vendredi 9 mai 2014

د. الصايغ ل"إذاعة الشرق": لا لتسخيف الاستحقاق وتبرير الفراغ (09-05-2014)

د. الصايغ: لا لتسخيف الاستحقاق وتبرير الفراغ
الهدف الاساسي من تحرّك الرئيس الجميّل هو أن يكون لدينا قرار بالاستقلال السياسي

إذاعة الشرق (09-05-2014)

شدد الوزير السابق د. سليم الصايغ عبر اذاعة الشرق على وجوب ان نأخذ قرارا بالاستقلال السياسي بالرغم من كل العقبات وبالرغم من الترابط العضوي بين الساحتين السورية واللبنانية وانغماس حزب الله في القتال في سوريا، واما ان ننتظر الضوء الاخضر من الخارج، مشيرا الى ان الهدف الاساسي الذي يتحرك من ورائه حزب الكتائب هو ان يكون لدينا استقلال سياسي في لبنان، مضيفا قد لا نصل الى مكان من وراء هذا التحرك ولكن لا يمكن ان نقول اننا لم نحاول.

واكد الصايغ ان المساعي لن تتوقف ونؤمن ان هناك متغيرات دولية واقليمية لا بد ان تواكب هذه الحركة، وقال: سنظل نسير لفرض اللعبة الديمقراطية بغض النظر عن نتائجها بترشيح الدكتور سمير جعجع مع حركة باتجاه الفريق الاخر لننتج رئيسا توافقيا، من هنا سألنا من اين سيأتي هذا الرئيس؟ مضيفا: اما ان يأتي من "البرنيطة" من خلال توافق مصالح دولية اقليمية والذي لن تكون له حيثية سياسية كافية تعطيه حصانة حتى لا يقدّم اي تنازل على صعيد السيادة واما ان نُقدم نحن، معتبرا ان الجمود يعني الموت البطيء ويجب علينا ان نقدم.

وسأل الصايغ هل من المعقول ان لا تكون هناك خطوط حوار وتواصل بين الاقطاب الموارنة؟ لافتا الى ان الرأي العام يحمّل المسؤولية للاقطاب الموارنة بانهم لا يقومون بدورهم ولكن لا يمكن تحميلهم اكثر من طاقتهم، مشيرا الى ان لبنان مبني على الشراكة ولا احد يفرض على بقية شركاء الوطن اي قرار احادي وهذه روح الميثاق.

وقال الصايغ: ممنوع نفض اليد من قضية الاستحقاق الرئاسي، مشددا على وجوب ان تواكب الحركة المسيحية حركة سياسية وطنية، مشيرا الى ان لقاء الرئيس الجميّل والنائب وليد جنبلاط امس اعطى مبادرة الرئيس الجميّل امتدادا وطنيا.

وردا على سؤال عما اذا كانت ستشمل اللقاءات حزب الله، قال الصايغ عندما نقبل ان نجلس في الحكومة مع كل مكوّنات الوطن فلا شيء يمنع ان يلتقي الرئيس الجميّل مع كل هذه المكونات.

واوضح الصايغ انهم يتكلمون عن شغور في الرئاسة وكأنهم يتحدثون عن وظيفة او شغور في موقع اداري انما المعنى السياسي الصحيح هو الفراغ، والفراغ سيكون كبيرا في موقع رأس البلاد، معتبرا ان الوزراء المسيحيين في الحكومة، مع كل احترامنا لهم، وشركائهم المسلمين لا يمكن ان يشكّلوا الضمانة او يعطوا الاطمئنان فالمسألة ليست مسألة ادارة البلد انما هناك عملية ان البلد يحتاج الى قائد.

واكد الصايغ ان اقصى ما يطمح اليه المسيحيون اليوم هو الحفاظ على الشراكة والمناصفة وليس استعادة امتيازات معيّنة خرجنا منها منذ زمن.

وحذر من تسخيف الاستحقاق وتبرير الفراغ ،معتبرا ان الفراغ فيه انفجار ويجب ان يكون هناك ناظم للاحتقان. واكد اننا محكومون بالتفاؤل وليس بالتشاؤم ولا خيار آخر لنا.

وفي التحركات المطلبية، اعتبر الصايغ ان الاحزاب لا تحكم النقابات اليوم وهناك احراج داخلي بالتعاطي مع هذه المسألة ولا امكانية لها ان تقف في وجهها، لافتا الى ان هناك احراجا من ضبط الساعة الاجتماعية على الساعة السياسية.

وراى ان الحركة الاجتماعية فيها حيوية وان تطوير النظام يمكن ان يبدأ بمكان ما اجتماعي واقتصادي، لافتا الى ان الاحصاءات تبين ان نصف اللبنانيين اصبحوا تحت خط الفقر واليوم ازداد الفقر مع النزوح السوري والمشكلة تصبح بنيوية ، سائلا: هل يعقل ان اطراف العقد الاجتماعي اليوم لم يجلسوا مع بعضهم البعض لايجاد حلّ؟

وقال: نحن متجهون الى مأزق وخوفي من استغلال الحراك الاجتماعي لتغطية الفراغ عن قصد بغض النظر عن احقية المطالب الاجتماعية، مذكرا باحداث 7 ايار وتزامنها مع حراك عمالي، وفي وقتها استغل هذا الحراك ، منبها من ان قضية العمال قضية مقدسة ويجب عدم التلاعب بها وصرفها في اللعبة السياسية.

ورأى ان اعادة هيكلة السلطة يعني المثالثة ولكن ما يحكى ان لا ضرب للمناصفة في لبنان ونحن لم نشعر مرة واحدة ان هناك ارادة قبض على السلطة في لبنان، مشيرا الى ان انسحاب حزب الله من سوريا يتطلب رئيسا قويا في لبنان لا رئيسا ضعيفا يستطيع ان يغطي فائض القوة لدى حزب الله.

واعتبر اننا امام مرحلة انتقالية في سوريا وهناك شيء ما جذري، وحزب الله سيعود الى لبنان، لكن التركيبة اللبنانية لا تستطيع ان تستوعب فائض القوة لدى الحزب وهذا الامر يحتاج الى قيادة حقيقية في البلاد تطمئن المسيحيين من جهة واللبنانيين من جهة اخرى من ان هناك اعادة ترتيب للاوضاع بشكل ان قائد البلاد سيحكم لبنان انطلاقا من الواقع الذي سيشكّله حزب الله.

واعتبر ان حزب الله اليوم في مأزق، ولو انتصر وحسم وربح في سوريا كلها وخسر لبنان فهذا لا يفيده بالسياسة وهذا الواقع يفرض لدى الايرانيين تحسّسا لانهم هم المؤتمنون اساسا على انتقال هذا الواقع والجميع يعلم ان لبنان لا يستطيع ان يبقى ساحة ايرانية ومن مصلحة ايران ان يتفاعل الشيعي في لبنان مع السني والمسيحي، مشيرا الى انه  اصبحت هناك بداية قناعات والترجمة العملية محكومة بترتيب اوضاع السلاح النووي.

ولفت الى كلام مفاده ان احدا لا يريد ربط الملفات ببعضها انما ان يُبحث في كل ملف في حينه، مؤكدا ان ما نطلبه هو فك الارتباط وان نترك المساحة للبنانيين لكي ينتجوا رئيسا.

واعتبر الصايغ ان الرئيس ميشال سليمان ذاق الامرين مع حكومة الرئيس نجيب ميقاتي وهو غطّى بوقت من الاوقات انقلاب القمصان السود واعطى لحزب الله ما لم يعطيه اي رئيس لان همه كان انقاذ البلد انما انغماس حزب الله في سوريا دفع بالرئيس سليمان الى القيام بمحاولات عدة للوصول الى اعلان بعبدا لكن تنصّل الحزب من هذا الاعلان وضع الرئيس سليمان امام خيارين اما الانصياع واما ان يكون رئيسا للبلاد.

واعتبر الصايغ انه من غير الوارد ان يأتي حزب الله برئيس يسيّره كما يريد انما يجب ان يكون الرئيس على مسافة واحدة من الجميع وعلى حزب الله ان يعيد قراءته في هذه الامور.

واشار الصايغ الى ان موقف الرئيس سليمان من قتال حزب الله في سوريا امتص نقمة نصف الشعب اللبناني على الحزب وكان من الممكن ان توصلنا النقمة الى حرب اهلية لبنانية فجاء موقف سليمان العالي السقف سياسيا لينفّس الساحة على الارض ميدانيا.

واعتبر في موضوع زيارة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي للاراضي المقدسة، ان على اسرائيل ان تكون غاضبة من هذه الزيارة لان الراعي ينكأ من خلالها في جرح الهوية الاسرائيلية ويقول للعالم ان القدس هي ارضنا وهي مهد الديانة المسيحية.

ولفت الى ان الصراع مع اسرائيل ليس صراعا فقط بين دولتين او صراع حدود انما هو صراع ثقافي حضاري في مكان ما، موضحا ان النموذج القائم اليوم هو نموذج التعايش والتعددية في وجه نموذج آخر قائم على الاحادية وهو النموذج الصهيوني وهذا الصراع مفتوح وهو صراع ثقافي وليس فقط امني او عسكري، مشددا على وجوب نقل المعركة الى قلب ارض العدو وما يقوم به البطريرك هو مهم لانه سيخاطب بطريقة غير مباشرة الوجدان العالمي وسيقول ان اسرائيل لا يمكن ان تبقى وتكون اذا لم تكن القدس مدينة مفتوحة لكل ديانات العالم.



Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire