د. الصايغ: ثورتنا الثقافية ستكون على امتداد
الوطن
اكد النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب اللبنانية الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ ان من أهم مهام حزب الكتائب اليوم هو الدور الديناميكي الذي سيلعبه على الساحة اللبنانية.
Sat 20 Jun 2015 - VDL
د. الصايغ في برنامج اليوم السابع عبر صوت لبنان 100.5 مع الزميل جورج يزبك، اكد انه كان من الضروري توحيد الكتائب بقيادة الرئيس أمين الجميّل بعد إستشهاد الشهيد بيار الجميّل بسبب غياب الخطوط ومراكز القوى في الحزب، مضيفاً ان الرئيس الجميّل بنى هذا الجسر التاريخي الذي يميّز حزب الكتائب عن باقي الاحزاب، وعندما إستتبت الأمور واصبح الحزب حاضراً للإنطلاق إلى مكان أبعد وآخر، أخذ الرئيس القرار التاريخي حيث اعلن تنازله عن رئاسة الحزب. وعبّر عنه بالقول: "انتهت مهمتي وسأترك المشعل للآخرين".
ولفت د. الصايغ الى ان انتخاب النائب سامي الجميّل لرئاسة الحزب، عبّر عن التفاف داخل الحزب، كما شدد على ان المطلوب الآن هو الانتقال إلى حالة أخرى، وهي الثورة الثقافية التي نفرضها على نفسنا لنستطيع أن ندخل في التغيير مستقبلا.
وتابع قائلاً: "الثورة الثقافية يجب أن تكون على مساحة الوطن، هي لا تريد أن تلغي الماضي والتأسيس إلى شيء جديد، انما من الضرورة إعادة اختراع الذات وإقتحام العقول الكتائبية في كل مكان لكي نبني الوعي مجدداً"، مشيراً الى ان حزب الكتائب هو حزب ميثاقي، يهدف الى جمع المسيحيين والمسلمين معاً.
كما اكد الصايغ ان الحزب سيتجدد في كل من مناطق طرابلس والنبطية والجنوب وبكل بقاع لبنان وقال: "نحن نطوق إلى أن نعزز مجدداً النسيج الإجتماعي اللبناني بلقاء حقيقي من دون أن نخسر أي مرحلة من مراحل تاريخنا، ولكن لا نريد أن نعيش في أمجاد الماضي، فتاريخنا نتكئ عليه ولا نتكل عليه ".
وشدد على ورشات العمل التي ستنطلق في المكتب السياسي لوضع خريطة الطريق التي ستساعده على إنجاز وتحقيق الثورة التي يهدف إلى تنفيذها، مما سيبني وينمي الثقة بينه وبين كل مواطن. كما اكد انهم حاضرون لترجمة النوايا الحسنة التي يملكونها إلى فعل سياسي، لافتاً الى انه لا ينفع أن يكون هناك ثقة متبادلة مع المواطنين أو نوايا حسنة إذا لم تُكثّف بخطة عمل للمستقبل بغية تحقيق الإنجازات التي يطمحون لها في السلطات المحلية، وفي المناطق، وفي مجالس البلدية ومن ثم للبلوغ إلى خارج الحزب لمختلف القوى الحية في المجتمع .
ورداً على سؤال عن حجم المسؤولية التي يحملها الرئيس سامي الجميّل اليوم، قال الصايغ أن رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميّل كان يحضّر نفسه منذ وقت طويل لهذه اللحظة، لذلك أراد أن يأخذ خطوة إلى الوراء ليراجع ويناقش الكثير من الأمور وأن يحلم بهذه اللحظة التي عاشها الشيخ الجميّل بتفاصيلها وبرهبتها وبكل تأثر كونها مرحلة ذهنية أكثر منها فعل سياسي تخوّله نيل الثقة من الحزب.
وشدد الصايغ على أن أهم ثقة نالها الرئيس المنتخب هي ثقة الرئيس أمين الجميّل، معتبراً ان ليس من السهل بالرغم من عاطفة الأبوة التي يبذلها الأب لإبنه، أن يمرّ المرشح الجميّل بأول وأصعب إمتحان عند الرئيس الجميّل، مضيفاً ان هذا الاخير يستطيع أن يكون شخصاً قاسياً عند الأقرباء له في السياسة كما أنه قادر على أن يكون دقيقا جدًا.
واشار الصايغ الى انه بعد 14 حزيران، حلّ الرئيس المنتخب سامي الجميّل ضيفا في برنامج "كلام الناس" حيث لمسنا اختلافاً في هذه الحلقة عن سائر الحلقات، وحتى المتكلم كان رئيس حزب الكتائب وليس فقط النائب سامي الجميّل، فمن هنا بدا واضحا كبر حجم ودقّة المسؤولية التي تسلّمها الشيخ الجميّل.
وتابع الصايغ: "الرؤساء الذين سبقوا النائب سامي الجميّل في توليهم رئاسة حزب الكتائب كانوا على قدر المسؤولية وحافظوا على سمعة وتاريخ هذا الحزب بدءًا من الرئيس بيار المؤسس وصولاً إلى الرئيس أمين الجميّل".
وقال: "يبقى الرمز الكبير في تاريخ حزب الكتائب هو الرئيس المؤسس، الذي هو المثال الأعلى لكتائبيين كثر، يطمحون أن يعود حزب الكتائب ليلعب دوراً مهماً على جميع الصعد."
وتابع الصايغ مؤكداً نية حزب الكتائب بأن يكون من الأوائل على الساحة اللبنانية، مقتنعاً أن النائب سامي الجميل قادر على تجسيد هذا التصور. وأضاف ان كل كتائبي يجب أن يتحول إلى رئيس في الحزب كما بحيث أن ليس الرئيس فقط هو الذي يختصر الحزب، مشدداً على ان كل كتائبي، عليه أن يعتبر أن في الموقع الذي هو فيه ولو كان في أسفل الهرمية الحزبية، فهو رئيس الحزب حيث ما هو.
كما اكد الصايغ ان الكتائبي الذي يؤمن بالمبادئ السامية التي تعني كل لبنان وتدافع على الخصوصية اللبنانية في كل ابعادها، عليه أن يمكّن القيادة لكي تقوم بهذه المهمة، مشيراً الى انهم سيصنعون كل شيء للوصول إلى أن يكون حزب الكتائب الأكثر تأثيراً في الحياة السياسية اللبنانية وقال: "تأثيرنا يكون في الإعتدال القوي لذلك نحن نحضر نفسنا لهذا الإمتحان الصعب".
ورأى الصايغ ان من اهم الخطط التي يجب البدء بها هي التكلّم بلغة الشباب وترجمة أحلامهم في الخطابات مما سيساهم في خلق حالة تفاعلية مع الناس، وقال: "علينا أن نتعلم صناعة الحدث وليس الركض خلف الحدث مما سيخلق حالة شوق عند الشباب والمواطنين".
كما اعتبر أن لا يمكن مقارنة وضع الكتائب بوضع أي تنظيم سياسي آخر لافتاً الى أن رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب المردة سليمان فرنجية بإمكانهما قراءة مزاج الناس الذي عمل حزب الكتائب على تطويرها وساهم في التفاعل معه والذي يهدف اليوم الى الذهاب نحو التجدد.
واضاف الصايغ ان كل شخص يترجم هذا الانفعال بحسب بيئته، وحزبه، وطريقة ادائه السياسي وهواجسه وقال: "نحن نعرف أن وليد بيك عبّر عن ارادته بعدم الترشح لا رئاسةً ولا نيابةً ولكن قد يكون هامش التحرك الفعلي غير متيسّر لذلك تبدو تجربة الكتائب تأسيسية في الحياة السياسية وفريدة".
وتابع: "نحن متأكدون أن عوامل النجاح متوفرة بأمل الناس وبذاتنا وبالتحديات التي تعصف في المنطقة"، وشدد على ان الكتائب هي أهل النور وستسعى إلى أن تكون كذلك لو بقي لديها شمعة واحدة.
ورداً على سؤال عن مركزه الجديد في الحزب، قال الصايغ أنه لا ينتظر هذا الموقع لكي يكون إلى جانب النائب سامي الجميل، مشيراً إلى أن هذا المنصب يتطلب منه مهارات مختلفة ، موضحاً أن التعاطي مع كل منهما مختلف، فالتعاطي مع الشباب يختلف عن التعاطي مع رئيس سابق للجمهورية، ولكن في المقابل كونه أستاذ جامعي وطبعه شبابي وقريب منهما، فلن يشعر أنه سينتقل من جيل إلى جيل خصوصاً وأن الرئيس أمين الجميل كان يتمتع بالروح الشبابية وكان شخصاً متفهماً ومستمعاً ويحترم أراء الجميع. واشار د. الصايغ الى ان هذا الطبع والنفسية الذي تميّز بهما الرئيس امين الجميّل، خلقا مساحة للحرية في نقاش..
أما بالنسبة للعلاقة المستقرة بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية، رأى الصايغ أن لا يمكن مواجهة التحديات اليوم من دون أن يكونا دائماً على تواصل عميق مع بعضهما خصوصاً في كيفية ترجمة الثوابت المشتركة كونهما خاضا سوياً المعارك السياسية المصيرية وإنتخابات ال2009.
ولفت الصايغ الى ان الإختلاف في بعد الوقت يقع على طريقة التعامل مع المعارك التفصيلية انما في المعارك الأساسية تكون المقاربة واحدة، وقال:" مبادئنا تفرض علينا أداء يكون متقاربا جدا لكن عندما نلتجي لامور غير متعلقة بالمبادئ والثوابت يصبح هامش الإختلاف أكبر، فتمنى الصايغ وضع معايير للتحديات التي نواجهها واختيار أفضل الطرق لكي نتقن كيفية تحديد المعركة التفصيلية من المعركة الأساسية التي سنخوضها قبل أن نفكر بأي شيء أخر.
كما امل ان تجمعهم مع القوات اللبنانية علاقة متينة وحقيقية وأن يكون لهما هامشاً واسعاً جداً بينهما كونهما ليسا حزباً واحداً، داعياً كل واحد منهما إلى العمل إنطلاقاً من ثوابته والمثابرة على تحصيل أكثر بالمردود السياسي والوطني في القضية التي يؤمنا بها .
وتابع الصايغ:" تربطنا علاقات جيدة مع تيار المستقبل، فالكل يتعاطى مع الكل ولكن الوضع يختلف عندما يتعلق الأمر بالمواقف وبالملفات. وأضاف ان حزب الكتائب اعتمد مبدأ المعادلة بغية تطوير وتكثيف التعاطي والتواصل مع كل الأطراف السياسية في لبنان، ودعا المعنيين بالأطراف السياسية الى التعاون مع بعضهم البعض من أجل الدفاع عن كرامتهم وقراهم.
كما اكد الصايغ ان "سنكون جميعا في الخندق عندما يتعلق الأمر بسيادة لبنان بغض النظر عن تطورات الوضع السوري"، وقال: "إنطلاقاً من هذه المعادلة، لا يمكن أن نكون منعزلين فكل ما نريده هو حماية الميثاقية والدفاع عن الخصوصية اللبنانية مما يشير إلى ضرورة تكثيف الحوارات مع حزب الله والتيار الوطني الحر والمردة".
بالإنتقال إلى موضوع إعلان النوايا بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، اكد الصايغ أن هذا الإعلان يُصرف في الوطن وليس في السياسة مشيراً الى انه خلق حالة من الإستقرار عند الرأي العام المسيحي.
واضاف ان الكتائب اليوم تستعيد وهجها وحيويتها، مشدداً على انها قادرة على ترجمة أي توافق مع الآخرين وهذا ما حصل في مجلس الوزراء. وقال الصايغ: "نحن نحمل مسؤولية ونحاسب كل النواب الذين ما زالوا يسهمون في تعطيل عمل الحكومة".
كما اشار الى ان الكتائب ستعطي القيمة الأساسية لأي تحالف يمكن أن ينشأ، وقال: "إذا استطاع حليفنا القوات ترتيب أموره مع التيار هذا يفرح الكتائب إذا كان لمصلحة لبنان".
وتابع: "هناك منظومة قيادية موجودة اليوم. ليست مسألة سهلة أن يتولى شخص آخر مسؤولية أو رئاسة الحزب بعد الرئيس أمين الجميل الذي كان يختصر بشخصه الحزب"، ولفت الى ان هذا تحدي كبير للكتائب مما سيدفعها إلى القيام بهذه النقلة النوعية.
اما في ما يخص مسألة الحكومة، طلب الصايغ من رئيس الوزراء تمام سلام أن يدعو الوزراء إلى مجلس الوزراء، محملاً كل واحد يساهم في تعطيل العمل الحكومي مسؤوليته في هذا المجال.
وقال: "مهمة سلام صعبة جداً، فنحن نشدّ على يده وندعمه وعليه أن يعرف أن لا يمكن الركون إلى الضغط الذي يشل فعلينا أن نذهب إلى مكان آخر، نذهب إلى ضغط مضاد الذي يحرر الجميع"، متمنياً عليه أن يغامر وأن يُقدم من أجل إنقاذ ما تبقى من المؤسسات.
واضاف ان سلام يعبّر عن الضمير اللبناني وعن الواقع في مسألة التعيينات الأمنية، مشيراً الى ان جيشنا يخوض معركة خطرة ويعالج الأمور الواحدة تلو الأخرى وليس لديه النية لإرسال رسائل تظهر دعمه لأي مسألة عالقة في البلد.
وعن الآلية الذي سيعتمدها الرئيس تمام سلام لحل هذه الإشكالية: "إصرار التيار الوطني الحر تعيين القيادات الأمنية والعسكرية بند أول قبل البحث بأي بنود في جدول أعمال مجلس الوزراء"، أكد الصايغ أن هذا سيؤدي إلى أن تكون هذه الحكومة، حكومة تصريف أعمال حتماً، ولو لم تقدّم استقالتها، مشيراً إلى أن العصر السياسي الذي نعيش فيه اليوم هو أكثر حكومة تصريف أعمال والتي تمتد اسابيع أو أشهر، وقال: "لا أتصور أن هناك آليات واقعية للخروج من هذه الأزمة".
من جهة أخرى، اعتبر الصايغ أن موضوع النفايات مرتبط بالسياسة مؤكداً أن هذا الملف غير تقني والمطلوب من المعنيين معالجته بأسرع وقت ممكن لأنه خطر كبير على المواطنين.
وعبّر الصايغ عن حزنه للوضع الحالي قائلاً: "هذا البلد حتى موضوع نفاياته غير قادر على معالجتها".
وتابع: "هذه الحكومة أخذت على عاتقها كأولى مسؤولياتها، معالجة ملف النفايات ولكن للأسف حتى في هذا الموضوع لم تستطع الوصول إلى النتيجة التي تريدها والتي هي من مصلحة الوطن.
في الختام، أشار الصايغ إلى أن المسؤولية التي تنتظر حزب الكتائب اللبنانية غير سهلة، وفي الوقت نفسه أكد أنه سيظلّ موجوداً في العمل الجامعي وسيقدّم عملاً أفضل في الأبحاث كما اكّد حضوره أكثر في المؤتمرات.
وتابع الصايغ: "حزب الكتائب أصبح مكوناً لثقافتي الشخصية والبيئة التي أعيش فيها واتمنى من الجميع التفاعل معه اليوم بطريقة راقية ومسؤولة، لأن الإمتحان كبير ولا وقت لدينا للتحضير."
وعبّر النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب سليم الصايغ عن فرحه في الثقة التي تلقاها من القيادات الكتائبيّة ومن رئيس الحزب الشيخ سامي الجميّل، الذي عبّر عن الكثير من العطف والإهتمام والمحبة مما اعطاه الزخم للتوفيق بين العمل الحزبي اليومي والعمل البحثي الثقافي.
وختم د. الصايغ مقدما الفوز في الإنتخابات الحزبية بمركز النائب الثاني لرئيس الحزب الى روح والده بيار الصايغ وجميع رفاقه الذين يستمرون اليوم في مسيرة الحزب.
اكد النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب اللبنانية الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ ان من أهم مهام حزب الكتائب اليوم هو الدور الديناميكي الذي سيلعبه على الساحة اللبنانية.
Sat 20 Jun 2015 - VDL
د. الصايغ في برنامج اليوم السابع عبر صوت لبنان 100.5 مع الزميل جورج يزبك، اكد انه كان من الضروري توحيد الكتائب بقيادة الرئيس أمين الجميّل بعد إستشهاد الشهيد بيار الجميّل بسبب غياب الخطوط ومراكز القوى في الحزب، مضيفاً ان الرئيس الجميّل بنى هذا الجسر التاريخي الذي يميّز حزب الكتائب عن باقي الاحزاب، وعندما إستتبت الأمور واصبح الحزب حاضراً للإنطلاق إلى مكان أبعد وآخر، أخذ الرئيس القرار التاريخي حيث اعلن تنازله عن رئاسة الحزب. وعبّر عنه بالقول: "انتهت مهمتي وسأترك المشعل للآخرين".
ولفت د. الصايغ الى ان انتخاب النائب سامي الجميّل لرئاسة الحزب، عبّر عن التفاف داخل الحزب، كما شدد على ان المطلوب الآن هو الانتقال إلى حالة أخرى، وهي الثورة الثقافية التي نفرضها على نفسنا لنستطيع أن ندخل في التغيير مستقبلا.
وتابع قائلاً: "الثورة الثقافية يجب أن تكون على مساحة الوطن، هي لا تريد أن تلغي الماضي والتأسيس إلى شيء جديد، انما من الضرورة إعادة اختراع الذات وإقتحام العقول الكتائبية في كل مكان لكي نبني الوعي مجدداً"، مشيراً الى ان حزب الكتائب هو حزب ميثاقي، يهدف الى جمع المسيحيين والمسلمين معاً.
كما اكد الصايغ ان الحزب سيتجدد في كل من مناطق طرابلس والنبطية والجنوب وبكل بقاع لبنان وقال: "نحن نطوق إلى أن نعزز مجدداً النسيج الإجتماعي اللبناني بلقاء حقيقي من دون أن نخسر أي مرحلة من مراحل تاريخنا، ولكن لا نريد أن نعيش في أمجاد الماضي، فتاريخنا نتكئ عليه ولا نتكل عليه ".
وشدد على ورشات العمل التي ستنطلق في المكتب السياسي لوضع خريطة الطريق التي ستساعده على إنجاز وتحقيق الثورة التي يهدف إلى تنفيذها، مما سيبني وينمي الثقة بينه وبين كل مواطن. كما اكد انهم حاضرون لترجمة النوايا الحسنة التي يملكونها إلى فعل سياسي، لافتاً الى انه لا ينفع أن يكون هناك ثقة متبادلة مع المواطنين أو نوايا حسنة إذا لم تُكثّف بخطة عمل للمستقبل بغية تحقيق الإنجازات التي يطمحون لها في السلطات المحلية، وفي المناطق، وفي مجالس البلدية ومن ثم للبلوغ إلى خارج الحزب لمختلف القوى الحية في المجتمع .
ورداً على سؤال عن حجم المسؤولية التي يحملها الرئيس سامي الجميّل اليوم، قال الصايغ أن رئيس حزب الكتائب الشيخ سامي الجميّل كان يحضّر نفسه منذ وقت طويل لهذه اللحظة، لذلك أراد أن يأخذ خطوة إلى الوراء ليراجع ويناقش الكثير من الأمور وأن يحلم بهذه اللحظة التي عاشها الشيخ الجميّل بتفاصيلها وبرهبتها وبكل تأثر كونها مرحلة ذهنية أكثر منها فعل سياسي تخوّله نيل الثقة من الحزب.
وشدد الصايغ على أن أهم ثقة نالها الرئيس المنتخب هي ثقة الرئيس أمين الجميّل، معتبراً ان ليس من السهل بالرغم من عاطفة الأبوة التي يبذلها الأب لإبنه، أن يمرّ المرشح الجميّل بأول وأصعب إمتحان عند الرئيس الجميّل، مضيفاً ان هذا الاخير يستطيع أن يكون شخصاً قاسياً عند الأقرباء له في السياسة كما أنه قادر على أن يكون دقيقا جدًا.
واشار الصايغ الى انه بعد 14 حزيران، حلّ الرئيس المنتخب سامي الجميّل ضيفا في برنامج "كلام الناس" حيث لمسنا اختلافاً في هذه الحلقة عن سائر الحلقات، وحتى المتكلم كان رئيس حزب الكتائب وليس فقط النائب سامي الجميّل، فمن هنا بدا واضحا كبر حجم ودقّة المسؤولية التي تسلّمها الشيخ الجميّل.
وتابع الصايغ: "الرؤساء الذين سبقوا النائب سامي الجميّل في توليهم رئاسة حزب الكتائب كانوا على قدر المسؤولية وحافظوا على سمعة وتاريخ هذا الحزب بدءًا من الرئيس بيار المؤسس وصولاً إلى الرئيس أمين الجميّل".
وقال: "يبقى الرمز الكبير في تاريخ حزب الكتائب هو الرئيس المؤسس، الذي هو المثال الأعلى لكتائبيين كثر، يطمحون أن يعود حزب الكتائب ليلعب دوراً مهماً على جميع الصعد."
وتابع الصايغ مؤكداً نية حزب الكتائب بأن يكون من الأوائل على الساحة اللبنانية، مقتنعاً أن النائب سامي الجميل قادر على تجسيد هذا التصور. وأضاف ان كل كتائبي يجب أن يتحول إلى رئيس في الحزب كما بحيث أن ليس الرئيس فقط هو الذي يختصر الحزب، مشدداً على ان كل كتائبي، عليه أن يعتبر أن في الموقع الذي هو فيه ولو كان في أسفل الهرمية الحزبية، فهو رئيس الحزب حيث ما هو.
كما اكد الصايغ ان الكتائبي الذي يؤمن بالمبادئ السامية التي تعني كل لبنان وتدافع على الخصوصية اللبنانية في كل ابعادها، عليه أن يمكّن القيادة لكي تقوم بهذه المهمة، مشيراً الى انهم سيصنعون كل شيء للوصول إلى أن يكون حزب الكتائب الأكثر تأثيراً في الحياة السياسية اللبنانية وقال: "تأثيرنا يكون في الإعتدال القوي لذلك نحن نحضر نفسنا لهذا الإمتحان الصعب".
ورأى الصايغ ان من اهم الخطط التي يجب البدء بها هي التكلّم بلغة الشباب وترجمة أحلامهم في الخطابات مما سيساهم في خلق حالة تفاعلية مع الناس، وقال: "علينا أن نتعلم صناعة الحدث وليس الركض خلف الحدث مما سيخلق حالة شوق عند الشباب والمواطنين".
كما اعتبر أن لا يمكن مقارنة وضع الكتائب بوضع أي تنظيم سياسي آخر لافتاً الى أن رئيس الحزب الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس حزب المردة سليمان فرنجية بإمكانهما قراءة مزاج الناس الذي عمل حزب الكتائب على تطويرها وساهم في التفاعل معه والذي يهدف اليوم الى الذهاب نحو التجدد.
واضاف الصايغ ان كل شخص يترجم هذا الانفعال بحسب بيئته، وحزبه، وطريقة ادائه السياسي وهواجسه وقال: "نحن نعرف أن وليد بيك عبّر عن ارادته بعدم الترشح لا رئاسةً ولا نيابةً ولكن قد يكون هامش التحرك الفعلي غير متيسّر لذلك تبدو تجربة الكتائب تأسيسية في الحياة السياسية وفريدة".
وتابع: "نحن متأكدون أن عوامل النجاح متوفرة بأمل الناس وبذاتنا وبالتحديات التي تعصف في المنطقة"، وشدد على ان الكتائب هي أهل النور وستسعى إلى أن تكون كذلك لو بقي لديها شمعة واحدة.
ورداً على سؤال عن مركزه الجديد في الحزب، قال الصايغ أنه لا ينتظر هذا الموقع لكي يكون إلى جانب النائب سامي الجميل، مشيراً إلى أن هذا المنصب يتطلب منه مهارات مختلفة ، موضحاً أن التعاطي مع كل منهما مختلف، فالتعاطي مع الشباب يختلف عن التعاطي مع رئيس سابق للجمهورية، ولكن في المقابل كونه أستاذ جامعي وطبعه شبابي وقريب منهما، فلن يشعر أنه سينتقل من جيل إلى جيل خصوصاً وأن الرئيس أمين الجميل كان يتمتع بالروح الشبابية وكان شخصاً متفهماً ومستمعاً ويحترم أراء الجميع. واشار د. الصايغ الى ان هذا الطبع والنفسية الذي تميّز بهما الرئيس امين الجميّل، خلقا مساحة للحرية في نقاش..
أما بالنسبة للعلاقة المستقرة بين حزب الكتائب والقوات اللبنانية، رأى الصايغ أن لا يمكن مواجهة التحديات اليوم من دون أن يكونا دائماً على تواصل عميق مع بعضهما خصوصاً في كيفية ترجمة الثوابت المشتركة كونهما خاضا سوياً المعارك السياسية المصيرية وإنتخابات ال2009.
ولفت الصايغ الى ان الإختلاف في بعد الوقت يقع على طريقة التعامل مع المعارك التفصيلية انما في المعارك الأساسية تكون المقاربة واحدة، وقال:" مبادئنا تفرض علينا أداء يكون متقاربا جدا لكن عندما نلتجي لامور غير متعلقة بالمبادئ والثوابت يصبح هامش الإختلاف أكبر، فتمنى الصايغ وضع معايير للتحديات التي نواجهها واختيار أفضل الطرق لكي نتقن كيفية تحديد المعركة التفصيلية من المعركة الأساسية التي سنخوضها قبل أن نفكر بأي شيء أخر.
كما امل ان تجمعهم مع القوات اللبنانية علاقة متينة وحقيقية وأن يكون لهما هامشاً واسعاً جداً بينهما كونهما ليسا حزباً واحداً، داعياً كل واحد منهما إلى العمل إنطلاقاً من ثوابته والمثابرة على تحصيل أكثر بالمردود السياسي والوطني في القضية التي يؤمنا بها .
وتابع الصايغ:" تربطنا علاقات جيدة مع تيار المستقبل، فالكل يتعاطى مع الكل ولكن الوضع يختلف عندما يتعلق الأمر بالمواقف وبالملفات. وأضاف ان حزب الكتائب اعتمد مبدأ المعادلة بغية تطوير وتكثيف التعاطي والتواصل مع كل الأطراف السياسية في لبنان، ودعا المعنيين بالأطراف السياسية الى التعاون مع بعضهم البعض من أجل الدفاع عن كرامتهم وقراهم.
كما اكد الصايغ ان "سنكون جميعا في الخندق عندما يتعلق الأمر بسيادة لبنان بغض النظر عن تطورات الوضع السوري"، وقال: "إنطلاقاً من هذه المعادلة، لا يمكن أن نكون منعزلين فكل ما نريده هو حماية الميثاقية والدفاع عن الخصوصية اللبنانية مما يشير إلى ضرورة تكثيف الحوارات مع حزب الله والتيار الوطني الحر والمردة".
بالإنتقال إلى موضوع إعلان النوايا بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، اكد الصايغ أن هذا الإعلان يُصرف في الوطن وليس في السياسة مشيراً الى انه خلق حالة من الإستقرار عند الرأي العام المسيحي.
واضاف ان الكتائب اليوم تستعيد وهجها وحيويتها، مشدداً على انها قادرة على ترجمة أي توافق مع الآخرين وهذا ما حصل في مجلس الوزراء. وقال الصايغ: "نحن نحمل مسؤولية ونحاسب كل النواب الذين ما زالوا يسهمون في تعطيل عمل الحكومة".
كما اشار الى ان الكتائب ستعطي القيمة الأساسية لأي تحالف يمكن أن ينشأ، وقال: "إذا استطاع حليفنا القوات ترتيب أموره مع التيار هذا يفرح الكتائب إذا كان لمصلحة لبنان".
وتابع: "هناك منظومة قيادية موجودة اليوم. ليست مسألة سهلة أن يتولى شخص آخر مسؤولية أو رئاسة الحزب بعد الرئيس أمين الجميل الذي كان يختصر بشخصه الحزب"، ولفت الى ان هذا تحدي كبير للكتائب مما سيدفعها إلى القيام بهذه النقلة النوعية.
اما في ما يخص مسألة الحكومة، طلب الصايغ من رئيس الوزراء تمام سلام أن يدعو الوزراء إلى مجلس الوزراء، محملاً كل واحد يساهم في تعطيل العمل الحكومي مسؤوليته في هذا المجال.
وقال: "مهمة سلام صعبة جداً، فنحن نشدّ على يده وندعمه وعليه أن يعرف أن لا يمكن الركون إلى الضغط الذي يشل فعلينا أن نذهب إلى مكان آخر، نذهب إلى ضغط مضاد الذي يحرر الجميع"، متمنياً عليه أن يغامر وأن يُقدم من أجل إنقاذ ما تبقى من المؤسسات.
واضاف ان سلام يعبّر عن الضمير اللبناني وعن الواقع في مسألة التعيينات الأمنية، مشيراً الى ان جيشنا يخوض معركة خطرة ويعالج الأمور الواحدة تلو الأخرى وليس لديه النية لإرسال رسائل تظهر دعمه لأي مسألة عالقة في البلد.
وعن الآلية الذي سيعتمدها الرئيس تمام سلام لحل هذه الإشكالية: "إصرار التيار الوطني الحر تعيين القيادات الأمنية والعسكرية بند أول قبل البحث بأي بنود في جدول أعمال مجلس الوزراء"، أكد الصايغ أن هذا سيؤدي إلى أن تكون هذه الحكومة، حكومة تصريف أعمال حتماً، ولو لم تقدّم استقالتها، مشيراً إلى أن العصر السياسي الذي نعيش فيه اليوم هو أكثر حكومة تصريف أعمال والتي تمتد اسابيع أو أشهر، وقال: "لا أتصور أن هناك آليات واقعية للخروج من هذه الأزمة".
من جهة أخرى، اعتبر الصايغ أن موضوع النفايات مرتبط بالسياسة مؤكداً أن هذا الملف غير تقني والمطلوب من المعنيين معالجته بأسرع وقت ممكن لأنه خطر كبير على المواطنين.
وعبّر الصايغ عن حزنه للوضع الحالي قائلاً: "هذا البلد حتى موضوع نفاياته غير قادر على معالجتها".
وتابع: "هذه الحكومة أخذت على عاتقها كأولى مسؤولياتها، معالجة ملف النفايات ولكن للأسف حتى في هذا الموضوع لم تستطع الوصول إلى النتيجة التي تريدها والتي هي من مصلحة الوطن.
في الختام، أشار الصايغ إلى أن المسؤولية التي تنتظر حزب الكتائب اللبنانية غير سهلة، وفي الوقت نفسه أكد أنه سيظلّ موجوداً في العمل الجامعي وسيقدّم عملاً أفضل في الأبحاث كما اكّد حضوره أكثر في المؤتمرات.
وتابع الصايغ: "حزب الكتائب أصبح مكوناً لثقافتي الشخصية والبيئة التي أعيش فيها واتمنى من الجميع التفاعل معه اليوم بطريقة راقية ومسؤولة، لأن الإمتحان كبير ولا وقت لدينا للتحضير."
وعبّر النائب الثاني لرئيس حزب الكتائب سليم الصايغ عن فرحه في الثقة التي تلقاها من القيادات الكتائبيّة ومن رئيس الحزب الشيخ سامي الجميّل، الذي عبّر عن الكثير من العطف والإهتمام والمحبة مما اعطاه الزخم للتوفيق بين العمل الحزبي اليومي والعمل البحثي الثقافي.
وختم د. الصايغ مقدما الفوز في الإنتخابات الحزبية بمركز النائب الثاني لرئيس الحزب الى روح والده بيار الصايغ وجميع رفاقه الذين يستمرون اليوم في مسيرة الحزب.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire