الصايغ: قادرون على تقديم البدائل ونواجه
منطق التطبيع مع حزب الله
بكثير من التأني، نجح
رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل في القفز فوق الشوائب التي أصابت علاقاته
السياسية مع القوات اللبنانية، لنسج تحالف انتخابي معها يخوضان من خلاله معركة
انتخابية (رئاسية) شرسة ضد التيار الوطني الحر وسواه من الفرقاء المسيحيين في
دائرة الشمال الثالثة. وإذا كان بعض المنتقدين قرأوا في خطوة الجميل تغيرا في
تموضعه معارضا أول لسلطة تشارك فيها القوات، فإن المقربين منه يرون الأمور من
منظار مختلف، معتبرين أن ثبات الصيفي في موقعها المعارض جذب إليها معراب، بما يعزز
فرص خلق ما سماها رئيس الكتائب دينامية جديدة لإعادة التوازن إلى مجلس النواب في
مرحلة ما بعد الانتخابات. علما أن كل هذا يجري فيما حاولت السعودية جمع أقطاب 14
آذار، في غياب أثنين من أهم رموزها، الرئيس أمين الجميل والنائب سامي الجميل، وهو
ما تعتبره الصيفي "خطأ كبيرا في حقها".
وفي تعليق على الصورة
الانتخابية غداة اللقاء الكتائبي القواتي أمس في الصيفي، أوضح نائب رئيس حزب
الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ لـ "المركزية" أن "الكتائب لم
تغير تموضعها وخطابها السياسيين. نحن تمنينا أن يتبنى الحلفاء خطابنا السياسي
المبدئي الذي تحمله الكتائب لجهة تغيير نهج السلطة، علما أننا لسنا عبثيين، بل
نراهن على نهج التغيير، أي البديل. وهدفنا من الانتخابات المحافظة على قدرتنا على
طرح البدائل. وإذا حصل أي تقارب مع قوى تغييرية أو موجودة في السلطة وتتبنى خطاب
التغيير وتتناول الفساد فهذا جيد. ورئيس القوات دان أمس التيار الوطني الحر في أهم
مسؤولية تنفيذية استلمها خلال 10 سنوات، وهو بذلك يطرح بدائل تطالب بها الكتائب
منذ زمن، تماما كما خضنا وحيدين معركتي الضرائب والموازنة. غير أن ما يهمنا يكمن
في أن المؤشرات الجدية إلى أن الكتائب، بخطابها، تستطيع أن تجمع عددا من القوى
الحاضرة لتقديم البدائل".
وأشار الصايغ إلى أن
"الحوار مع القوات بدأ منذ شهور سبق أن عرضنا عليهم خوض المواجهات، ورفع لواء
الخطاب الذي يحملونه اليوم، علما أن طموحنا أن نكون قوة قادرة على طرح البدائل.
لذلك، قلنا منذ شهور أننا في مواجهة سياسية ضد النهج الذي يسلم البلد لعقلية
الخضوع والتطبيع مع حزب الله. كما أننا لسنا ضد رئيس الجمهورية. لكننا نرفض أن
يتخذ الرئيس مواقف تظهره كرئيس حزب، تماما كما نرفض جذريا تفريغ الدولة من قرارها
السيادي. وموقف جعجع من العهد أمس يدل إلى الخطاب الكتائبي الذي نحمله منذ سنتين.
لذلك، عندما نتحدث عن سياسة اليد الممدودة، فإننا حيث يمكن أن ننسج ائتلافا
انتخابيا يصل إلى أهدافه، علما أننا سبق أن قلنا إن أحدا لا يلغي الآخر. المطلوب
اتفاق عميق على أي لبنان نريد، وهذا ينطلق من إعادة التوازن إلى مجلس النواب. وقد
تمنى رئيس الكتائب أن نصل، في 7 أيار، إلى خلق دينامية تعيد التوازن إلى مجلس
النواب وتضع الأمور على السكة الصحيحة في البلد".
وفي رد على الكلام عن
انخفاض سقف الخطاب السيادي الكتائبي، لمصلحة القضايا المعيشية، لفت إلى أن
"لا أحد سينزع سلاح حزب الله بالحرب، بل بالحوار. نريد دولة تملك حصرية
السلاح وقرار الحرب والسلم، وهذا يتطلب ايجاد طريقة لمحاورة الحزب، علما أن الأخير
هو الذي يجب أن يقدم لنا تطمينات وضمانات. غير أن الأهم يكمن في أن ننجح ، بحركتنا
الذكية، في تأمين التوازن مع حزب الله، حتى لا يفرض الاستراتيجية الدفاعية التي
يريد في مجلس النواب والحكومة. لأن الفرق بين اليوم والغد أن حزب الله استطاع أن
يسيطر على المعادلة السياسية من خارج المؤسسات، والخطر في أن يتمكن من ذلك وهو
داخل المؤسسات في 7 أيار"، معتبرا أن "الفساد والسلاح وجهان لعملة
واحدة. علما أن لا يمكن "تبييض السلاح" بالكلام عن مكافحة الفساد. والعكس
صحيح، مع العلم أن تغطية الفساد ليس ممرا إجباريا إلى السيادة. والمعارضة
والمشاركة في الحكومة ليست إلا وسائل. الأهم القدرة على التغيير، وألا يكون الحضور
في الحكومة مشاركة في الجرم".
وعن الغياب الكتائبي عن
مشهدية لمّ شمل 14 آذار بمبادرة سعودية، أعلن الصايغ أن "حزب الكتائب لم يدع
إلى العشاء الذي أقامته السفارة السعودية، وهذا خطأ كبير في حق الحزب ورئيسه سامي
الجميل، علما أننا نتمنى أن نشارك في كل ما من شأنه تعزيز العلاقات اللبنانية
السعودية التي نريدها أن تكون مميزة".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire