معرض الجمعيات
والمنظمات غير الحكومية 2016:
الوزير د.
الصايغ: التنمية مقرونة بمعايير الحوكمة الراشدة
الأب شلفون:
والجامعة تستمر بدعم دبلوم الجمعيات والمنظمات غير الحكومية
07-04-2016
في حدث أول بحجمه ومشاركته الكثيفة
من أكثر من 125 جمعية ومنظّمة غير حكومية محلية ودولية، نظّم مركز
"قدموس" بالتعاون مع جامعة الحكمة وفي حرمها الأساسي في فرن الشباك معرض
الجمعيات والمنظمات غير الحكومية لعام 2016. افتتح المعرض برعاية رئيس أساقفة
بيروت المطران بولس المطران ولي جامعة الحكمة ممثلًا برئيس الجامعة الأب خليل
شلفون وتم إطلاق أعماله من قبل رئيس مركز "قدموس" ومنسّق برامج الماستر
في كلية العلوم السياسية في الجامعة الوزير السابق د. سليم الصايغ بحضور الوزيرة
السابقة السيدة منى عفيش ونائب رئيس الجامعة للشؤون الآكاديميّة الخوري دومينيك
لبكي ونائبة رئيس الجامعة للعلاقات الدوليّة الدكتورة برناديت أبي صالح وعمداء
الكليات وممثلين عن 125 جمعيّة ومنظمة شاركت في المعرض وحضور حاشد من المجتمع
المدني من الجمعيات المشاركة في أجنحة المعرض كما من جمعيات وأندية ومنظمات دولية
وخبراء وناشطين في العمل الإجتماعي..
وألقى الخوري شلفون كلمة، نقل فيها
تحيّات رئيس أساقفة بيروت وبركته للمنظمين والمشاركين ولكل الجمعيات غير الحكوميّة
العاملة في لبنان لخدمة مجتمعنا،وقال: يَسرُّ ويُسعِدُ جامعة الحكمة أَن تحيي في
رِحابها، للسنة الثانية، هذه التظاهرة الجامعية والمجتمعية الراقية NGO’s Fair.. والجامعة، بما تقومُ به، تُحَيِّي المجتمع المدني
والجمعيات العاملة في إطاره، الناشطة في ساحاتِ الوطن وعلى دروب المستقبل انطلاقًا
من المشاركة الفاعلة للمواطنين في عمليّة التنمية المحليّة والمستدامة.
إن هذه الجمعيات تُشكِّل سِمة هذا
العصر، وهي تشغُل عالم اليوم وتثير اهتمامات الدول والحكومات لأنّها الصورةُ
الصحيحة لديموقراطياتها، والمراقبُ الواعي لإداراتِها، واليدُ الامينة الممتدة، في
كلِّ آنٍ ومكانٍ، بهدف الدعم والمساعدة والعطاء وتطوير مفهوم الديمقراطية. إنها
التطوعيّة التي تَحتاج اليها مُجتمعاتُنا، وفيها من روح التجرّد والتضحية قَدْرَ
ما فيها من العزمِ والسعيِ الدائم لتحقيق الأهدافِ الانسانية والوطنية السامية.
إنّ جامعتنا التي اهتمّت وتهتَّمُ
بالمنظماتِ غير الحكوميَّة – وقد أعدّت لها دبلومًا جامعيًا خاصًا على مستوى
الماستر ضمن كلية العلوم السياسيّة والدبلوماسيّة – تؤكّدُ حِرصَها على تنشئةِ
قياديين وعامِلين في هذه الجمعيات، وتسعى كي يكون لها في لبنان، أُسوة بما لها في
الدول المتقدّمة – دورٌ فاعلٌ وصوتٌ مسموعٌ في صُنع القراراتِ وبلوغِ الغايات
المتوخاة. بوركت اعمالُكم... ولِيُشْكَرُ المبادرون والعاملون على تحقيق هذا
الإحتفال، مَعرضًا ونَدوة، ولاسيّما معالي البروفسور سليم الصايغ، وكلّ معاونيه
والمشاركين، وليبقَ هذا التكامل بين الجامعات
والجمعيّات من أجل مجتمعٍ عاملٍ في خدمة المبادئ والقيمِ العليا، وانسانٍ
يعيشها بتألقٍ.
وعلى هامش المعرض أُقيمت ندوة تحت
عنوان " نحو الإحتراف في عمل الجمعيات والمنظمات غير الحكوميّة" (تمحور
مضمونها حول التشبيك بين الجمعيات، التمويل والإستدامة) وتحدّث فيها:الدكتور سليم
الصايغ الوزير السابق للشؤون الإجتماعية ورئيس "مركز قدموس"، الأستاذ
كنج حمادة USAID حول سبل التمويل، الأستاذ رمزي الحاج CRS حول سبل توزيع تمويل المانحين بين القطاعات،
السيدة جوزيفين زغيب حول التشبيك والحوكمة (شبكة المساءلة العربية)،الأستاذ رودولف
جبرايل حول نجاحات مشاريع الطلاب خريجي ماستر الجمعيات.
الدكتور الصايغ
وقال الدكتور سليم الصايغ في
مداخلته بعد شكره رئيس الجامعة على دعمه للجمعيات غير الحكوميّة والمطران مطر على
رعايته لهذا المعرض: يأتي هذا المعرض اليوم في زمن يتقاطع فيه التاريخ والجغرافيا
على حساب الإنسان والمجتمع. وهنا تكمن أهمية هذا المعرض الذي يُكشف ويعلن أن
الوجود سوية هو أفضل تعبير عن الرفض لكل الحتميات التي تُلغي كل
"غيريّه"، وتحوِّل الإنسانية إلى "بهيميه" تُقاتل غريزيًا من
أجل البقاء ليس إلا...
وقال: نحن نؤمن أن لا حتميّة غير
إعلاء كرامة الإنسان، وأن لا قيمة تعلو عليه، وهو الغاية كما الوسيلة والطريق،وعلى
كل خطوة على درب تحقيق الإنسانيّة كاملة في قلب كل إنسان أن تكون ضاربة في جذور
الحياة والخير والحق والجمال. والجمعيات هنا جزر رحمه وبؤر محبة وباقات من نور...
والجمعيات ليست مجتمعًا مدنيًا بقدر ما هي خميرة المجتمع،وهي ليست مشروعًا بديلًا
عن الدولة،بقدر ما هي مشروع أصيل للدولة وهمها مركزيّة الإنسان وقضاياه وتغيير الحياة
والواقع البائس ومن ضمنها الحياة السياسية.
وتساءل الدكتور الصايغ في مداخلته
عن خميرة المجتمع في الإنتخابات البلديّة وعن المشاريع التنمويّة وعن مشاركة
المرأة في الحوكمه المحليّة وعن العناوين التي تهم إنسان الرحمة المعولِمة
والمُعَولَمة وليس إنسان العولمة المتوحشة، وقال: هل المطلوب أن تنحصر الإنتخابات
بين الأخ وأخيه على أساس مشاريع سلطة نبحث فيها عن الإنسان ولا نراه، عن مصلحة
الإنسان العامة ولا نراها؟ إن التنافس مطلوب في كل عمليّة إنتخاب، إنما الديمقراطيّة
هي أوسع وأعمق من مجرد تجميع للأصوات في صندوق الإقتراع عبر المشاركة الأفقيّة بين
الناس،لأن الأغلبيّة قد تأتي بالديكتاتوريّة كما علمنا التاريخ. ان الوجاهة لا
تقود إلى الريادة المستحقة في البلديّة إن لم تكن مقرونة بمعايير الحوكمة الراشدة
وأهمّها معايير الكفاءة والنزاهة والشفافيّة والمشاركة والصدق والمحافظة على الخير
العام والفعاليّة واعتماد الجدوى الإجتماعيّة والحدوديّة الإنسانيّة والمعايير
البيئيّة في أي عمل أو نشاط أو مشروع. لذلك نتمنى على الجمعيات،خميرة المجتمع، أن
تلعب كامل دورها في الإنتخابات البلديّة بحيث تُصبح مطالبها التنمويّة من صلب
الخطاب والمشروع للمرشحين.
ودعا الدكتور الصايغ المنظمات الحكوميّة
الدوليّة لتتعلم من عمق التجربة اللبنانيّة سرّ صمود المجتمع اللبناني في الحرب
وبعدها،في اللجوء والنزوح،في البحبوحة والقلة،وتعطي لنفسها الفرصة،لتكون مبدعة كما
الشعب اللبناني وخلاقَّة كالإنسان اللبناني ونطلب منها أن تتحد وتنادي بإعطاء
لبنان جائزة نوبل للسلام،الذي استضاف أكبر نسبة من اللاجئين والنازحين والذي
بقدوته يعطي العالم والأمم المتحدة وكل المنظمات العالميّة والدول والشعوب مثلًا
في التضامن الإنساني(...).
وفي ختام الندوة،كانت عدة مداخلات
لخريجي الماستر في العلوم السياسيّة والعلاقات الدوليّة.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire