د.
الصايغ عبر "المستقبل" (15-09-2018) الخطر أبعد من تأليف الحكومة
اوضح
نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الدكتور سليم الصايغ ان هناك من اعتقد ان الرئيس
بشير الجميّل اتى ليغلّب نظرته على نظرة الاخرين في لبنان، لكنه اتى وقال انه يريد
بناء لبنان على مساحة 10452 كلم مع شراكة كاملة ولم يستقوي بأي قوة وكان لبنانيا
متجذرا، مشدداً على ان مشروع بشير اصبح مشروع كل اللبنانيين الاحرار الذين يطالبون
بوجود دولة سيدة حرة ومستقلة وسيادة القانون.
الصايغ
وفي حديث لبرنامج "كلام بيروت" عبر المستقبل، لفت الى ان البلد لا يقوم
بالتوافق على الفساد او الجريمة او نكران اي شيء حصل، معتبراً ان ما نشهده في
لبنان هو مناقض للمشهد الذي اراده بشير والذي تحدث عن حصة لبنان لا عن حصته وشدد
على الشراكة، لكن ما نراه اليوم بعيد جدا عن المشهد الذي اراد ان يؤسسه بشير.
ورأى
الصايغ ان كل الشهداء ماتوا من اجل نظرة واحدة للبنان، اما الصراع بين منطق الدولة
والدويلة والحصة الطائفية الضيقة فكل هذه الامور لا تبني بلداً. ولفت الى اننا ما
زلنا نعيش بمنطق 7 ايار وان ما لا يمكن تحقيقه بالسياسة نحققه عبر ترهيب الناس.
وتعليقاً
على المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، قال: "نحن لا نؤمن بأن الانسان يجب ان
يحصّل حقه بيده بل نؤمن بالعدالة"، مشيراً الى ان مرتكب جريمة اغتيال الرئيس
بشير الجميّل مازال خارج القضبان وعلى الدولة ان تسحب غطاءها عنه وتطلب من الجماعة
التي تحميه تسليمه.
واكد
ان المرحلة التي سقط فيها شهداء احقاق العدالة لا يمكن ان تمر بتسوية سياسية على
حساب الشهداء الذين سقطوا لأجل الوصول الى العدالة في قضية اغتيال الرئيس رفيق
الحريري، فهؤلاء سقطوا لأجل المحكمة الدولية.
وشدد
على اهمية قيام تسوية وطنية حقيقية تنقّي الوجدان وهذا لا يتم بطريقة احادية، بل
بالحوار، وعلى حزب الله المحافظة على السلم الاهلي لا بطريقة مخابراتية بل بالحوار
والتعامل بطريقة بناءة وصحيحة مع كل ما سيصدر عن المحكمة الدولية. واكد ان لا
استقرار من دون الشعور بالعدالة.
واكد
الصايغ رفض حالة تصفية لبنان باسم الاستقرار كما حصل بعد 7 أيار، التي ابرمت
بعدها صفقة منعت الاكثرية النيابية التي كان يمثلها الرئيس المكلف سعد
الحريري، من ان تحكم، والحريري من ان يشكل حكومة في العام 2009 وتطيير الحكومة.
وتطرّق
الصايغ الى ملف الموقوفين اللبنانيين في سوريا، وقال: "الكل يتحدّث عن عودة
النازحين وترميم العلاقات بين البلدين ولا يذكرون موضوع المفقودين اللبنانيين،
اليوم ذكرى خطف الرفيق بطرس خوند، واذا اردنا ترتيب الامور مع جيراننا الا يجب ان
تترتّب على قواعد ثابتة؟ واوجّه تحية الى بطرس خوند في هذا اليوم".
الى
ذلك، اعتبر نائب رئيس حزب الكتائب ان هناك إطباقاً على لبنان بعد دخول الروسي بقوة
على المشهد السوري وبات صانع القرار هناك، اضافة الى اعلان ايران انها المنتصرة في
لبنان في الانتخابات. وسأل "هل هناك تسليم للبنان الى ايران؟"
وتعليقاً
على عدم تشكيل الحكومة، سأل الصايغ ما نفع وزير بالزائد او بالناقص خصوصاً اذا كان
من حصة رئيس الجمهورية، معتبراً ان المشكلة هي بتكريس منطق الغلبة. وقال:
"الضغط الحاصل هو لغلبة فريق على اخر في الحكومة الامر الذي سيؤسس الى مشكلة
لا نهاية لها".
ورداً
على سؤال حول موقف حزب الكتائب من الحكومة، قال: "سمينا الحريري رغم وقوفنا
في المعارضة، وقد سميناه بصدق لاننا نعتبر انه المؤهل والكفوء لتأسيس عهد جديد في
لبنان بالشراكة مع رئيس الحكومة"، ولفت الى ان هناك نية مبيتة للالغاء
السياسي لحزب الكتائب.
واضاف:
"وقفنا ضد المادة 49 من الموازنة والكل راهن اننا لا يمكن ان نؤمّن 10 تواقيع
للطعن امام المجلس الدستوري لكن نجحنا، والكتائب قادرة على تكبير حجم كتلها الى 4
او 5 لو كنا ننتظر فتات المائدة الحكومية لنحصل على وزير دولة او اي وزارة اخرى".
وشدد
الصايغ على ان "معارضة حزب الكتائب ستكون اقوى ومختلفة".
واردف:
"الحريري لا يمكن ان يخرج من دم بيار الجميّل وانطوان غانم، ونعرف ان الحريري
بحاجة لكي يحكم مثلما يحبّ الى صوت مثل صوت الكتائب".
ورأى
الصايغ ان الخطر ابعد من تأليف الحكومة، فالاستحقاق الاساسي مزدوج وهو اولا الاستحقاق
الاقتصادي وكيفية معالجة الامر، وثانيا كيفية عودة حزب الله من سوريا.
وسأل
"هل يستطيع اتفاق الطائف ان يشكّل الاطار القانوني الكافي لهبوط حزب الله على
المدرج اللبناني؟" واشار الى ان عملية تشكيل الحكومة قد تعطي مؤشرات خطيرة عن
امكانية الخروج عن الطائف وحصول معركة صلاحيات غير مبنية على الدستور بل في مكان
اخر.
ورداً
على سؤال عن امكانية عقد جلسة تشريعية قبل تشكيل الحكومة، قال الصايغ:
"السؤال هو اين السلطة التنفيذية لكي تترجم القوانين الى مراسيم
وتطبيقها؟" واشار الى ان الذهاب الى اقرار القوانين بغياب الحكومة وفي الوضع
الذي نعيشه من صراع على الصلاحيات قد يؤسس لمشكل سياسي وميثاقي نحن بغنى عنه.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire