د. الصايغ عبر "الجديد": الإعتذار الجماعي عن القمة سببه
ان لبنان يبيّن انه دولة غير مكتملة المواصفات وهناك فريق صادر قرار السلطة
أكد نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ ان الكتائب
دعت الى عقد القمة العربية الاقتصادية وان تتحمّل الدولة اللبنانية مسؤوليتها
بدعوة كل الدول العربية، موضحاً ان لبنان يستضيف هذه القمة أما توجيه الدعوات فهو
من اختصاص الجامعة العربية.
الصايغ وفي حديث لبرنامج "الحدث" عبر الجديد، لفت الى
انه عندما يكون هناك اجماع عربي على موضوع معيّن على لبنان الالتزام به ولا يمكن
ان نختار من يشارك او لا يشارك في القمة، والامر ينسحب على ليبيا وسوريا واي دولة
لدينا علاقات ديبلوماسية معها، معتبراً ان هناك هشاشة في الحضور فهذه قمة وليست
مجرد اجتماع، ويجب ان يحضرها الرؤساء والامراء العرب.
وتابع الصايغ: "الاعتذار عن الحضور جماعي، والسبب ان لبنان
يبيّن انه دولة غير مكتملة المواصفات، فهناك رئيس مكلّف يستقبل رؤساء وملوك بظل
حكومة تصريف اعمال، كما يبيّن لبنان انه ساحة خارجة عن الاجماع العربي ويرتبط
بالمحور السوري-الايراني، وهناك فريق صادر قرار السلطة ومنع قدوم وفد مدعو الى
لبنان وبرهن ان رأي فريق يغلب على رأي رئيس البلاد ورئيس الحكومة".
وشدد على ان الكل يجمع ان الامام موسى الصدر قامة لبنانية وطنية
ودفع ثمن مواقفه الوطنية لا الحزبية الطائفية، مذكّراً بأن وفوداً ليبية حضرت الى
لبنان في الماضي وكان نظام القذافي قائماً، وسأل "هل لأن سوريا كانت تُمسك
بالملف اللبناني، واي حراك في ذلك الوقت لم يكن يتعدى بعض التصريحات والحركات وكان
هناك سقف للمطالبة؟"
ورأى الصايغ ان سوريا وجّهت رسالة رداً على عدم دعوتها الى القمة.
وتعليقاً على تهديد رئيس مجلس النواب نبيه بري "بـ6 شباط
جديد"، أكد الصايغ ان الذهاب الى مفردات حرب لبنانية داخلية فرّقت اللبنانيين
تحت اي حجة والاستقواء بلغة الشارع على حساب لغة المنطق والقانون، يضرب العيش
المشترك والتوافق اللبناني. وسأل "من يتحمّل مسؤولية ما حصل؟ وكأن بري يمون
على جزء من الدولة ويحرّكه كما يريد فيعطي تأشيرات دخول الى المطار لمن يريد
ويمنعها على من يريد".
وأردف "نعترض على هذا الاداء الممنهج لضرب الدولة اللبنانية،
نفهم ان بري هو ابن المؤسسة التشريعية التي انتجت بعد الطائف لكن لا اتصوّر ان بري
بالحكمة التي يتمتع بها يقبل خسارة لبنان لارضاء سوريا".
وتابع: "علينا في المقابل ان نكون واضحين مع بري وندعوه الى
الانتباه من استعمال مثل هذا المنطق لأنه يحوّل البلد ولن يخرج احد رابح من الامر،
كما ان بيان بكركي دعا الى حماية لبنان من خلال الحياد".
ولفت الصايغ الى ان الارض ليست مستباحة، ودعوة الوفد الليبي كان
يجب ان تبقى قائمة ولو ارادت الجامعة العربية دعوة سوريا فليكن، واصفاً هذه القمة
بأنها تكريس لانعزال لبنان عن محيطه العربي.
ورأى ان على لبنان أن يقوم بواجباته بالحد الادنى، وعدم السماح
لسوريا ومن وراءها باستعماله ساحة لتصفية الحسابات، مشيراً الى انه اصبح هناك فشل
بنيوي في البلد.
ورداً على سؤال عما إذا كان من الأفضل إرجاء القمة بظل الحضور
الهزيل، قال الصايغ "تأجيل القمة اعتراف بواقع ان لبنان غير قادر على
استضافتها، كما ان انعقادها بهذا الشكل الهزيل فيه مأزق لبناني وعربي ومسؤولية
عربية جامعة"، ودعا الصايغ الى عدم احراج لبنان وتحميله اكثر مما يحتمل.
وبالانتقال الى الاجتماع التشاوري الذي عقد في بكركي، وصف الصايغ
هذا اللقاء بالمهم، وقال "عند المسيحيين هناك من يطالب بالتقسيم والفيدرالية
وهناك من يفكّر بالمثالثة، وقد حذّر البطريرك الراعي من الخروج عن الطائف والدستور
وان الثلث المعطل لا يجوز وتحدّث عن النظام الديمقراطي".
واشار الصايغ الى ان هناك افرقاء يفكّرون بإنقلاب عسكري، سائلاً
"الا نرى دوراً لعسكريين في كثير من الملفات؟" ولفت الى تكليف احد كبار
الاجهزة الامنية للقيام بمهمة يعجز السياسيون عن القيام بها.
ورأى ان بكركي بمنهجية العمل المتبعة تقوم بحركة تجميع للبلد،
والدليل ان بري أرسل في اليوم نفسه موفداً للقاء البطريرك للتأكيد على ما قاله
الراعي، وهذا دليل ان البطريركية لا تخاطب الموارنة فقط.
وتابع الصايغ: "نطالب وبكركي ايدت هذا الموقف، بالخروج من
منطق المحاصصة، هذا المنطق العقيم الذي افلس لبنان، ولتشكيل حكومة
اختصاصيين"، مشيراً الى ان مؤتمر سيدر وضع لبنان تحت وصاية اقتصادية واخلاقية.
وفي الشأن الحكومي، أوضح الصايغ ان الموضوع الحكومي لم يعد مرتبطاً
بقضية الحكومة بل بمسألتين الاولى مزمنة وهي خلافة الرئيس عون، اضيف اليها المعطى
الاقليمي بحيث هناك اعادة ترتيب للاوضاع الاقليمية بظل ما يحصل في سوريا
والاتفاقات الروسية-الاميركية.
وكشف الصايغ أنه كلما التقى بمرجعية دولية في لبنان وخارجه، اول
سؤال يُطرح هو إذا كان بنية الرئيس عون اكمال ولايته، معتبراً ان هذا السؤال لا
يجوز اخلاقياً، ومشيراً الى ان لدى الدول مصالح وهي تفكّر بالاستمرارية.
ورفض الصايغ كل مبدأ الثلث المعطّل من اساسه، واكد انه ضد مفهوم
حكومة بهذا الشكل، وقال "من لا يعجبه التشكيل فلينتقل الى المعارضة ولتكن
حكومة موالاة".
ولفت الى ان التطورات اثبتت ان حزب الكتائب كان على حق بكل ما
طرحه، مؤكداً الاستمرار بالتوجّه نفسه.
وجدّد الصايغ دعوة حزب الكتائب الى تشكيل حكومة اختصاصيين تسيّر
امور الناس ولحلّ الخلافات السياسية في مكان اخر.
ورداً على سؤال حول التطورات الاقليمية، رأى الصايغ ان هناك اعادة
تموضع اميركي، رافضاً تسميته بالانسحاب، وقال "الاميركيون ينسحبون من كل المواقع
التي تشكّل ضغطا عليهم وتتعرّض الى قصف، فهم لا يريدون تعريض جنودهم للخطر في وقت
يمكنهم القيام بالدور نفسه من مكان اخر".
وتابع "الخطوط العريضة الثابتة في السياسية الاميركية ان
ترامب يريد تقليم اظافر ايران بالمنطقة ويقوم بذلك من خلال المواجهة السياسية
والعسكرية". كما رأى الصايغ ان هناك ضغطاً لانهاء الملف اليمني بالتي هي
أحسن، وفي ما بعد الاتفاق مع روسيا حول ضمان امن اسرائيل لان هذا ما يهم
الاميركيين.
وأردف "بهذا الاشتباك ايران تحاول تجميع اوراقها، وتريد رفع
علمها في بيروت ودمشق وبغداد".
ووصف الصايغ المرحلة الحالية، بأنها مرحلة تجميع اوراق بهذه
المجابهة الكبرى مع ايران، لذلك في هذه اللعبة هناك تقاذف للكرة، وتأليف الحكومة
على المستوى السياسي سيكون صعبا لذا ندعو لتشكيل حكومة اختصاصيين تدير الشؤون
اللبنانية.
à