د. الصايغ عبر "صوت لبنان": نصرالله يتكلّم
وكأنه رئيس الجمهورية ويعلن النصر ويوم التحرير
الجمعة 01 أيلول 2017
Www.kataeb.org
تمنّى نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم
الصايغ لو أُحيل مَن قتلوا الجيش اللبناني الى المحاكمة، مُعتبرا أنّ المشهد
المزعج أنّ أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يتكلّم وكأنه رئيس الجمهورية
ويعلن النصر ويوم التحرير الذي قام به الجيش اللبناني ويحدّد المكان والزمان بـ 24
ساعة قبل أن يتحدث رئيس البلاد.
الصايغ
رأى أن نصرالله يصادر انجاز الجيش الذي أثبت بالقدرات الصغيرة التي يملكها أنه
قادر على الدفاع عن أرضه، مشيرا إلى أن الجميع اعترف بذلك بمن فيهم حزب الله.
نائب
رئيس حزب الكتائب لفت في بداية حديثه لبرنامج "مانشيت المساء" عبر صوت
لبنان 100.5 عن موضوع الطعن بقانون الضرائب إلى أننا لا نملك إلا الرجاء والأمل
نعطيهما للناس، فلو أردنا إجراء حسابات الربح والخسارة لا يخوض الإنسان غالبية
المعارك.
وأشار
إلى ان "الحكمة قد تكون في بعض الايام مرادفا للكسل أو للتلكؤ عن القيام
بالواجب، مشيرا الى ان الأمر يحتاج للشباب كي لا نقول الجنون، وأردف: الأوطان تبنى
هكذا، وليس بالكهول بل بالشباب والشاب لا عمر له، فهو الانسان الذي يؤمن دائما
بالتغيير ويرفض الأمر الواقع الذي يعيش فيه".
ورأى
الصايغ أن الطابة اليوم بملعب المجلس الدستوري الذي عليه ان يقول إن كان هناك دولة
حق وقانون في لبنان، او إذا كان هناك قضاء تابع للسلطة السياسية، وعليه ان يقول إن
كان يصدر قراره باسم الشعب اللبناني او باسم السلطان.
ولفت
ردا على سؤال الى انه إن عُطّل اجتماع المجلس الدستوري فمعناه أننا على حق وأنهم
خائفون وهذه ستكون ادانة ليس للقضاء بل للسلطة مجددا، مشددا على أن المطلوب حماية
القضاء، كاشفا أننا بدأنا من الأمس بالاتصالات الاقليمية والدولية لوضع لبنان تحت
المجهر لحماية المحاماة والقضاء والعدالة، فكل الجمعيات التي تُعنى بحقوق الانسان
وبحق ممارسة مهنة المحاماة بحرية وحماية القضاة وأغلبها تابعة للامم المتحدة تحضّر
نفسها اليوم لتكون بحالة استنفار تام لأي ضغط سيُمارس بعد اليوم في لبنان على قاض،
صغيرا كان أم كبيرا، او على أي محامٍ او على كل من يتعاطى بالعدالة في لبنان، لأن
الوضع يجب ألا يكون متروكًا، فحماية الحدود هي من استقرار لبنان، ودعم الجيش
اللبناني هو دعم لسيادة لبنان، لكن لا معنى للسيادة ولا معنى للاقتصاد من دون
عدالة محمية.
وعما
حصل مع رئيس مجلس شورى الدولة القاضي شكري صادر قال الصايغ: ما حصل مع القاضي صادر
أثار القلق العميق لدينا، ليس لشخص القاضي صادر الذي نكنّ له كل الاحترام
والتقدير، لكنّنا خفنا على الموقع وعلى حماية القضاء وفصل السلطات في لبنان، ومن
العودة الى قضاء الدولة الديكتاتوية حيث يمثل وزير العدل صوت الظلم بدل العدالة،
جازما بأننا لن نسكت عن هذا الأمر، وقال: "هناك لوائح شرف أصبحت معروفة في
الاعلام، فالقضاة العشرة هم على لائحة الشرف، وكذلك النواب العشرة الذين قدموا الطعن
بقانون الضرائب، تقابلها لوائح سوداء ستدخل الى مزبلة التاريخ عندما تنقضي هذه
المرحلة".
ونبّه
الصايغ إلى أننا لن نترك هذه القضية طالما لدينا نبض حياة، مشددا على ألا معنى
للبنان من دون عدالة، وأردف: "لن ندعهم يصادرون قرارنا، بل سنُبقي على لبنان
الحلم الذي من أجله بقينا وضحّينا ونريد أن يعيش أبناؤنا فيه".
وردا
على سؤال عن اتهام الكتائب بالشعبوية خصوصا في موضوع الضرائب قال الدكتور الصايغ:
هذه الحملة رجعية، تنتمي الى الماضي وكان يمكن أن يُصدقها البعض منذ أشهر، عندما
وعدوا الناس بإنجازات عظيمة، وقالوا إن الاستقلال الحقيقي للبنان بدأ الآن، وكأننا
في العام 1943، لكن أداءهم كشفهم مُستشهدا بقول "المتني":
"اذا أتتك مذمّتي من ناقص فهي الشهادة لي بأنّي كامل"
وسأل
الصايغ: "منَ هم أصحاب الحملة"؟ وأجاب: "نحن ننفذ الحملة ضدهم،
ونحن من نضعهم في قفص الاتهام، ونحن نسألهم في مجلس النواب ولا يردّون على الاسئلة
التي نطرحها بل يردّون من خارج الموضوع"، واضاف: "نحن من نتكلم باسم
الشعب والقضاء سيُتابع باسم الشعب ليُدينهم، مشددا على أن الانتخابات آتية وصندوقة
الاقتراع ستُدينوهم وتضعوهم في قفص الاتهام"، داعيًا إياهم الى الانتباه لأنّهم
تخطّوا كل الخطوط الحمر وهي خطوط كرامة الانسان"، وأضاف: "لقد تعرضوا
لكرامة الموظفين الصغار ولكرامة القضاء واليوم يتعرضون لكرامة المواطن البسيط
الطيب الذي يُصدق ان الأرزة ترمز للشموخ، وأن الدم الأحمر نقي شريف، وأن هناك ثلجا
ناصعا يكلل جبالنا، وقال: للأسف هم يمسّون المواطنين البسطاء والأنقياء والأبرياء،
من خلال قانون الضرائب مُستشهدا بما كتبه رئيس تحرير أخبار الـLBCI
الأستاذ جان فغالي الذي قال:" إن غالبية النواب
تلقوا الطعن وهم يمضون عطلهم الصيفية في المنتجعات الراقية ويصرفون اموال الناس،
في وقت يفرضون عليهم الضرائب"، داعيًا اياهم الى الخجل، والى الامتناع عن
استضافتهم في صالوناتنا وإكرامهم لأن زمن الاداب الاجتماعية انتهى" وتابع:
"لقد حان الوقت لينظر الشعب اليهم باحتقار لأنهم
يسرقونه ويرتكبون يوميا جريمة بحقه، لأن الضريبة ليست جناية صغيرة، فهي تغطي
الفساد والفساد هو الهدر وضرب البيئة والصحة، وهذه جريمة بيئية، وهذا يجعلنا نقول
ان المعركة التي نسير بها ليست شعبوية، بل هي باسم الشعب، فإن كنا شعبويين، فإن
رئيس الجمهورية هو شعبوي لأنه دعا الى طاولة حوار اقتصادي اجتماعي، وكذلك أصبح
القضاء شعبويا لأنه يتكلم باسم الشعب، وأردف: "نحن شعبيون ولسنا شعبويين
لأننا نتكلم باسم الشعب".
ولفت
نائب رئيس الكتائب إلى أن رئيس الجمهورية أعطانا الأسباب الموجبة للطعن بقانون
الضرائب، لأن موقفه بكل هذه المواضيع كان موقفًا مُشرّفا، فقد دعا الى الموازنة
قبل فرض الضرائب، شارحا ان الموازنة ليست حساب "دكانة"، بل هي ترتكز على
نظرة اقتصادية ـ اجتماعية سريعة تحدد درجات النمو المتوقعة ومستوى الايرادات التي
قد نصل اليها.
وإذ
أشار الى ضرورة وجود رؤية بالحد الأدنى، سأل: كيف تؤخذ الرؤية بالقطعة؟ بمعنى
إقرار سلسلة في مكان وقانون ضرائب في مكان آخر من دون وضع إطار ناظم لها وهو
الموازنة؟
وقال:
"لقد بدأو باقتطاع الضرائب من الناس من دون رؤية، وقد أعطانا رئيس الجمهورية
الاسباب الموجبة لتقديم ألف طعن وليس طعنا واحدا، معتبرا ان ما حصل يدل على أنه
وكأنّ الرئيس لم يُجر الحوار، سائلا: من يحكم لبنان ومن يقرر في لبنان"؟
ورأى
الصايغ أن من يقرر في لبنان هو المرشد الاعلى وهو السيد حسن نصرالله، لافتا الى ان
هناك علاقة جدلية بين السلاح والفساد، فالسيد هو من يفاوض ويُطهّر هو يبدأ المعارك
وينهيها ومن يحكم لبنان، اضاف: "الان تركوا له المكان للعب، ويوجد ملعب
للسياسة وهذا الملعب للكبار وعليهم عدم اللعب به اي السلطة، وهناك ملعب للصغار وهو
الاقتصاد حيث الفساد".
وعن
معركة الجرود قال الصايغ: "نحن نصدق ما يقوله رئيس جمهورية البلاد القائد
الأعلى للقوات المسلحة، وقائد الجيش وما رأيناه بالمباشر مع قائد العمليات، وكل ما
سمعناه ان هذه المعركة لبنانية قام بها لبنانيون بأمرة السلطة الشرعية أي الجيش
اللبناني بكل أسلحته على أرض لبنانية وبقرار لبناني.
ولفت
الى ان ما حصل خلف الستارة لم نكن نعلم به، لغاية ظهور السيد نصرالله في المرتين
الأولى والثانية، عندما تحدث عن دوره المسهّل لخروج داعش مقابل مقايضة حول مكان
جثامين الجيش اللبناني.
وقال
الصايغ: كنا نتمنى محاكمة من قتلوا الجيش اللبناني، معتبرا أنّ المشهد المزعج أنّ
أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يتكلّم وكأنه رئيس الجمهورية ويعلن النصر
ويوم التحرير الذي قام به الجيش اللبناني ويحدّد المكان والزمان بـ 24 ساعة قبل أن
يتحدّث رئيس جمهورية البلاد.
ولفت
الصايغ الى انه في عمليات التفاوض ليس هناك ابيض واسود، فالتفاوض مع الارهابيين
يتم لهدفين: إما من اجل استسلامهم وإما لأسباب انسانية.
وسأل
الصايغ: هل يحق لنصرالله مصادرة إنجاز الجيش وقرار الدولة اللبنانية وتحدد مكان
الاحتفال والقول بأن هناك تنسيقا مع الجيش السوري، علما ان الجيش اللبناني كان
ينفي كل يوم التنسيق مع الحزب ومع الجيش السوري؟
ولاحظ
وكأن المطلوب ربط عضوي بين الجيش اللبناني وحزب الله لتثبيت المعادلة الثلاثية
التي تقسم اللبنانيين بشكل عمودي وتنتج مشهدا من الماضي هو 8 و14 آذار.
ورأى
ان الانتصار هو للجيش ومحاولة تصوير هذا الانتصار من جهة واحدة وكانه انتصار
للمعادلة التي قسمت اللبنانيين ولا تزال هو محاولة لمصادرة الانجاز وأخذه لمكان
اخر، مشيرا الى ان التاريخ يُكتب في هذه اللحظات.
ولفت
الى أن علينا ان نشهر الحقيقة التي أعلنها رئيس الجمهورية الذي لم يقل بأن
المعادلة الثلاثية انتصرت بل قال ان الجيش هو من قام بالعملية وانتصر ويوم التحرير
سيعلن عنه في زمن آخر بعد يوم الحداد.
اضاف:
كان هناك شك لدى بعض الدول بانه سيسقط في هذه العملية فوق ال10بالمئة من الجيش،
لكن هذا لم يحصل على الارض الامر الذي ادهش الجميع، مشيرا الى انه إن كان لدى
الرئيس شك بأن الجيش غير قادر يستطيع اعلان ذلك بالمباشر أو بطريقة مبطنة، انما
الناس تعلم أن الجيش قادر بما يملك على القيام بأي عملية لحماية لبنان في الداخل
أو على الحدود.
ولفت
الى ان الجيش استخدم أسلحة نوعية وجديدة، وسجّل ابتكارا له من الجو بتوجيه القذائف
بالليزر، فحتى الجيش الاميركي لم يكن مقتنعا بان هذه القذائف يمكن ان توجه في
الجو، لكن الجيش اللبناني جرّب ونجح، ووجه النيران المدفعية بالليزر على ألاهداف
التي لا تراها القوات الارضية، واليوم الجيوش المساعدة للبنان أخذت هذا الانجاز
لترى كيف يمكن ان تطور طريقة دعم القوات البرية.
وتابع
الصايغ: الجيش اللبناني بالقدرات الصغيرة أثبت أنه قادر على الدفاع عن أرضه
والجميع اعترف بذلك بمن فيهم حزب الله، وهذا الأمر لا يمكن لأحد ان يتخطاه.
واعتبر
الصايغ ان كل الكلام الذي نسمعه تمهيدي لنهاية اللعبة، فقد وصلنا الى مكان حيث أن
كل القوى غير الشرعية في المنطقة العربية مطلوب منها الدخول في الشرعية من فلسطين
الى العراق واليمن، لافتا الى هذا الأمر مبني على الاتفاق الذي حصل بين الرئيس
الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الاميركي دونالد ترامب.
اضاف:
الوضع في العراق وسوريا يُشير بقوة الى أن اللعبة على وشك النهاية وهي ستؤدي الى
نظام سياسي جديد في سوريا، فتخسير داعش والنصرة وتربيح جيش النظام وإمساكه
بالمعابر هو مقدمة للقول بأنّ كل ما يحمل علم الشرعية هو الصحيح وإن لم يكن معترفا
بها، لكنها مرحلة طبيعية ضرورية لتغيير طبيعة الشرعية، لافتا الى ان لبنان لا
يمكنه ان يبقى على ما هو عليه مع انتهاء داعش والنصرة والحشد الشعبي في العراق إذ
لا بد من الوصول الى نظام مبني على الشرعية ولا يمكن ترك المعادلة قائمة لأنه لا
يجوز قيام شيء اخر إلا الدولة ثم الدولة .
ورأى
نائب رئيس الكتائب انّ المطلوب التعويم المالي والسياسي لبعض أهل الحكم، مشيرا إلى
ان التعويم المالي واضح، فهناك أناس أتوا الى السلطة بأجندة واضحة ولا تهمّهم
المصلحة العامة والخير العام وأصغر إنسان يعرف هذا الأمر.
واعتبر
الصايغ أن وضع اليد يتمثل بأن هناك منظومة فساد يجب ان تُحمى في الادارة، بمعنى ان
القضاة او المسؤولين الذين يمكن ان يُعرقلوا لا بد من إسكاتهم او إبعادهم.
ورأى
ان هناك ملعبين: ملعب الكبار وهو الأمن والدفاع الذي يمسك به نصرالله، وملعب
الصغار الذي تركه للباقين، من هنا نلاحظ خجلا بمواجهة ملفات الفساد من قبل وزراء
حزب الله، علما أنهم من أفضل الوزراء في الدولة اللبنانية، فهم يعملون بحرفية
ومهنية ويتابعون ملفاتهم وليسوا مُرتكبين، لكن لا يواجهون في ملفات الفساد لأنّ
الاتفاق يقضي بأنهم يعارضون من أجل الشكل، إذ لا يريدون مشاكل، فالمعركة الأم كانت
تحرير القدس والدفاع عن الحدود جنوبا والآن تحصل في سوريا والباقي تفاصيل لذلك
يعارضون من أجل الحفاظ على ماء الوجه.
أما
وزراء القوات فمغلوب على أمرهم، معتبرا أن الاعتراض يجب ألا يكون إنشائيا وبالكلام
فقط، مضيفا: من المخزي ما يحصل في الحكومة ، أي التعاطي بين الوزراء الكبار
والصغار أو وزير الصف الأول ووزير الصف الثاني، فهناك وزير تايواني وآخر صيني،
سائلا: ماذا ينتظر وزراء القوات ليكونوا أقسى من ذلك؟
الصايغ
اشار الى ان اتفاق معراب كان له أهداف: اولها المصالحة التاريخية التي لها علاقة
بالوجدان المسيحي وثانيها: انتخاب عون رئيسًا وانتاج حكومة كان يفترض ان تسود فيها
المناصفة، لافتا الى ان هناك حربًا تُخاض على مواقع التواصل الاجتماعي توحي وكأن
لا مكان لاتفاق معراب.
أضاف:
أحزن لأن لا طرح مشروعًا وهذا ما نطالب به، داعيا الى التفكير بمشروع للبنان ترتاح
فيه جميع المكونات ولنتحدث أبعد من المحاصصة ومن نائب ووزير، فبكل أسف التطورات
بيّنت ألا قالب حلوى ليتقاسمه احد