د. الصايغ: نرفض نهج المحاصصة في التحالفات وسنشكّل لوائح منسجمة مع قناعاتنا
الثلاثاء 13 آذار 2018
اوضح نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ ان عملية اختيار
مرشحي الكتائب اخذت تقريبا ثلاثة اشهر، مشيراً الى ان ترشحه لم يكن مطروحاً من
الاساس وقال: "انا اعتبر نفسي مرشحاً مع كل مرشحي الحزب".
الصايغ وفي حديث لبرنامج "السياسة اليوم" عبر NBN،
لفت الى ان في انتخابات العام 2009 ذكرت الكتائب في مشروعها الانتخابي مبدأ ضرورة
فصل النيابة عن الوزارة وطبقته، مؤكداً انه حاضر دائماً للمسؤولية في اي موقع كان.
وشدد الصايغ على ان في السياسة لا يوجد شروط بل معايير، إذ لا يكفي
الحديث عن محاربة الفساد في حين لا يكون الاداء متطابقاً مع الكلام، والمشروع الذي
قدّمته الكتائب ليس صعبا لمن لديه ارادة لكنه في المقابل صعب كثيرا لمن لا يملك
الشفافية المطلوبة. وتابع: "نحن ننطلق من المبدأ ونفتّش عن المصلحة العامة
والخير العام وليس الخير الحزبي او الطائفي وما يميّزنا عن غيرنا اننا نطبق ما
نقوله اولاً، اما ثانياً في السياسة فهناك خيارات يجب اتخاذها حول الاستراتيجية
الدفاعية وحول قوانين مدنية مثلا الزواج المدني، ونحن نريد التحالف مع قوى قادرة
على الالتزام بمعاييرنا".
ورأى ان الكلام الذي نقوله يساهم في خلق رأي عام حقيقي يُترجم
بالارقام، لافتا الى ان هناك تقريبا 600 الف منتخب جديد في هذه الانتخابات وعلى
الاقل نصفهم لديه خيار ورأي ويجب اعطاء بدائل لهؤلاء.
ودعا المواطنين الاحرار الذين يرفضون الواقع الى عدم التصويت بورقة
بيضاء لانها ستأتي لصالح الحزب الكبير، موضحاً ان طبيعة النظام الانتخابي النسبي
والصوت التفضيلي يحدّ كثيرا من اثر المحادل والبوسطات كما ان مفهوم الحزب الكبير
يتقهقر عند الامتحان وهناك منافسة ضمن اللائحة على استقطاب الصوت التفضيلي.
وعن تحالفات الكتائب، اعلن نائب رئيس حزب الكتائب ان في بعبدا
سيتحالف الحزب مع رموز مهمة، اضافة الى ان هناك حراكاً مهماً في الشوف وعاليه،
مشيراً الى حوار قائم مع احزاب ومنها حزب سبعة، ومشدداً على ان لكل فريق
استقلاليته.
وقال "احدى نجاحاتنا في المعارضة هي ايصال خطاب معيّن وطرحه
على الساحة السياسية، فقد صغنا خطابا سياسياً واغلبية القوى السياسية ومنها
الموجودة في الحكومة لم يعد بامكانها الخروج منه وهذا الامر لاحظناه في شعارات بعض
فرقاء الحكومة".
اما عن العلاقة مع حزب القوات اللبنانية، قال: "هناك قيم
مشتركة مع القوات التي هي "ابنة الكتائب" لكن هناك خيارات سياسية اخذتها
القوات منذ تبنيها ترشيح عون بعدما نزلنا اكثر من مرة وكنا اوفياء للتصويت لجعجع،
لذا قلنا ان هذا الموضوع انهى بشكل كامل التحالف السياسي الذي كان قائماً واعتبرنا
ان هذا الخيار لا يناسب لبنان".
واردف: "عندما قدّم الحريري استقالته من الرياض عقد جعجع
مؤتمرا صحافيا واعتبر ان من لديه كرامة كان يجب ان يستقيل من الحكومة، وهذا رأينا
من الاساس ولهذا السبب لم ندخل الى الحكومة". وتابع: "نرصد الحملة
الاعلانية التي تقوم بها القوات وهي شبيهة للشعارات التي رفعتها المعارضة.
وعن التحالف مع القوات في الاشرفية، قال الصايغ: "للاشرفية
رمزية كبيرة، اما بالنسبة لزحلة فهناك واقع على الارض يفرض امورا معينة على كل
الاحزاب، وحتى هذه اللحظة الكتائب لم تأخذ قرارا بتشكيل لائحة مشتركة مع القوات
لكن الموضوع مطروح وفي اي لحظة يمكن ان يتم او لا".
واعلن ان الحريري اخذ موقفا قاطعا من حزب الكتائب في الجبل وابلغ
النائب وليد جنبلاط انه يرفض ان يكون هناك مرشحاً كتائبياً على اللائحة، وتابع:
"نحن من الاساس لم نفاوض لا الحريري ولا الحزب التقدمي الاشتراكي على مقعد،
وخياراتنا الاخرى حاضرة ونريد الفصل بين العلاقة التي يجب ان تستمر مع الحزب
التقدمي والانتخابات والمحاصصة لان هذا النهج رفضناه اصلاً ولم ندخل بسببه الى
الحكومة".
وقال: "ليس عن عبث رشحّنا تيودورا بجاني في عاليه وجوزف عيد
في الشوف اضافة الى ترشيح النائب فادي الهبر، لاننا شعرنا ان الائتلاف في الجبل
مرشّح للاهتزاز لذا اخذنا احتياطاتنا الكاملة وهناك مفاوضات جدية مع فعاليات
المجتمع المدني للائحة تكون منسجمة اكثر مع قناعاتنا"، واعلن انه سيكون هناك
لائحة تضم الكتائب وستواجه اللوائح الاخرى في الشوف وعاليه.
واكد الصايغ ان حزب الكتائب لا يريد ان يخسر اهم تحالف مع الناس
الطيبة والحرّة في هذا البلد، مشيراً الى ان خطاب الكتائب صادق ومعتدل.
في مجال اخر، انتقد الصايغ مجلس الانماء والاعمار، معتبراً انه بات
وزارة رديفة من دون امكانية مراقبة مجلس النواب عليها، ووصفه "بالعلبة
المقفلة وما يدخل اليها مفقود". وتابع: "اعطاء السلطة الاستنسابية لمجلس
الوزراء الذي يتخطى ادارة المناقصات امر لا يجوز، اضافة الى السلطة التي يمارسها
وزير العدل على القضاء".
وعن امكانية مشاركة حزب الكتائب في الحكومة المقبلة، قال:
"نحن حزب سياسي ولسنا جمعية مدنية ويهمنا ايصال افكارنا ومشروعنا السياسي الى
مركز القرار، لذا يجب ان نكون في مجلس النواب والحكومة وكل المحافل الوطنية حيث
تُتخذ وتُبلور القرارات".
وتابع: "خيارنا الدائم هو المشاركة في القرار، لكن ما حصل بعد
انتخاب عون رئيساً انه قيل كلام معيّن ونُفّذ نقيضه، فالحريري قال لنا انه يتفهّم
موقف الكتائب ومهاجمتنا للسلطة، ونحن قلنا اننا لا نعارض عهداً بل نعارض حكومة،
كما اكدنا لعون اننا لا نريد مقاطعة العهد واننا حاضرون لنكون بقلب حكومة وحدة
مهمتها التحضير للانتخابات واقرار موازنة. لكن المشهد تحوّل من حكومة وحدة وطنية
الى حفلة محاصصة وطبخة بحص لا تشبهنا ولا تشبه العنوان الذي اعطي لها ما دفعنا الى
الانسحاب".
ورداً على سؤال تمنى الصايغ ان يكون عدد نواب الكتائب على حجم حلم
الناس، مذكراً بما قاله رئيس الحزب النائب سامي الجميّل "انظروا ماذا فعلنا
بخمس نواب"، وشدد على ان المهم هو بأي خطاب سيصل هؤلاء النواب وكيف سيعملون،
فالحركة هي التي تعطي الحجم ايضاً.
وعن الكوتا النسائية، ذكّر الصايغ ان الكتائب كانت الحزب الوحيد
الذي صوّت لصالح الكوتا في مجلس النواب، رغم تحدّث بعض النواب افراديا عن الكوتا
لكن اي كتلة اخرى لم تصوّت على الكوتا.
وختم: "نحن اليوم نعمل على تشكيل لوائح يجب ان تُعلن قبل 26
اذار وستضم كتائبيات او سيدات قام الحزب بتبنيهنّ".