د.
الصايغ: القوات أهلنا واخوتنا وتجمعنا معهم نضالات جوهرية ولا نقبل أن يتم إقصاءهم
أو وضع فيتو عليهم لا من حزب الله ولا من غيره
نتعامل مع العهد بطريقة بنّاءة وعقلية المحاصصة
والمقايضة لا تليق بلبنان
"الجديد": السبت 12 تشرين ثاني 2016
أكد نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم
الصايغ ان الحزب أبدى كل ايجابية في موضوع تشكيل الحكومة وذلك تجاوبا مع قناعاته
ومع دعوة رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري وتمنيات رئيس الجمهورية بتشكيل حكومة
ائتلافية، مشيرا الى ان الحزب لم يدخل بلعبة بازارات المحاصصات لانها لا تليق
بانطلاقة العهد الذي يجب ان يكون منقذا للبنان.
وأشار الصايغ في حديث لبرنامج
"الحدث" عبر الجديد الى ان الكتائب لا تضع الشروط لانها تعتبر ان عقلية
المحاصصة والمقايضة لا تليق بلبنان، موضحا ان المشاركة في الحكومة هي مشاركة
سياسية فهي تحتاج الى اندفاعة معنوية وسياسية لاقرار قانون انتخابات جديد يسمح
بقيام قوى سياسية جديدة في البلد تؤمن موالاة ومعارضة كما يجب للتعبير عن الرأي
والرأي الآخر. وتابع: "لسنا في الولايات المتحدة ولا فرنسا، نظامنا برلماني
أي ان رئيس الجمهورية لا يُنتخب مباشرة من الشعب انما من المجلس النيابي، وبالتالي
فإن الحكومة هي حكومة البرلمان وليس حكومة الرئيس، لذلك هناك فصل بين تأييد أو عدم
تأييد رئيس الجمهورية وقيام موالاة ومعارضة للحكومة".
وأضاف:" يقولون ان التسوية تقف عند قدوم
العماد ميشال عون الى رئاسة الجمهورية والحريري الى رئاسة الحكومة، ونحن لم نمتنع
عن التصويت ولم نقاطع جلسة الانتخاب".
ولفت الصايغ الى ان رئيس الحزب أكد خلال
مؤتمر صحافي ان الكتائب ستتعامل مع العهد الجديد بحسب ادائه، وقال إنه علينا
انتظار خطاب القسم الذي كان مطمئنا، وقلنا اذا كان نهج العهد الجديد على اساس هذا
الخطاب فسنتعامل معه وسنكون ايجابيين، مضيفا: "نحن طوينا صفحة خطاب القسم
ونتعامل مع العهد بطريقة بناءة".
ورأى انه لو كانت الحكومة جزءا من التسوية
التي حصلت، فكان يجب تأليفها خلال 24 ساعة والسير بها وان تكون الكتائب ورئيس مجلس
النواب نبيه بري خارجها، مضيفا: "رئيس الجمهورية يجب ان يكون فوق الاحزاب
والحكومات وفي لبنان لا يمكن معارضة عهد انما حكومة".
واعتبر ان لدى العهد الجديد فرصة لتحويل
اتفاق المصلحة والصفقة الى تسوية وطنية تاريخية، وقال:" ان عقدة تشكيل
الحكومة ليست لدى الكتائب، واحتراما لشخص الحريري والنضال المشترك الذي جمعنا به
ونحن نعتبره رجل الاعتدال في لبنان لا نعتبر انه يجب الدخول بمفهوم المحاصصة".
ووصف الصايغ المرحلة الحالية بأنها مرحلة
تأسيسية للمستقبل، وقال "لا يمكن ابدا الا يكون لدينا معايير واضحة لقيام
حكومة ائتلافية، اولا يجب احترام كل الطوائف، ثانيا التوزيع المناطقي، وثالثا
الاحجام السياسية بشكل عام وتمثيل كل كتلة حسب حجمها".
وتعليقا على ما ورد في احدى الصحف عن عدم
موافقة الرئيس امين الجميّل على الخطوات التي اتخذها الحزب مؤخراً، اكد الصايغ ان
هذا الكلام لا اساس له من الصحة، وتابع "من المرات القليلة في تاريخ الحزب
نجد ان الاغلبية الساحقة من المكتب السياسي تؤيد الموقف المتخذ. انا كنت اول نائب
رئيس في عهد الرئيس امين الجميّل، واليوم انا نائب رئيس في عهد النائب سامي
الجميّل، إذاً يضم الحزب اربع الى خمس اجيال وكلّها تشارك في القرارات."
واعتبر ان موقف الكتائب من ملف النفايات كان
مزعجاً بالنسبة للبعض، كاشفاً ان الرئيس امين الجميّل، المخضرم بالسياسة، قال لنا
"إذا لم ننزل نحن هو سينزل"، إذاً هو سبقنا كما نزلت الشيخة جويس على
الارض". وشدد الصايغ على ان هذا الملف لم يشكّل هزيمة للكتائب بل للدولة
والطبقة السياسية ومافيا الفساد ومن يحمي الفساد في الدولة، وتابع "كذبوا
علينا واطلقوا وعودا، لكن قطعوا الحبل في نصف الطريق".
واكد ان تحرّك الكتائب في ملف النفايات اوصل
الى تطبيق اللامركزية، مشيراً الى ان 15 بلدية في المتن تعمل بقوة باطار لا مركزية
النفايات ولم يعد بالامكان ايقافها.
واضاف "الكتائب لا تُدجّن، رئيس
الجمهورية يقول اليوم لا للفساد والحريري يقول انه سيحارب الفساد، لكن للفساد
عنوان واسماء، ونحن سنكون الصوت الصارخ وسنتسلّح بسلاح الموقف لاننا اخذنا دروسا
من تجارب الماضي وسنواجه بطريقة جديدة".
ولفت الى ان الكتائب ليست بموقع المُتَهَم بل
المتهِّم، مشيراً الى انها تُعطي مصداقية حيث وُجدت ولا تنتظر حقيبة وزارية.
ورداً على سؤال حول سبب السجال الاخير بين
حزبي الكتائب والقوات، قال الصايغ: "يجري تضخيم المشكلة لان القوات اهلنا
ونحن اخوة ودائما المشكلة بين الاخوة تأخذ ضجة اكبر، لذا نعتبر دائما ان اي امر
يحصل يأخذ ابعاداً كبيرة". واوضح الصايغ ان ما قاله رئيس الحزب النائب سامي
الجميّل اول من امس سبق ان لمّح له اكثر من مرة عند حصول اتفاق معراب وهو قال ان
المصالحة تختلف عن الاتفاق، وتابع الصايغ "في مقابلة لرئيس حزب القوات على
احدى الشاشات قال إن من عارض انتخاب عون يجب الا يكون ضمن الحكومة وتمت تسمية
الكتائب خلال الحلقة. هذا رأيه ونحترمه ونحن مع قيام معارضة وموالاة وعندما دخلنا
حكومة تمام سلام تمنينا على القوات الانضمام اليها لكن اخذوا خيار عدم المشاركة
بسبب حزب الله".
وتحدّث الصايغ عن معلومات نتجت بعد اتفاق
القوات والتيار مفادها ان تسمية الوزراء المسيحيين تنحصر بمن انتخب عون، واردف
الصايغ "نتمنى تكذيب هذا الامر، وبالاضافة الى كلام جعجع، نجد ان هناك ارادة
واضحة على احتكار السلطة". وشدد على ان حزب الكتائب لا يلهث وراء الدخول الى
الحكومة، فهناك الكثير من الطرق لاكمال نضالنا السياسي.
وتابع "عون يقول كلاما مختلفا فهو يريد
تشكيل حكومة ائتلافية، كذلك الامر رئيس الحكومة المكلّف ورئيس مجلس النواب، وإذا
كان فريقا التسوية يدعون الى تشكيل حكومة ائتلافية إذاً الدكتور جعجع يعبّر عن
رأيه". واضاف "فليسمحوا لنا، لا يمكن لأحد ان يفرض رأيه كعراب لهذا
العهد ونحن لا نقبل بهذه الطريقة من التعامل معنا، مشكلتهم مع الصفقة التي قاموا
بها ولا يستطيعون اكمالها عبر تشكيل الحكومة، وحزب الكتائب ليس هو من يوزّع
الحقائب".
وتوجّه الصايغ الى الاخوة في القوات بالقول:
"المعارك التي جمعتنا والنضالات من العام 2005 اهم بكثير من اي صفقة وزارية
ونيابية، وحزب الكتائب كان حريصاً في ادائه الوزاري على الاخذ بعين الاعتبار مصلحة
القوات وجعجع يعرف ذلك"، ورأى الصايغ ان هناك اهتزازا بالثقة نسبة للاداء
الحاصل، ولو ان اهداف النضال واحدة.
وأمل ان يتم التعامل باحترام وندية ودون
مهزأة والتصرّف غير اللائق باحزاب لبنانية كبيرة، متمنياً الجلوس والتفكير بتصوّر
مشترك للبنان والمسيحيين. وتابع "اذا اردنا بناء وحدة لبنانية ومسيحية يجب ان
لا ننسى الحقيقة، وبالنسبة لنا لا يمكن ان ننسى حقيقتنا خصوصا على ابواب استذكار
الذكرى العاشرة لاستشهاد الوزير بيار الجميّل،" داعياً الى الاحتكام لبوصلة
القيم باي اداء سياسي.
واكد انه لو كان لدى الكتائب ضغينة تجاه
القوات لما تمت دعوتهم للمشاركة في ذكرى استشهاد بيار، متمنياً على القوات
المشاركة في الذكرى واستعادة الاخوة المبنية على حقيقة واضحة وليست اخوة مصلحة
لظرف معين ينتفي مفعولها بالوصول الى السلطة.
وتعليقاً على فيتو حزب الله على حصول القوات
لحقيبة سيادية، سأل الصايغ "اليست اهانة لهذا العهد قبل ان يبدأ؟"
مذكراً ان حزب الله قال انه لن يتعاطى بتشكيل الحكومة وسلّم الامر لبري، إذاً من
اين خرج الحاج وفيق صفا ليقول هذا الكلام؟"
واكد انه رغم السجال الحاصل والتمايز في
مواقف القوات والكتائب إلا انه لا يقبل اقصاء القوات عن اي موقع من قبل حزب الله،
واصفاً هذا الكلام بأنه لا يبشّر بالخير.
ورأى ان خطاب القسم طوى صفحة الماضي، ويجب
اليوم ان نسهّل مهام الرئيس ومهام الرئيس المكلف، كما على حزب الله في هذا الظرف
ان يكون متواضعاً والا يعرقل تشكيل الحكومة.
وعن الانتخابات النيابية المقبلة، لفت الصايغ
الى ان عون كان قد دعا الى دفن الستين وتصحيح التمثيل، وقال "من حق
اللبنانيين ان يعرفوا ان الموقف الحاسم والقاطع هو انتاج قانون انتخابي جديد يؤمّن
صحة وعدالة التمثيل، لكي يعود الحق الى اصحابه اي الناس".
واعتبر ان في حال اجراء الانتخابات وفق قانون
الستين، يكون عون قد فوّت فرصة ذهبية ليكون الرئيس الذي غيّر مجرى الامور في
لبنان، وتابع الصايغ "افهم انه ليس قادرا على تغيير موضوع الدولة والدويلة
رغم انه يجب ان يضع هذه الملفات على المسار الصحيح، لكن في موضوع قانون الانتخاب
لا يوجد اي حجة تخفيفية لعدم اقرار قانون جديد."
بالانتقال الى الانتخابات الرئاسية الاميركية
وفوز دونالد ترامب، قال "هذا الرئيس اتى بقوة سياسية لا مثيل لها، فهو لديه
اغلبية في مجلسي النواب والشيوخ اضافة الى الدفع الشعبي، إذاً هو قادر، في حال عرف
كيف، على إحداث التغيير اللازم.
ورأى الصايغ ان السياسات الاميركية لا تتغيّر
بطريقة راديكالية وهي تحتاج لسنتين او اكثر لكي نشعر ان هناك تغييرا معينا، وتابع
"تعوّدنا في لبنان ان نكون واقعيين ولا ينفعنا رفع صور ترامب، فالادارة
الاميركية ثابتة وهناك سياسات لا تتغيّر خصوصا تلك المتعلقة بالامن والدفاع
والسياسة الخارجية التي لا تتغيّر بين ليلة وضحاها." ولفت الى اننا لا نعرف
بعد ما هي عقيدة ترامب للسياسة الخارجية.