د.
الصايغ: الرئيس الجميّل
لم يطرح نفسه كمرشح تسوية، ونتخوّف من انفجار اقتصادي ــ اجتماعي والامني وارد
ايضاً في حال وقع المحظور
الديار
(12-05-2014)
في ظل الانقسام السياسي الحاد بين
فريقي 8 و14 آذار، ومع إقتراب انقضاء المهلة الدستورية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية
في 25 ايار الجاري، لا يبدو التوافق حاصلاً على اسم الرئيس المرتقب، وفي إنتظار
حصول المعجزة يتابع الرئيس امين الجميّل مشاوراته مع الاقطاب المسيحيّين وغير
المسيحييّن تحت عنوان «انقاذ الجمهورية»، بحيث يجري البحث في سبل تأمين انتخاب
رئيس للجمهورية قبل انقضاء المهلة ومنعاً لوصول البلاد الى الفراغ، وبالتالي ما
يهّم رئيس الكتائب بحسب ما أكد بعد لقائه الاقطاب الموارنة الدكتور سمير جعجع
والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجية هو حصول انتخاب رئيس يقود البلاد ولا
يدير القصر الجمهوري، أي رئيس يتحمّل مسؤولياته بالكامل ويطمئن المسيحييّن
واللبنانييّن، وبالتالي فإذا لم يحصل الاستحقاق الرئاسي فسندخل في فراغ قاتل.
لكن على خط آخر وبعيداً عن مبادرة
الانقاذ هذه، نلمس معطيات من بعض الافرقاء السياسيين بأن إنتخاب الرئيس لن يتمّ
خلال الأسابيع المقبلة، لان كل فريق يريد ان يفرض على الاخر مرشحه اذ يعتبره
توافقياً بمفهومه، وإذا لم يرضَ بشروطه لا يؤمّن النصاب لإنتخاب رئيس للبلاد، لذلك
فإن جميع المؤشرات تؤكّد بأن هذه الإنتخابات لن تحصل قريباً، ما دفع بالبعض الى
تهيئة الأجواء لتوّلي الحكومة صلاحيات الرئاسة الأولى، وهذا ما بتنا نسمعه منذ
فترة.
وفي هذا الاطار يشير الوزير السابق
سليم الصايغ خلال حديث لـ «الديار» الى ان الرئيس الجميّل أطلق مبادرته هذه من اجل
انقاذ لبنان لانه مدرك لخطورة المرحلة ولأهمية ان يكون لدينا رئيس قبل 25 ايار، ما
يُبعد الجمهورية عن الفراغ في ظل المرحلة الاقليمية والدولية المضطربة، ويؤكد بأن
لقاءات الجميّل مع الاقطاب الموارنة والنائب وليد جنبلاط إتسمت بالايجابية ولاقت
ترحيباً، نافياً ما ذُكر في بعض الصحف عن كلام سلبي ساد بعض اللقاءات لانه بعيد عن
ارض الواقع، لافتاً الى ان الرئيس الجميّل لم يطرح نفسه كمرشح تسوية خلال زياراته
لان هدفه الاول والاخير طرح مبادرة الانقاذ، كما ان مساعيه إنطلقت من اعلان بكركي
الذي لاقى الاجماع حوله من قبل المسؤولين السياسيين ، وقال: «جولة رئيس الكتائب
لاقت تأييداً من الاقطاب بضرورة انتخاب مرشح رئاسي قوي قادر على إدارة البلاد، كما
اوجدت اشارة واضحة بأن اللعبة محصورة بهؤلاء لان هذه النوعية من الاسماء تطمئن
المسيحيين وتعزّز الشراكة الوطنية، مما يعني ان الكلام تمحور حول ضرورة إبعاد كأس
الفراغ .
ووصف الصايغ موقف رئيس حزب القوّات
اللبنانية الدكتور سمير جعجع الأخير حول استعداده لإعادة النظر في ترشيحه
بـالبادرة الإيجابية، اما مع العماد ميشال عون فلفت الى ايجابية اللقاء مع الرجل
المسيحي القوي في فريق 8 آذار، وكذلك الامر مع النائب سليمان فرنجية اذ جرى اتفاق
على ايصال الرئيس القوي الى سدة الرئاسة وبذل الجهود من اجل التفاهم لانتخاب رئيس
قادر على مواجهة الاستحقاقات الداهمة داخلياً وخارجياً.
وعلى خط زيارة النائب وليد جنبلاط
الى بكفيا اشار الى ان الزيارة بحدّ ذاتها لافتة ومهمة على صعيد التواصل المسيحي -
الدرزي، لكنه تفاجأ حين قرأ في بعض الصحف عن رفض جنبلاط للمبادرة التي اطلقها رئيس
حزب الكتائب لطرح نفسه بديلاً اي كمرشح توافقي بدل رئيس حزب القوات اللبنانية داخل
14 اذار، مؤكداً ان هذا الكلام لا يمت الى الحقيقة بصلة، وشدّد على ان الحركة التي
يقوم بها الرئيس الجميّل سيكملها هذا الاسبوع لبناء قواسم معينة للوصول الى توافق،
موضحا أن البحث الذي بدأ مع قيادات مسيحية سيُتابع مع قيادات من طوائف أخرى مؤثرة
في الاستحقاق الرئاسي .
وعن مدى خوفهم كحزب من حدوث الفراغ،
اعرب الصايغ عن تخوّفه على مستقبل لبنان وعلى النظام والمؤسسات لان من شأن تأجيل
الانتخابات الرئاسية تعطيل الحياة الديمقراطية، وقال: «نعمل بجهد لكي يتم الاستحقاق
في موعده، وبعد هذا التاريخ يكون هناك شغور في موقع الرئاسة، وبالتالي إذا لم يحصل
الاستحقاق فسندخل في مرحلة ضبابية وفراغ قاتل قد يوصل الى الانفجار الاقتصادي-
الاجتماعي ... والامني وارد ايضاً في حال وقع المحظور، لذا على المسيحيين ان يعوا
حقيقة ما سيجري، والحوار مطلوب بشدة في هذه المرحلة ومع كل مكوّنات الوطن، موضحاً
بأن أي اهتزاز للمكوّن السّني والشيعي لن يكون له ضوابط، وحين يغيب المكوّن
السياسي المسيحي سيصبح البلد مكشوفا وبالتالي لن يستطيع ان يقوم بدوره كصمّام امان
، وكل هذا يدعو الى عدم تسخيف الفراغ وسأل: «من سيُعطي أي أمر للجيش ومن سيُقرّر
الخطة الامنية، مما يستدعي إيجاد توافق لاننا سنصل حتماً الى المأزق، لذا نشدّد
على ضرورة الوعي لمعرفة كل ما ينتظرنا من مأسي لان الفراغ يقترب وقد ندخل في
المجهول، وكل هذا سينعكس على موقع الرئاسة والمسار الدستوري.
وختم: «لذا يسير الرئيس الجميّل على
خط الانقاذ لانه اثبت بأنه يتصّرف كزعيم وطني وليس كمرشح فئوي او رئيس حزب، بل
كمسؤول فاعل ابن الميثاق الوطني الذي يقوم بمبادرات للدولة وحتى مع الاشخاص الذي
لا يشاركهم الرأي السياسي، لان المهم بناء الوطن حتى مع الافرقاء الذين لا نتفق
معهم لان لبنان هو الاهم، مشيراً الى ان الرئيس الجميّل منفتح على الجميع وبقي في
أصعب الظروف على تواصل دائم ولم يقطع اتصالاته مع أي طرف، وهو متحرّر من اي قيد،
ولو لم يكن متحرّراً من كل القيود لما سار في تلك الجولة، واصفاً اياه بالمرشح
الطبيعي الذي ينتمي الى نادي رؤساء الجمهورية».
صونيا رزق
Source: addiyar
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire