د. الصايغ عبر "الجديد": لبنان معرّض لكل الاحتمالات ولا بد ان يكون لديه مناعة داخلية ومظلة دولية
(16-04-2016)
تعليقاً على زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبنان، رأى نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ ان في ظل ما يحصل في المنطقة قد يكون هناك "سايكس بيكو" جديد، قد لا يؤدي الى دول جديدة وتغيير للحدود، بل الى تغيير المعالم الجيوسياسية، من تفكيك انظمة واعادة صياغة طرق تكوين السلطة، كما ان الثقل السياسي لن يعود مركزياً. واشار الى ان هناك اعادة صياغة للنظام الاقليمي في الدول العربية، ويبدو لبنان معرّضا لكل الاحتمالات لذا لا بد ان يكون لديه مناعة داخلية ومظلة دولية، وفرنسا اليوم هي التي تتكلّم عن لبنان مع الدول الاخرى.
(16-04-2016)
تعليقاً على زيارة الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لبنان، رأى نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ ان في ظل ما يحصل في المنطقة قد يكون هناك "سايكس بيكو" جديد، قد لا يؤدي الى دول جديدة وتغيير للحدود، بل الى تغيير المعالم الجيوسياسية، من تفكيك انظمة واعادة صياغة طرق تكوين السلطة، كما ان الثقل السياسي لن يعود مركزياً. واشار الى ان هناك اعادة صياغة للنظام الاقليمي في الدول العربية، ويبدو لبنان معرّضا لكل الاحتمالات لذا لا بد ان يكون لديه مناعة داخلية ومظلة دولية، وفرنسا اليوم هي التي تتكلّم عن لبنان مع الدول الاخرى.
الصايغ وفي حديث لبرنامج "الحدث" عبر الجديد، اعتبر ان فرنسا لم تعد "الام الحنونة" للبنان لان لديها اولويات اخرى لكنها باتت "الاخت الحنونة"، فكلما التقى هولاند مع الرئيسين باراك اوباما او فالديمير بوتين او المستشارة الالمانية انجيلا ميركل، يطرح اسم لبنان في هذه اللقاءات.
وإذ شدد على ان لبنان كان وما زال واحة الحرية والديمقراطية، رأى ان زيارة هولاند هي للتأكيد على ان المظلة الدولية للبنان قائمة وان فرنسا تشدد على منع ضرب الاستقرار في لبنان وتعمل على دعم الجيش اللبناني بالتعاون مع السعودية.
ولفت الى ان الزيارة برمزيتها جريئة جداً، اولا بسبب غياب الرئيس، معتبراً ان هولاند يهزّ بوجوده ضمائر السياسيين وخصوصاً معطلي الانتخابات الرئاسية. وقال: "قد تكون الزيارة محاولة فرنسية لضبط ايقاع الروزنامة اللبنانية وفصلها على الروزنامة السورية. فهي تأتي في ظل تقارب روسي-فرنسي بالنسبة لمقاربة الملفات، وفي ظل تسريع الحلّ اليمني، وهولاند يأتي ضمن جولة اقليمية ليقول ان فرنسا موجودة وهناك مظلة دولية تحمي الاتفاقات السلمية".
واعلن ان زيارة هولاند ستمهّد لزيارة سيقوم بها وزير الخارجية الفرنسية للحديث عندها عن التفاصيل والحلول وجزئيات الحلول. ورأى الصايغ ان لا حل في لبنان قبل ترجمة الحل في سوريا، مضيفاً "الحل في سوريا بات على السكة، وهناك مسار سياسي بدأ كما ان الدفع الروسي جديّ".
ولفت الى ان الحلّ في سوريا ما كان بالامكان وضعه على السكة لولا تواصل بين روسيا واميركا وايران لان لا حلّ في المنطقة في ظل عزل ايران. وتابع: "سنصل الى حوار بين الايرانيين والافرقاء الاقليميين ولا سيما السعودية، وهناك دفع بهذا الاتجاه".
وردا على سؤال حول عدم لقاء هولاند وفدا من حزب الله، قال: "ربما اراد تفادي الاحراج، لكن الاتصالات قائمة بين حزب الله والادارة الفرنسية". ولفت الى جدول زيارة هولاند لا يتضمن لقاءات فردية.
وتعليقاً على اتصال هولاند بالنائب سليمان فرنجية بعد اعلان الحريري دعمه، قال: "فرنجية صُوّر على انه مرشح 8 اذار ولا يمكن ان يرفضه حزب الله، واتصال هولاند كان دعما لمرشح يمكن ان يحصل على اكبر دعم نيابي". وشدد على ان لا نية لفرنسا بالدخول في اللعبة السياسية اللبنانية، لأنه لم ينغمس بها احد وخرج رابحاً.
وعن خطط لتوطين النازحين السوريين في لبنان، قال: "نحن ندق جرس الانذار ولكن لا يوجد خوف آني من توطين السوريين، اما هاجسنا الاساسي فلا يزال التوطين الفلسطيني في لبنان وهذه المعركة يجب ان تكون مشتركة بين اللبنانيين والفلسطينيين لان هناك حلم وواجب العودة".
واعرب نائب رئيس الكتائب عن تخوفه من ان يكون توطين السوريين ملهاة لتمرير ملف توطين الفلسطينيين، وقال: "لم يُعطَ لدولة فلسطين مقومات الدولة بعد، ولا يوجد حالة الدولتين، إذاً ماذا سيحصل مع فلسطينيي الشتات الذين يعتبرون عين الحلو عاصمتهم؟"
وتابع: "خوفنا الحقيقي هو عدم عودة فلسطينيي الشتات لانه لا يوجد ارض يمكن ان تستقبلهم، في حين ان لبنان لا يمكنه استيعابهم".
ووجه الصايغ تحية لوزير العمل سجعان قزي لانه الوحيد الذي وقف وأشار الى مكامن الخلل، كما ان الوزارة تحصر اعطاء رخص لعمل السوريين، خصوصاً في ظل تعاطف وتقاضي بعض الشركات المال لتوظيف السوريين. ولفت الى ان وزارة العمل حددت عمل السوريين في لبنان بقطاعي البناء والزراعة، معتبراً ان على الدولة اللبنانية القيام بخطوات على هذا الصعيد كما على الوزراء تحمّل مسؤوليتهم.
ورأى الصايغ ان الغرب في مأزق وهو لا يعرف كيف سيواجه موضوع النزوح ويجري العمل على ايجاد حلول مؤقتة لايقاف تدفق النازحين كمرحلة اولى، وتابع: "كلبنانيين يجب ان نقول كفى، فالسوريون اتوا خارج ارادتنا واستقبلناهم، وكل ما يؤدي الى تطبيع الوجود السوري في لبنان ممنوع كما يجب ان نتوحد حول هذا الموضوع".
واعتبر ان اول بند في مؤتمر جنيف يجب ان يكون ايجاد ممرات امنة لعودة اللاجئين الى مدنهم، وقال: "تركيا قادرة على استقبال مليون او مليوني لاجئ سوري في مخيمات لان هناك دولة تؤمّن لهم مستلزماتهم، اما في لبنان فلا يوجد دولة ولا نؤمّن لهم اي شيء يذكر". واشار الى ان الكثير من السوريين يفضّلون العودة الى بلادهم والعيش ولو في خيمة ولكن بكرامة على البقاء في لبنان، لافتاً الى ان من يختار البقاء في لبنان هو من ليس قادراً على السفر الى الخارج لانه لا يملك المال.
اما في الشأن الرئاسي، فقال: "اذا بقي المعطى على حاله فهذا يعني ان لا جديد على هذا الصعيد، وقد تحصل تطورات في سوريا يكون لها انعكاسات على لبنان"، سائلاً "إذا بقي الوضع السوري على حاله واذا لم تعطِ ايران حزب الله الضوء الاخضر للنزول الى المجلس، كيف سيتم انتخاب رئيس؟"
ورداً على سؤال حول ملف امن الدولة، دعا نائب رئيس الكتائب الى تطبيق القانون وعدم مذهبة او تطييف هذا الملف، مضيفاً "عيب على الوزراء والسياسيين والاحزاب استعمال طوائفهم والدين لمآرب سلطوية صغيرة"، وسائلاً "كم من الجرائم ارتُكبت باسم حقوق المسيحيين؟ لقد دمرنا المسيحيين باسم حقوق المسيحيين، ونحن اخر ناس نريد القيام بهكذا معركة".
وشدد الصايغ على ان هناك مساواة في البلد وعلى رؤساء الاجهزة الامنية ان يتعاملوا على هذا الاساس، وقال: "جهاز امن الدولة لكل الناس، وما يحصل ان نائب رئيس هذا الجهاز يرى ان بامكانه خرق القانون لانه من طائفة معينة ومحمي من زعامة سياسية."
وسأل: "هل يحق لاي ضابط او عنصر امن، اذا كان محمياً، ان يتمرجل على من هو اعلى منه مرتبة لانه غير محمي؟" وتابع: "المعروف ان اللواء جورج قرعة ليس مدعوماً من احد".
واكد الصايغ ان حزب الكتائب سيذهب حتى النهاية بهذا الملف، لان هناك قانون يجب ان يطبّق ولا يمكن تطبيقه استنسابياً اذا اردنا بناء شراكة حقيقية في البلد وانشاء مناصفة حقيقية باتخاذ القرار. ودعا الى عقلنة العمل وايجاد حلّ للامور حسب الاصول، كما طالب بتطبيق القانون على الجميع وليس على فريق واحد.
وكشف انه تلقى رسالة من احد الموظفين في وزارة الشؤون الاجتماعية تحدث فيها عن مناقلات في الوزارة تضرب التوازن الطائفي، وقال: "رغم احترام المناصفة، يتم اعطاء المسيحيين صلاحيات فارغة ويعطون المسلمين صلاحيات اثقل".
واشار الصايغ الى ان العقدة المسيحية في وظائف الدولة حقيقية، معتبراً ان افضل حماية للمسيحيين هي بحماية القانون والمبادئ العامة وتعطيل كل ارادة لمذهبة او تحزيب مسائل انتهاك القانون، وقال: "انتهينا من منطق الزبائنية في الدولة"
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire