نشارك
العسكريين الطعن بالبنود المتعلقة بهم...الصايغ: محاولات العزل دُفنت في قبرشمون الخميس 15 آب 2019 الساعة 02:01 (بتوقيت بيروت)
"المسيحي والسني والشيعي والدرزي سيعيشون بأمان
في الجبل ولن يتعرّض لهم أحد". موقف أطلقه رئيس حزب الكتائب النائب سامي
الجميّل من حمانا في عزّ الكباش السياسي الذي فجّرته حادثة البساتين الأخيرة، قبل
أن تنتهي إلى مصالحة بين الزعيم الاشتراكي وليد جنبلاط وخصمه اللدود، رئيس الحزب
الديموقراطي طلال إرسلان تحت قبة قصر بعبدا.
موقف الجميّل هدف إلى طمأنة النفوس المشحونة في
الجبل، لكن الأهم يكمن في أنه حمل بين طياته رسالة تأييد إلى المختارة من حليفها
الكتائبي التقليدي، في مواجهة ما يعتبرها "السياديون" والمقربون من
جنبلاط "محاولات عزل".
اليوم، لا تزال الكتائب على موقفها الداعم
لجنبلاط، وإن كان ذلك لا يعني إعادة ضخ الحياة في عروق تحالف 14 آذار في معناه
التقليدي. غير أنها تواصل اتصالاتها لتكوين جبهة معارضة في مواجهة السلطة، خصوصا
أن لبنان تحت المجهر الدولي الذي لا شيء يشي بأن المواجهة التي يخوضها ضد حزب الله
ستعرف نهاية على المدى القريب. صورة من شأنها أن ترفع منسوب مخاوف الكتائب إزاء
الأداء الحكومي، الذي قد يسقط عند فخ التعيينات، أو عند مفترق العقوبات الأميركية
على حزب الله الذي مدّه وزير الخارجية جبران باسيل بجرعة دعم، فيما كان الرئيس سعد
الحريري يستعد لمفاوضات "شاقة" مع الادارة الأميركية المصممة على وضع حد
لنفوذ ايران وحلفائها في المنطقة.
وفي انتظار تبلور الصورة الدولية تجاه لبنان مع
عودة الرئيس الحريري من زيارته الأميركية نهاية الأسبوع، علّق نائب رئيس حزب
الكتائب الوزير السابق سليم الصايغ عبر "المركزية" على لقاء المصالحة
الأخير، وعودة العجلة الحكومية إلى الدوران، فاعتبر أن "في الشكل، يصح وصف
المصالحة بالــ "دستورية" على اعتبار أنها جرت في قصر بعبدا برعاية رئيس
الجمهورية. لكن لا يجوز أن ننسى أن الرئيس عون دخل طرفا في هذا الكباش بقوله إن
"الكمين نصب للوزير جبران باسيل، وليس للوزير صالح الغريب، علما أن باسيل غاب
عن اللقاء الذي انتهى إلى المصالحة".
وشدّد الصايغ على أن "نظرية نصب الكمين
لباسيل سقطت، غير أن الأهم أن ما تمّ وأده هو الاستقواء على الآخرين، بدعم من حزب
الله (أي ايران) وسوريا بهدف فرض معادلات وتوازنات جديدة في البلاد"، مؤكدا
أن "إذا كان الهدف من الفتنة المتنقلة تجميع الأوراق ومحاصرة بعض الأطراف (في
إشارة إلى جنبلاط) فإنها انتهت ودُفنت في قبرشمون".
وإذ لفت إلى أن أحدا لم يتعرّض للحق في حرية
التنقل المصانة في الدستور، رأى أن حادثة الجبل الأخيرة، إن دلت إلى شيء، فإلى أنه
لا يجوز استعمال الفتنة في لبنان لفرض السياسات والمعادلات الجديدة في البلاد،
إضافة إلى ضرورة تغليب لغة المنطق والاعتدال بعيدا من الخطاب الشعبوي.
وعما إذا كان الالتفاف الكتائبي حول جنبلاط،
معطوفا على التأييد القواتي للمختارة يتيح الكلام عن استعادة مشهد 14 آذار، شدّد
على أن "14 آذار فكرة وروحا، وما رأيناه أخيرا لا يعني أن هذا الاصطفاف
سيعود"، مشددا على أن "الكتائب التي تحمل هذا الفكر موجودة في الوجدان
اللبناني المشترك وهي مستمرة في خطابها هذا".
وفي ما يخصّ بيان السفارة الأميركية، أشار
الصايغ إلى أنه "يعدّ خطوة سرّعت الحل ولم تؤثر عليه، خصوصا أن جنبلاط لم
يرضخ للضغوط التي مورست عليه، بل قرّر الاستمرار في المواجهة".
وفي ما يتعلق بمآل التسوية التي تستمر الكتائب
في معارضتها، بعد المصالحة الدرزية- الدرزية، اعتبر الصايغ أن هذا الاتفاق تلقى
رصاصة قاتلة من جانب القيّمين عليه منذ لحظة انتخاب رئيس الجمهورية العماد ميشال
عون، لأن الأطراف التي أبرمت هذه التسوية أرادت تثميرها في السياسة والمحاصصة،
بعيدا من أي تحالف سياسي قائم على أسس متينة.
وفي مجال آخر، وفي وقت تكثر التساؤلات عن
احتمالات إقدام الكتائب على تقديم طعن بالموازنة العامة التي أقرّها المجلس بعد
إبرام تسوية سياسية أجلت استحقاق قطع الحساب عاما كاملا، كشف الصايغ أن الصيفي
ستطعن ببعض بنود الموازنة المتعلقة بالعسكريين المتقاعدين، علما أننا لا يمكن أن
نسكت عن التجاوز المرتكب في ما يتعلق بقطع الحساب.
وفي ما يمكن اعتباره استباقا لهجوم قد تتعرّض له
الكتائب من باب هذا الطعن، أكد الصايغ "أننا بهذه الخطوة نحفظ المالية العامة
ونكرّس احترام الدستور، وعملية الاصلاح
".
·
·
·
·
المصدر: وكالة الأنباء المركزية
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire