mardi 26 mars 2019

د. الصايغ عبر ال بي سي: تصريح ساترفيلد من منبر الصيفي دون سواه هو تثبيت لرمزية المعارضة في لبنان الأربعاء 06 آذار 2019


د. الصايغ عبر ال بي سي: تصريح ساترفيلد من منبر الصيفي دون سواه هو تثبيت لرمزية المعارضة في لبنان

الأربعاء 06 آذار 2019
علق نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية د.سليم الصايغ على زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد بالقول: " اراد ساترفيلد ان يزور بيت الكتائب كونه مركزاً أساسياً للمعارضة في لبنان و تصريحه من منبر الصيفي دون سواه هو تثبيت لرمزية المعارضة في لبنان كقوى حية وعلى هذه القوى ان تبقى حية بالتفاعل مع سائر القوى في لبنان".
كلام الصايغ جاء خلال مقابلة عبر قناة lbci "من الطبيعي ان اي مسؤول كبير يزور البلد، يجب ان يستمع الى وجهتي نظر: الحكومة والمعارضة، لا سيما ان المعركة ليست سياسية فقط كما انها ليست على ملفات مدنية وانتخابية فقط، انما هي معركة على أسس كيانية".
وعن ما قاله ساترفيلد خلال الزيارة، اوضح الصايغ ان ساترفيلد عبّر "عن قلق اميركي كبير من حالة اللااستقرار الموجودة في لبنان وانعدام التوازن بحيث ان لبنان ينحرف اكثر فأكثر نحو لعبة المحاور، ولقد أكد ساترفيلد أن لبنان، إن اراد ان يقبل بهذه الخيارات، فعليه ان يتحمل المسؤولية في كيفية التعاطي معه من قبل المجتمع الدولي".
واردف: "لقد اوحى ساترفيلد ان المسؤولين اليوم لم يعودوا "قصّار"، ويجب ان يأخذوا خياراتهم، فلا يمكننا الاستمرار، سواء كحكومة او كقوى سياسية، ان كان هناك غطاء شامل على كل الخيارات والقرارات".
واعتبر الصايغ ان "التعبير الامريكي" يشهد نقلة نوعية، وهناك تغييراً كبيراً في المناخ الدولي، ففي الامس، كان الاميركيون يتكلمون همساً اما اليوم فباتوا يعبّرون عما يرونه على العلن وما يريدون قوله اليوم ان لبنان يشهد نوعاً من اللا استقرار، وهذا الوضع سيؤدي الى عواقب كبيرة كما قد تتحوّل العقوبات على حزب الله الى عقوبات على كل لبنان لأن الدولة اللبنانية تغطي حزب الله وهي يجب ان تتحمل مسؤوليتها في هذا المجال".
واكد الصايغ ان الكتائب، ومنذ زمن طويل، كانت تشرح للأمريكيين ان " الاستقرار في لبنان ليس استقراراً انما هو ارتهان، كما انه يضرب السلم الاهلي والاجتماعي تحت وطأة النزوح من ناحية والفساد من جهة اخرى والسلاح من جهة ثالثة، إذاً نحن في لبنان نخسر الاستقرار والكرامة معاً".
واضاف: "من المؤسف ان نعاقب لبنان من جهتين: الطغيان في الداخل والعقوبات في الخارج".
واختصر نائب رئيس الكتائب محور زيارة ساترفيلد لبنان بالقول: "ان هاجس الامريكيين ليس حزب الله في الحكم انما "حزب الله الحكم" غير اننا كلنا ثقة انه لا يجب ان نعاقب "الشعب اللبناني" فهذا الشعب هو متّخذ كـ "رهينة".
واكد اننا " منذ العام 2005، ونحن نريد حل الميليشيات بما فيها حزب الله وتسليم سلاحه الى الدولة اللبنانية فوراً، وان يكون حزب الله حزباً لبنانياً بالكامل ككل حزب لبناني وان يكون لديه كل المقومات لينافس الاحزاب الاخرى، حتى لو كان له القوى السياسية الاكبر في لبنان".
ورداً على ما يقال ان الكتائب هي بمحور الشيطان، اجاب الصايغ: لو اننا فعلاً بمحور الشيطان كما يشاع لكنّا اليوم متربّعين داخل كل الحكومات ولكنّنا متمتعين بالدعم المالي واللوجستي.... ونحن ان كنّا اليوم خارج "جنة الحكم" فذلك لأننا نأخذ مواقف معارضة".
وطالب الصايغ بخلق ديناميكية معارضة حقيقية مردفاً: "نحن ككتائب نقول من الاساس ان هذه الحكومة، بالرغم من شخصياتها التي نحترمها وبالرغم من التعاون الموضعي، هي حكومة منعدمة التوازن.... نحن كحزب سياسي من وظيفتنا اطلاق ديناميكية تغيير حقيقية في هذا البلد، واي حزب لا يريد تغيير الوضع القائم يعني انه يبغي الوصول الى السلطة".
وكرر الصايغ ان "الحكومة بنهجها هي حكومة طبق الاصل عن سابقاتها وهي تغيرت فقط بتوازناتها وهذه المعضلة علينا ان نواجهها".
وفي هذا الاطار، لفت الى ان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل عبّر عن البرنامج السياسي والافكار المطروحة من اجل تغيير النهج المتبع، بحيث ان لا مقدّس بالنسبة لنا سوى كرامة المواطن اللبناني ولا احد يجب ان يخيفنا لا بالسلاح المقدس او غير المقدس، ولا بالطائف بغير الطائف... لدينا ممنوع واحد هو كرامة الانسان".
وتابع الصايغ: "نحن نتوقع هجوماً شرساً على المعارضة لأن الاصوات التي نتحدث عبرها تزعج الكثيرين... القضية ليست قضية سياسة انما قضية ذهنية وقضية عقل مدجّن... "
وذكّر الصايغ بمواقف الكتائب وانجازاتها، فنواب الكتائب اوقفوا مادة التوطين المقنع في لبنان، كما اوقفوا ملف تعديل الضرائب، والناس "تقتنع بالانجازات" بحسب الصايغ...من هنا، شدد الصايغ على انه من" اوّل واجباتنا ان نشكّل لدى الشعب مقاومة ثقافية، اي رفض للامر الواقع".
ورداً على سؤال حول ابرز الخطوات المقبلة التي ستقوم بها : اولاً نحن بإطار تكوين جبهة معارضة تُكتّل كل الشخصيات والقوى التي تتحدث خطابنا نفسه والتي تؤمن بقناعاتنا... نحن لدينا قوة لا يستهان بها في مجلس النواب من خلال التحالفات، وفي اللجان النيابية ايضاً، فضلاً عن اننا بمواضيع معيّنة وتقنية، لدينا ثقة ان وزراء كثر في داخل الحكومة لن يرضوا ان يقبلوا بأي ملف على الهامش".
اما المرحلة الثانية، فهي وفقاً لنائب رئيس الكتائب، تحديد خطوط التماس المتحركة منها والاساسية مثل تلك التي فرزت 8 و 14 آذار."
واضاف: " علينا استعادة المفاهيم ومنطق العبور الى الدولة لا العبور الى منطق الدويلة والبدء بتكوين خطوط تماس سياسية قادرة على اعادة هيكلة الصراع السياسي في لبنان وعلى اعطائه معنى حقيقي".
واذ لفت ان هدف الكتائب ليس اسقاط الحكومة، اشار الى ان الكتائب حددت أطراً للتنافس وأطراً اخرى للتعاون، "فلا احد يفكر انه سيُخوّننا ان اخذنا موقفاً قاسياً في الحكومة او اننا سنخوّنه اذا هو واجه المعارضة".
وحول العلاقة مع رئيس الحكومة سعد الحريري، عارض الصايغ ما يقال عن ان العلاقة بين الطرفين سيئة، موضحاً ان "الحريري استمع الى كلمة النائب سامي الجميّل خلال لجان الثقة، كما اثنى على كلمة الجميّل... ولا ننسى ان الكتائب اعطت فرصة للحريري وصوتت له ليرأس الحكومة".
ولفت الصايغ الى صعوبة عمل الحريري، قائلاً: " الحريري دخل في معادلة صعبة جداً، فهَمُّ الحريري في هذه الحكومة كبير جداً، فهو لا يقتصر على المشاريع انما يشمل ايضاً الحفاظ على علاقته بالتيار الوطني الحر ورئيس الجمهورية من جهة، والحفاظذوا على مصداقيته كرئيس لتيار المستقبل وكرئيس في طائفته وكزعيم وطني، الى جانب المحافظة على مصادقية لبنان الدولية التي ضُربت اثناء القمة العربية الاقتصادية".
وفي سياق مختلف، رأى نائب رئيس الكتائب ان " قانون الانتخابات النسبي جاء لتفتيت القوى السياسية في المكونات اللبنانية اي لتفتيت الطوائف اللبنانية والابقاء على طائفة شيعية ذات احادية تمثيل"، كما انه "لم يسمح للكتائب للتعبير عن طموحاتها التمثيلية التي رغبت بها".
وقال: "هذا القانون قام بتفيتيت الساحة السنية واضعاف رئيس الحكومة وزعيم الطائفة السنية سعد الحريري كما قام بتفتيت الشارع الدرزي وبالمقابل، أعطى غالبية واضحة لحزب الله كما أمّن ما يلزم من الاصوات للتيار الوطني.... "
وفي محور منفصل، حزم الصايغ: "اننا ككتائب، سنكون قاسيين جداً بمواضيع متعددة ولن نقبل بسياسة ذر الرماد في العيون ولن نقبل بسياسة تسييس او تطييف الفساد".
واضاف: " لا يجوز حماية الفساد بالطائفة، فالفساد هو طائفة قائمة بحد ذاتها، فهو فوق كل الطوائف وعابرة لكل الطوائف".
وعلى صعيد حملة مواجهة الفساد التي نراها مؤخرأً، رأى الصايغ ان " النائب حسن فضل الله فتح الحرب بطريقة خاطئة فهو دق ناقوس خطر التوازن السني الشيعي في البلد" لافتاً الى ان التصويب على الرئيس فؤاد السنيورة "هو كأن المطلوب ان لا يرد عليه للسنيورة وهذه الاستراتيجية هي وسيلة لتدجين ما لم يدجن بعد من الناس الذين يرفضون وضع يد حزب الله على البلد".
ولفت الصايغ الى ان تقارير فضل الله تعود بالزمن الى حيث كان لبنان تحت حرب اهلية باردة وحيث كان السنيورة رئيساً للحكومة ويدير السلطة التنفيذية في البلد فضلاً عن انه كان : رمزاً من رموز مقاومة وضع يد حزب الله على لبنان.
الى ذلك، تطرق الحديث الى تقدم النائب سامي الجميل بطلب تشكيل لجنة تحقيق برلمانية بموضوع التحقيق في التوظيف في القطاع العام المخالف للمادة 21/ رقم 2017 ، واشار الصايغ الى اننا "لا نستخدم الفساد بموضوع المواجهة السياسية، انما نحن نناشد بتشكيل لجنة برلمانية، فنحن نعلم ان هناك توجهاً سياسياً واضحأً في القضاء".
وفي الختام، اعلن الصايغ مواقف الكتائب حول مواضيع متعددة:
فحول رفع السرية المصرفية في لبنان، اعتبر الصايغ ان الكتائب "مع كل شيء يؤدي الى الشفافية... ولكن يجب ان يتحدد لها أطراً معينة".
اما بموضوع مشاريع سيدر، فقال: " سيدر وضع لبنان تحت وصاية اقتصادية زائدة ووصاية اخلاقية... وانا لدي ثقة ان سيدر سيتنفذ فبالرغم من كل الشوائب وانعدام الثقة بالحوكمة بهذا البلد، ستقر ّالمشاريع وسيبدأ تنفيذها فاليوم ليس لدينا اي خيار اليوم سوى سيدر واي فريق من الموجودين غير قادر على التلاعب بهذا الموضوع".
وأخيراً، وبالنسبة لموضوع النازحين السوريين، قال الصايغ: " عملية عودة النازحين هي عملية انسانية وليست سياسية بحسب الكتائب، والحوار مع سوريا قائم وهناك مكلف واحد من قبل رئيس الجمهورية في التفاوضات وهو اللواء عباس ابراهيم اما الوزير صالح غريب فليس حكومة قائمة بحد ذاته".
وختم بالقول: "ارفض موضوع تسييس النزوح السوري ولا نريده مدخلاً للتطبيع بين النظام السوري والنظام اللبناني او للعداء لسوريا لاننا نفصل هذا الملف عن السياسة،ونحن كحزب الكتائب نطالب بالشق الداخلي بتطبيق القانون اللبناني بالنسبة الى موضوع النزوح واليد العاملة".


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire