الأنوار 22-06-2015
النائب الثاني لرئيس الحزب يعدد احلام الحاضر والتطلعات الى المستقبل
الوزير د. سليم الصايغ للانوار: الكتائب حزب الجمهورية لا السلطة
وهدفنا المساءلة والمحاسبة وتحديد مواقع الخلل والخطأ والفشل
النائب الثاني لرئيس الحزب يعدد احلام الحاضر والتطلعات الى المستقبل
الوزير د. سليم الصايغ للانوار: الكتائب حزب الجمهورية لا السلطة
وهدفنا المساءلة والمحاسبة وتحديد مواقع الخلل والخطأ والفشل
حاوره: فؤاد دعبول وريتا الجمال
22-06-2015
النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ، والفائز مع الرئيس الجديد النائب سامي الجميل، والنائب الاول للرئيس جوزيف ابو خليل، كان ظاهرة الانتخابات الأخيرة، والعلامة الفارقة والمميزة لحزب قديم يتطلع الى الحداثة ويرود التغيير من ابوابه الواسعة والعريضة.
ترجل رئيس الحزب الرئيس امين الجميل، عن القيادة، ربما، لانه اراد ان يقود الوطن، من خلال ترشحه لرئاسة الجمهورية، وربما حرصاً منه على دفع الكتائب الى التحديث لا الى التوريث.
بيد ان الانتخابات الأخيرة، ابرزت ارادة كتائبية عصرية، ذلك ان المنافسة الحزبية، اضفت ذهنية متطورة، واضافت خلاصة غير معهودة في حزب عريق ارسى قواعده في الجذور اللبنانية الرئيس المؤسس الشيخ بيارالجميل، وتعرض، على مدى حقبات، خصوصاً في عصور الانتداب الفرنسي، والوصاية السورية الى الكثير من المحن والأزمات.
وكانت اطلالة الوزير الشهيد بيار امين الجميل، والان بروز شقيقه النائب سامي الجميل، شهادة حق في حزب اعطاه لبنان في اسبوع واحد رئيسين للجمهورية هما الشهيد بشير الجميل والرئيس أمين الجميل.
الا ان القاعدة الكتائبية كرست نضوجها السياسي، عندما اختارت الرئيس الجديد سامي على منافسه الزميل بيار عطاالله في ارقى سباق حزبي، وحرصت على اعطاء الموقع الثاني في الرئاسة لكبير مفكري الحزب جوزيف ابو خليل بالتزكية، وصوتت بالاكثرية لنائب الرئيس الثاني الدكتور سليم الصايغ. الذي برهن عندما تسلم في العام ٢٠٠٩ وزارة الشؤون الاجتماعية حتى العام ٢٠١١ جدارة المسؤولية القيادية والحزبية.
في حديثه الى الانوار، يقول النائب الثاني للرئيس الكتائبي ان ما حدث الاسبوع الماضي لا يعد انتفاضة، بل ثورة ثقافية لحزب لبناني، علماني، تشكل حاضنة للتغيير الحقيقي في ظل التقسيم الذي تشهده المنطقة.
22-06-2015
النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب الدكتور سليم الصايغ، والفائز مع الرئيس الجديد النائب سامي الجميل، والنائب الاول للرئيس جوزيف ابو خليل، كان ظاهرة الانتخابات الأخيرة، والعلامة الفارقة والمميزة لحزب قديم يتطلع الى الحداثة ويرود التغيير من ابوابه الواسعة والعريضة.
ترجل رئيس الحزب الرئيس امين الجميل، عن القيادة، ربما، لانه اراد ان يقود الوطن، من خلال ترشحه لرئاسة الجمهورية، وربما حرصاً منه على دفع الكتائب الى التحديث لا الى التوريث.
بيد ان الانتخابات الأخيرة، ابرزت ارادة كتائبية عصرية، ذلك ان المنافسة الحزبية، اضفت ذهنية متطورة، واضافت خلاصة غير معهودة في حزب عريق ارسى قواعده في الجذور اللبنانية الرئيس المؤسس الشيخ بيارالجميل، وتعرض، على مدى حقبات، خصوصاً في عصور الانتداب الفرنسي، والوصاية السورية الى الكثير من المحن والأزمات.
وكانت اطلالة الوزير الشهيد بيار امين الجميل، والان بروز شقيقه النائب سامي الجميل، شهادة حق في حزب اعطاه لبنان في اسبوع واحد رئيسين للجمهورية هما الشهيد بشير الجميل والرئيس أمين الجميل.
الا ان القاعدة الكتائبية كرست نضوجها السياسي، عندما اختارت الرئيس الجديد سامي على منافسه الزميل بيار عطاالله في ارقى سباق حزبي، وحرصت على اعطاء الموقع الثاني في الرئاسة لكبير مفكري الحزب جوزيف ابو خليل بالتزكية، وصوتت بالاكثرية لنائب الرئيس الثاني الدكتور سليم الصايغ. الذي برهن عندما تسلم في العام ٢٠٠٩ وزارة الشؤون الاجتماعية حتى العام ٢٠١١ جدارة المسؤولية القيادية والحزبية.
في حديثه الى الانوار، يقول النائب الثاني للرئيس الكتائبي ان ما حدث الاسبوع الماضي لا يعد انتفاضة، بل ثورة ثقافية لحزب لبناني، علماني، تشكل حاضنة للتغيير الحقيقي في ظل التقسيم الذي تشهده المنطقة.
يعرض الدكتور سليم الصايغ تاريخ الكتائب والانتفاضة الثلاثية في
العام ١٩٦٨، في عصر الاقطاب الكبار: كميل شمعون، ريمون اده، بيار الجميل، وصولاً
الى حقبة يكتبها بمبادراتهم والريادة الشباب عموماً، والمرأة خصوصاً، وصولاً الى
مشاركة وطنية يصنعها الانتشار اللبناني والمشاركة الوطنية.
لا يحب سليم الصايغ المبالغات، لكنه يرى ان ما يحصل الآن هو الانتصار على مأساة تعطيل الانتخابات الرئاسية. الا انه يؤكد ان كتائب جديدة تولد الآن، لا تجعل منها حزب السلطة، بل حزب رئاسة الجمهورية.
لا يغيب عن بال الدكتور سليم الصايغ حرص القيادة الكتائبية قريباً على اقرار قانون انتخابي جديد، للوصول الى التغيير السياسي، في حيوية طالبية وعمالية مع النخب والمثقفين، لتصبح الكتائب الحزب الأكثر ميثاقية في لبنان.
ويكرر المثقف والمفكر، مجدداً قوله ان الكتائب ليست حزب السلطة، ولن تكون، بل حزب الجمهورية ومؤسساتها، في مقدمتها الجيش وتكريس هيبة مؤسسات الدولة.
ويختم: نحن حزب مساءلة ومحاسبة نؤمن بالديمقراطية لا شعاراً، بل ممارسة من دون خوف من الاشارة الى مواطن الخطأ، ومواقع الخلل. وهذه هي وقائع الحوار:
لا يحب سليم الصايغ المبالغات، لكنه يرى ان ما يحصل الآن هو الانتصار على مأساة تعطيل الانتخابات الرئاسية. الا انه يؤكد ان كتائب جديدة تولد الآن، لا تجعل منها حزب السلطة، بل حزب رئاسة الجمهورية.
لا يغيب عن بال الدكتور سليم الصايغ حرص القيادة الكتائبية قريباً على اقرار قانون انتخابي جديد، للوصول الى التغيير السياسي، في حيوية طالبية وعمالية مع النخب والمثقفين، لتصبح الكتائب الحزب الأكثر ميثاقية في لبنان.
ويكرر المثقف والمفكر، مجدداً قوله ان الكتائب ليست حزب السلطة، ولن تكون، بل حزب الجمهورية ومؤسساتها، في مقدمتها الجيش وتكريس هيبة مؤسسات الدولة.
ويختم: نحن حزب مساءلة ومحاسبة نؤمن بالديمقراطية لا شعاراً، بل ممارسة من دون خوف من الاشارة الى مواطن الخطأ، ومواقع الخلل. وهذه هي وقائع الحوار:
رئيس بين الرؤساء
هناك كتائب جديدة في الحزب، كانت في السابق حزب العائلة وباتت اليوم حزباً اساسياً في لبنان.
هل يشعر النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب انه فاز فعلاً بهذا المنصب في الحزب الجديد المتجدد، خارج منطق التوريث؟
- نحن أمام كتائب متجددة تسعى الى إعادة إختراع السياسة في لبنان بطريقة مبتكرة قدر الإمكان، في جو محافظ وآخر متعطش الى تغيير الأمر الواقع.
أما إذا أردنا التغيير، فيجب أن نعتمد على نوع من المساءلة والمحاسبة والنقد البناء، ليتحول الى عادة إجتماعية معممة، من دون أن يبقى محصوراً في الدوائر المقفلة.
وفي الوقت نفسه، إن حزب الكتائب يرفع شعار العمل، ما يحتم علينا ربط فكرة التغيير بالأصول والوسائل والقدرة على تحقيق الغاية، كي لا نعيش حالاً من الانفصام في الشخصية بين ما نقول أو نفعل.
بمعنى آخر، لا بد من ان نعطي مشهداً متطوراً، وان نسعى الى رفض الشوائب كلها، حتى لو إختلف النهج، بيد ان الثوابت الأصيلة عند الكتائب لا تزال موجودة، ويجب تعزيزها. وهنا، أرى ان هناك فصلاً حاسماً وتاريخياً للرئيس الجميل الذي سعى الى توحيد الحزب، ونجح في تحقيق هذا الهدف، كون الخطوط غير موجودة عند الكتائب، إنما هناك وحدة كبيرة سمحت باطلاق العملية الانتخابية من دون لوائح، وتمكنت من تحقيق الانتاجية المرجوة، وهذا ما ميّز هذه الانتخابات عن تلك السابقة التي كانت تقتصر على لائحة تتقدم على الاسماء الاخرى ولو سجّل بعض الخروقات.
وانطلاقاً من هذه العملية، أنا أشعر بوجود إطمئنان حقيقي بإمكان إدارة التعددية ضمن الحزب، سواء كانت تعددية مقاربات أو أفكار، من دون المساس بصلب العقيدة الكتائبية الديمقراطية الاجتماعية.
أما في ما يتعلق بحزب العائلة فإن شعارنا يجمع الله والعائلة والوطن.
ان الله مرتبط بمنظومة القيم السامية، والروحانية التي طبعت الشخصية اللبنانية، وتأتي العائلة في ضرورة المحافظة عليها، كوحدة اساسية في المجتمع، حيث ان على الدولة ان تحمي العائلة من الضغوطات السياسية والاقتصادية، كما على الأخيرة ان تحمي الحرية الفردية ومكوناتها، وتلعب دور الفاعل. من دون ان ننسى دور الدولة في حماية الفرد، ضمن العائلة لمنع حصول طغيان سواء من هذه الأخيرة على الفرد، أو من المجتمع على العائلة وكذلك من السياسة على المجتمع.
ووفقاً لهذا التعريف، فأنا لا اعتبر ان حزب الكتائب بنيَ تاريخياً حول منظومة بيت عائلة الجميّل، فهناك بيار الجميل الذي لم يبن الحزب في بكفيا إنما في بيروت، حيث المساحة المشتركة بين اللبنانيين، إذ اقتنع قبل غيره بأن الارتكاز على العائلة والمنطقة، من شأنه أن يحجم الآمال والطموحات والقدرة والتغيير، فعمد الى تأسيس حزب يتخطى الفرد والعائلة.
في المقابل، شاءت الأيام والظروف، ان يتخذ بيت الجميّل هذا الموقع المتقدم في حزب الكتائب الذي اعطى رئيسين للجمهورية، الأمر الذي حوّل شخصيات بيت الجميّل الى زعامات تاريخية مع العلم، ان الرئيس الجميل جاء الى رئاسة حزب الكتائب بعد إنقطاع اكثر من عشرين سنة، واستمر على الرغم من وجود تصحير للحياة السياسية من أي عمل حزبي سياسي راقٍ، إنما النهضة الحقيقية حدثت عندما بدأت فسحة الأمل، عقب بيان المطارنة عام ٢٠٠٠، وقرنة شهوان وديناميكية بيار أمين الجميّل التي دفع ثمنها باستشهاده، والتي حوّلت مجدداً بيت الجميّل الى رمز لاعادة نهضة الكتائب، التي حمل شعلتها الرئيس الجميل لمدة عشرة أعوام.
اما اليوم، فنشهد نوعاً من تسليم القيادة في الحزب بعد الإنتخاب، واستطاع التعاطف مع النائب سامي الجميل، ان يعطي الإنتقال في القيادة الحزبية بطريقة أوحت للجميع وكأن هناك توريثاً سياسياً.
وتعليقاً على هذا الكلام، نحن نقول بأن النائب سامي الجميل ليس بزعامة تاريخية، في الوقت الراهن، وقد يصبح كذلك في المستقبل، فالزعامات لا ترتجل، وتحتاج الى مسار طويل، الا ان نمط القيادة وطريقتها تكون مختلفة تماماً، اي موجودة في المشاركة، واعطاء دوراً اكبر للقيادات الموجودة يجعل من رئيس الحزب اول بين الأوائل.
وبالطريقة هذه، يصبح حزب الكتائب حزباً عصرياً، قد يتقدم على الكثير من الأحزاب، ومع ذلك فهو يسعى الى تغيير الحياة السياسية، انطلاقاً من تغيير التعاطي الداخلي في الحزب.
وأنا أرى ان كل ظرف رجاله، ولكل عصر النهج الخاص به، لذلك فإن ما يحصل اليوم لا يعدّ إنتفاضة، بل إطمئنان لوجود قدرة على الذهاب الى فتح اللعبة السياسية ضمن الحزب ولا سيما ان الدعائم باتت مرتكزة على ثوابت عميقة ومسؤولية مشتركة.
هناك كتائب جديدة في الحزب، كانت في السابق حزب العائلة وباتت اليوم حزباً اساسياً في لبنان.
هل يشعر النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب انه فاز فعلاً بهذا المنصب في الحزب الجديد المتجدد، خارج منطق التوريث؟
- نحن أمام كتائب متجددة تسعى الى إعادة إختراع السياسة في لبنان بطريقة مبتكرة قدر الإمكان، في جو محافظ وآخر متعطش الى تغيير الأمر الواقع.
أما إذا أردنا التغيير، فيجب أن نعتمد على نوع من المساءلة والمحاسبة والنقد البناء، ليتحول الى عادة إجتماعية معممة، من دون أن يبقى محصوراً في الدوائر المقفلة.
وفي الوقت نفسه، إن حزب الكتائب يرفع شعار العمل، ما يحتم علينا ربط فكرة التغيير بالأصول والوسائل والقدرة على تحقيق الغاية، كي لا نعيش حالاً من الانفصام في الشخصية بين ما نقول أو نفعل.
بمعنى آخر، لا بد من ان نعطي مشهداً متطوراً، وان نسعى الى رفض الشوائب كلها، حتى لو إختلف النهج، بيد ان الثوابت الأصيلة عند الكتائب لا تزال موجودة، ويجب تعزيزها. وهنا، أرى ان هناك فصلاً حاسماً وتاريخياً للرئيس الجميل الذي سعى الى توحيد الحزب، ونجح في تحقيق هذا الهدف، كون الخطوط غير موجودة عند الكتائب، إنما هناك وحدة كبيرة سمحت باطلاق العملية الانتخابية من دون لوائح، وتمكنت من تحقيق الانتاجية المرجوة، وهذا ما ميّز هذه الانتخابات عن تلك السابقة التي كانت تقتصر على لائحة تتقدم على الاسماء الاخرى ولو سجّل بعض الخروقات.
وانطلاقاً من هذه العملية، أنا أشعر بوجود إطمئنان حقيقي بإمكان إدارة التعددية ضمن الحزب، سواء كانت تعددية مقاربات أو أفكار، من دون المساس بصلب العقيدة الكتائبية الديمقراطية الاجتماعية.
أما في ما يتعلق بحزب العائلة فإن شعارنا يجمع الله والعائلة والوطن.
ان الله مرتبط بمنظومة القيم السامية، والروحانية التي طبعت الشخصية اللبنانية، وتأتي العائلة في ضرورة المحافظة عليها، كوحدة اساسية في المجتمع، حيث ان على الدولة ان تحمي العائلة من الضغوطات السياسية والاقتصادية، كما على الأخيرة ان تحمي الحرية الفردية ومكوناتها، وتلعب دور الفاعل. من دون ان ننسى دور الدولة في حماية الفرد، ضمن العائلة لمنع حصول طغيان سواء من هذه الأخيرة على الفرد، أو من المجتمع على العائلة وكذلك من السياسة على المجتمع.
ووفقاً لهذا التعريف، فأنا لا اعتبر ان حزب الكتائب بنيَ تاريخياً حول منظومة بيت عائلة الجميّل، فهناك بيار الجميل الذي لم يبن الحزب في بكفيا إنما في بيروت، حيث المساحة المشتركة بين اللبنانيين، إذ اقتنع قبل غيره بأن الارتكاز على العائلة والمنطقة، من شأنه أن يحجم الآمال والطموحات والقدرة والتغيير، فعمد الى تأسيس حزب يتخطى الفرد والعائلة.
في المقابل، شاءت الأيام والظروف، ان يتخذ بيت الجميّل هذا الموقع المتقدم في حزب الكتائب الذي اعطى رئيسين للجمهورية، الأمر الذي حوّل شخصيات بيت الجميّل الى زعامات تاريخية مع العلم، ان الرئيس الجميل جاء الى رئاسة حزب الكتائب بعد إنقطاع اكثر من عشرين سنة، واستمر على الرغم من وجود تصحير للحياة السياسية من أي عمل حزبي سياسي راقٍ، إنما النهضة الحقيقية حدثت عندما بدأت فسحة الأمل، عقب بيان المطارنة عام ٢٠٠٠، وقرنة شهوان وديناميكية بيار أمين الجميّل التي دفع ثمنها باستشهاده، والتي حوّلت مجدداً بيت الجميّل الى رمز لاعادة نهضة الكتائب، التي حمل شعلتها الرئيس الجميل لمدة عشرة أعوام.
اما اليوم، فنشهد نوعاً من تسليم القيادة في الحزب بعد الإنتخاب، واستطاع التعاطف مع النائب سامي الجميل، ان يعطي الإنتقال في القيادة الحزبية بطريقة أوحت للجميع وكأن هناك توريثاً سياسياً.
وتعليقاً على هذا الكلام، نحن نقول بأن النائب سامي الجميل ليس بزعامة تاريخية، في الوقت الراهن، وقد يصبح كذلك في المستقبل، فالزعامات لا ترتجل، وتحتاج الى مسار طويل، الا ان نمط القيادة وطريقتها تكون مختلفة تماماً، اي موجودة في المشاركة، واعطاء دوراً اكبر للقيادات الموجودة يجعل من رئيس الحزب اول بين الأوائل.
وبالطريقة هذه، يصبح حزب الكتائب حزباً عصرياً، قد يتقدم على الكثير من الأحزاب، ومع ذلك فهو يسعى الى تغيير الحياة السياسية، انطلاقاً من تغيير التعاطي الداخلي في الحزب.
وأنا أرى ان كل ظرف رجاله، ولكل عصر النهج الخاص به، لذلك فإن ما يحصل اليوم لا يعدّ إنتفاضة، بل إطمئنان لوجود قدرة على الذهاب الى فتح اللعبة السياسية ضمن الحزب ولا سيما ان الدعائم باتت مرتكزة على ثوابت عميقة ومسؤولية مشتركة.
حزب متعدد الابعاد
حزب الكتائب استقرّ على قاعدة تمثيلية جديدة، حيث أظهر الرئيس الجديد عملاً برلمانياً ناجحاً. وعندما وصل الى موقعه طلب التعاون معكم والشراكة مع الجميع. وهذه بادرة لفتت الانظار.
هل تعتقدون ان الكتائب الجديدة ستكون حزب العصر الجديد؟
- إن حزب الكتائب سوف يكون متعدد الابعاد، وهذا ليس شيئاً جديداً عليه، إنما سيتظهر بشكل أكبر، اي انه حزب الميثاق الوطني، الذي يقسم الى قسمين، الاول بين المسيحيين والمسلمين والميثاق الثاني بين الدستوريين والكتلاويين، مع وجود نظريتين حقيقيتين الى لبنان حتى انتصر الخط اللبناني داخل كل كتلة، ليولد معه الميثاق. وبالتالي، فإن هذا الأخير هو المتعدد الابعاد، والذي قال بحياد لبنان من دون ان يسميه، اي عندما قال لا شرق ولا غرب، لا ممر ولا مقر. ثم أتى ميثاق جامعة الدول العربية، وتصحيح ما حصل عبر رسائل البطريرك عريضة الى الجامعة لرفض الكونفدرالية، مع إصرار لبنان على مفهوم الحياد الذي يعتبر مفهوماً تأسيسياً.
وأنا لا أضع هذا الهدف ضمن خانة الانعزال، بل هو انفتاح كوننا نريد ان نتحرّر من العقد حتى نواجه العالم كله..
لذلك، فان الانفتاح يجب أن يشمل المسلمين اولاً، على اعتبار انه موجود فيما خصّ المسيحيين، وهو كذلك قائم مع المسلمين زعامات وقيادات، الا ان هذا الامر لا يكفي، فالمطلوب يكمن في البلوغ الى الآخر الحقيقي، اي الى الناس والى الفعاليات.
وبهذه الطريقة، يعود حزب الكتائب حزباً لبنانياً علمانياً على الأراضي اللبنانية، على أن يتجرّأ ويقول انه يريد للمسلم ان يقتنع بمبادئ الكتائب وينخرط في الحزب ولو رمزياً، لنؤسس بذلك قاعدة حاضنة للتغيير الحقيقي في ظل التقسيم الذي تشهده المنطقة المحيطة بنا.
بمعنى آخر، نحن نريد أن نعيد هذا النسيج الاجتماعي ولو كنا نطالب باللامركزية في ادارة الشأن العام. فهذا لا يعني غياب النسيج. كما ندعو الأحزاب الأخرى أن تفتح أبوابها أمام الطوائف كلها.
حزب الكتائب استقرّ على قاعدة تمثيلية جديدة، حيث أظهر الرئيس الجديد عملاً برلمانياً ناجحاً. وعندما وصل الى موقعه طلب التعاون معكم والشراكة مع الجميع. وهذه بادرة لفتت الانظار.
هل تعتقدون ان الكتائب الجديدة ستكون حزب العصر الجديد؟
- إن حزب الكتائب سوف يكون متعدد الابعاد، وهذا ليس شيئاً جديداً عليه، إنما سيتظهر بشكل أكبر، اي انه حزب الميثاق الوطني، الذي يقسم الى قسمين، الاول بين المسيحيين والمسلمين والميثاق الثاني بين الدستوريين والكتلاويين، مع وجود نظريتين حقيقيتين الى لبنان حتى انتصر الخط اللبناني داخل كل كتلة، ليولد معه الميثاق. وبالتالي، فإن هذا الأخير هو المتعدد الابعاد، والذي قال بحياد لبنان من دون ان يسميه، اي عندما قال لا شرق ولا غرب، لا ممر ولا مقر. ثم أتى ميثاق جامعة الدول العربية، وتصحيح ما حصل عبر رسائل البطريرك عريضة الى الجامعة لرفض الكونفدرالية، مع إصرار لبنان على مفهوم الحياد الذي يعتبر مفهوماً تأسيسياً.
وأنا لا أضع هذا الهدف ضمن خانة الانعزال، بل هو انفتاح كوننا نريد ان نتحرّر من العقد حتى نواجه العالم كله..
لذلك، فان الانفتاح يجب أن يشمل المسلمين اولاً، على اعتبار انه موجود فيما خصّ المسيحيين، وهو كذلك قائم مع المسلمين زعامات وقيادات، الا ان هذا الامر لا يكفي، فالمطلوب يكمن في البلوغ الى الآخر الحقيقي، اي الى الناس والى الفعاليات.
وبهذه الطريقة، يعود حزب الكتائب حزباً لبنانياً علمانياً على الأراضي اللبنانية، على أن يتجرّأ ويقول انه يريد للمسلم ان يقتنع بمبادئ الكتائب وينخرط في الحزب ولو رمزياً، لنؤسس بذلك قاعدة حاضنة للتغيير الحقيقي في ظل التقسيم الذي تشهده المنطقة المحيطة بنا.
بمعنى آخر، نحن نريد أن نعيد هذا النسيج الاجتماعي ولو كنا نطالب باللامركزية في ادارة الشأن العام. فهذا لا يعني غياب النسيج. كما ندعو الأحزاب الأخرى أن تفتح أبوابها أمام الطوائف كلها.
الثورة الثقافية
لو أردنا المحاسبة والمساءلة، نلاحظ انه في العام ١٩٥٨، برزت اول ظاهرة جديدة لحركة قادها موريس صقر ورفاقه، وتصدى لها الشيخ بيار الجميل، ثم الحركة الثانية في أواخر الثمانينات عندما قاد بيار الجميل مع ريمون إده لوناً سياسياً مارونياً حاداً غاب عنه المسلمون، وأخيراً في مرحلة الحقبة السورية، عندما تناوب السوريون على اختراع وجوه ورؤساء كتائبيين غير معهودين في الحزب.
الآن، تغيرت الكتائب، فهل أضعفت هذه الانتفاضة الحزب، ام انها تمهد عبركم لاعادة الماضي العريق كأكبر حزب سياسي في لبنان؟
- على القيادة الجديدة أن تكون مثل الراعي الصالح الذي يجمع خرافه. ويحرص على عدم ضياع أي منهم، وإعادة من يشرد عن طريقه.
في سياق متصل، عندما نتحدث عن الحاضر، يجب أن نأخذ على عاتقنا التجارب كلها، ولا سيما الاستثناءات في تاريخ الكتائب، لأن العظمة لا تقاس بالادارة التقليدية للأمور، أو بالقواسم المشتركة، بل من خلال التفتيش في التاريخ عن تجارب، مطالبات، وقضايا قد يكون لها من الفضائل الكبيرة لانتاج نوع من القيادة الابتكارية للأمور. اي، لا يمكننا ان نؤسس تبعاً للقواسم المشتركة حتى نرفقها بالجو العام، فما يهمنا هو الجو الخاص، حيث ان الابداع لا يكون فقط عند الجماعة، بل نجده ايضاً لدى المهمشين، والخارجين عن الانتظام العام.
ولا أقصد بكلامي الذين خانوا المبادىء، وسلموا رفاقهم الى أجهزة المخابرات السورية، بل أشير الى من يملك طروحات تحتاج الى بعض المراجعات.
لذلك، فإن عظمة الاحزاب تكمن عندما تتنفس بأحلام الناس وتطلعاتهم.
انطلاقاً من هذا الكلام، لا بد لكل انسان مؤمن بضرورة تحرير نفسه بالمجتمع اللبناني، وتمكين المهمشين والمستضعفين، بغية ترسيخ تكافؤ الفرص في دولة الحق والقانون، والتحرر من العقد كلها وأهمها الخوف.
وبالتالي، فان هدفنا لا يرتكز على تكبير حجم الكتائب فقط، انما تحويل الناس غير الملتزمين والمقتنعين بالشأن العام، الى طاقة، على اعتبارهم قوة دفينة، مستقيلة، كونها غير مقتنعة لا بقانون انتخابات، أو حتى بالنظام الذي لا يفتح لها المجال في المشاركة. والمطلوب أن نسمع ونتواصل مع هؤلاء بشكل جدي، انطلاقا من مبادئ وأفكار واضحة وبسيطة حتى نريهم ان هناك أداءً نموذجياً صادقاً، كما علينا أن نحضر أنفسنا للمعارك المفصلية في حياتنا السياسية، ومنها كيفية مواجهة مشكلة رجوع حزب الله من سوريا، ومشكلة الفقر، والاستثمار والتنمية، اللامركزية والسلطات المحلية، وكذلك قضايا وملفات كبيرة وملفات كقانون الجنسية، وتمكين بلدان الانتشار من المشاركة الوطنية الحقيقية.
ان هذه المشاكل كلها تحتاج لحلها الى انشاء عقد ثقة مع الناس، وهنا تكمن عظمة مؤسس الكتائب الشيخ بيار الجميل الذي كان يتميز بالمصداقية أولاً، وكذلك التنظيم، حيث ان النية الحسنة لا تكفي، بل تشترط وجود القدرة على ترجمة هذه النية من خلال التنظيم، ان الرئىس كميل شمعون كان في وقتها الاكثر شعبيا انما كان حزب الكتائب الاكثر تنظيماً كونه يتمتع بالمصداقية.
وانطلاقاً من هاتين الميزتين كان الرئىس شمعون يعتبر ان الكتائب هي ضرورة كحزب سياسي مهم في لبنان، للانتقال بالبلد الى دور المؤسسات، على الرغم من الاختلاف الذي كان قائماً.
وفقاً لذلك، إذا أردنا أن نستوعب القوة الكبيرة وتحويلها الى طاقة، علينا ان ننشئ أول ورشة مهمة لاعادة التنظيم، وتفعيل الدعائم وتطويرها، وكذلك اعطاء مشهد يربط فعالية التنظيم بثقة الناس.
اشارة الى انه منذ اعلان نتائج الانتخابات، وأنا أتلقى اتصالات من المسلمين أكثر من المسيحيين، وعلى سبيل المثال، اتصل بي رجل ينتمي الى إحدى الطوائف الاسلامية التأسيسية في لبنان والجبل، وسألني عن كيفية استعادة بطاقته الكتائبية التي فقدها خلال الحرب، وكذلك تلقيت اتصالات من النبطية وطرابلس من أجل تفعيل التعاون.
إضافة الى هذه الغاية، نحن نسعى الى تعزيز الحضور والدور المسيحي الذي يحتاج الى تنظيمات محددة وأفعال، ولا سيما انه ضرورة إسلامية حيث ان وجود تنظيمات ذات تمثيل مسيحي واسع في بيئة اسلامية، من شأنه أن يؤمن الاعتدال في البلد.
وبالتالي، فاننا نسعى الى أن نكون حزب الاعتدال القوي الامر الذي يتطلب ثورة ثقافية، خصوصاً ان نخبنا موجودة في الحقول والعمال لا في الصالونات وأكل الكافيار، فهي خرجت من المعاناة، وهذه النخب تصبح مهمشة فيما لو انتفى التواصل معها.
ومن غير المقبول أن تقتصر النخبة في الحزب على أبناء الصالونات وترك المناضلين في الحقول والمصانع.
لذلك، فان أولى خطوات الكتائب أن نعزز هذا الترابط العضوي بين الناس والقيادات،
الكتائب كانت دائماً حزب السلطة ورئاسة الجمهورية، وانصفها لبنان عندما أعطاها رئيسين للجمهورية ثم كان الانحدار لاحقا.
هل تعتقدون ان لبنان اليوم يستطيع ان يستمر من دون رئىس، بعد مرور اكثر من ٢٤ جلسة والنتيجة على حالها لم تتغير؟
- ما يحصل اليوم هو مأساة كبيرة، كان يمكن تفاديه لو كان حزب الكتائب كسابق عهده، من دون أن نقع في معادلة التعطيل التي تعتمد على ثنائية موجودة ومعززة، قد تكون ضرورية لمنع وضع اليد على لبنان، لكنها ستؤدي الى تعطيل النظام في حال استمرت.
لم تستطع هذه الثنائية أن تخلق ديناميكية فعالة من أجل تطوير النظام وانتظام الحياة السياسية، وتحديدا رئاسة الجمهورية.
اشارة الى ان الإنتخابات الرئاسية لم تتعطل يوما، عندما كان حزب الكتائب قوياً، وإنتخاب الرئىس الياس سركيس أكبر دليل على ذلك.
وانا اعتبر ان تصحيح التمثيل الوطني يكون في السماح للاعتدال القوي من ان يأخذ مجراه في الحياة السياسية، لتخلق هذه الفكرة كتلة ضغط كبيرة على الاصطفافات كلها، ونظاما سريعا للحياة السياسية.
ان الامور اليوم تختلف، فالناس لن تنتظرنا حتى نستعيد كامل قوتنا لتنتظم الحياة، فنحن نعتبر ان هناك معطّلين معروفين مسؤولين، هم لبنانيون وصلوا الى مقاعدهم النيابية من خلال الشعب الذي عليه ان يحاسبهم سياسياً. وبانتظار هذه اللحظة، انا اطالب بالمساءلة الاجتماعية اي انه على مجتمعنا ان يتحمّل مسؤوليته، من دون ان ننسى ان طبيعة مجتمعنا هي وسطيّة، لذلك فان الامر يحتاج الى عنفوان وكرامة، واعتدال وانتفاضة.
وفي هذا السياق، انا ادعو الناس لعدم تحميل الطبقة السياسية كلها مسؤولية ما يحدث، واطلب من الشباب تحديداً والمرأة التي تتمتع بالشجاعة اكثر من غيرها، رفض فكرة ان يكونوا تابعين لمن يأخذهم الى الهاوية، خصوصاً مع وجود ٤٠ نائباً يعطّلون الانتخاب، وليس بالصدفة ان يكون هؤلاء انفسهم من كانوا يتشمسون على الشاطىء بينما كان يتعرض نوابنا للاغتيال والاقامة الجبرية.
لذلك، فان بقينا في تدوير الزوايا وتخبئة الامور، نكون قد ذهبنا بدورنا الى حفلة تكاذب أخرى. عندها على الناس ان يتوقفوا عن لوم السياسيين على اعتبار انهم يفعلون الامر نفسه.
وهنا، أنا أفهم الزبائنية لكني لا أقبل هذه العقلية. وأنا لا أطلب من الجميع أن يكونوا ثواراً وابطالاً، ولكن هل يعقل ان لبنان الذي بني على التعطش للحرية والثورة، أن يفتقد اليوم الى هذه العزيمة؟
لو أردنا المحاسبة والمساءلة، نلاحظ انه في العام ١٩٥٨، برزت اول ظاهرة جديدة لحركة قادها موريس صقر ورفاقه، وتصدى لها الشيخ بيار الجميل، ثم الحركة الثانية في أواخر الثمانينات عندما قاد بيار الجميل مع ريمون إده لوناً سياسياً مارونياً حاداً غاب عنه المسلمون، وأخيراً في مرحلة الحقبة السورية، عندما تناوب السوريون على اختراع وجوه ورؤساء كتائبيين غير معهودين في الحزب.
الآن، تغيرت الكتائب، فهل أضعفت هذه الانتفاضة الحزب، ام انها تمهد عبركم لاعادة الماضي العريق كأكبر حزب سياسي في لبنان؟
- على القيادة الجديدة أن تكون مثل الراعي الصالح الذي يجمع خرافه. ويحرص على عدم ضياع أي منهم، وإعادة من يشرد عن طريقه.
في سياق متصل، عندما نتحدث عن الحاضر، يجب أن نأخذ على عاتقنا التجارب كلها، ولا سيما الاستثناءات في تاريخ الكتائب، لأن العظمة لا تقاس بالادارة التقليدية للأمور، أو بالقواسم المشتركة، بل من خلال التفتيش في التاريخ عن تجارب، مطالبات، وقضايا قد يكون لها من الفضائل الكبيرة لانتاج نوع من القيادة الابتكارية للأمور. اي، لا يمكننا ان نؤسس تبعاً للقواسم المشتركة حتى نرفقها بالجو العام، فما يهمنا هو الجو الخاص، حيث ان الابداع لا يكون فقط عند الجماعة، بل نجده ايضاً لدى المهمشين، والخارجين عن الانتظام العام.
ولا أقصد بكلامي الذين خانوا المبادىء، وسلموا رفاقهم الى أجهزة المخابرات السورية، بل أشير الى من يملك طروحات تحتاج الى بعض المراجعات.
لذلك، فإن عظمة الاحزاب تكمن عندما تتنفس بأحلام الناس وتطلعاتهم.
انطلاقاً من هذا الكلام، لا بد لكل انسان مؤمن بضرورة تحرير نفسه بالمجتمع اللبناني، وتمكين المهمشين والمستضعفين، بغية ترسيخ تكافؤ الفرص في دولة الحق والقانون، والتحرر من العقد كلها وأهمها الخوف.
وبالتالي، فان هدفنا لا يرتكز على تكبير حجم الكتائب فقط، انما تحويل الناس غير الملتزمين والمقتنعين بالشأن العام، الى طاقة، على اعتبارهم قوة دفينة، مستقيلة، كونها غير مقتنعة لا بقانون انتخابات، أو حتى بالنظام الذي لا يفتح لها المجال في المشاركة. والمطلوب أن نسمع ونتواصل مع هؤلاء بشكل جدي، انطلاقا من مبادئ وأفكار واضحة وبسيطة حتى نريهم ان هناك أداءً نموذجياً صادقاً، كما علينا أن نحضر أنفسنا للمعارك المفصلية في حياتنا السياسية، ومنها كيفية مواجهة مشكلة رجوع حزب الله من سوريا، ومشكلة الفقر، والاستثمار والتنمية، اللامركزية والسلطات المحلية، وكذلك قضايا وملفات كبيرة وملفات كقانون الجنسية، وتمكين بلدان الانتشار من المشاركة الوطنية الحقيقية.
ان هذه المشاكل كلها تحتاج لحلها الى انشاء عقد ثقة مع الناس، وهنا تكمن عظمة مؤسس الكتائب الشيخ بيار الجميل الذي كان يتميز بالمصداقية أولاً، وكذلك التنظيم، حيث ان النية الحسنة لا تكفي، بل تشترط وجود القدرة على ترجمة هذه النية من خلال التنظيم، ان الرئىس كميل شمعون كان في وقتها الاكثر شعبيا انما كان حزب الكتائب الاكثر تنظيماً كونه يتمتع بالمصداقية.
وانطلاقاً من هاتين الميزتين كان الرئىس شمعون يعتبر ان الكتائب هي ضرورة كحزب سياسي مهم في لبنان، للانتقال بالبلد الى دور المؤسسات، على الرغم من الاختلاف الذي كان قائماً.
وفقاً لذلك، إذا أردنا أن نستوعب القوة الكبيرة وتحويلها الى طاقة، علينا ان ننشئ أول ورشة مهمة لاعادة التنظيم، وتفعيل الدعائم وتطويرها، وكذلك اعطاء مشهد يربط فعالية التنظيم بثقة الناس.
اشارة الى انه منذ اعلان نتائج الانتخابات، وأنا أتلقى اتصالات من المسلمين أكثر من المسيحيين، وعلى سبيل المثال، اتصل بي رجل ينتمي الى إحدى الطوائف الاسلامية التأسيسية في لبنان والجبل، وسألني عن كيفية استعادة بطاقته الكتائبية التي فقدها خلال الحرب، وكذلك تلقيت اتصالات من النبطية وطرابلس من أجل تفعيل التعاون.
إضافة الى هذه الغاية، نحن نسعى الى تعزيز الحضور والدور المسيحي الذي يحتاج الى تنظيمات محددة وأفعال، ولا سيما انه ضرورة إسلامية حيث ان وجود تنظيمات ذات تمثيل مسيحي واسع في بيئة اسلامية، من شأنه أن يؤمن الاعتدال في البلد.
وبالتالي، فاننا نسعى الى أن نكون حزب الاعتدال القوي الامر الذي يتطلب ثورة ثقافية، خصوصاً ان نخبنا موجودة في الحقول والعمال لا في الصالونات وأكل الكافيار، فهي خرجت من المعاناة، وهذه النخب تصبح مهمشة فيما لو انتفى التواصل معها.
ومن غير المقبول أن تقتصر النخبة في الحزب على أبناء الصالونات وترك المناضلين في الحقول والمصانع.
لذلك، فان أولى خطوات الكتائب أن نعزز هذا الترابط العضوي بين الناس والقيادات،
الكتائب كانت دائماً حزب السلطة ورئاسة الجمهورية، وانصفها لبنان عندما أعطاها رئيسين للجمهورية ثم كان الانحدار لاحقا.
هل تعتقدون ان لبنان اليوم يستطيع ان يستمر من دون رئىس، بعد مرور اكثر من ٢٤ جلسة والنتيجة على حالها لم تتغير؟
- ما يحصل اليوم هو مأساة كبيرة، كان يمكن تفاديه لو كان حزب الكتائب كسابق عهده، من دون أن نقع في معادلة التعطيل التي تعتمد على ثنائية موجودة ومعززة، قد تكون ضرورية لمنع وضع اليد على لبنان، لكنها ستؤدي الى تعطيل النظام في حال استمرت.
لم تستطع هذه الثنائية أن تخلق ديناميكية فعالة من أجل تطوير النظام وانتظام الحياة السياسية، وتحديدا رئاسة الجمهورية.
اشارة الى ان الإنتخابات الرئاسية لم تتعطل يوما، عندما كان حزب الكتائب قوياً، وإنتخاب الرئىس الياس سركيس أكبر دليل على ذلك.
وانا اعتبر ان تصحيح التمثيل الوطني يكون في السماح للاعتدال القوي من ان يأخذ مجراه في الحياة السياسية، لتخلق هذه الفكرة كتلة ضغط كبيرة على الاصطفافات كلها، ونظاما سريعا للحياة السياسية.
ان الامور اليوم تختلف، فالناس لن تنتظرنا حتى نستعيد كامل قوتنا لتنتظم الحياة، فنحن نعتبر ان هناك معطّلين معروفين مسؤولين، هم لبنانيون وصلوا الى مقاعدهم النيابية من خلال الشعب الذي عليه ان يحاسبهم سياسياً. وبانتظار هذه اللحظة، انا اطالب بالمساءلة الاجتماعية اي انه على مجتمعنا ان يتحمّل مسؤوليته، من دون ان ننسى ان طبيعة مجتمعنا هي وسطيّة، لذلك فان الامر يحتاج الى عنفوان وكرامة، واعتدال وانتفاضة.
وفي هذا السياق، انا ادعو الناس لعدم تحميل الطبقة السياسية كلها مسؤولية ما يحدث، واطلب من الشباب تحديداً والمرأة التي تتمتع بالشجاعة اكثر من غيرها، رفض فكرة ان يكونوا تابعين لمن يأخذهم الى الهاوية، خصوصاً مع وجود ٤٠ نائباً يعطّلون الانتخاب، وليس بالصدفة ان يكون هؤلاء انفسهم من كانوا يتشمسون على الشاطىء بينما كان يتعرض نوابنا للاغتيال والاقامة الجبرية.
لذلك، فان بقينا في تدوير الزوايا وتخبئة الامور، نكون قد ذهبنا بدورنا الى حفلة تكاذب أخرى. عندها على الناس ان يتوقفوا عن لوم السياسيين على اعتبار انهم يفعلون الامر نفسه.
وهنا، أنا أفهم الزبائنية لكني لا أقبل هذه العقلية. وأنا لا أطلب من الجميع أن يكونوا ثواراً وابطالاً، ولكن هل يعقل ان لبنان الذي بني على التعطش للحرية والثورة، أن يفتقد اليوم الى هذه العزيمة؟
انبثاق السلطة
هل تعتقدون ان الذهاب الى قانون انتخابي جديد، متطور، منفتح، يمكن أن يؤدي الى التغيير المنشود؟
- نعم بالتأكيد ولكن بعد انجاز الإستحقاق الرئاسي، علماً ان قانون الانتخاب لم يقدم بعد الى مجلس النواب، وسبق لنا أن اعلنّا قبولنا بتشريع الضرورة في كل ما يتعلق بانبثاق السلطة ولا سيما موضوع الانتخاب، بغية التحضير لقانون معين واقراره، كي يدعو مجلس النواب فوراً الى انتخابات نيابية بمجرّد أن ننتخب الرئيس. على أن يفتح القانون الجديد الساحة لاكبر تمثيل ممكن للمهمّشين الذين لا يملكون صوتاً، على اعتبار ان القضية تكون معلّبة قبل الانتخابات، مع وجود قناعة عند الجميع، ان مراكز الدراسات والابحاث تكشف النتيجة قبل حصول الانتخاب، باستثناء ٤ أو ٥% على مجموع مجلس النواب، حيث النتائج تكون مجهولة.
هل تعتقدون ان الذهاب الى قانون انتخابي جديد، متطور، منفتح، يمكن أن يؤدي الى التغيير المنشود؟
- نعم بالتأكيد ولكن بعد انجاز الإستحقاق الرئاسي، علماً ان قانون الانتخاب لم يقدم بعد الى مجلس النواب، وسبق لنا أن اعلنّا قبولنا بتشريع الضرورة في كل ما يتعلق بانبثاق السلطة ولا سيما موضوع الانتخاب، بغية التحضير لقانون معين واقراره، كي يدعو مجلس النواب فوراً الى انتخابات نيابية بمجرّد أن ننتخب الرئيس. على أن يفتح القانون الجديد الساحة لاكبر تمثيل ممكن للمهمّشين الذين لا يملكون صوتاً، على اعتبار ان القضية تكون معلّبة قبل الانتخابات، مع وجود قناعة عند الجميع، ان مراكز الدراسات والابحاث تكشف النتيجة قبل حصول الانتخاب، باستثناء ٤ أو ٥% على مجموع مجلس النواب، حيث النتائج تكون مجهولة.
حزب الجمهورية
حزب الكتائب وصل في حقبة الثمانينات وبداياتها ليكون أقوى حزب سياسي.
هل تعتقدون ان القيادة الجديدة تفكر باستعادة المجد الذي عاشته قبل ربع قرن. وكيف؟
- ان القيادة الجديدة لم تجتمع أو تكتمل بعد، وعند حصول ذلك، ستقوم بسلسلة ورشات عمل، لوضع الاستراتيجية المطلوبة.
انما الهدف واضح ونحن مقتنعون بهذا الدور، ولولا ذلك لما كنت شخصياً اقدمت على تعزيز المسيرة والانخراط فيها، فالقناعة مشتركة حول دور الكتائب.
من ناحية ثانية، قد يكون هناك بعض الاجحاف بمقارنة الكتائب بالحزب الذي كان موجودا في الثمانينات، لانها في العام ١٩٧٥ لم تعد حزبا بقدر ما اصبحت سلطة وعندما انحسرت التجأ الناس الى أكبر قوة منظمة على الساحة اللبنانية، أي حزب الكتائب حتى ان بعض الفصائل في الجيش والسراي وقوى الامن التحقت بالكتائب ليتحوّل الحزب بالمفهوم السياسي للكلمة من حزب بين أحزاب الى السلطة.
لذلك، فاننا نطمح لنعود الى ما كنا عليه في الستينات والسبعينات أي قبل الحرب، عندما كانت الكتائب من الأحزاب الاكثر حيوية في العمل النقابي والطلابي، والوحيدة التي تجرأت وتكلمت عن التغيير الاجتماعي، مع وجود تناغم كبير بين الفكر الكتائبي والامام موسى الصدر وبين النخب والمثقفين. وكان الحزب الاكثر ميثاقية من دون ان يرتبط بالاممية الاشتراكية.
وكان حزب الكتائب في عهد الرئيس فؤاد شهاب حزب الجمهورية اي انه كان يسعى الى تدعيم أركان الجمهورية. من هنا كان مؤسس الكتائب حريصاً على تفادي التصادم المجاني مع رئاسة الجمهورية، لأنه وضع المؤسسة فوق الصراع السياسي، وشدد على ضرورة عدم وضعها في هذا المكان. حتى انه كان مع الرئاسة المعرضة كما حصل في عهد شارل حلو، على الرغم من ان حزب الكتائب لم يكن راضياً على الأداء الشهابي. وكذلك كان الشيخ بيار ضد الحملة التي قام بها الحلف لضرب هيبة مخابرات الجيش اللبناني، في الوقت الذي كان هناك مئات الالاف من الفلسطينيين المنتظمين في المقاومة الفلسطينية المسلحة داخل لبنان. ولهذه الاسباب كلها، كان يقال ان الكتائب هو حزب السلطة، لكني أعتبر انه حزب الجمهورية ومؤسساتها، ولا نزال نعتمد هذا النمط، ونقف مع الجيش، على الرغم من الاخطاء التي بأغلبيتها فردية لا مؤسساتية، كما نرفض ضرب هيبة هذه المؤسسة، خصوصاً مع وجود مجموعة مسلحة قد تضاهي الجيش قوة على الاراضي اللبنانية.
بمعنى آخر، علينا أن نفرض أولاً السيادة على الاراضي اللبنانية كافة، لنلجأ بعدها الى مساءلة ومحاسبة الاداء العسكري. مع ضرورة أن نبقى مؤمنين بالديمقراطية، من دون أن نخاف من الاشارة الى مكامن الخطأ في المؤسسات العسكرية ضمن حدود معينة.
أخيراً، نحن نطمح الى دور كبير لحزب الكتائب وكنا ولا نزال ندرس مكامن القوة في الحزب التي تتمثل في الشباب والطلاب، النقابات، الانفتاح الفكري والنقد البناء.
حزب الكتائب وصل في حقبة الثمانينات وبداياتها ليكون أقوى حزب سياسي.
هل تعتقدون ان القيادة الجديدة تفكر باستعادة المجد الذي عاشته قبل ربع قرن. وكيف؟
- ان القيادة الجديدة لم تجتمع أو تكتمل بعد، وعند حصول ذلك، ستقوم بسلسلة ورشات عمل، لوضع الاستراتيجية المطلوبة.
انما الهدف واضح ونحن مقتنعون بهذا الدور، ولولا ذلك لما كنت شخصياً اقدمت على تعزيز المسيرة والانخراط فيها، فالقناعة مشتركة حول دور الكتائب.
من ناحية ثانية، قد يكون هناك بعض الاجحاف بمقارنة الكتائب بالحزب الذي كان موجودا في الثمانينات، لانها في العام ١٩٧٥ لم تعد حزبا بقدر ما اصبحت سلطة وعندما انحسرت التجأ الناس الى أكبر قوة منظمة على الساحة اللبنانية، أي حزب الكتائب حتى ان بعض الفصائل في الجيش والسراي وقوى الامن التحقت بالكتائب ليتحوّل الحزب بالمفهوم السياسي للكلمة من حزب بين أحزاب الى السلطة.
لذلك، فاننا نطمح لنعود الى ما كنا عليه في الستينات والسبعينات أي قبل الحرب، عندما كانت الكتائب من الأحزاب الاكثر حيوية في العمل النقابي والطلابي، والوحيدة التي تجرأت وتكلمت عن التغيير الاجتماعي، مع وجود تناغم كبير بين الفكر الكتائبي والامام موسى الصدر وبين النخب والمثقفين. وكان الحزب الاكثر ميثاقية من دون ان يرتبط بالاممية الاشتراكية.
وكان حزب الكتائب في عهد الرئيس فؤاد شهاب حزب الجمهورية اي انه كان يسعى الى تدعيم أركان الجمهورية. من هنا كان مؤسس الكتائب حريصاً على تفادي التصادم المجاني مع رئاسة الجمهورية، لأنه وضع المؤسسة فوق الصراع السياسي، وشدد على ضرورة عدم وضعها في هذا المكان. حتى انه كان مع الرئاسة المعرضة كما حصل في عهد شارل حلو، على الرغم من ان حزب الكتائب لم يكن راضياً على الأداء الشهابي. وكذلك كان الشيخ بيار ضد الحملة التي قام بها الحلف لضرب هيبة مخابرات الجيش اللبناني، في الوقت الذي كان هناك مئات الالاف من الفلسطينيين المنتظمين في المقاومة الفلسطينية المسلحة داخل لبنان. ولهذه الاسباب كلها، كان يقال ان الكتائب هو حزب السلطة، لكني أعتبر انه حزب الجمهورية ومؤسساتها، ولا نزال نعتمد هذا النمط، ونقف مع الجيش، على الرغم من الاخطاء التي بأغلبيتها فردية لا مؤسساتية، كما نرفض ضرب هيبة هذه المؤسسة، خصوصاً مع وجود مجموعة مسلحة قد تضاهي الجيش قوة على الاراضي اللبنانية.
بمعنى آخر، علينا أن نفرض أولاً السيادة على الاراضي اللبنانية كافة، لنلجأ بعدها الى مساءلة ومحاسبة الاداء العسكري. مع ضرورة أن نبقى مؤمنين بالديمقراطية، من دون أن نخاف من الاشارة الى مكامن الخطأ في المؤسسات العسكرية ضمن حدود معينة.
أخيراً، نحن نطمح الى دور كبير لحزب الكتائب وكنا ولا نزال ندرس مكامن القوة في الحزب التي تتمثل في الشباب والطلاب، النقابات، الانفتاح الفكري والنقد البناء.