الجزء الثاني من ندوة "المجمع الماروني والميثاق الإجتماعي"
الوزير د. الصايغ: فليحسب الجميع خط الرجعة لأننا شركاء في هذا الوطن
الدولاب يدور وسنساعده أن يبرم أسرع
صوت لبنان – صوت الحرية والكرامة: 21-07-2011
في الجزء الثاني من ندوة "المجمع الماروني والميثاق الإجتماعي" في إذاعة صوت لبنان، تمنى الوزير السابق د. سليم الصايغ ألا نكون في دولة رعاية بل في دولة شراكة تمكّن الناس وتساعدهم ليكونوا فاعلين. واعتبر أن القضية الإجتماعية تحمّل من يعرفها مسؤولية متابعتها من أي موقع هو فيه، "فالذكاء الإيماني يربط الإيمان بالفكر والعقل ينوّر ويعزّز الإيمان".وقال أن الناس لديهم الحق بألا يكون عندهم ثقة لأن هنالك وعودا كبيرة فيما القدرة على الإلتزام والإلزام ضعيفة.
وطمأن الوزير الصايغ الى أن مختلف مشاريع وزارة الشؤون الإجتماعية لها آلياتها وهي مربوطة بشراكة ثلاثية: الجهة المانحة والقطاع الخاص والدولة، والوزير أبو فاعور تعهّد متابعة مختلف المشاريع وهي لها قيمة مهمة، وهو قادم من حزب عريق بالقضية الإجتماعية.
ولفت الى ضرورة الإبتعاد عن المنطق الخدماتي الآني واعتماد منطق الدولة التي تفكّر على المدى البعيد والمتوسّط وفق معايير إنمائية لها صفة الإستدامة، ولكنها تحتاج لوقت لتنطلق، قائلا "الثورة الثقافية مطلوبة من مجتمعنا، والكنيسة والأحزاب إبنة بيئتها، ومن الضروري الإنطلاق من سياسة الدولة التوزيعية أو التعويضية نحو السياسة الإنمائية التي تسميها العقيدة الإجتماعية في الفاتيكان التنمية الإنسانية الأبعد من التنمية المستدامة.
وشدد د. الصايغ على "أننا نحن من نصنع المستقبل بإرادتنا، ومن الضروري فصل الإدارة عن السياسة. هنالك تعاطي وقح مع قضية التعيينات، ومحاولة قضم السلطة في الدولة إنطلاقا من التوزيع المذهبي والطائفي في وقت نحاول تحسين ثقة المسيحيين بالدولة، التي كان يشعر انه خارجها منذ العام 1992، ونصطدم بعقبات أهمها الإنقسام المسيحي-المسيحي، من هنا إشكالية البحث عن الإلتقاء بالحد الأدنى بين المسيحيين وفق معايير واضحة وضعت في الحكومة الماضية وهي نفسها يمكن تطبيقها على المسيحيين كما على غير المسيحيين". وتابع د. الصايغ أنه "في حال حصل تسييس ومحاصصة رخيصة في التعيينات سنصل الى مواجهة ضارية تعمّق النقسام المسيحي والسياسي في البلد، لأننا سنعتبر أن المسيحيين في السلطة يشكلون غطاء لمشروع السيطرة على الدولة من قبل حزب الله. وهكذا تنتقل المعركة من موالاة-معارضة الى ضمن الحكومة".
وبض النظر عن التسييس في التعيينات، لفت الوزير الصايغ الى الدور الأساسي للمسيحيين في لبنان، هذا الدور الذي لا يمكن أن يلعبه المسيحيون دون تحديد المفاهيم التي ينطلقون منها : ماذا يعني أن تكون وزيرا مسيحيا مارونيا في الدولة اللبنانية؟ ونحن أكثر المؤمنين بالتعايش معا بتواصل وتفاعل كما يجب، وهنالك زوادة ثقافية وإيمانية وروحية، ينبغي الذهاب بها الى الدولة وعيش الدور والرسالة المسيحية في لبنان والمنطقة: نظرية الخير العام ومبدأ المساواة لكل لبنان بعيدا عن روح الزبائنية والتبعية".
واعتبر الصايغ أن "لا حل لإنقاذ المسيحيين والدولة ولا خلاص إلا بالجلوس في كنف بكركي ووضع هذه الوديعة بيد البطريرك بعيدا عن إدخالها في بازارات لا يريدها". وقال "إن هذه السلطة هشة ومن غير المعروف الى أين ستصل في التعيينات، داعيا لأن يحسب الجميع خط الرجعة لأننا شركاء في هذا الوطن وإن حصلت كيدية ما فليتذكر الجميع أن الدولاب يدور وسنساعده أن يبرم أسرع، فلننتبه كيف نتعاطى مع بعضنا البعض ليربح الوطن والدولة والكرامة التي نؤمن بها. ولنحمّل البطريرك سيف العدل لا سيما في غياب المرجعية المسيحية الجامعة في الدولة: فالبطريرك وحده يمكنه تغيير المعادلة بتحويل ضعف المسيحيين في السياسة الى قوة وهذه فرصة لا يمكن ولا ينبغي تفويتها وإلا نكون لسنا بحجم التحديات التي تنتظرنا".
بالنسبة للقضية الإجتماعية، لاحظ الوزير الصايغ أن لا خلاص للوضع في لبنان وفي المنطقة الى بالحفاظ على كرامة الناس واحترامهم وهذا ما يطلبه من ينزلون الى الشارع في البلدان المحيطة حيث معظمهم إما طلاب أو عاملون وليست مطالبهم مادية: هكذا ندخل الحداثة، فالهرمية بشكل عامودي تفتقد للشراكة والسلطة تكون بالإقناع إن في المنزل أو في الوطن، من هنا أهمية المشاركة والإيمان الواعي في التخاطب مع العلمانيين في الفاتيكان. وتابع أن لبنان لا طالما كان رائدا في حركة التحرر العربية من السلطة العثمانية ودوره أن يطلق الثورة الإجتماعية العربية كتوطئة لنهضة سياسية لأن الثورات العربية لا تزال إنتفاضات لكرامات الشعوب دون مضمون إجتماعي حقيقي.هذا التفاعل يعطي دورا مميزا لرسالة لبنان التي تحدث عنها البابا يوحنا بولس الثاني كما لدور المسيحيين فيه ليثبتوا أفضل في لبنان والشرق وإلا نصل الى سيناريوهات عراقية في لبنان وغيره (حيث القبائل تتناطح بإسم الدين وهي بعيدة عنه كل البعد) تمنع المسيحي من لعب دوره الحيوي.
ورأى الصايغ أن دور المسيحيين أن يبقوا جسر العبور بين جميع الطوائف في لبنان ليبقوا العجينة اللبنانية التي تعطي خبزا جيدا للبنان ولأبعد منه. وختم الوزير د. الصايغ أن القراءة السياسية التي تتحكّم بالقضية الإقتصادية والإجتماعية تتطلّب إستقرارا، ولكن في غيابه يمكن الدخول الى القضية تنمية الإنسان والتشبيك الإجتماعي وإيجاد شبكة أمان مسيحية لبنانية لتعزيز الدور السياسي والتقاط الفرصة السياسة التي تسمح بإنقاذ لبنان من الحرب الباردة ليصل الى السلام الأهلي الحار كما نطمح له. لفت الصايغ الى أن البطريرك يمكنه أن يكون قويا بقدر ما هنالك ناس تفتح عيونها (ولا أعمى أكثر من الذي لا يريد أن يرى) ، وتمنى "أن يكون الزخم وإرساء الثقة التي جمعه بوقت قليل يثمر إنجازات سريعة للمسيحيين واللبنانيين ككل. كما على الخراف أن تكون مطيعة كي لا يكون الراعي حاملا العصا والخراف ضالة، فلدينا ثقة بالروح والعقل والرسالة قبل الآلية والمنهج، وبقدر ما نتفاعل معها نكبّر دور المسيحيين في لبنان ونكرّس مقولة أن مجد لبنان أُعطي للبطريركية."
_____________________
الوزير د. الصايغ: فليحسب الجميع خط الرجعة لأننا شركاء في هذا الوطن
الدولاب يدور وسنساعده أن يبرم أسرع
صوت لبنان – صوت الحرية والكرامة: 21-07-2011
في الجزء الثاني من ندوة "المجمع الماروني والميثاق الإجتماعي" في إذاعة صوت لبنان، تمنى الوزير السابق د. سليم الصايغ ألا نكون في دولة رعاية بل في دولة شراكة تمكّن الناس وتساعدهم ليكونوا فاعلين. واعتبر أن القضية الإجتماعية تحمّل من يعرفها مسؤولية متابعتها من أي موقع هو فيه، "فالذكاء الإيماني يربط الإيمان بالفكر والعقل ينوّر ويعزّز الإيمان".وقال أن الناس لديهم الحق بألا يكون عندهم ثقة لأن هنالك وعودا كبيرة فيما القدرة على الإلتزام والإلزام ضعيفة.
وطمأن الوزير الصايغ الى أن مختلف مشاريع وزارة الشؤون الإجتماعية لها آلياتها وهي مربوطة بشراكة ثلاثية: الجهة المانحة والقطاع الخاص والدولة، والوزير أبو فاعور تعهّد متابعة مختلف المشاريع وهي لها قيمة مهمة، وهو قادم من حزب عريق بالقضية الإجتماعية.
ولفت الى ضرورة الإبتعاد عن المنطق الخدماتي الآني واعتماد منطق الدولة التي تفكّر على المدى البعيد والمتوسّط وفق معايير إنمائية لها صفة الإستدامة، ولكنها تحتاج لوقت لتنطلق، قائلا "الثورة الثقافية مطلوبة من مجتمعنا، والكنيسة والأحزاب إبنة بيئتها، ومن الضروري الإنطلاق من سياسة الدولة التوزيعية أو التعويضية نحو السياسة الإنمائية التي تسميها العقيدة الإجتماعية في الفاتيكان التنمية الإنسانية الأبعد من التنمية المستدامة.
وشدد د. الصايغ على "أننا نحن من نصنع المستقبل بإرادتنا، ومن الضروري فصل الإدارة عن السياسة. هنالك تعاطي وقح مع قضية التعيينات، ومحاولة قضم السلطة في الدولة إنطلاقا من التوزيع المذهبي والطائفي في وقت نحاول تحسين ثقة المسيحيين بالدولة، التي كان يشعر انه خارجها منذ العام 1992، ونصطدم بعقبات أهمها الإنقسام المسيحي-المسيحي، من هنا إشكالية البحث عن الإلتقاء بالحد الأدنى بين المسيحيين وفق معايير واضحة وضعت في الحكومة الماضية وهي نفسها يمكن تطبيقها على المسيحيين كما على غير المسيحيين". وتابع د. الصايغ أنه "في حال حصل تسييس ومحاصصة رخيصة في التعيينات سنصل الى مواجهة ضارية تعمّق النقسام المسيحي والسياسي في البلد، لأننا سنعتبر أن المسيحيين في السلطة يشكلون غطاء لمشروع السيطرة على الدولة من قبل حزب الله. وهكذا تنتقل المعركة من موالاة-معارضة الى ضمن الحكومة".
وبض النظر عن التسييس في التعيينات، لفت الوزير الصايغ الى الدور الأساسي للمسيحيين في لبنان، هذا الدور الذي لا يمكن أن يلعبه المسيحيون دون تحديد المفاهيم التي ينطلقون منها : ماذا يعني أن تكون وزيرا مسيحيا مارونيا في الدولة اللبنانية؟ ونحن أكثر المؤمنين بالتعايش معا بتواصل وتفاعل كما يجب، وهنالك زوادة ثقافية وإيمانية وروحية، ينبغي الذهاب بها الى الدولة وعيش الدور والرسالة المسيحية في لبنان والمنطقة: نظرية الخير العام ومبدأ المساواة لكل لبنان بعيدا عن روح الزبائنية والتبعية".
واعتبر الصايغ أن "لا حل لإنقاذ المسيحيين والدولة ولا خلاص إلا بالجلوس في كنف بكركي ووضع هذه الوديعة بيد البطريرك بعيدا عن إدخالها في بازارات لا يريدها". وقال "إن هذه السلطة هشة ومن غير المعروف الى أين ستصل في التعيينات، داعيا لأن يحسب الجميع خط الرجعة لأننا شركاء في هذا الوطن وإن حصلت كيدية ما فليتذكر الجميع أن الدولاب يدور وسنساعده أن يبرم أسرع، فلننتبه كيف نتعاطى مع بعضنا البعض ليربح الوطن والدولة والكرامة التي نؤمن بها. ولنحمّل البطريرك سيف العدل لا سيما في غياب المرجعية المسيحية الجامعة في الدولة: فالبطريرك وحده يمكنه تغيير المعادلة بتحويل ضعف المسيحيين في السياسة الى قوة وهذه فرصة لا يمكن ولا ينبغي تفويتها وإلا نكون لسنا بحجم التحديات التي تنتظرنا".
بالنسبة للقضية الإجتماعية، لاحظ الوزير الصايغ أن لا خلاص للوضع في لبنان وفي المنطقة الى بالحفاظ على كرامة الناس واحترامهم وهذا ما يطلبه من ينزلون الى الشارع في البلدان المحيطة حيث معظمهم إما طلاب أو عاملون وليست مطالبهم مادية: هكذا ندخل الحداثة، فالهرمية بشكل عامودي تفتقد للشراكة والسلطة تكون بالإقناع إن في المنزل أو في الوطن، من هنا أهمية المشاركة والإيمان الواعي في التخاطب مع العلمانيين في الفاتيكان. وتابع أن لبنان لا طالما كان رائدا في حركة التحرر العربية من السلطة العثمانية ودوره أن يطلق الثورة الإجتماعية العربية كتوطئة لنهضة سياسية لأن الثورات العربية لا تزال إنتفاضات لكرامات الشعوب دون مضمون إجتماعي حقيقي.هذا التفاعل يعطي دورا مميزا لرسالة لبنان التي تحدث عنها البابا يوحنا بولس الثاني كما لدور المسيحيين فيه ليثبتوا أفضل في لبنان والشرق وإلا نصل الى سيناريوهات عراقية في لبنان وغيره (حيث القبائل تتناطح بإسم الدين وهي بعيدة عنه كل البعد) تمنع المسيحي من لعب دوره الحيوي.
ورأى الصايغ أن دور المسيحيين أن يبقوا جسر العبور بين جميع الطوائف في لبنان ليبقوا العجينة اللبنانية التي تعطي خبزا جيدا للبنان ولأبعد منه. وختم الوزير د. الصايغ أن القراءة السياسية التي تتحكّم بالقضية الإقتصادية والإجتماعية تتطلّب إستقرارا، ولكن في غيابه يمكن الدخول الى القضية تنمية الإنسان والتشبيك الإجتماعي وإيجاد شبكة أمان مسيحية لبنانية لتعزيز الدور السياسي والتقاط الفرصة السياسة التي تسمح بإنقاذ لبنان من الحرب الباردة ليصل الى السلام الأهلي الحار كما نطمح له. لفت الصايغ الى أن البطريرك يمكنه أن يكون قويا بقدر ما هنالك ناس تفتح عيونها (ولا أعمى أكثر من الذي لا يريد أن يرى) ، وتمنى "أن يكون الزخم وإرساء الثقة التي جمعه بوقت قليل يثمر إنجازات سريعة للمسيحيين واللبنانيين ككل. كما على الخراف أن تكون مطيعة كي لا يكون الراعي حاملا العصا والخراف ضالة، فلدينا ثقة بالروح والعقل والرسالة قبل الآلية والمنهج، وبقدر ما نتفاعل معها نكبّر دور المسيحيين في لبنان ونكرّس مقولة أن مجد لبنان أُعطي للبطريركية."
_____________________