د. الصايغ: مطلوب من الآدمي ان يكون
غريبًا في وطنه وأزعر...
وهذه الذهنية اصعب من الاقطاعية
السبت 13 تموز 2019
رأى نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ ان الأساس أن يعيش الإنسان في دولة المواطنة وتكون لديه حقوق وواجبات، والدولة على علاقة مباشرة بالمواطن من دون وسيط، حيث يصل الكفوء قبل غيره على أساس مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة، بينما في لبنان ليس هناك دولة قائمة بشكل كامل، هي قائمة على الورق وفي الدستور، انما التنفيذ في مكان آخر.
وهذه الذهنية اصعب من الاقطاعية
السبت 13 تموز 2019
رأى نائب رئيس حزب الكتائب الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ ان الأساس أن يعيش الإنسان في دولة المواطنة وتكون لديه حقوق وواجبات، والدولة على علاقة مباشرة بالمواطن من دون وسيط، حيث يصل الكفوء قبل غيره على أساس مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة، بينما في لبنان ليس هناك دولة قائمة بشكل كامل، هي قائمة على الورق وفي الدستور، انما التنفيذ في مكان آخر.
وأشار الى ان
هناك مشاريع مواطنين وليس مواطنين مكتملي المواصفات لأن لا دولة مكتملة المواصفات،
وأضاف: اليوم للحصول على قرار من المحكمة، إن لم يكن لدى المواطن واسطة يتأخر
القرار وقد شهدت على ذلك عندما تولّيت الوزارة، لافتا الى ان الدولة ليست مكتملة
المواصفات، لان اي معاملة لا تكتمل الا بعد ان يتدخل مكتب الوزير، بالتالي نحن
نبحث عن مواطن مكتمل المواصفات في دولة غير مكتملة المواصفات..
اضاف في حديث ضمن
برنامج "وجوه" من إذاعة لبنان الحر: "نحن لا زلنا مشاريع مواطن،
لأن وطننا هو مشروع وطن، ولا زلنا نبحث عن الوسيط، اي البيك والزعيم والنافذ، وابن
العائلة الذي يملك المال، و"الايدو طايلة"، ليحصّل لنا حقوقنا من هذه
الدولة، التي لا تعرف ان تقدم لنا هذه الحقوق."
وإذ أكد رفضه
المبدئي والثقافي لمنطق الوسيط بين المواطن والوطن، لفت الى أن على الذي يتخذ قرار
العيش في لبنان ان يتعامل مع هذا الواقع، والعمل على قلبه وتغييره.
الدكتور الصايغ
كشف انه عندما اراد النائب سامي الجميّل الترشح لرئاسة حزب الكتائب، سُئل في حديث
صحفي أجراه معه الصحافي الكبير "فؤاد دعبول"، لجريدة
"الانوار" عن كيف سيستطيع كإنسان تقدمي بافكاره ان يتعايشَ مع واقع
سياسي يغلّب العائلة، لافتا الى أنه عندها فهم قصده، وأجاب مباشرة ومن دون اي
تردد: "هناك عقد ثقافي وانساني معنوي مع الشيخ سامي، وهناك ارث سياسي وكثر
مؤتمنون عليه وليس شخصًا".
اضاف نائب رئيس
الكتائب: "الاجتماع اللبناني أفرز واقعًا وهو ان سامي الجميّل لديه كفاءاته
وقدراته، والقدرة على أن يتبوأ أسرع من غيره وقبل غيره، انما هل يا ترى سيكون وليد
هذا الواقع وابنه المدلل ويعيش في ترفه؟ اذا هذا هو الشيء انا سأكون خارج اللعبة،
اما اذا كنت داخل اللعبة عليه ان يلعب الدور التاريخي ليكون جسرا ما بين التقليد
الذي اتى به والحداثة التي نطمح اليها".
وتابع: "من
هنا أقول: كل ابن عائلة كبيرة، وهكذا فعل الرئيس المؤسس بيار الجميّل عندما أسس
حزب الكتائب، فقد كان باستطاعته ان يكون زعيما لانه من آل "الجميّل"،
واسس حزبا في بيروت وليس في بكفيا، لان في بيروت المساحة المشتركة والحداثة
والتيارات، ومن بيروت انطلق زعيما، وكان زعيما في بيروت قبل ان يكون زعيما في
بكفيا، وكان نائبا في بيروت قبل ان يكون نائبا في المتن، وهو ترشح في المتن ولم
ينجح لكون العائلية في المتن متحكمة اكثر".
واستطرد ليقول:
"من هنا نقول ان كل شخص يعتبر نفسه وريثا سياسيا وبإمكانه تأسيس حزب وفرض
التحدي على نفسه، بأن يكون الخميرة، فتأسيسه للحزب لا يعني ان زوجته ستأتي من
بعده، ومن بعدها ابنه، ومن بعد ابنه حفيده، فهذا لا يجوز، لانه سيكون فشلا
لمشروعين، مشروع الوطن ـ لانني بحاجة لهذه الصورة كي انفذ اغراضي في الدولةـ فيصبح
الحزب غطاء للزعيم وليس حزبا مكتمل المواصفات، ونصبح امام فشل ثان وهو ضرب
الاحزاب، اي انها لا تستطيع ان تكون عامل التغيير الاجتماعي والسياسي.
وذكّر الدكتور
الصايغ ان رئاسة حزب الكتائب تناوب عليها اشخاص ليسوا من آل "الجميّل"
أمثال: جورج سعادة، منير الحاج، كريم بقرادوني وإيلي كرامي، ولمدة طويلة وليس لمدة
عابرة، إذا هناك إمكانية للكوادر الحزبية بالوصول وقد اوصل الحزب نوابًا ووراء
ليسوا من آل الجميّل.
واوضح أنه يجب
ألا تكون معركة رئاسة الحزب سهلة، فالحزب ليس معقود الولاء لشخص بل لنهج ولنمط
معين.
ولفت الصايغ الى
ان من يريد الوصول داخل الحزب من دون اي شك يجب ان تتوافر فيه زوادة كبيرة من
النضال، فنحن حزب قدّم الالاف من شهدائه للبنان.
وقال:
"المهمة صعبة، فعندما أقول انني اعطيت، فماذا اعطيت انا نسبة لوالد وام شهيد
او لانسان اصبح لديه اعاقة دائمة بسبب الحرب"؟ لم اعط شيئا.
اضاف: "لذا
الحمل المعنوي كبير، وعلينا أن نثبت أنفسنا، فماضينا يجب ان يشهد على حاضرنا، وفي
الوقت نفسه يجب ان يكون حاضرنا متمكنا بشكل ان يفتح افقًا للمستقبل، لان الحزب لا
يوصل الناس فقط كترضية ومكافأة عن الماضي، فالناس عليها القيام بواجباتها
للمستقبل، بخاصة ان نظرة المجتمع الى الملتزم بالاحزاب ليست دائما ايجابية، مشيرا
الى ان هناك التعب والقهر، وهناك ايضا تلويث صورة الاحزاب من خلال حرب كبيرة،
لافتا الى اننا كثيرا ما نسمع لا نريد احزابا، وهناك عمل كبير جرى على البيئة التي
ننتمي اليها، للوصول الى موقع آخر.
وتابع نائب رئيس
حزب الكتائب: "قبل 5 سنوات ترشح النائب سامي الجميّل لرئاسة الحزب، وكثر
قالوا لي لم لا تترشح وتكون اللعبة ديمقراطية؟ أجبت: "ليس لدي قناعة، بأن
المجتمع اللبناني والضرورات الحالية تستطيع ان تتفاعل مع شخص لم يأتِ من موقع
عائلي او بيئي يعطيها بشخصه الضمانات اللازمة"، مضيفا: "نحن لسنا امام
امتحان دخول الى الجامعة، بل يجب ان يكون لديك القدرة، فالوضع اليوم منهار
والمؤسسات لا تطمئن المواطن والاحزاب يجب ان تعمل كثيرا كي تشكل ضمانات وهي ليست
من وظيفتها ان تشكل ضمانات بل الدولة، وأردف: الناس تريد ان تعود الى مرجعيات
واسماء عائلات باذهانها لاشخاص تعطيها الطمأنينة، من هنا يجب ان تكون هي المرجع
للمواطن، وبهذا الوضع التحدي بان نعمل في الأحزاب على التطوير والحوار والبدء
بطريقة اتخاذ القرار.
وتابع: ليس
بالسهل الاتيان بأستاذ جامعي مثلي لديه خبرة 30 عاما في التعليم ويجلس بجانب رئيس
الحزب ليتخذ القرار، وأردف: أتعلمون اساتذة الجامعة وبخاصة الحقوقيين كم يجادلون؟
وكم هي صعبة ان تحمل اوزانا من هذا النوع وتستطيع العمل معها وتتمكن من اتخاذ
القرار؟
ورأى ان هذه هي
الاشارة الى ان الحرية التي هي الشرط للديمقراطية في لبنان هي شرط ايضا لقيام
احزاب سوية وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تجعلنا نتخطى التقليد المقفل وننطلق الى
الحداثة التي فيها تجديد مختلف.
وشدد الصايغ على
ان لولا حزب الكتائب وهذا شيء صحي لما استطاع ان يكون وزيرا، لان الديمقراطية كي
تعيش في البلدان يجب ان تكون منتظمة من خلال الاحزاب، مشيرا الى اننا في لبنان
لدينا فكرة ان الحزب هو شيء طارىء على النظام الديمقراطي والاساس هو العائلية
السياسية، لافتا الى ان هذا الشيء خاطىء، لان الاساس هو الاحزاب والتي وظيفتها ان
تكون المصعد الاجتماعي، سائلا: لم على الفرد الانتساب الى الاحزاب؟ لانه يناضل على
افكار منتظمة، ولان صوت الجماعة يعلو على صوت الفرد، والاكفأ ضمن هذه الجماعة يتم
ايصاله ليتبوّأ المراكز التي يجب ان يكون فيها، وهناك تصبح المحاسبة مرتين: محاسبة
من قبل الناس ومحاسبة من قبل الحزب، فعندما كنت وزيرا كان لدي همّان وليس هما
واحدا، فلدي الحزب وما سيقول، ومن ثم همّ الناس وبالعكس.
ولفت الصايغ الى
ان المشكلة لدينا هي ان الكثير من القوى السياسية والأحزاب لا يأتون بالاكفأ
والافضل لديهم، فهم يأتون بزبائن، ومعقبي معاملات على مستوى كبير، اناس فاسدين
مثلهم.
ورأى الصايغ ان
هجرة الادمغة من لبنان سببها عدم الحلم وعدم الافق، فاللبناني يريد ان يقارن نفسه
بدبي ولاس فيغاس، وهذا شيء عالمي فحتى في فرنسا يريدون الذهاب الى لندن او اميركا،
مشيرا الى ان ما يدفع شبابنا الى الهجرة هو ما يعرف ب"الصدمة"، اي ان
الشاب يحلم بقضية ما يضحكون عليه وهو في الجامعة، يدخل الى الحزب ويمارس ويرى ما
يفعله النواب والوزراء في الحزب فيصدم، ويقول شتان ما بين النظرية والتطبيق.
ورأى انه مطلوب
من الادمي في هذا البلد ان يكون غريبا في وطنه، ويبقى أزعر، واذا لم يكن ازعر عليه
ان يتعلم ان يكون كذلك.
وشدد على ان هذه
الذهنية هي اصعب من الاقطاعية وهي اسوأ من الزبائنية الرخصية، وهي ارحض من التوريث
السياسي.
ورأى الصايغ ان
الخروج منها يكون بالسقوط الاجتماعي المدوي الذي سيلغي دور القوى الوسيطة التي
كانت تعلب دورا بين المواطن والدولة وهي بالتالي تتحلل، وهذا هو الافلاس، اي ان
الوزير الذي جاء ليخدم لم يعد يخدم، وكذلك الامر النائب.
وختم الصايغ
بالتأكيد انه سيأتي ال "ما بعد"، وتاريخنا افرز عامّيات كثيرة، داعيا
الى عدم استسهال هذه الامور، فالدولة لم يعد لديها القوة التوزيعية للثروات
والمغانم، والقوى الوسيطة تفقد علة جودها، وبالنتيجة سيكون هناك ركام وحطام، وبعد
هذه المرحلة التي سببها تناقضاتهم، سيسمح بتوسيع المساحة للتغيير .
الصايغ تطرق في
بداية الحوار الى مرحلة الطفولة والمراهقة والتميز والفرادة وقال: "ما يقوم
به سليم الصايغ هو الفرادة، فالبيئة التي ترعرعت فيها هي البيئة التي أهلتني لأخدم
وطني وقضيتي وكرامة الانسان في وطن لا وجود له إن لم يكن الانسان موجودا
بتنوعه".
وأضاف: "
لقد ترعرعت في بيئة منفتحة على الآخر ومتجذرة بالقيم اللبنانية قيم الحرية وقد
تأثرت بالأفكار الاجتماعية".
وتابع الصايغ:
" لقد التزمت بحزب الكتائب وتربيت تربية مسيحية قائمة على المحبة وبالوقت
ذاته كان لدي راديكالية التفكير ولم أقم بالأفعال "نص نص".
وأشار الى انه
عندما اندلعت الحرب والدفاع عن كرامة الانسان لم يكن لدي أي طريقة للمساومة فيها
وهذا ما يعطيني الفرادة، وأضاف: "من يعرفني يقول انني دبلوماسي انما عندما
يتعلق الكلام بالجوهر يستغرب البعض مواقفي القاطعة جدا".
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire