداث 7 أيار، إنقلاب القمصان
السود، ظاهرة الأسير، أحداث عرسال...)
أما
عن الغارة الاسرائيليّة على القنيطرة فقال د. الصايغ أنها كانت رسالة للتذكير بقواعد
اللعبة القديمة ولتذكير الجميع خصوصا أميركا وإيران وروسيا ان اسرائيل لا تزال
تلتزم بالقواعد ولكي تقول في الوقت عينه"ان لا نيّة لي بالتصعيد".
واشار الى ان قرار
المواجهة هو قرار استراتيجي وهذا خطر كبير على لبنان لان ساحاته تعبت،وهو اهم من
ساحة او من منصة لاطلاق صواريخ، لبنان هو منبر ومنارة والمكان الوحيد الذي يتحاور
فيه السني والشيعي وهذا حوار حياة لا حوار مصلحة، مؤكدا اننا لم نعد نستطيع دفع
ثمن حروب بالواسطة.
وردا على سؤال، اكد ان
كل قدرات حزب الكتائب الشعبيّة والمعنويّة بيد الجيش اللبناني وهو رأس هرم الدفاع
عن لبنان وكل الشعب يجب يكون بإمرته، لافتا الى ان الحزب أعطى تعليماته لكل
مناصريه في القرى الحدوديّة المهددة ان يكونوا وراء الجيش، مؤكدا اننا لسنا من
دعاة الامن الذاتي.
وعن زيارة النائب سامي
الجميّل الى قائد الجيش، اوضح الصايغ ان هذه الزيارة تأتي في اطار دعم الجيش،
وللبحث في الاجراءات الامنيّة التي يتخذها، مؤكدا ان عرسال هي مثل اي قرية لبنانية
وسندافع عن كرامتها. وتابع: نريد فصل العمل الأمني العسكري دفاعا عن السيادة
وعن اي حسابات سياسية، ومن واجبنا ان نترفع عن السياسة الضيّقة وان ندخل في صلب
العمل الوطني الراقي.
وأعاد
التأكيد على الدفاع عن لبنان تحت إمرة الجيش، معتبرا أن قوة الجيش هي في الأربعة ملايين لبناني، داعيا
لعدم تسييس موقف الجيش وعدم قراءة تحرك الجيش في عرسال أو غيرها بالسياسة...
وردا على سؤال عن موقف حزب الكتائب في
الجدل الذي حصل حول ملف سلامة الغذاء وملف النفايات وغيرها..قال د. الصايغ أن
الكتائب اعترضت على الطريقة التي تمت فيها معالجة الملف دون أن يعني ذلك أزمة بين
حزب الكتائب والحزب الإشتراكي.. واستغرب د. الصايغ الذهنية السائدة وكأن الحكومة
"مصدّقة نفسها" أن لها كل الصلاحيات في غياب رئيس للجمهورية للقيام بكل
المشاريع والإصلاحات المتوقفة منذ سنوات...وذكّر بأن ملف النفايات لطالما كان
معروفا أنه مسيّس، وما نطال به هو أن يكون هنالك منافصات يفوز بها حماية البيئة
الأفضل وبآلية واضحة..ولفت الى أن قرار مجلس الوزراء أتى بأقل المطلوب وسيكون
مصيره مثلما سبقه ولو كان ما تم التوصّل إليه هو أفضل الممكن بالحد الأدنى ولكنه
لا يستوفي شروط معايير البيئة المطلوبة...وتابع أن معركتنا في ملف النفايات لم تنتهِ وهي مستمرة في
كل مكان لا يما أمام المطامر للدفاع عن البيئة، والقرار الذي صدر عن مجلس الوزراء
لا يرضي كلياً حزب الكتائب لكنه كان افضل الممكن وهو لا يستوفي المعايير البيئيّة
التي نطمح لها، مضيفا: نحتفظ بحقنا بالرد ونحن حزب موجود على الأرض وندعو إلى نهضة
واستنهاض كل القوى المدنية، ونطمئن اننا لن نترك الناس ولن نترك هذا الملف. كما
سنراقب عن كثب توفير معايير المنافسة العادلة لكل الشركات والمتعهدين وذلك لشجيع
المدّخرين اللبنانين على الإستثمار في بلدهم في مشتاريع كبرى، فلا تعود الثروات
المدخرة في المصارف وسيلة للبرحية على حساب الإنتاج والإسثمار
وعلى خط آخر، وعن الحوار الجاري اليوم، اعتبر ان الحوار عند اللبنانيين هو نمط
حياة ولا ضرر منه بين الافرقاء السياسيين، اما عن الحوار بين حزب الله وتيار
المستقبل، فأشار الى ان حزب الله يريد الحوار للصورة واكثر، ولتنفيس
الاحتقان وقد تكون الصورة في المرحلة الاولى تخدمه لكن على المدى البعيد فإن منطق
الدولة هو الذي سينتصر. ففي ميزان القوى الحالي قد تكون
الصورة تخدم مصلحة حزب الله وهو يريد تضخيمها وتضخيم تأثيرها (لتصوير أن مشاركة
حزب الله في الصراع في سوريا وامتلاكه السلاح وغيرها أصبح مسائل تفصيلية) فيما
تيار المستقبل يريد تصغير ذلك...
واعتبر
د. الصايغ أن لا ضرر من الحوار ولكن دون تحميل هذا الحوار أكثرمما يحمل والإيحاء
بأن كل الإنجازات في البلد تأتي نتيجته...فقنوات الاتصالات أصلا مفتوحة والمطلوب
التأسيس لفك الإحتقان بين السنة والشيعة في البلد..
وردا على سؤال عن الحوار المسيحي – المسيحي، تحديدا بين التيار
الوطني الحر والقوات اللبنانية، اعتبر د. الصايغ انه في مراحله الاولى وهو للتواصل ولكسر الجليد
بين الطرفين ونتمنى له النجاح، مضيفا: نحن لا نعتبر انفسنا خارجين عن الحوار، وهو
قائم مع التيار ولسنا بحاجة لمشهد قائم مع طقوسه لاننا نلتقي دوريا.
واذ نبّه
الصايغ من الارتدادات العكسيّة التي قد تنتج عن حوار القوات – التيار في حال عدم
الوصول الى نتيجة، دعا الطرفين الى وضع استراتيجيّة خروج كي لا يعود الوضع بين
الطرفين حينها اسوأ مما كان عليه ..مؤكدا على أهمية الحوار بين
الحزبين لكسر الجليد بعد 25 سنة من الملفات المتراكمة...ولكن طالما لا تعهّد مسبق
من د. جعجع ببني ترشّح العماد عون، يبقى التواصل بإطار كسر الجليد....وتابع
"نحن حريصون على المسيحيين أكثر مما هو على الحوار بين التيار والقوات،
وحريصون على لبنان أكثر مما هو على المسيحيين وحدهم"، مشددا على أن لا أحد
يمكنه بنهاية المطاف إختصار المسيحيين ولا اختصار لبنان.
ووجّه د. الصايغ تحية محبة وصداقة الى البطريرك الراعي متمنيا له
الشفاء العاجل، مذكرا بالرسائل التي وجّهها الى المسؤولين لضرورة إنتخاب رئيس
للجمهورية، وتابع: البطريرك الراعي
متألم جدا من الوضع المسيحي ومن الوضع العام الذي وصلنا اليه من العراق الى سوريا
مرورا بلبنان وترجمه على الصعيد الصحي، ونحن كحزب كتائب حريصون على الوقوف الى
جانب البطريرك مشددا على أن البطريرك هو أب للجميع...
وردا على سؤال أشار د. الصايغ الى أن قرار
المجلس الدستوري نفسه بشأن التمديد تحدّث عن "الأمر الواقع " وكأن
التميديد وغياب رئيس للجمهورية أصبح أمرا عاديا...سائلا هل يمكن خلق تحرّك مدني غير
طائفي وغير سياسي للضغط باتجاه اتخاب رئيس للجمهورية؟ وهل يمكن أن تتم أقله مسلءلة
إجتماعية لمحاسبة النواب المتلكئين عن إتمام واجبهم بانتخاب رئيس، وذلك في مختلف المناسبات
الإجتماعية التي يتواجدون فيها؟...
وشدّد
على أهمية عقلنة الاشتباك السياسي في لبنان، على أن تأخذ العدالة مجراها في
المحكمة الدولية ويكون لبنان مهيئا في الوقت نفسه للتخطي بالغفران والمحبة ، وإن
كان حزب الله مرتكبا علينا أن نضع الأولوية لبناء الوطن على الحقيقة مع طمأنة
المرتكب أننا إخوة في الوطن فلا يمكن عزل حزب الله أو أي فريق بما يمثّل ومن
يمثّل..مذكرا بموافق الرئيس سعد الحريري إبان ترؤسه الحكومة وزيارته لسوريا
واقتناعه بإمكانية بناء تفاهمات إقتصادية-إجتماعية ربما تنسحب بالسياسة.
وتعليقا
على الأحداث التي شهدتها فرنسا بعد العملية التي طالت صحيفة شارلي إبدو، ذكر د.
الصايغ بأن الدستور الأوروبي لم يعتمد في الإتحاد الأوروبي لأن أوروبا لم تعترف
بالتراث المسيحي-اليهودي الذي يشكّل أرضية، البةلونيون رفضوا التوفيع، وهناك
إنقسام حول القيم ، وقد أثارت الأحداث الأخيرة الملف من جديد للدفاع عن القيم
المسيحية في أوروبا ، مما يشكّل خطرا من صراع حضارات...وشدّد على ضرورة قطع
التمويل عن كل ما هو إرهاب دولي ، وتحديدا "داعش" ..لافتا الى أن لبنان
نموذج مضاد للصراع حول الحضارات...موجها النداء الى جميع المثقفين لتعزيز نمط
الحوار ونشره في الجامعات وبين الشباب..
وختم
بضرورة العمل إستعادة الدولة الديمقراطية مساعدة أي رئيس ليكون قويا وذلك يكون
بإتيان رئيس متحرّر... معتبرا أنه حين يقول الإيرانيون "فليتفق اللبنانيون
والمسيحيون على رئيس" يعني أنهم لا يريدون الحلّ..."
ويبقى
أنه في ظل المرحلة الإنتقالية للحكم في المملكة العربية السعودية، محور الرهان هو
حول نجاح الإنتقال وعلى متابعة ما أرساه الملك عبد العزيز ..
_______________________