د. الصايغ: الدولة بمواجهة مباشرة مع كل من يريد انتهاك
السيادة اللبنانية
إذا
فشل الحوار المسيحي-المسيحي لا رئيس للجمهورية
أما
إذا فشل حوار المستقبل -حزب الله فلا جمهورية
LBC
(05-01-2014)
رأى الوزير السابق د. سليم الصايغ أن
قرار اشتراط حصول المواطن السوري الذي يريد الدخول إلى لبنان على "فيزا"
جاء متأخراً، معتبراً أنه اشارة سياسية مهمة لوضع خط أحمر لكل من دخل بعد تاريخ
معيّن خارج القانون يسمح بترحيله،
وللتنبيه الى أن لبنان لم يعد يتحمّل هذا الكم من أعداد النازحين، ولتحميل البلدان
القادرة على المساعدة مسؤولياتها في هذا الملف.
واعتبر د. الصايغ
في حديث عبر شاشة "المؤسسة اللبنانية للإرسال"، أن السفير السوري في
لبنان ليس في موقع أن يرفض أو أن يقبل هذا القرار السيادي الذي اتخذته الحكومة اللبنانية
في مجال الحد من النزوح، مشيرا الى ان نسبة اللبنانيين تحت خط الفقر إزدادت من 28%
قبل الأزمة السورية الى 50% بعدها، بسبب عجز الدولة اللبنانية عن تلبية حاجات
المواطنين مع قدوم كل هذه الاعدادمن النازحين. وذكّر ببرنامج مكافحة الفقر المدقع
لوزارة الشؤون الإجتماعية والذي يحتاج الى تمويل كبير لا يقل عن 50 مليون دولارأميركي سنويا حتى
لا يكون تدخّل الدولة شكًا بدون رصيد، لأن الأعباء تزيد والإقتصاد لا يكبر. وأشار
الى أن منظمة التغذية العالمية أوقفت بونات المساعدات الغذائية، ولم يبقى للنازحين
سوى بعض المساعدات من الدولة اللبنانية وبعض المنظمات الأخرى، وبالتالي هنالك
أعداد من الناس تعرّض للجوع وليس لديها ما تخسره بعد أن فقدت كل شيء في بلادها،
فهل ندرك مدى هذا الخطر؟
وعلى
خط آخر، ردا على سؤال، لفت د. الصايغ الى انه منذ معركة القصير والانغماس الرسمي
لحزب الله في الموضوع السوري اعتبر بعض اللبنانيين ان الدفاع عن بيروت يكون في
القصير، والدفاع عن زحلة وبعلبك يكون في العمق السوري، الا ان هذه المنظومة
سقطت مع مرور الوقت. واعتبر الصايغ ان ربط الساحة اللبنانية بالصراعات في سوريا
فتح كل الاحتمالات، مشيرا الى ان الاشتباك كبير مع حزب الله حول هذا الموضوع وقد
كنا منذ الأساس ضد هذا الإنغماس لحزب الله في سوريا.
وطالب
بالوقوف تحت جناح الجيش اللبناني، والتوحّد سياسيا لمواجهة الخطر الارهابي، مضيفا:
نحن قلنا سنحارب داعش في لبنان كما لو ان حزب الله لم ينغمس في سوريا. وتابع: "طلبنا
من كل مناصرينا في القرى الموجودة على الحدود السورية توحيد الصفوف حول الجيش
لمواجهة الخطر، وهذا لا يعني اننا مع الامن الذاتي الذي نرفضه".
وردا
على سؤال، تمنى على كل المسؤولين في ملف العسكريين المخطوفين ان يخففوا من الطلات
الاعلامية وان يفعّلوا العمل الصامت، مشيرا الى ان الدولة اليوم بمواجهة مباشرة مع
كل من يريد انتهاك السيادة اللبنانية. واعتبر الصايغ ان الانغماس في سوريا خطيئة
كبرى بحق لبنان واللبنانيين، ونحن كدولة علينا ان نتحمل مسؤولتنا .
وعلى
خط آخر، سأل د. الصايغ كيف يمكن لنائب يمثّل شعبه أن يرفض القيام بواجبه بالنزول
الى مجلس النواب لانتخاب رئيس، تحت راية أنه لا ينتخب إلا من يراه رئيسا قويا،
وكأن البقاء بدون رئيس وفي ظل الفراغ هو أقوى!...
رلفت
الى أنه لا يمكن المحاسبة ونحن في قلب المعركة متمنيا أن يقوم الناس بمساءلة
المسؤولين ليس فقط سياسيا في فترة الانتخابات، إنما أيضا إجتماعيا إقتصاديا في أي
مناسبات ينوجدون فيها...
وردا
على سؤال حول الحوارات التي تجري اليوم، اعتبر الصايغ ان في الحركة بركة ولا يجب
ان نبقى في حالة الجمود، مشيرا الى ان الحوار يجب ان يعالج القضية الاساسية والأم
في لبنان وهي رئاسة الجمهورية، مصوّبا على أولوية توصيف المشكلة وعدم ترك إشتباك 8
آذار -14 آذار ينزلق تحت عنوان الاشتباك السني-الشيعي الذي لا تكفيه سنة ولا سنوات
من الحوار ...مذكرا أن الإسلام يقول بأن واجب الحوار هو التوصّل الى نتيجة وإلا
يتحوّل الى جدل عقيم ضد العقيدة نفسها..
وتابع
أن على اطراف الحوار الذهاب الى المشكلة السياسية تحديدا، مؤكدا انه لا يجب التلهى
بالقشور بل الاتفاق على انتخاب رئيس جمهورية لنجد ضابط للايقاع السياسي في لبنان.
وشدّد
د. الصايغ على أن إيجاد حل لانتخاب رئيس للجكهورية لا يتوقف على إتفاق المسيحيين وحدهم
بين بعضهم، وهذا لم يحصل يوما بهذا الشكل منذ إستقلال 1943، سائلا هل أن اختيار الرئيس
نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة عام 2011 حصل بعد توافق سنة لبنان على ذلك؟؟!
وردا
على سؤال، إستغرب د. الصايغ أن يكون الرئيس لارجاني أو سواه يعلنون أن انتخاب رئيس
للبنان يتوقّف على توافق المسيحيين حوله، ورأى في ذلك إنساب من المسؤولية أو
استعمال المسيحيين كورقة تين لتغطية عدم إنتخاب رئيس، لاسيما بعد تحميل لبنان كل أعبائ
صراعات المنطقة (من فتحه ساحة وحيدة للصراع العربي-الإسرائيلي وتحميله أثمان ذلك
أكثر من الفلسطينيين أنفسهم ثم زجّه في الصراع السوري-السوري الى الحد الذي وصل
اليه اليوم مع كل المخاطر والأعباء الناتجة عنه).
وأيّد
د. الصايغ الحوار المسيحي- المسيحي، وتمنى على الدكتور جعجع والعماد عون أن
يعالجا المشكلة بكل ابعادها، بدءا بإخراج المسيحيين من الثنائية التي اتسمت بتراكم
أحقاد أصبح بّعد عصبي وشخصي، مضيفاً "اننا نعتبر ان الحوار مفيد جدا،
ونتمنى ان يتم البحث في المشكلة ببعدها السياسي وان تعالج وان يجري اتفاق يكون مدخله
انتخاب رئيس، حتى لو أنهما لا يختصران الحل وحدهما، ولكن من واجبنا أن نساعد في
هذا الاتجاه لا أن نعارضه، وأعتقد أن بكركي أيضا تؤيد هذا المسار".. .ورأى أن
لبنان غير قادر أن يحتمل الديمقراطية الفعلية التي تقول بحكم الأكثرية، لذا نحن
نلجأ الى الديمقراطية التوافقية كمدخل لإراحة الوضع والبحث ن الطريقة الفضلى
لإدارة التعددية في لبنان. لافتا الى أن
الحوار المسيحي الثنائي قد يكون أقلّه مساعدا في طمأنة الفرقين حول لآلية إدارة
التعددية هذه، موضوع تعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية وغيرها من الملفات..مذكرا كيف
أن الرئيس سليمان تمكّن في السنتين الأخيرتين من لعب الدور المحوري وذلك بالظرف وإنضاج
اللعبة السياسية وليس بتعديل نصوص..مؤكدا ضرورة إنتخاب رئيس قادر وحكيم ولا يمتثل إلا لضميره ولشعبه، لافتا الى أن
جميع اللبنيين لهم اليوم مصلحة بتكريس الحياد، وبات الكل يبحث عن ضمانات وحماية من
الدولة بمن فيهم حزب الله، مشيرا الى انتشار الحرس الجمهوري اليوم في قلب الضاحية
الجنوبية..مما يظهر أن الجميع يبحث عن ضمانات في كنف الدولة وهذا الأمر لا يتحقق
إلا من خلال التوافق داخليا والحياد خارجياً.
وردا
على سؤال آخر، توقّف د. الصايغ عند أهمية الحوار بين المستقبل وحزب الله، معتبرا
انه في حال فشل الحوار المسيحي-المسيحي لا يُنتخَب رئيس للجمهورية، أما في حال فشل
الحوار بين تيار "المستقبل" و"حزب الله" فلا جمهورية، شارحا
أن تيار المستقبل هو الوحيد القادر أن يتحدّث كلمة سواء وكلمة حق وقوة مع حزب الله
، وبالتالي يمّهد لخروج زب الله من انغماسه في سوريا والحد من
الخسائر التي تكبّدها الحزب ولبنان ككل من هذا الانغماس، أما ةإن لم ينوجد
تيار المستقبل في الحوار فسيكون بوجه حزب الله تيارات سنية أخرى وتحديدا التيار
التكفيري الذي اضطر للتفاوض إنسانيا معه بغية تحرير أسراه مؤخرا...
وشرح
د. الصايغ أن الإتجاه اللإقليمي والدولي اليوم هو باتجاه الحفاظ على استقرار لبنان
وجعله مدخلا لمعالجة المشاكل الأخرى الأكبر في المنطقة (الموضوع النووي، مستقبل
العراق، أمن الخليج...) وليس انتظار معالجة مشاكل المنطقة بغية تأمين معالجة مشاكله.
وعلى
خطٍ موازٍ، إستبعد بحث
نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف مع السيد نصرالله مستقبل
النظام السوري مع السيد نصرالله، معتبرا أن من يُبحَث معه هذا الموضوع هو النظام
نفسه مباشرة أو راعيه الإيراني، أما حزب الله فيقرر حول مدى استمراره في الدفاع عن
النظام حتى آخر مقاتل لديه...
ولاحظ د.
الصايغ أن هنالك تغذية مسلّحة لطرفي النزاع في سوريا وتطوّر في التقنيات المعتمد
من النظام كما من "داعش" التي تخطت قوتها كل إمكانيات المعارضة سابقا،
مما يُظهر أن من يغذّي الصراع لا يريده اليوم أن يتوقّف. ورأى أن تفادي الإعلام
الأوروبي الحديث عن الأزمة السورية على الرغم حتى من استشهاد عشرات الصحافيين فيها يؤكّد أيضا أن عمليّة
الحلّ متأخرة.
في المقابل،
وتعقيبا على المؤتمر الصحافي لوزير الإقتصاد ألان حكيم، لفت د. الصايغ الى أن
الوزير حكيم أستاذ جامعي ومصرفي مشهود له بكفاءته وجرأته ونزاهته وأن غضبه إيجابي
وبمكانه عندما يتم التعرٌض بالشخصي له
ولوزارته، وأنه لا يمكن لمن يسمعه أن يشكك بصدقيته خاصة وأنه لا أجندة شخصية له
ولا هدف له سوى إنجاح العمل الذي يقوم به بشكل مؤسساتي يحترم تكامل العمل ضمن إدارة
للدولة اللبنانية. وذكّر بالملاحظة التي تتكرّر منذ زمن بعيد بضرورة تحمُل
المسؤولية المجتمعية ليس فقط من قبل
المسؤولين إنما أيضا من قبل الإعلام الذي ينبغي أن يتقصّى عن الخبر من جميع
الأطراف المعنية به قبل نشره. وختم بأن أي
وزير لا يمكن أن يختصر الإدارة بشخصه، وأنه بعد فشل الحكومة بإدارة ملفات كبرى
أساسية (منها مثلا تحرير الجنود اللبنانيين الأسرى ..وغيرها من الملفات الرئيسية)
عليها أن تضيء على حلّ واحد أقلّه وليس على المشاكل وحسب... وقال "المشهد
الذي نراه اليوم لا يليق بدولة غير مكتملة المواصفات".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire