المارد الكتائبي قرّر الخروج من عنق الزجاجة...
د. الصايغ 15-06-2016: فلترحل هذه الحكومة وتنصرف الى تصريف الأعمال
وجّه نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ تحية تقدير ووفاء
لوزيري العمل والاقتصاد سجعان قزي والان حكيم اللذين مثّلا الكتائب في الحكومة خير
تمثيل وأنجزا الكثير، كاشفا انهما سيُعلنان عن انجازاتهما في الوقت المناسب.
وتوجّه الصايغ في حديث لبرنامج "مانشيت المساء" عبر صوت
لبنان 100.5 لوزيري الحزب بالقول: "أنا أفهمكما وأُحيّي التزامكما بالقرار
الحزبي وتعاليكما عن المشاعر في وقت كنتما في قمة عطائكما".
واضاف: "أشكر تفهمها والتزامهما القرار الحزبي، فالحزب لديه
أولويات وهو طلب منهما الذهاب الى مكان اخر الى المنبع، حيث تستعيد الكتائب ذاتها
لأنّ الموقع الذي هي فيه أهم من كل مواقع السلطة"، وتابع: "لا أحد في
السياسة يختار ألا ينخرط في صلب العقيدة الكتائبية، شارحا أنه في صلب التزامنا
الاخلاقي والقيمي والادبي يجب أن نقاتل للحظة الأخيرة حيثما كنا".
ولفت الصايغ الى انّ الكتائب حققت انجازات كبيرة، مشيرا الى أننا
انخرطنا في الحوار الذي دعا اليه رئيس مجلس النواب نبيه بري، بالرغم من ان البعض
فكّر ليتخذ قراره، بينما نحن قلنا حيث يلتقي لبنانيان، فاننا نقبل بأن نكون
ثالثهما، لأن الغائب يكون عليه حق.
أضاف: لقد وصلنا الى الحكومة واستطعنا تحقيق انجازات، مشيرا الى
انه في وقت كان البعض يريد ضرب معنويات الجيش وتسييس المؤسسة العسكرية اتخذنا
الموقف الذي يمليه علينا ضميرنا بمعرض عن حسابات الربح والخسارة.
وفي ما خص اللاجئين السوريين نوّه الصايغ بمواقف وزير العمل سجعان
قزي الذي لم يقبل بالتوطين المُقنّع، وقال: لقد شدّينا على يده فهو واجه أطرافا
داخل الحكومة كانت تريد تأمين أقصى الحقوق الاجتماعية للعمالة السورية في لبنان،
فيما حددها وزير العمل في مكانين.
وتطرق الصايغ الى الاستراتيجية التي أُعدّت لنهضة الاقتصاد، مذكرا
بأن هذه الانجازات تحققت في وقت لم نكن نعرف كم ستُعمّر الحكومة.
واعتبر انه بات مطلوبا من الحكومة اليوم ان تقبل بضرب قواعد
اللعبة، مشيرا الى انها تكذب على نفسها، وقال: لقد اتفقنا مع سلام على انه يجب ان
يوقّع 24 وزيرا وبعد ان وقفت الكتائب في قضية النفايات وقالت لا نقبل ان يمرّ
موضوع سوكلين كما هو، أخذوا قضية المكوّن الواحد ليتخطوا الكتائب ورأينا الرئيس
ميشال سليمان وسلام والبطريرك الراعي الذي قال لا يجوز ان يتم تخطي مكون واحد،
فاقروا اعتراض مكونين على اي قرار داخل مجلس الوزراء لكي يتوقف، وذلك لكي يحاربوا
الكتائب.
أضاف الصايغ: لقد اكتشفنا ان المساومات التي تحصل خارج مجلس
الوزراء تُعلّب قرارات وفيما نحن نرفض النفايات والخطة نجد ان القرار يمرر رغم
وقوف الكتائب في وجهه.
وردا على سؤال عن موقف التيار الوطني الحر قال الصايغ: "لا
يجربنّ أحدٌ أن يهرب من الموضوع ويحاول اغراق السمكة في الماء"، شارحا: أنه
في اذار الماضي اخذت الحكومة قرارا جمعت فيه بين لمّ النفايات واعطاء التعليمات
لمجلس الانماء والاعمار بعرض خطة للنفايات لمعالجتها وفرزها، وبعد ساعات من النقاش
واعتراض الكتائب الذي قال لا نوافق الا على الشق المتعلق بالنفايات، اخذت الحكومة
القرار واعترض التيار الوطني الحر على القرار برمته، فيما الكتائب الذي أراد تخليص
الناس من النفايات قال نقبل اللم ونتحفظ على الشق الباقي وعندما يعرض مجلس الانماء
والاعمار ما سيقوم به نعطي رأينا، انما نرفض كل شق يتعلق بالفرز والمعالجة كما هو
مطروح بالخطة، لاننا نطالب بالعودة الى خطة الوزير اكرم شهيب التي تطرح لا مركزية
النفايات.
ولفت الصايغ الى اننا في الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء كنا مطمئنين
وتكلمنا مع وزراء التيار الوطني الحر الذين رفضوا الخطة كاملة فقلنا اننا اذا
رفضناها واياهم فسيتم رفض الموضوع، وبعد الجلسة والنقاس اكتشفنا ان التيار لم
يعترض بل تحفظ، واعتبروا ان مكونا واحدا موجود وليس مكونين فمشيت الخطة فيما نحن
نقوم بالمستحيل منذ سنة وفشلنا".
وتطرق الصايغ الى زيارة رئيس الحزب سامي الجميّل الرابية ولقائه
وإياه الجنرال ميشال عون لاستيضاح المسألة، وقال: لقد أبلغنا الجنرال انه رافض
القرار فيما رأينا الترجمة السياسية مختلفة.
وأسف الدكتور الصايغ لأن القرار سيمر في الحكومة وسيردم ساحل المتن
بالنفايات في مكانين هما برج حمود وسد البوشرية.
وأضاف: يحاولون إغراق السمكة في الماء ويحوّرون الانظار باتجاه سد
جنة وكأن لا مشكلة نفايات، وهي المشكلة التي سبّبت خروج الحزب العريق من الحكومة،
هذا الحزب الذي خرج مُعززا في الانتخابات البلدية، سائلا: هل يستطيع الوزراء ان
يستمروا وحدهم في الحكومة وهل يعتبر رئيس مجلس الوزراء تمام سلام أن حكومته
ميثاقية؟
وذكّر بأنّ سلام قال عند تأليف الحكومة عندما طالبوه بالوزير
الملك: "انا الوزير الملك ليُطمئن الشيعة، وعندما ينسحب اي مكون سأكون المكون
الثاني الذي ينسحب معه"، وهنا دعا الى توجيه السؤال لسلام عن سبب عدم انسحابه
بعد استقالة الكتائب، مشيرا الى انه يتم التعتيم على مسألة انسحاب الكتائب من
الحكومة.
وقال الدكتور الصايغ: اذا اعتقدتم انكم ستحكمون البلد بثنائيات
سياسية فسنكون بالمرصاد، سائلا: ألم يفهموا رسائل الناس من خلال التصويت للائحة
"بيروت مدينتي"؟ وأضاف: نقول، نعم أخطأنا بخيارنا وحاولنا ان نحافظ على
الميثاقية التي يجسدها الرئيس سعد الحريري.
ودعا نائب رئيس الكتائب الحكومة الى تقديم استقالتها وان تذهب الى
تصريف الأعمال.
ولفت الى اننا حققنا فك الارتباط مع الاداء الفاشل ولسنا حاضرين لـ
"نركب على ظهر المواطن".
وقال الصايغ ردا على سؤال لمحاورته: "نحن نقول كلاما كبيرا
لأننا خرجنا من حكومة مؤتمنة على صلاحيات رئيس الجمهورية".
وعما اذا كان وزيرا الحزب سيداومان في وزارتيهما قال: نحن لن نتكلم
بالقضايا الاجرائية، سائلا: من يحترم الدستور؟ يتحدثون بميثاقية على القياس.
وتابع الصايغ: اذا كان الرئيس السني جالسا على كرسي مجلس الوزراء
والشيعي على كرسي مجلس النواب فإن البلد يمشي، بينما نطالب منذ اكثر من سنتين بفك
أسر الجمهورية لكن لأن الكرسي للمسيحيين يتم الاستغناء عنه.
وسأل: هل يسير البلد دون رئيس مجلس النواب؟ ومن دون رئيس للحكومة؟
إذا لماذا يسير من دون رئيس للجمهورية؟
وحمل الوزير الصايغ مسؤولية ذلك للذين يفتعلون بالمسيحيين ويعتقدون
انهم يحكمون البلد عبر التواطؤ لمصالحهم ويصادرون الدين واضاف: ليس المسيحيون
مسؤولين بل هم شركاء بالانجاز والفشل.
واعتبر أن الفريق الذي يحكم البلد بالسلاح ويحدد المرشحين ويعطل
الرئاسة يتحمل مسؤولية افراغ الجمهورية لأننا في حالة لا ميثاقية.
اضاف الصايغ: عندما أعلن وزيرا الكتائب استقاليتهما أصبحت الحكومة
غير ميثاقية وعلى سلام ان يأخذ الموقف وهو ابن صائب سلام ومؤتمن على الميثاق ولا
يمكنه ان يفسر الموقف بطريقة احادية والمطلوب من البطاركة والمطارنة ان يعرفوا ان
هذا ليس عملا تفصيليا صغيرا، وأردف: فلترحل هذه الحكومة وتنصرف الى تصريف الاعمال
وتحكم بالحد الأدنى فهي عاجزة.
وعن الخطوات اللاحقة قال: اول خطوة قمنا بها امس وهناك خطوات اخرى ستتخذ في وقتها
وفي المكان والزمان مع باقي الأطراف التي تفكر مثلنا ونلتقي معها وليست متمسكة
بأهداب السلطة فقد حان الوقت لبناء سلطة لمصلحة الناس.
وعن الرهان على إحداث صدمة لم تتحقق سأل: من قال انها لم تتحقق؟
وتابع: النواب الذين لم يُصدموا بدون رئيس منذ سنتين هل ستحقق استقالة الكتائب
الصدمة لديهم؟ أم الوزراء الذين يعتبرون كل يوم هو يوم اضافي ليقوموا بأعمالهم،
فهل ستحقق استقالة الكتائب الصدمة لديهم؟وقال: الصدمة ستتحقق عند الاوادم والذين
لا يقبلون بما يحصل.
واكد اننا في حالة لا سياسية، وقال: انا لا أتحدث السياسة كما
يفهمونها بميزان الربح والخسارة لأنهم يعتبرون ان علينا ان نبقى في الحكومة لأن
هناك خدمات، اما نحن فأكد الصايغ أننا نعتمد على كل الناس التي ترفض سياسة الأمر
الواقع، فهؤلاء سمعناهم في الانتخابات البلدية ونريد تحقيق الصدمة عند هؤلاء وقد
حصدوا أغلب بلديات لبنان ورهاني عليهم وعلى حزبي، فهو حزب جماهيري لديه امتداد على
كل الاراضي ولديه بيئة حاضنة ولسنا مقطوعين من شجرة ونحن لسنا حزبا مناطقيا، بل
رقم صعب في المعادلة السياسية وقد برهنّا ذلك في الانتخابات البلدية، وأضاف: تيار
المستقبل لم يدخل الحكومة لولا اننا اعطينا التغطية للحريري في وقت ان القوات كان
لديهم موقف مبدئي اخر واخذوا خيارهم، انما في الوقت نفسه لا نسير بهوى الصفقات وما
يمر، وتابع الصايغ: يسير مشروعان بيئيان في جبل لبنان، يا عيب الشوم، فما من دراسة
لأثر بيئي لأي منهما على المناخ والمياه الجوفية، وهذه المسألة ليست مسألة فساد،
بل لقد طفح الكيل اذا كان هذان المشروعان سيمران.
ولفت الى اننا منذ الصباح نستقبل سفراء في الصيفي وتُطرح علينا
الأسئلة ويتصل بنا عدد من رجال الاكليروس ولا نعلن عن كل شيء في الاعلام فما حصل
امس أحدث خضة في البلد.
وعن اللاعودة عن قرار الاستقالة قال: القرار اتخذ بعد مخاض 12
شهرا، وقد اجتمعنا مع وزير البيئة محمد المشنوق وبحثنا في ملف النفايات ورأينا كم
هو مغلوب على أمره وكيف ان القضية مربوطة والكل يقول ان القضية اكبر مما نعتقد
ومحمية سياسيا وهذا ما دفعنا لتقديم دعوى لفضح كل مرتكب.
وتابع الصايغ: الصرخة أيضا موجهة في وجه القضاء، فهناك قضاة من
اشرف الناس وهناك من هم أسوأ وأقبح القضاة، فليحكموا بالحق فلا عودة عن الحق في
المحافل السياسية، لأن المارد الكتائبي قرر الخروج من عنق الزجاجة.
وردا على سؤال عن ان الكتائب باستقالته سلم القرار المسيحي لوزراء
التيار الوطني الحر قال: ان كان كذلك فنحن نريد نزع صفة المسيحي عن القرار الذي لا
يمت الى القرار المسيحي بصلة.
واكد اننا لو راينا ان هناك فائدة لمصلحة البلد بنسبة 1% من بقائنا
في الحكومة لكنا بقينا.
وعن محاولة لتحجيم الكتائب قال: ليس تحجيما بل تدجين في اللعبة
السياسية الفاسدة.
وقال عن الخطوات التالية: في المرحلة الثانية لدينا تصور واضح ولكن
نريد اشراك اكبر عدد من الناس لنقرر الخطوات التي ستتخذ اولها مواجهة المشاريع
التدميرية.
ولفت الى ان كثيرين حاولوا عزل الكتائب وتخطيهم وبالامس مع
الثنائية المسيحية رأينا كيف حصلت المواجهة ومن كان الرقم الصعب مبديا أسفه لأنهم
لم يتعلموا من الصدمات ومعنى ذلك انهم لن يتعلموا وياخذوا الدروس من المعارك
السياسية ونتائجها.
وتابع: نحن ننقل المواجهة الى مواجهة لا مدنية سياسية مختلفة
ولدينا استحققات كثيرة سنتحدث عنها تباعا والأهم كان ان نحدث حالة الرفض وجرّبنا
تدوير الزوايا وقد حان الوقت لقطع الحبل مع المنظومة السياسية الفاسدة، وليتخذ
البعض القرار الجريء وينضموا الينا.
وأكد الصايغ ان "سلام لا يحكم باسم المستقبل بل هو يسعى ليكون
على مسافة واحدة من الجميع، ولكننا صدمنا لأن انسحاب وزرائنا لم يؤثر لا من قريب
او بعيد على مسار او اداء سلام وكأن شيئا لم يكن"، مضيفاً "اذاً هو عارف
انه غير قادر على ادارة الحكومة الا بالحد الأدنى ورأيناه في موضوع النفايات توجه
للحراك المدني".
واشار الصايغ الى ان سلام يقبل ان يكون رهينة عند الاطراف التي
تستطيع التأثير على قراره، معتبرا أن سلام يقبل بخروج حزب الكتائب وهو حزب آدمي من
الحكومة لكن هل يقبل بان يخرج وزراء حزب الله او امل من الحكومة؟
وأضاف: لو حصل هذا فستقفل بيروت في اليوم التالي، وربما هذا ما
يهمّ سلام، وليس خروج الكتائب من الحكومة".
وطالب الصايغ باسقاط سلام وحكومته، سائلاً: "كيف لا يضع موضوع
سد جنة على بنود جلسة مجلس الوزراء وكيف تخطانا، مشددا على اننا لا نتحدث بالشخص،
فلا شك بنزاهته ولكن في الحكومة مغلوب على أمره"، مشيراً الى ان البلد محكوم
من مافيا الفساد والسلاح.
واضاف الصايغ: "سلام يهمه ان تبقى حكومته كيفما كان، وهو يقول
انها افشل حكومة لأنه يعتبر انها ان لم تعمل فسيحصل ما لا نتوقعه ونحن نقول لا
مبرر لاستمرار الحكومة لأنها ورقة التين التي تغطي الفراغ الرئاسي وتحلل
لبنان".
وعن عدم التزام وزير الاعلام رمزي جريج بقرار حزب الكتائب
الاستقالة من الحكومة، قال الصايغ: "هو في كتلة الكتائب انما من سمّاه فريقان
الحريري والكتائب، وهو يجتمع مع كتلتنا لكنه أكد لنا أنه لا يلتزم بموضوع
الاستقالة، لأن عليه الرجوع الى الكتائب والحريري، في هكذا قرار"، مضيفاً
"لذلك الخيار له، وهو ليس كتائبيا منتظما ولا يمكننا ان نقول له ما لم نتفق
معه عليه".
وعن الاتصالات مع الاخرين للدفع بالخطوة التي أخذها حزب الكتائب،
شدد الصايغ على ان التواصل قائم مع المستقبل ولم ينقطع، لافتاً الى ان أمس، كان
هناك موفد من المستقبل وقد وضعناه في الجو العام، ولكن لا نطلب موافقة أحد على
قراراتنا".
ورأى الصايغ ان الكتائب تفهم اعتبارات كل فريق وتقيمها على حدة،
مؤكداً ان "الخطوة لم تأت من انفعال ما، فلا نتعاطى من اعتبارات مزاجية او
انفعالية بل درسنا الظروف المحيطة وبينّا قرارنا بطريقة موضوعية ولا نريد احراج
احد قبل ان نقوم بخطوتنا فنحن نقوم بقناعتنا".
وأضاف الصايغ: "نحن نقول game over، فقد مللنا التطمينات والوعود، فممكن ان نخسر في الحسابات
السياسية ولكن بالاستراتيجية سنربح".
ولفت الصايغ ردا على سؤال الى ان الكتائب لا تتدخل في الترتيبات
الداخلية لتيار المستقبل، موجهاً رسالة للجميع في المستقبل والقوات وغيرهما،
باعتبار موقف الكتائب فرصة، قائلاً "الكل يقوم بمراجعة ذاتية بعد الانتخابات
البلدية ولم يعد بامكانهم القيام بمراجعة دون أخذ ما تقوم به الكتائب بعين
الاعتبار".
واعتبر ان الانتخابات هزّت الاركان والكل سأل على من اتكل الكتائب
من دون تمويل، واجاب: السر هو الصدق وعدم خوض معارك خاسرة سلفا، واضاف: لقد ربحت
الكتائب كل الرهانات ونحن على موعد معهم مستقبلا وسنحقق النجاح.