الصايغ: يلهون الناس بانتصارات دونكيشوتية في الموازنة وتأجيج
الصراع الطائفي يعود اولاً الى افلاس أهل الحكم
الأحد 23 حزيران 2019 الساعة 03:46 (بتوقيت بيروت
الأحد 23 حزيران 2019 الساعة 03:46 (بتوقيت بيروت
انتقد نائب رئيس حزب الكتائب اللبنانية الوزير السابق د. سليم
الصايغ تعاطي السلطة امام انهيار البلد معتبراً اننا امام " دجل ممنهج في
الموازنة لأن ارقامها وهمية ومغلوطة" ومتوقعاً ان تسوء حالة البلد أكثر الى
ان يصبح تحت وصاية مباشرة من قبل الدول المانحة.
كلام الصايغ جاء في مقابلة اجراها على أثير صوت لبنان 100,5،
لافتاً الى ان حزب الكتائب تفاجأ "بالكم من الوقاحة السياسية واللامبالاة
امام حالة انهيار البلد وبالدجل الممنهج حول الموازنة".
واكد ان "الحكومة كذبت على الشعب اللبناني حين قدّمت اليه
الموازنة" موضحاً ان " الموازنة هي أهم وأقدس عمل سياسي، كونها عِدّة
الحكم الوحيدة التي يؤمّنها الدستور للحكومة لتعمل وفقاً بها، الا ان الحكومة وضعت
فيها ارقاماً لا يمكن للاقتصاد اللبناني، بحسب علم المنطق والاقتصاد، ان يحققها،
كما انها رفضت مصارحة الناس بهذا الواقع وأخذ التدابير والإجراءات معهم لمعالجة
المشاكل الاقتصادية بجدية، وبالتالي فقدت ثقة الناس والدول المانحة التي ننتظرها
لتحسن الحالة الاقتصادية لهذا البلد وهذا الامر لا تحمد عقباه".
ورأى أن واقع الامور يؤكد ان لا اجراءات جدية حول الموازنة، ولا
قناعة لدى الدول المانحة بأن الحكومة جديّة لانقاذ لبنان.
ورجّح الصايغ ان تتراجع حالة البلد قائلاً: " كنا قد توقعنا
ان يكون المشهد سيئاً ولكن ليس لهذه الدرجة من السوء ومن الوقاحة في التعامل
واستغباء الناس وذر الرماد في العيون ... وها نحن قادمون نحو الاسوأ وأتوقع تراجع
التصنيف الائتماني للمصارف في لبنان وهذا الموضوع يضع لبنان تحت وصاية مباشرة من
قبل الدول ويصبح دولة فاشلة".
واذ ذكّر بأن سيدر هي قروض وديون تراكمت على اولادنا، تساءل:"
في ظل طبقة سياسية من هذا النوع اي حكومة فشلت في ان تحكم البلد وان تضع موازنة،
كيف يمكن ان ندين تخفيض الدين العام؟" مشدداً على ان الصندوق السيادي هو
"الضمانة الوحيدة لحسن ادارة المال العام وموارد الطاقة وهو السبيل الوحيد
لمنع تبييض الاموال".
وفي ملف التعيينات، وصف نائب رئيس حزب الكتائب المشهد اليوم بأنه
" الهاء الناس بانتصارات دونكيشوتية في الموازنة وانتصارات اخرى على خلفية
طائفية في التعيينات"، معتبراً ان " تأجيج الصراع الطائفي، يعود اولاً
الى افلاس اهل الحكم ولا سيما اهل الحكم المسيحيين".
وشرح ان سياسة الحكام هي التخويف المتنقل من الآخر، فبالخوف
"نحكم المواطنين ونحوّلهم الى أناس خائفين يطلبون الرعاية وبدلاً من الدخول
في دولة قانون تحفظ الناس، نُدخل الناس الى منطقة طلب الحماية الذمية، اي طلب ذمة
القوي والمقتدر والمستقوي... الناس مغبونون والمستقوون بالسلاح اساساً هم
المستفيدون الذين يأكلون من فتات فائض القوة ويستعملونه لتحقيق مصالحهم"....
وهذا ما عبّر عنه رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل الاسبوع الماضي خلال
زيارته الرميلي.
وتطرّق الصايغ الى ملف التوظيف، منتقداً منطق المزرعة الذي يسود
القطاع العام. ورأى ان التوظيف غير الشرعي والعشوائي "خلق حالات اجتماعية
أثقلت كاهل الدولة، في حين ان من يلتزمون بمعيار الكفاءة والذين دخلوا القطاع
العام بعقود ثابتة، لا يزالون في مواقعهم" مشدداً على انه لا "وجود لدولة
ان لم يتم اصلاح القطاع العام".
وتحدث الصايغ عن واجب المسؤول السياسي، قائلاً: "هناك انواع
من القادة، هناك قادة ينقادون وقادة آخرون يعطون تصوراً معيناً ويطلبون من الناس
ان يلتقوا معهم في هذا التصور، وهذا ما يميّز رئيس حزب الكتائب النائب سامي
الجميّل عن سائر القادة".
واذ رأى ان الطائفية لا الدين هي أفيون الشعب، أضاف: " القائد
السياسي الفذ يخلق الوعي لدى الناس ويطالبهم بألا يكونوا مخدّرين، وهذا ما يفعله
الجميّل فهو يخاطب المواطنين ويدفعهم للوعي لكي لا يخدروننا بالخوف ونحن في حزب
الكتائب نُعرف بأننا حين نخاف نهجُم، نحن لا نتقوقع وننعزل ونخترع اشباحاً وطواحين
هواء لنحاربها، انما نقتحم معاقل التقوقع ونقوم بالانفتاح الضروري"، لافتاً
الى ان بعد الوعي كمرحلة اولى، نصل للاقتدار الحقيقي.
وعن موقع حزب الكتائب اللبنانية كمعارضة حالياً، قال:
"المعارضة هي الاطار او المنصة لتحرّر الانسان اللبناني كي يصنع التغيير في
البلد ... نحن حزب قضية، قضية الانسان الحر الذي يعيش على ارضه، وقضية المحافظة
على التوازنات التي تشكّل غنى للبنان، وقضيتنا هي الرسالة التي نحملها وذلك يحتاج
الى ارتقاء في العمل السياسي".
وتابع: "سنكون اكثر من معارضة واقل من مقاومة: اكثر من معارضة
لأننا في وضع انهيار الدولة، ولكن في الوقت نفسه نسعى الى مقاومة هذا الانهيار
ومقاومة مصادري الدولة ومن يضعون اليد على البلد".
وتعليقاً على زيارة الجميّل الشوف الاسبوع الماضي، قال الصايغ:
"زيارة الشوف هي الجزء الظاهر من جبل الثلج والجزء غير المنظور هو الاهم
وهناك حركة كثيفة لربط كل الارادات الخيّرة في هذا البلد ومنها من هو مشارك في
الحكومة".
واكد الصايغ ان الكتائب "ستكون معارضة ذات جغرافيا متحركة
ومواضيع متعددة، اي انها ستتنقل بين مختلف المناطق اللبنانية، اما المواضيع التي
ستطرحها فهي موضوع الموازنة وغيرها وتنتقل الى الموضوع الأم: كيف تتعامل الدولة
اللبنانية مع وجود سلاح خارج عن سيادتها".
وعن معنى معارضة "تتصف بالحداثة"، اوضح قائلاً: "
المعارضة العاصية على التسويات والتي تتصف بالحداثة هي المعارضة التشاركية، لا
احدية فيها، ولا فئة او طائفة او حزب او مسيطر او فكر سياسي يسيطر عليها، ما يجمع
الناس بالمعارضة هو مشهد التنوع الثقافي والتعدد السياسي الذي هو من قيم وفضائل
هذا البلد".
واضاف: "الصدمة السياسية التي نقوم بها يقودها حزب الكتائب
ونتبناها ونتحمّل تداعياتها السياسية، ولكن لا يجب ان نعتبر ان الكتائب هي
"بيها وامها"، انما سنكون معارضة بأكبر مشاركة ممكنة وآليات مواقف
مشتركة من اجل ان تعيد الروح الديمقراطية الحقيقية التي نريدها في لبنان".
كما ذكر الصايغ بأن رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري هو أول من
أسّس معارضة بهذا الشكل بعهد رئيس الجمهورية السابق اميل لحود.
وعن التسوية السياسية، رأى الصايغ ان هذه التسوية يتم لعنها في
الخفاء وتمجيدها في العلن، معتبراً ان "التسوية عند البعض هي عبارة عن
محاصصات".
واعتبر الصايغ ان هناك "طاقات في البلد، الا ان وضعها يتقهقر
معنوياً وسياسياً في اللعبة السياسية، واصبحت "حجماً من دون فعالية"،
معطياً على سبيل المثال نموذجي تيار المستقبل والقوات اللبنانية اللذين يبدوان
"أسيرَين".
وتابع: " ربما تيار المستقبل والقوات اعتبرا ان التسوية
السياسية ستحمي البلد وترتقي الى مستوى التسوية التاريخية لصناعة لبنان
مستقبلاً.... ونحن في حزب الكتائب حذرنا من التسوية لاننا قرأناها كعملية
استراتيجية تمهد للسيطرة على لبنان اما اصحاب التسوية ففهموها على انها تكتيك يسمح
فيما بعد للوصول الى الاستراتيجية الكبرى وبالتالي جذب التيار الوطني الحر ورئيسه
العماد ميشال عون الى موقع وسطي يجمع الكل".
واعتبر انه يجب القيام باستفتاء فعلي كي نعلم اذا نجح ميشال عون في
ان يكون " بي الكل" او لا؟
على الصعيد الاقليمي، اشار الصايغ الى ان " اليوم لا حرب،
انما يوجد حرب بطرق اخرى، تسمى نزاعات منخفضة التوتر، مثل استعمال العقوبات، بإشعال
الجبهات، وبتبادل التهديدات على قاعدة اميركية مقابل مناورات وغيرها".
ولفت الى ان اميركا لا تريد انهيار الجمهورية الايرانية انما تريد
ان تتغيّر سلوكياتها وان يتطوّر نهجها.
واذ اشار الى ان "حزب الله جزء لا يتجزّأ من الحرس الثوري
الايراني، وهو بالتالي يتأثر باللعبة التي تحدث ضمن ايران"، تساءل: "
الى اي مدى حزب الله سيفصل نفسه عن هذا المحور ويعتبر ان هناك خصوصية له في لبنان؟"
واشار الى الدور الهام الذي يلعبه الموفد الاميركي ديفيد ساترفيلد
في عقلنة الخطاب السياسي اللبناني كما الدور الذي يؤديه الرئيس الاميركي دونالد
ترامب الذي يسعى الى عقلنة الخطاب السياسي الايراني.
المصدر: Kataeb.org
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire