باسيل ونظيره المجري عقدا ندوة عن اللاجئين السوريين سيارتو: هجرتهم ليست هربا من الحرب انما لاسباب اقتصادية
الوطنية - الخميس 29 تشرين الأول 2015
عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع نظيره وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو ندوة حول "أزمة اللاجئين السوريين في لبنان وأوروبا"، في قاعة المحاضرات في الحرم الرئيسي لجامعة الحكمة في فرن الشباك، حضرها رئيس الجامعة الخوري خليل شلفون ونائبه الخوري دومنيك لبكي، ومستشار جامعة الحكمة للشؤون الأكاديمية الوزير السابق د. سليم الصايغ وعمداء الكليات في الجامعة وأساتذة وطلاب.
استهل اللقاء الحوار بكلمة للخوري شلفون، رحب فيها بضيوف الحكمة التي ما زالت تحتفل بيوبيل 140 سنة على تأسيسها على "مرتكزات أساسية لن تتخلى عنها، الا وهي أن تبقى كما كانت، جامعة لكل اللبنانيين وجامعة اللقاء والحوار" وقال: "ان موضوع الساعة اليوم هو موضوع شائك يجب الا نتساهل به أو نهمله".
باسيل
بعد كلمة ترحيبية للوزير د. الصايغ، قال الوزير باسيل: "لقد استطاع المجريون التعاطي مع موضوع حساس هو الهجرة، مع محافظتهم على مصالح بلدهم. أود ان اذكر بموضوعين استخلصهما من خبرتنا، ولهذا اخترت هذه الجامعة وانا سعيد اليوم ويشرفني ان اتوجه الى الشباب والأساتذة المميزين، في حضور وزير خارجية لدولة من الاتحاد الاوروبي لا يلبس الديبلوماسية قناع النفاق، ويقول لنا ان السياسية ليست مسألة كذب، وانه بإمكاننا ان نكون رجال سياسة ونقول الحقيقة ونحمي بلدنا. ما يواجهونه في أوروبا نحن نواجهه هنا، ومن مسؤوليتنا قول الحقيقة مهما كانت مؤذية في بعض الأحيان، والحفاظ على حقنا في البقاء في بلد مثل لبنان، حيث قول الحقيقة لسنوات مضت كان يعتبر اتهامات بالعنصرية. لقد اتهمنا بالعنصرية لاننا فضلنا اللبنانيين على اي جنسية اخرى، لاننا فضلنا أن نحفظ حق الشعب السوري في العيش بكرامة وقلنا انه لا يمكن لمليوني نازح السوري المجيء الى لبنان والعيش فيه وحيث لا توجد مصادر كافية لنا كشعب لبناني فكيف نؤمنها لهؤلاء؟".
ولفت الى انه "علينا ان نفرق بين المهاجر لأسباب اقتصادية، وبين اللاجئ. من هنا لا يمكننا ان نضع ضمن خانة النازح 200 ألف مواطن سوري قدموا من مدينة حلب، وغيرهم. ونحن نخوض هذا النقاش منذ أربع سنوات مع الاتحاد الاوروبي حول هذا الموضوع، وحتى هذه الايام ما زالوا لا يقبلون هذا الطرح، وحتى اننا حذرناهم من وصول هذه الموجة اليهم، ورفضوا الاستماع إلينا، وهم يهملون واقعة ان عليهم التعاطي مع ازمة طويلة الامد وستسبب الكثير من الأضرار لنا ولهم".
وأمل ان "تكون بعض الدول الأوروبية على بينة من هذا الموضوع، وهذا ليس انطلاقا من أي أفكار ضد الانسانية او العنصرية، إنما انطلاقا من الوعي للحقيقة ان الطريق الوحيد لحل ازمة الهجرة هو وقف الحرب في سوريا والمنطقة وإحلال السلام، لان الحرب تولد العنف، والعنف يولد الارهاب، الذي يولد الهجرة. وهؤلاء المهاجرون سينقلون معهم مشاكلهم وثقافتهم واقتصادهم ودينهم وكل أوجه حياتهم واختلافاتهم. من جهة اخرى هذا الامر يشكل خسارة كبيرة لنا في الشرق لاننا نخسر تنوعنا، وفي أوروبا سيخسرون ايضا تنوعهم. ولأنه لم يستمع إلينا من قبل وكانت نتيجة ذلك 2 مليون نازح، وأوروبا ما زالت ترتكب الأخطاء نفسها، إنما ثمة طريقة لتجنب المزيد من الهجرة الا وهي الحفاظ على التنوع في منطقتنا وفي أوروبا، واذا اذا اعتبرت ان الاسلام هو دين متطرف، حينها سيكون الدين المسيحي متطرفا ايضا، واذا تصرف الغرب بطريقة متشددة سيتصرف الشرق بالطريقة ذاتها. فأي فعل من جهة، سيكون له ردة فعل من الجهة الاخرى، والعكس صحيح. وسنشهد دفاع كل ديانة عن نفسها، او لمهاجمة الدين الاخر".
وأكد "اننا متعلقون بمعتقداتنا، وهذا الامر لا يضر بعلاقاتنا مع مواطنينا، وبإستطاعة أوروبا فعل الامر ذاته، إنما حين تهمل أوروبا معتقداتها وقيمها وتدير ظهرها لدينها، كيف تتوقع ان يتم احترام تلك الأمور من قبل الآخرين في حين لا تحترمها هي؟ ان تكون علمانيا هو امر، وان تنكر الله امر اخر مختلف، والمعاملة بمساواة من حيث الواجبات والحقوق هو امر، ورفض فكرة الخبر الذي هو الله، والشر اي الشرير هو امر مختلف".
وقال: "ما يحصل في أوروبا من تخليها عن جذورها سيجعلها من غير جذور، وهذه نصيحتنا لأصدقائنا الأوروبيين وذلك انطلاقا من خبرتنا، لهذا السبب نحن ندعو اللبنانيين للتجذر في وطنهم، وتراثهم وثقافتهم ومعتقداتهم لانه حين نتخلى عن ذلك سيكون من السهل اقتلاعنا من جذورنا، لاننا نواجه موجة "تسونامي" من الكراهية المتكررة والعنف والايدولوجية التي تستعمل الله كي تقتلع كل الجذور الانسانية والثقافية والدينية وتراث منطقتنا وأوروبا ايضا، واذا لم نكن نعي هذا الخطر الكبير الذي يهددنا أكان أسمه داعش او النصرة او القاعدة او الشباب، ونستغل هذه الايدولوجية من الشرق او الغرب، حينها سنكون على أبواب حرب عالمية جديدة حيث ستكون الخسائر البشرية ضخمة في أوروبا ومنطقتنا".
وختم الوزير باسيل متوجها بالكلام الى "الوزير الضيف الصديق، سنعمل معا لحماية التنوع في لبنان، وحماية المسلم والمسيحي معا، لحماية هذا النموذج الفريد والمتنوع، وعندما يعي المجتمع ان الحفاظ على لبنان المتنوع هو الحفاظ على الشرق الاوسط وأوروبا، حينها سيسعى الجميع لمساعدتنا، ولكن للاسف لم يحصل هذا الامر حتى الان من معظم أصدقائنا في المنطقة والعالم، حينها الخطر لن يصيبنا وحدنا انما سيصل الى كل العالم. ان المجر استطاعت اليوم التغلب على ازمة المهاجرين لانها اتخدت الخطوات المناسبة، واعتقد ان الامر يمكن ان يحصل في كل أوروبا والمنطقة، من خلال الحوار مع بعضنا البعض والجهود المشتركة لمحاربة كل انواع الكراهية والارهاب وتعزيز رسالة لبنان، فخلاصنا لا يكون بالتعصب إنما بالحفاظ على القيم المشتركة التي تحمي المسلمين والمسيحيين واليهود والملحدين، فلكل شخص حرية الإيمان والمعتقد شرط الا يؤذي الآخرين".
سيارتو
من جهته شرح الوزير المجري اللتحديات التي تواجه أوروبا اليوم نتيجة ازمة الهجرة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والامني، وقال: "منذ سنوات كنا نشاهد على شاشات التلفزة ما يحصل هنا في الشرق الاوسط ونقول ان الأمور بخير وما يحدث بعيد عنا آلاف الكيلومترات، ولا يمكن ان تحصل هذه المشاهد لنا او عندنا. إنما اليوم بعد الاعتداءات الإرهابية على باريس وكوبنهاغن، ومع اقتراب داعش من دول قريبة من الدول الأوروبية، اصبح خطر الارهاب عندنا مرتفعا جدا".
ولفت الى ان "قول الحقيقة في أوروبا يعرضنا لانتقادات كبيرة، وهذا الامر لم يمنعنا من قول رأينا بصراحة، فالتحدي الذي نشهده اليوم في دول الاتحاد ليس ازمة اللاجئين انما الهجرة الجماعية. في المجر لدينا حتى الان نحو 400 الف مهاجر، لم يهربوا بسبب الاوضاع السياسية انما من اجل حياة افضل بالمعنى الاقتصادي، انهم مهاجرون اقتصاديون، وما يحثهم على مغادرة بلادهم ليس الهرب من الحرب والأخطار الامنية، انما لاسباب اقتصادية، هذا هو الواقع ومن ينكره لا يقول الحقيقة".
واوضح "ان تحسين الاوضاع الاقتصادية هو أمر مشروع، ولكن اذا كانت هي الدوافع الاساسية للهجرة، فلنسم الأمور بأسمائها ولا نقول انهم لاجئون، لانه حينها سيتم التعاطي معهم وفق أنظمة مختلفة تتناسب مع وضعهم".
وأكد انه لحل الازمة "يجب اولا معالجة جذورها لذلك علينا العمل لإحلال السلام والاستقرار في سوريا، اذ في ظل استمرار الحرب فيها ليس هناك من حل للهجرة الجماعية. وبقاء الرئيس الأسد في سدة الحكم ام لا هو بالنسبة يأتي في النقطة الثانية، اذ من المهم اولا ان يكون هناك سلام واستقرار، لانه علينا التعاطي مع الموضوع والمشاكل الانية قبل الحديث عن المستقبل".
وقال: "نحن نقدر ونثمن ونحترم إنجازات لبنان وما يتحمله نتيجة استضافته لمليوني نازح سوري، إنما من غير العدل ان نتوقف عند المديح، لان لبنان يتحمل عبءا كبيرا على كتفيه ولا توجد اي مساعدة حقيقية من الجانب الاوروبي. لذلك السبب ادعو الدول الأوروبية الى تقديم المساعدة الفورية للبنان والأردن وتركيا وكردستان العراقية من اجل المشاركة في حمل الاعباء الضخمة على المدى الطويل والقصير".
وشدد على انه "اذا لم تكن أوروبا قادرة على حماية حدودنا الخارجية فلن يكون بإمكاننا معالجة ازمة الهجرة، واليونان نقطة انطلاق هؤلاء، ليست قادرة على حماية حدودها. والمجر تطبق اليوم اجراءات صارمة في هذا الصدد لذلك لم يعد يدخل البلاد اي شخص يطريقة غير شرعية. نعم لقد انتقدنا لذلك، ولكن برأيي هذا نفاق وازدواجية في المعايير لاننا نطبق الأنظمة الأوروبية واتفاقية الشنغن. على كل المهاجرين احترام قوانين البلاد التي يأتون اليها، من حيث القبول بكل الاجراءات المطلوبة، كالحضور اثناء اوقات العمل وتسجيل الأسماء والبصمات والوقوف في الصف وابراز جواز السفر، الا انهم يرفضون كل ذلك ويريدون عبور الحدود وتكسير الحواجز من دون ان يتم سؤالهم عن اي شيء، وهذا امر مرفوض، انها ليس مسألة احترام حقوق الانسان والإنسانية انها الأصول التي يجب ان تتبع".
وختم بالقول: "يحق لكل دولة اختيار اذا ما ارادت مشاركة حياتها مع مجتمع اخر كبير الحجم، ام لا، انه حق لاي دولة، وألمانيا وفرنسا اتخذتا قرارهما، وقالتا أنهما تودان مشاركة حياتهما، نحن نحترم قرارهما ولا نعلق عليه انما نتوقع من الجميع احترام خيارنا، وهذا الخيار لا علاقة له بالعنصرية والفاشية او الديكتاتورية او الديمقراطية، انه حق لكل دولة ونحن نمارسه. ان أوروبا تضعف اليوم بسبب ابتعادها عن قيمها وجذورها المسيحية، لذا من المهم لها ان تعزز وتقوي هذه الجذور، لاننا اذا كنا لا نحترم جذورنا وقيمنا فكيف يمكننا احترام جذور وقيم الآخرين. وستستمر المجر في تحمل مسؤوليتها في حماية كل المجتمات المسيحية التي في خطر أينما كان في العالم ولا سيما هنا في الشرق الاوسط.
الوكالة الوطنية للإعلام
الوطنية - الخميس 29 تشرين الأول 2015
عقد وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل مع نظيره وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو ندوة حول "أزمة اللاجئين السوريين في لبنان وأوروبا"، في قاعة المحاضرات في الحرم الرئيسي لجامعة الحكمة في فرن الشباك، حضرها رئيس الجامعة الخوري خليل شلفون ونائبه الخوري دومنيك لبكي، ومستشار جامعة الحكمة للشؤون الأكاديمية الوزير السابق د. سليم الصايغ وعمداء الكليات في الجامعة وأساتذة وطلاب.
استهل اللقاء الحوار بكلمة للخوري شلفون، رحب فيها بضيوف الحكمة التي ما زالت تحتفل بيوبيل 140 سنة على تأسيسها على "مرتكزات أساسية لن تتخلى عنها، الا وهي أن تبقى كما كانت، جامعة لكل اللبنانيين وجامعة اللقاء والحوار" وقال: "ان موضوع الساعة اليوم هو موضوع شائك يجب الا نتساهل به أو نهمله".
باسيل
بعد كلمة ترحيبية للوزير د. الصايغ، قال الوزير باسيل: "لقد استطاع المجريون التعاطي مع موضوع حساس هو الهجرة، مع محافظتهم على مصالح بلدهم. أود ان اذكر بموضوعين استخلصهما من خبرتنا، ولهذا اخترت هذه الجامعة وانا سعيد اليوم ويشرفني ان اتوجه الى الشباب والأساتذة المميزين، في حضور وزير خارجية لدولة من الاتحاد الاوروبي لا يلبس الديبلوماسية قناع النفاق، ويقول لنا ان السياسية ليست مسألة كذب، وانه بإمكاننا ان نكون رجال سياسة ونقول الحقيقة ونحمي بلدنا. ما يواجهونه في أوروبا نحن نواجهه هنا، ومن مسؤوليتنا قول الحقيقة مهما كانت مؤذية في بعض الأحيان، والحفاظ على حقنا في البقاء في بلد مثل لبنان، حيث قول الحقيقة لسنوات مضت كان يعتبر اتهامات بالعنصرية. لقد اتهمنا بالعنصرية لاننا فضلنا اللبنانيين على اي جنسية اخرى، لاننا فضلنا أن نحفظ حق الشعب السوري في العيش بكرامة وقلنا انه لا يمكن لمليوني نازح السوري المجيء الى لبنان والعيش فيه وحيث لا توجد مصادر كافية لنا كشعب لبناني فكيف نؤمنها لهؤلاء؟".
ولفت الى انه "علينا ان نفرق بين المهاجر لأسباب اقتصادية، وبين اللاجئ. من هنا لا يمكننا ان نضع ضمن خانة النازح 200 ألف مواطن سوري قدموا من مدينة حلب، وغيرهم. ونحن نخوض هذا النقاش منذ أربع سنوات مع الاتحاد الاوروبي حول هذا الموضوع، وحتى هذه الايام ما زالوا لا يقبلون هذا الطرح، وحتى اننا حذرناهم من وصول هذه الموجة اليهم، ورفضوا الاستماع إلينا، وهم يهملون واقعة ان عليهم التعاطي مع ازمة طويلة الامد وستسبب الكثير من الأضرار لنا ولهم".
وأمل ان "تكون بعض الدول الأوروبية على بينة من هذا الموضوع، وهذا ليس انطلاقا من أي أفكار ضد الانسانية او العنصرية، إنما انطلاقا من الوعي للحقيقة ان الطريق الوحيد لحل ازمة الهجرة هو وقف الحرب في سوريا والمنطقة وإحلال السلام، لان الحرب تولد العنف، والعنف يولد الارهاب، الذي يولد الهجرة. وهؤلاء المهاجرون سينقلون معهم مشاكلهم وثقافتهم واقتصادهم ودينهم وكل أوجه حياتهم واختلافاتهم. من جهة اخرى هذا الامر يشكل خسارة كبيرة لنا في الشرق لاننا نخسر تنوعنا، وفي أوروبا سيخسرون ايضا تنوعهم. ولأنه لم يستمع إلينا من قبل وكانت نتيجة ذلك 2 مليون نازح، وأوروبا ما زالت ترتكب الأخطاء نفسها، إنما ثمة طريقة لتجنب المزيد من الهجرة الا وهي الحفاظ على التنوع في منطقتنا وفي أوروبا، واذا اذا اعتبرت ان الاسلام هو دين متطرف، حينها سيكون الدين المسيحي متطرفا ايضا، واذا تصرف الغرب بطريقة متشددة سيتصرف الشرق بالطريقة ذاتها. فأي فعل من جهة، سيكون له ردة فعل من الجهة الاخرى، والعكس صحيح. وسنشهد دفاع كل ديانة عن نفسها، او لمهاجمة الدين الاخر".
وأكد "اننا متعلقون بمعتقداتنا، وهذا الامر لا يضر بعلاقاتنا مع مواطنينا، وبإستطاعة أوروبا فعل الامر ذاته، إنما حين تهمل أوروبا معتقداتها وقيمها وتدير ظهرها لدينها، كيف تتوقع ان يتم احترام تلك الأمور من قبل الآخرين في حين لا تحترمها هي؟ ان تكون علمانيا هو امر، وان تنكر الله امر اخر مختلف، والمعاملة بمساواة من حيث الواجبات والحقوق هو امر، ورفض فكرة الخبر الذي هو الله، والشر اي الشرير هو امر مختلف".
وقال: "ما يحصل في أوروبا من تخليها عن جذورها سيجعلها من غير جذور، وهذه نصيحتنا لأصدقائنا الأوروبيين وذلك انطلاقا من خبرتنا، لهذا السبب نحن ندعو اللبنانيين للتجذر في وطنهم، وتراثهم وثقافتهم ومعتقداتهم لانه حين نتخلى عن ذلك سيكون من السهل اقتلاعنا من جذورنا، لاننا نواجه موجة "تسونامي" من الكراهية المتكررة والعنف والايدولوجية التي تستعمل الله كي تقتلع كل الجذور الانسانية والثقافية والدينية وتراث منطقتنا وأوروبا ايضا، واذا لم نكن نعي هذا الخطر الكبير الذي يهددنا أكان أسمه داعش او النصرة او القاعدة او الشباب، ونستغل هذه الايدولوجية من الشرق او الغرب، حينها سنكون على أبواب حرب عالمية جديدة حيث ستكون الخسائر البشرية ضخمة في أوروبا ومنطقتنا".
وختم الوزير باسيل متوجها بالكلام الى "الوزير الضيف الصديق، سنعمل معا لحماية التنوع في لبنان، وحماية المسلم والمسيحي معا، لحماية هذا النموذج الفريد والمتنوع، وعندما يعي المجتمع ان الحفاظ على لبنان المتنوع هو الحفاظ على الشرق الاوسط وأوروبا، حينها سيسعى الجميع لمساعدتنا، ولكن للاسف لم يحصل هذا الامر حتى الان من معظم أصدقائنا في المنطقة والعالم، حينها الخطر لن يصيبنا وحدنا انما سيصل الى كل العالم. ان المجر استطاعت اليوم التغلب على ازمة المهاجرين لانها اتخدت الخطوات المناسبة، واعتقد ان الامر يمكن ان يحصل في كل أوروبا والمنطقة، من خلال الحوار مع بعضنا البعض والجهود المشتركة لمحاربة كل انواع الكراهية والارهاب وتعزيز رسالة لبنان، فخلاصنا لا يكون بالتعصب إنما بالحفاظ على القيم المشتركة التي تحمي المسلمين والمسيحيين واليهود والملحدين، فلكل شخص حرية الإيمان والمعتقد شرط الا يؤذي الآخرين".
سيارتو
من جهته شرح الوزير المجري اللتحديات التي تواجه أوروبا اليوم نتيجة ازمة الهجرة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والامني، وقال: "منذ سنوات كنا نشاهد على شاشات التلفزة ما يحصل هنا في الشرق الاوسط ونقول ان الأمور بخير وما يحدث بعيد عنا آلاف الكيلومترات، ولا يمكن ان تحصل هذه المشاهد لنا او عندنا. إنما اليوم بعد الاعتداءات الإرهابية على باريس وكوبنهاغن، ومع اقتراب داعش من دول قريبة من الدول الأوروبية، اصبح خطر الارهاب عندنا مرتفعا جدا".
ولفت الى ان "قول الحقيقة في أوروبا يعرضنا لانتقادات كبيرة، وهذا الامر لم يمنعنا من قول رأينا بصراحة، فالتحدي الذي نشهده اليوم في دول الاتحاد ليس ازمة اللاجئين انما الهجرة الجماعية. في المجر لدينا حتى الان نحو 400 الف مهاجر، لم يهربوا بسبب الاوضاع السياسية انما من اجل حياة افضل بالمعنى الاقتصادي، انهم مهاجرون اقتصاديون، وما يحثهم على مغادرة بلادهم ليس الهرب من الحرب والأخطار الامنية، انما لاسباب اقتصادية، هذا هو الواقع ومن ينكره لا يقول الحقيقة".
واوضح "ان تحسين الاوضاع الاقتصادية هو أمر مشروع، ولكن اذا كانت هي الدوافع الاساسية للهجرة، فلنسم الأمور بأسمائها ولا نقول انهم لاجئون، لانه حينها سيتم التعاطي معهم وفق أنظمة مختلفة تتناسب مع وضعهم".
وأكد انه لحل الازمة "يجب اولا معالجة جذورها لذلك علينا العمل لإحلال السلام والاستقرار في سوريا، اذ في ظل استمرار الحرب فيها ليس هناك من حل للهجرة الجماعية. وبقاء الرئيس الأسد في سدة الحكم ام لا هو بالنسبة يأتي في النقطة الثانية، اذ من المهم اولا ان يكون هناك سلام واستقرار، لانه علينا التعاطي مع الموضوع والمشاكل الانية قبل الحديث عن المستقبل".
وقال: "نحن نقدر ونثمن ونحترم إنجازات لبنان وما يتحمله نتيجة استضافته لمليوني نازح سوري، إنما من غير العدل ان نتوقف عند المديح، لان لبنان يتحمل عبءا كبيرا على كتفيه ولا توجد اي مساعدة حقيقية من الجانب الاوروبي. لذلك السبب ادعو الدول الأوروبية الى تقديم المساعدة الفورية للبنان والأردن وتركيا وكردستان العراقية من اجل المشاركة في حمل الاعباء الضخمة على المدى الطويل والقصير".
وشدد على انه "اذا لم تكن أوروبا قادرة على حماية حدودنا الخارجية فلن يكون بإمكاننا معالجة ازمة الهجرة، واليونان نقطة انطلاق هؤلاء، ليست قادرة على حماية حدودها. والمجر تطبق اليوم اجراءات صارمة في هذا الصدد لذلك لم يعد يدخل البلاد اي شخص يطريقة غير شرعية. نعم لقد انتقدنا لذلك، ولكن برأيي هذا نفاق وازدواجية في المعايير لاننا نطبق الأنظمة الأوروبية واتفاقية الشنغن. على كل المهاجرين احترام قوانين البلاد التي يأتون اليها، من حيث القبول بكل الاجراءات المطلوبة، كالحضور اثناء اوقات العمل وتسجيل الأسماء والبصمات والوقوف في الصف وابراز جواز السفر، الا انهم يرفضون كل ذلك ويريدون عبور الحدود وتكسير الحواجز من دون ان يتم سؤالهم عن اي شيء، وهذا امر مرفوض، انها ليس مسألة احترام حقوق الانسان والإنسانية انها الأصول التي يجب ان تتبع".
وختم بالقول: "يحق لكل دولة اختيار اذا ما ارادت مشاركة حياتها مع مجتمع اخر كبير الحجم، ام لا، انه حق لاي دولة، وألمانيا وفرنسا اتخذتا قرارهما، وقالتا أنهما تودان مشاركة حياتهما، نحن نحترم قرارهما ولا نعلق عليه انما نتوقع من الجميع احترام خيارنا، وهذا الخيار لا علاقة له بالعنصرية والفاشية او الديكتاتورية او الديمقراطية، انه حق لكل دولة ونحن نمارسه. ان أوروبا تضعف اليوم بسبب ابتعادها عن قيمها وجذورها المسيحية، لذا من المهم لها ان تعزز وتقوي هذه الجذور، لاننا اذا كنا لا نحترم جذورنا وقيمنا فكيف يمكننا احترام جذور وقيم الآخرين. وستستمر المجر في تحمل مسؤوليتها في حماية كل المجتمات المسيحية التي في خطر أينما كان في العالم ولا سيما هنا في الشرق الاوسط.
الوكالة الوطنية للإعلام
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire