خاص – alkalimonline: لماذا غاب قزي وحضر الصايغ في معركة جونية؟
09-06-2016
يحاول النائب سامي الجميل بعد توليه رئاسة حزب الكتائب، ضخ دم جديد في الحزب على المستوى الشبابي او على مستوى الافكار التي تلائم عصرنا الحالي مع وجود عالم التواصل الاجتماعي.
ولم يأت قرار تعيين سليم الصايغ الاستاذ المحاضر في جامعات باريس من العدم، فالرئيس الشاب وجد في الصايغ نافذة علمية وطاقة يمكن للجيل الجديد الاستفادة منها.
لا يقل الوزير سجعان قزي اهمية عن الصايغ فالرجل اختبر الحزب جيدا كما الكواليس السياسية اللبنانية واستطاع ان يثبت دعائم سلطته في البيت الكتائبي “الشبابي” من دون اي منازع، وبحنكته المعروفة وانفتاحه على كل الاطراف اللبنانية فرض نفسه على الصيفي كممر الزامي باتجاه اي فريق وعلى رأسه الضاحية الجنوبية.
في الانتخابات البلدية غاب نجم قزي وسطعت شمس الصايغ وتحديدا في جونية التي شهدت معركة شرسة تطلّبت حضوراً على الأرض من القيادات السياسية البارزة، غاب عنها ممثل الكتائب عن منطقة كسروان. فوزير العمل سجعان قزي الذي لم يتعاط بالانتخابات البلدية لا من قريب أو بعيد، لم يشارك في المفاوضات بل استبدله الحزب بوزير سابق، أصله ليس من كسروان، هو وزير الشؤون الاجتماعية السابق سليم الصايغ.
حبيش طلب مني الحضور إلى جونية
نائب رئيس حزب الكتائب الذي نزل إلى قلب المعركة، اعتبر البعض حضوره بمثابة تحضير للعودة إلى الحياة السياسية من خلال الانتخابات النيابية، حيث يقال إن الحزب سيرشّح الصايغ للمجلس النيابي في الانتخابات المقبلة.
في المقابل، قزي الذي لم يخفِ في اتصال مع موقع “الكلمة أونلاين”، أنه لم يتعاطَ لا من قريب أو بعيد بالانتخابات البلدية، رفض حتى الإفصاح عمّا إذا كان قد اقترع يوم الانتخابات أو لا، وأصّر على عدم التحدّث بكل ما يتعلّق بالبلديات مكتفياً بالقول: “لا أتعاطى اطلاقا بالانتخابات البلدية، لا في جونية ولا في غيرها من المناطق”.
أما الوزير السابق سليم الصايغ فحضوره كان أساسياً في معركة جونية وكان يعالج هذا الملف مركزياً، وفق ما أشار في حديث إلى موقع “الكلمة أونلاين”.
وإذ شدّد الصايغ على أنه تابع مسار الانتخابات البلدية في مناطق عدة في لبنان، أكد أنه يرفض أن يكون أسير أي لعبة مناطقية.
وكشف بأن الكتائب وزّعت الأدوار على المسؤولين داخل الحزب للاهتمام بالمناطق الأكثر حساسية، لافتاً إلى أن هذا الحزب فضّل عدم التدخل في عدد كبير من البلدات تاركاً حرية الاختيار للعائلات في المجالس البلدية.
وأوضح الصايغ أن معركة جونية كانت تدار من الصيفي، إلا أن تسييس هذا الملف فرض حضوره على الأرض ومن خلال الإعلام ليتساوى الكتائب مع الأحزاب الأخرى، لا سيما وأن لهذه الأخيرة وسائلها الإعلامية المتعددة التي بإمكانها إيصال أفكارها إلى جمهورها.
وإذ عزا الصايغ سبب عدم اهتمام قزي بالانتخابات البلدية في جونية إلى انشغاله بأمور وزارته، لفت إلى أن الأمر كان سيان عندما كان هو وزيراً ولم يستطع متابعة مسار البلديات بسبب انشغاله بأمور وزارته.
وأشار إلى أنه بعد أن أصبحت معركة جونية سياسية وزار رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون هذه المنطقة، تمنّى عليه جوان حبيش الحضور مركزياً، فلبّى الدعوة علماً أن تطوّر هذا القرار لدى الكتائب بالتدخّل يأتي من نبض الشارع الشبابي. وأضاف: “ما يميّز حزبنا هو أننا نأخذ قراراتنا بعد استشارة الأرض والمسؤولين”.
الكتائب تقدمت 5 أضعاف عن 2010
وفي ما يخص تغير نتائج الانتخابات بين دورتي 2010 و2016، أوضح الصايغ أنه رغم ضعف إمكانات حزب الكتائب إلا أنه عمل بجدّ في هذه المعركة وقد قام بالزيارات اللازمة عند الحاجة مثل عكار، وفي غالبية المناطق ترك الحرية للكتائبيين بتأليف مجالسهم البلدية بالتعاون مع العائلات .
وكشف في هذا السياق أن ما حققته الكتائب في الانتخابات البلدية فاق 5 أضعاف ما أنجزته في دورة 2010 سواء لناحية رؤساء أو أعضاء أو مخاتير في المجالس البلدية، موضحاً أنه يفضّل الحديث عن الوزن وليس عن الحجم، بمعنى أن يكون هناك أعضاء مؤثّرين في اللوائح الرابحة.
وأضاف: “نحن نعمل على الحضور النوعي الذي يحدث فرقاً في المجالس البلدية والمهم أن حزب الكتائب أصبح له ثقة بنفسه أكثر بكثير من قبل لأنه خاض معارك صعبة كثيراً في الانتخابات البلدية ضد قوى ماكنة واستطاع تثبيت وجوده والفوز بها، مثل ما حصل في القبيات وسن الفل وزحلة. وقال:” لا نحب الدخول بمنطق المحاصصة لكن طبيعة التحالفات بين الأحزاب فرضت علينا أن ندخل في الزواريب”.
وتابع: “لا يكفي أن أكون كتائبياً ملتزماً وتطرحني عائلتي كمرشح في قريتي وأفوز في اللعبة العائلية المحلية، لنعتبر أن حزب الكتائب انتصر في هذه القرية. منذ الأساس، أكّدنا أن الانتخابات البلدية لها طابع غير سياسي وغير حزبي، وأن نقول أنه كلّما فاز أحد الكتائبيين في المجلس البلدي فالكتائب انتصرت في هذه البلدة، فهذا أمر غير واقعي، لأنه قد تكون التحالفات في بعض الأحيان عائلية”.
وإذ أكد أنه “لم يكن هناك من معركة أساسية دخل فيها الكتائب إلا وتوفّق بالفوز، شدّد على ان هذا الحزب فاز ولم ينتصر لأن الانتصار يكون في وجه أعداء لبنان”.
لإعادة قراة تحالف القوات والتيار
أما عن تحالف القوات والتيار في الانتخابات البلدية، فرأى الصايغ أن هذا الأخير لم يكن عاملاً حاسماً في نتيجة الانتخابات. واعتبر أن معراب والرابية لم يعملا معاً كتنظيم واحد في الانتخابات.
ودعا الصايغ في هذا السياق إلى إعادة قراءة التحالف ذاتياً، موضحاً أن كل من عمل للانتخابات على الأرض يعرف جيداً أن القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر لم يكونا حزباً واحداً.
وكشف أنه نتيجة لتحالف معراب يمكن استخلاص أمرين مهمين: ترميم التفسّ الوجداني عند المسيحيين نتيجة الحروب التي تقابل فيها الحزبان وذهب ضحيتها عدد كبير من الشهداء، ومن جهة ثانية مصالحة ذات بعد سياسي أدّت إلى دعم ترشيح النائب عون للوصول إلى رئاسة الجمهورية.
وأكد الصايغ أن الاتفاق الوجداني قيمة بحد ذاتها، إلا أنه لا يمكن وضعها في خانة التبادل السياسي المبنية على انتهاز فرصة ما والوقوف بوجه ترشح رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية.
واعتبر أن خطاب هذا التحالف مبني على المحاصصة السياسية وليس على القيم المشتركة، لا سيما وأن جعجع وعون لم يتفقا على سلاح حزب الله ومشروع الدولة بل على تقاسم حصص ونفوذ.
وفي هذا السياق، رأى الصايغ أن تحالف القوات والتيار لم يكن له أثراً فعالاً على الانتخابات البلدية كما تحالفات باقي القوى السياسية، فالعلاقة بين مختلف الأحزاب على مستوى العائلات قديمة، لافتاً إلى أنه وعلى سبيل المثال، رغم معارضة الكتائب لترشيح فرنجية لرئاسة الجمهورية إلا أن هذا الحزب تحالف معه في عدد كبير من البلدات.
لا أحد يملي علي المعارك التي أريد خوضها
وجود الصايغ في معركة جونية وظهوره الإعلامي الواضح أثار لدى البعض تساؤلات حول ما إذا كان تواجده بهذا الحجم هو تحضير للترشّح للانتخابات النيابية.
إلا أن صايغ ينفي هذا الأمر موضحاً أنه إنسان مناضل وهو لم يتوقف يوماً عن متبابعة قضايا الشأن العام، ومشدّداً على أنه يختار معاركه التي يريد خوضها بمفرده ولا يمكن لأحد أن يملي عليه أي قرار.
وتابع: “منذ نحو سنتين، طلب مني حزب الكتائب الترشح ولكني رفضت لاني لم اكن مقتنعاً. لا الموقع ولا المكان يمكن لأي كان أن يفرضهم عليّ. وصفتي كنائب رئيس حزب الكتائب أهم من كل المراكز الاخرى التي قد أصل إليها. ولكن إذا كانت القضية أو المعركة تتطلّب أن اقدم على الترشّح فسأفعل وأقاتل لاني أهوى الأماكن الصعبة”.
وأكد أنه “مع احترامه لموقع النيابة، إلا أن طموحه أكبر وهو يعتبر أن مركزه الأكاديمي في جامعة باريس أعطاه النشوة الذاتية التي لا يمكن لأحد انتزاعها منه”.
رئاسة الجمهورية ليست طموحي
إن لم تكن النيابة من طموح الوزير السابق سليم الصايغ فرئاسة الجمهورية أيضاً، رغم أن بعض الكتائبيين رأوا فيه رجلاً سياسياً بارزاً تليق به كرسي الرئاسة.
الصايغ، الذي يجد في تولي رئاسة الجمهورية امراً ذات مسؤولية عالية، رأى أن هذا المركز صعب للغاية لأنه لا يمكن إرضاء الشعب اللبناني بأي شيء ينجز لأنه شعب بحاجة إلى الكثير من الأمور.
واعتبر أن أي شخص قد يصل إلى سدة الرئاسة في لبنان عليه ألا يخاف من الحق والحقيقة ويقلها بكل محبة من دون التجريح بأحد، متمنياً ان يحظى لبنان برئيس للجمهورية له طعم ورائحة خاصة به على أن لا يحتكم في عمله إلا لألوان العمل اللبناني ورائحة تراب بلده ويكون قد ذاق مرارة الألم الذي عاشه الشعب اللبناني.
كرستيل الخوري
http://www.alkalimaonline.com/?p=818482
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire