مركز "قدموس" لمقاربة اجتماعية في حل النزاعات
وُلد في فرنسا قبل 15 عاماً واستقرّ في لبنان
الوزير السابق سليم الصايغ مؤسس مركز
قدموس.
" النهار" - نيكول طعمة
2013-02-23
يواكب قضية الميثاق الاجتماعي منذ انطلاقتها، ويأخذ على عاتقة نشرها ومناقشتها وابرازها، من اجل ان يتملكها المجتمع المدني. انه الوزير السابق سليم الصايغ، وهذا هو الهدف الرئيس لمركز "قدموس" الذي اسسه الصايغ في احدى جامعات فرنسا قبل نحو 15 عاما، ويرأس حاليا مجلس امنائه. فما هو عمل مركز "قدموس" تحديداً؟
يعمد الصايغ، عبر "النهار"، الى تذكيرنا بأهمية انشاء هذا المركز الذي تخصص في مسألة حل النزاعات في شكل عام من خلال مقاربة اجتماعية للامور اكانت تلك النزاعات ضمن المجتمعات ذاتها ام بين الدول. وانطلاقا من هذا المبدأ "نظمنا في "قدموس" نشاطات دولية مهمة في المكسيك ودول في اميركا وآسيا الوسطى وغيرها". يقول مضيفا ان هدف هذه النشاطات "تقديم مساعدات استشارية للجمعيات والدول وتدريبها على تحليل النزاعات وحلها، واصدار منشورات ذات طابع علمي واكاديمي للوصول الى المعرفة". وما يميز "قدموس" عن اي مركز آخر في العالم، برأيه، "انه يتخصص بما يسمى مماثلة المفاوضات على مستوى اكاديمي عال، بحيث يعمل المشاركون لمدة سنة في احدى القضايا، آخذين في الاعتبار دور الافرقاء الحقيقيين في التعامل مع هذه القضية، وصولا الى انتاج اتفاق دولي او محلي في شأنها".
ومنذ العام 2003، بدأ "قدموس" العمل في لبنان، وصب اهتمامه على العديد من الموضوعات الاساسية، منها "مراجعة الاتفاقات اللبنانية - السورية واتفاق التيسير العربي ذي الطابع الاقتصادي، الى الاتفاق الدولي لمكافحة الارهاب، فالحوار بين الحضارات والثقافات في المتوسط الذي تم في مكتبة الاسكندرية في مصر، وكذلك في لبنان، بالاشتراك مع مختلف قطاعات المجتمع الاهلي".
يعمل "قدموس" حاليا في لبنان على خطين متوازيين، يقول الصايغ، "خط حل النزاعات لوضع خطة الابتكار الاجتماعي، وخط التنمية الذي يعالج اسباب النزاعات ذات الطابع الاجتماعي". ومن هذا المنطلق، يوضح: "يعمل قدموس في اطار الديبلوماسية والمفاوضات الدولية الذي اطلق في لبنان عام 2003، وفي اطار آخر يتناول ادارة الجمعيات غير الحكومية بالتعاون مع جامعات اوروبية".
وينظم "قدموس" حاليا دورات تدريب متخصصة في ادارة الجمعيات تبدأ في الاسابيع المقبلة. وتتركز التدريبات ايضا على تعليم المسنين كيفية تطبيق معايير السلامة في المنازل، وذلك في اطار العمل الذي يندرج ضمن المشاريع التنموية. وسيشارك "قدموس" في المنظمة "الفرنكوفونية" وكل ما يرتبط بالمسؤولية المجتمعية للقطاع الخاص وفي اطلاق برامج جامعية تعنى بقضية السلام ذات طابع علمي اكاديمي من جهة، ونشر هذه الثقافة لاكبر عدد ممكن من الناس ليشكل "قدموس"، وفق الصايغ، دورا محوريا في ما يتعلق بالحوار بين الثقافات في اكثر من 20 بلدا عربيا.
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire