ندوة سياسية في الرميلة حول مسيحيي الشوف
والكلمات اكدت انهم رئة الوطن ومصالحة الجبل امر استراتيجي
الوزير
د. الصايغ: ضرورة الذهاب الى أبعد من الوجود لتأكيد
الحضور المسيحي
(17-12-2013)
نظمت
"جمعية مار أنطونيوس الخيرية" في بلدة الرميلة في قاعة كنيسة مار أنطونيوس
الكبير، ندوة سياسية بعنوان "الشوف رسالة العيش المشترك، مسيحيو الشوف بين
الواقع والمرتجى"، حاضر فيها الوزير السابق الدكتور سليم الصايغ، أمين السر
العام في الحزب التقدمي الاشتراكي ظافر ناصر ورئيس تحرير جريدة النهار الزميل غسان
الحجار، وحضرها ممثل رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط وكيل داخلية
الحزب التقدمي الاشتراكي في اقليم الخروب الدكتور سليم السيد، ممثل وزير المهجرين
الدكتور جميل حوحو، ممثل النائب نعمة طعمة منير السيد، المحامي جوزف عيد ممثلا حزب
الكتائب، وليد ثابت ممثلا القوات اللبنانية، رئيس اتحاد بلديات اقليم الخروب
الجنوبي حسيب عيد، رئيس بلدية الرميلة جورج الخوري، الاب وليد الديك ممثلا المطران
ايلي الحداد، كاهن رعية الرميلة الاب مارون جحا، نائب الرئيس العام للرهبانية
المخلصية الارشمندريت انطوان ديب الاب عبدو رعد، وعدد من القضاة ورؤساء البلديات
والمخاتير والاباء وفاعليات وحشد من اهالي الرميلة والجوار.
استهلت الندوة بالنشيد الوطني، ثم تقديم من الزميل جهاد الابيض، ثم تحدث الزميل الحجار، فقال: "لا فرق بين مسيحيي الشوف او مسيحيي اي منطقة من لبنان، كل الذين تهجروا او هجروا او هجروا انفسهم احيانا وعادوا الى مناطقهم، هؤلاء هم الواقع وهم المرتجى. واقعنا اليوم مؤلم لغياب الدولة ومؤسساتها، مؤلم في قرى التهجير واللاعودة لان عودتنا خجولة وبطيئة، واقعنا مؤلم ولكنه ليس معدما، لان الواقع المسيحي المسيحي كان مؤلما، واليوم الواقع الاسلامي الاسلامي بين سنة وشيعة مؤلم اكثر بكثير من واقعنا، والفراغ يجب ان نعبئه، نحن شعب يحب ان يكبر مصيبته قليلا، وواقعنا ليس سيئا الى هذه الدرجة، لكن احيانا وضعنا سيء من ايدينا، لذلك هناك الكثير من الايجابيات لمصلحة المسيحيين في هذا البلد، وبخاصة تعايشهم مع الاخرين وهم حاجة لكل ضيعة ومكان انتشارهم، لذلك فهم رئة الوطن ودون رئة لا يمكننا العيش، وعلينا ان نعي اننا حاجة اساسية للوطن ولدورنا وان نقوم حضورنا".
اضاف: "لا يوجد تعايش او عيش مشترك اذا لم نكن مقتنعين بدورنا وهويتنا في البلد، نحن نعزل انفسنا في عدد من المناطق ونترك مناطقنا الواسعة والجميلة، لذلك فالعيش المشترك هو عندما نعي لاهمية دورنا وننفتح على الاخرين ولا نخاف من حضورنا في المناطق، لذلك يجب علينا ان نتجدد في منازلنا وجمعياتنا، وان نقبل بالاخر، والاعلام ليس جزيرة معزولة عن الناس، ويجب عليكم ان تحاسبوه لكي يستطيع المضي بالخط الافضل لمصلحة الناس، ونسعى دائما للتشجيع للعودة الى المناطق والعيش المشترك في لبنان".
ناصر
ثم تحدث ناصر فاستهل الندوة بأحد اقوال المعلم الشهيد كمال جنبلاط في العام 1956 فقال: "لبنان وجد ليكون بلد العقل والعقلانية في هذه البقعة من الشرق، ولنترك لسوانا ان يتلهى أو يجازف بلعب دور أسبارتا، فهو ليس دورنا في الواقع".
وسأل ناصر: "هل نستطيع اليوم ان نبقي على لبنان، بلد العقل والعقلانية؟ وهل نستطيع ان نتخذ كقوى سياسية لبنانية وكفرقاء لبنانيين ومواطنين، ان نتخذ القرار وان نملك الارادة الذاتية في ان نبقي لبنان بلد العقل والعقلانية؟ انه السؤال الكبير والسؤال التاريخي والمستقبلي".
وتناول واقع المسيحين في الشوف من خلال الواقع اللبناني، فرأى انه "لا يجد مشكلة للمسيحيين في الشوف تختلف عن مشكلتهم في غير الشوف، او عن مشكلة المسلمين في الشوف، أو في غير الشوف.ان الواقع واحد، والمرتجى واحد والأزمة واحدة تطاول كل اللبنانيين دون استثناء، واذا ما اخذنا التجربة الحديثة والواقع السياسي الحالي، لوجدنا ان المشكلة التي كانت في الماضي، مشكلة مسيحية - اسلامية، هي أتت في ما بعد وأصبحت مشكلة مسيحية - مسيحية، واليوم هي مشكلة إسلامية - إسلامية. وهذا يعود للتركيبة اللبنانية والواقع الذي لا يمكننا ان نتجاوزه، وللبنية الاجتماعية والطائفية والسياسية اللبنانية، التي لم نتجاوزها ولم نستطع تجاوزها، ومن غير المضمون ان نتجاوزها في المستقبل الى ما هو افضل واحسن".
وأضاف: "لا اقول هذا الكلام لأتجاهل او لأغض النظر عن وقائع تاريخية عشناها، سواء في الشوف او الجبل او في غير منطقة لبنانية، فالحقائق التاريخية لا يستطيع احد ان يلغيها، والواقع الذي كان مريرا في بعض حقباته، وكان حلوا وجميلا في حقبات اخرى، هي معطيات تاريخية لا يمكن لنا ان نتجاهلها، المطلوب ان نعتبر من التاريخ وان نستفيد منه، المطلوب ان نجعل من التاريخ دروسا للمستقبل. في ما يعنينا كحزب تقدمي اشتراكي وبإرادة وطنية وقرار وطني واضح وتاريخي للنائب وليد جنبلاط في مصالحة الجبل، اننا قرأنا ذلك بشكل واضح وبدون العودة الى الوراء على الاطلاق. وتوقف عند كلام النائب جنبلاط والبطريرك صفير خلال مصالحة الجبل في العام 2001 عبر التأكيد على التضامن والعيش المشترك وتضافر جهود اللبنانيين في المصارحة".
وأكد ناصر "نحن معنيون جميعا بالمصارحة والمجاهرة بالحقيقة التي تقودنا الى الخلاص"، مشددا على "ان ذلك لا يمكن ان يكون الا عبر الحوار والتفاعل"، مشيرا الى "ان اللقاء اليوم يشكل واحة من واحاته وحلقة من حلقاته التي يجب ان نكررها بشكل دائم ومستمر"، لافتا الى "ان ما نقوله اليوم ليس من باب الترف السياسي او الاعلامي او الخطابي بل نقوله فعل ايمان نتيجة تجارب الماضي ونتجية معايشتنا لوقائع مريرة عانينا منها جميعا"، مؤكدا انه "لا يمكن ان نعالج ازماتنا ومشاكلنا وخلافتنا الا من خلال الحوار والجلوس مع بعضنا البعض للوصول الى قواسم مشتركة"، موضحا "ان التجارب التاريخية اثبتت انه لا يمكن ان نبني مستقبل البلد من دونها والتي هي فعلا موجودة ولا نصتنعها او نخترعها"، مشيرا الى "ان الازمات والمشاكل تعني المواطن اللبناني كله ولا تعني المسيحيين دون المسلمين ولا تعني الشيعة دون السنة ولا تعني الموارنة دون الدروز".
وشدد على "ضرورة تكريس المصالحة وان تكون مفاعيلها سارية المفعول بشكل دائم عبر التعاطي معها بعيدا من الزواريب السياسية اليومية"، معتبرا "ان مصالحة الجبل هي اكبر من اي اتفاق سياسي او خلاف سياسي اليوم، وهي امر استراتيجي بالنسبة للجبل ولبنان"، داعيا القوى السياسية الى "فهم تلك المصالحة على هذا الاساس"، مؤكدا "ان ما من احد يستثنى من المصالحة"، مشيرا الى "ان المصالحة تمت مع الكنيسة المارونية التي تمثل الجميع"، مشددا على انها "مصالحة نهائية واستراتيجية"، مبديا استعداد الحزب التقدمي الاشتراكي لبحث "اي ثغرة تخص المصالحة". واعتبر انه "اذا اردنا بحث هذه الاشكالية في لبنان في ظل الواقع الذي نعيشه فالسبب يعود لعدة عوامل اساسية عجزنا عن تحقيها منها: عجزنا كلبنانيين عن بناء دولة ومؤسسات حقيقية تلامس وتعالج مشاكل المواطنين. عجزنا عن تكريس الحوار كوسيلة وحيدة لمعالجة مشاكلنا وخلافتنا السياسية وغير السياسية. تعودنا نتيجة عجزنا على ربط واقعنا الداخلي بشكل كامل اما بواقعنا الاقليمي او الواقع الدولي".
ورأى "ان ما نعيشه اليوم لا يبشر بالخير حيث الافق السياسي مسدود بشكل كامل والواقع السياسي مرهون بالازمة الاقليمية والواقع الدولي"، معتبرا "ان الواقع اللبناني يذهب من السيء الى الاسوأ الا اذا وجدت الارادات الداخلية بشكل كبير جدا، حيث يحتاج هذا الامر الى حراك وقرار واضح من القوى السياسية جميعا للخروج من هذه الازمة السياسية".
الصايغ
بدوره، قال الصايغ: "ان اول من قال بلبنان وطن الرسالة هم كمال جنبلاط وموريس الجميل وموسى الصدر، لبنان وطن الرسالة صدر من رحم المعاناة ومن مخيلة رجالات بلادنا الذين عرفوا ان لبنان لا يمكن ان يبقى هذا الواقع المنغرس بتناقضاته فقط، انما لبنان الحرية التي جمعتنا وجبلتنا وهي مسارنا لانه دون الحرية لا وجود لا للمسيحينن ولا لغيرهم في لبنان، لذلك هذا هو لبنان وطن الرسالة، رسالة القواسم المشتركة التي ما زلنا في لبنان نعيش على اساسها."
اضاف: "الوطن بمأزق اليوم ومفهوم الدولة بمأزق واللبنانيين جميعا بمأزق، ومن هنا اهمية هذا اللقاء، ولا خلاص امامنا الا باتفاقنا ووحدتنا، ان وجود المسيحيين قائم على اشكالية الارض وتنمية الشعب لتجذيره بأرضه وإيجاد وفرص عمل ملائمة له. إن علاقة المسيحي بالارض بعد انتهاء الحرب والمصالحة لا زالت مهددة، وهو الذي تعلق ودافع عن الامارة تاريخيا"، معتبرا "ان حل مشكلة النزوح بإتفاق ويكون كذلك بتنمية حقيقية من خلال دولة تقوم بمسؤولياتها لكي تثبت اهل القرى في قراهم لكي ننعش جبل لبنان، ومن الضروري اننا عندما نتكلم عن الوجود يجب ان نتكلم ان ايجاد فرص العمل وهذه اشكالية ليست على عاتق الحزب او الطائفة او المذهب، انما هي اشكالية وطنية."
وشدد الصايغ على ضرورة الذهاب الى أبعد من الوجود لتأكيد الحضور المسيحي في لبنان، وقال: "الحضور الفاعل بالوجود والدور كانسان متفاعل بالبيئة التي تعيش بها، وهذا الحضور يجب ان يتأمن بتفعيل اللامركزية الادارية، ومركزيا بتفعيل دور المسيحي داخل الدولة، فالمسيحي لا يثق بالدولة، هو يتحمل جزء من هذه المسؤولية انما المسؤولية الاكبر تقع على طريقة إدارة الشراكة منذ انتهاء الحرب"، واكد أن لا شيء يحمي المسيحي في الدولة الا رجالات سياسة على قدر المسؤولية، وهذا ما يعيد الاطمئنان بين المسيحي المنتظر شيئا من الدولة وبين الدولة التي نطرق على بابها دون اي جواب".
وقال: أن "ما حصل على صعيد المصلحة منذ العام 1990 حتى الان كان جيدا والفضل يعود الى المرجعيات السياسية والروحية، لكن كان بامكاننا القيام بالافضل والسبب ان المسيحي الذي اعتبر انه خسر الحرب لم يقاطع الانتخابات عام 1992 فحسب، إنما قرّر أن يقاطع الدولة كذلك.".
استهلت الندوة بالنشيد الوطني، ثم تقديم من الزميل جهاد الابيض، ثم تحدث الزميل الحجار، فقال: "لا فرق بين مسيحيي الشوف او مسيحيي اي منطقة من لبنان، كل الذين تهجروا او هجروا او هجروا انفسهم احيانا وعادوا الى مناطقهم، هؤلاء هم الواقع وهم المرتجى. واقعنا اليوم مؤلم لغياب الدولة ومؤسساتها، مؤلم في قرى التهجير واللاعودة لان عودتنا خجولة وبطيئة، واقعنا مؤلم ولكنه ليس معدما، لان الواقع المسيحي المسيحي كان مؤلما، واليوم الواقع الاسلامي الاسلامي بين سنة وشيعة مؤلم اكثر بكثير من واقعنا، والفراغ يجب ان نعبئه، نحن شعب يحب ان يكبر مصيبته قليلا، وواقعنا ليس سيئا الى هذه الدرجة، لكن احيانا وضعنا سيء من ايدينا، لذلك هناك الكثير من الايجابيات لمصلحة المسيحيين في هذا البلد، وبخاصة تعايشهم مع الاخرين وهم حاجة لكل ضيعة ومكان انتشارهم، لذلك فهم رئة الوطن ودون رئة لا يمكننا العيش، وعلينا ان نعي اننا حاجة اساسية للوطن ولدورنا وان نقوم حضورنا".
اضاف: "لا يوجد تعايش او عيش مشترك اذا لم نكن مقتنعين بدورنا وهويتنا في البلد، نحن نعزل انفسنا في عدد من المناطق ونترك مناطقنا الواسعة والجميلة، لذلك فالعيش المشترك هو عندما نعي لاهمية دورنا وننفتح على الاخرين ولا نخاف من حضورنا في المناطق، لذلك يجب علينا ان نتجدد في منازلنا وجمعياتنا، وان نقبل بالاخر، والاعلام ليس جزيرة معزولة عن الناس، ويجب عليكم ان تحاسبوه لكي يستطيع المضي بالخط الافضل لمصلحة الناس، ونسعى دائما للتشجيع للعودة الى المناطق والعيش المشترك في لبنان".
ناصر
ثم تحدث ناصر فاستهل الندوة بأحد اقوال المعلم الشهيد كمال جنبلاط في العام 1956 فقال: "لبنان وجد ليكون بلد العقل والعقلانية في هذه البقعة من الشرق، ولنترك لسوانا ان يتلهى أو يجازف بلعب دور أسبارتا، فهو ليس دورنا في الواقع".
وسأل ناصر: "هل نستطيع اليوم ان نبقي على لبنان، بلد العقل والعقلانية؟ وهل نستطيع ان نتخذ كقوى سياسية لبنانية وكفرقاء لبنانيين ومواطنين، ان نتخذ القرار وان نملك الارادة الذاتية في ان نبقي لبنان بلد العقل والعقلانية؟ انه السؤال الكبير والسؤال التاريخي والمستقبلي".
وتناول واقع المسيحين في الشوف من خلال الواقع اللبناني، فرأى انه "لا يجد مشكلة للمسيحيين في الشوف تختلف عن مشكلتهم في غير الشوف، او عن مشكلة المسلمين في الشوف، أو في غير الشوف.ان الواقع واحد، والمرتجى واحد والأزمة واحدة تطاول كل اللبنانيين دون استثناء، واذا ما اخذنا التجربة الحديثة والواقع السياسي الحالي، لوجدنا ان المشكلة التي كانت في الماضي، مشكلة مسيحية - اسلامية، هي أتت في ما بعد وأصبحت مشكلة مسيحية - مسيحية، واليوم هي مشكلة إسلامية - إسلامية. وهذا يعود للتركيبة اللبنانية والواقع الذي لا يمكننا ان نتجاوزه، وللبنية الاجتماعية والطائفية والسياسية اللبنانية، التي لم نتجاوزها ولم نستطع تجاوزها، ومن غير المضمون ان نتجاوزها في المستقبل الى ما هو افضل واحسن".
وأضاف: "لا اقول هذا الكلام لأتجاهل او لأغض النظر عن وقائع تاريخية عشناها، سواء في الشوف او الجبل او في غير منطقة لبنانية، فالحقائق التاريخية لا يستطيع احد ان يلغيها، والواقع الذي كان مريرا في بعض حقباته، وكان حلوا وجميلا في حقبات اخرى، هي معطيات تاريخية لا يمكن لنا ان نتجاهلها، المطلوب ان نعتبر من التاريخ وان نستفيد منه، المطلوب ان نجعل من التاريخ دروسا للمستقبل. في ما يعنينا كحزب تقدمي اشتراكي وبإرادة وطنية وقرار وطني واضح وتاريخي للنائب وليد جنبلاط في مصالحة الجبل، اننا قرأنا ذلك بشكل واضح وبدون العودة الى الوراء على الاطلاق. وتوقف عند كلام النائب جنبلاط والبطريرك صفير خلال مصالحة الجبل في العام 2001 عبر التأكيد على التضامن والعيش المشترك وتضافر جهود اللبنانيين في المصارحة".
وأكد ناصر "نحن معنيون جميعا بالمصارحة والمجاهرة بالحقيقة التي تقودنا الى الخلاص"، مشددا على "ان ذلك لا يمكن ان يكون الا عبر الحوار والتفاعل"، مشيرا الى "ان اللقاء اليوم يشكل واحة من واحاته وحلقة من حلقاته التي يجب ان نكررها بشكل دائم ومستمر"، لافتا الى "ان ما نقوله اليوم ليس من باب الترف السياسي او الاعلامي او الخطابي بل نقوله فعل ايمان نتيجة تجارب الماضي ونتجية معايشتنا لوقائع مريرة عانينا منها جميعا"، مؤكدا انه "لا يمكن ان نعالج ازماتنا ومشاكلنا وخلافتنا الا من خلال الحوار والجلوس مع بعضنا البعض للوصول الى قواسم مشتركة"، موضحا "ان التجارب التاريخية اثبتت انه لا يمكن ان نبني مستقبل البلد من دونها والتي هي فعلا موجودة ولا نصتنعها او نخترعها"، مشيرا الى "ان الازمات والمشاكل تعني المواطن اللبناني كله ولا تعني المسيحيين دون المسلمين ولا تعني الشيعة دون السنة ولا تعني الموارنة دون الدروز".
وشدد على "ضرورة تكريس المصالحة وان تكون مفاعيلها سارية المفعول بشكل دائم عبر التعاطي معها بعيدا من الزواريب السياسية اليومية"، معتبرا "ان مصالحة الجبل هي اكبر من اي اتفاق سياسي او خلاف سياسي اليوم، وهي امر استراتيجي بالنسبة للجبل ولبنان"، داعيا القوى السياسية الى "فهم تلك المصالحة على هذا الاساس"، مؤكدا "ان ما من احد يستثنى من المصالحة"، مشيرا الى "ان المصالحة تمت مع الكنيسة المارونية التي تمثل الجميع"، مشددا على انها "مصالحة نهائية واستراتيجية"، مبديا استعداد الحزب التقدمي الاشتراكي لبحث "اي ثغرة تخص المصالحة". واعتبر انه "اذا اردنا بحث هذه الاشكالية في لبنان في ظل الواقع الذي نعيشه فالسبب يعود لعدة عوامل اساسية عجزنا عن تحقيها منها: عجزنا كلبنانيين عن بناء دولة ومؤسسات حقيقية تلامس وتعالج مشاكل المواطنين. عجزنا عن تكريس الحوار كوسيلة وحيدة لمعالجة مشاكلنا وخلافتنا السياسية وغير السياسية. تعودنا نتيجة عجزنا على ربط واقعنا الداخلي بشكل كامل اما بواقعنا الاقليمي او الواقع الدولي".
ورأى "ان ما نعيشه اليوم لا يبشر بالخير حيث الافق السياسي مسدود بشكل كامل والواقع السياسي مرهون بالازمة الاقليمية والواقع الدولي"، معتبرا "ان الواقع اللبناني يذهب من السيء الى الاسوأ الا اذا وجدت الارادات الداخلية بشكل كبير جدا، حيث يحتاج هذا الامر الى حراك وقرار واضح من القوى السياسية جميعا للخروج من هذه الازمة السياسية".
الصايغ
بدوره، قال الصايغ: "ان اول من قال بلبنان وطن الرسالة هم كمال جنبلاط وموريس الجميل وموسى الصدر، لبنان وطن الرسالة صدر من رحم المعاناة ومن مخيلة رجالات بلادنا الذين عرفوا ان لبنان لا يمكن ان يبقى هذا الواقع المنغرس بتناقضاته فقط، انما لبنان الحرية التي جمعتنا وجبلتنا وهي مسارنا لانه دون الحرية لا وجود لا للمسيحينن ولا لغيرهم في لبنان، لذلك هذا هو لبنان وطن الرسالة، رسالة القواسم المشتركة التي ما زلنا في لبنان نعيش على اساسها."
اضاف: "الوطن بمأزق اليوم ومفهوم الدولة بمأزق واللبنانيين جميعا بمأزق، ومن هنا اهمية هذا اللقاء، ولا خلاص امامنا الا باتفاقنا ووحدتنا، ان وجود المسيحيين قائم على اشكالية الارض وتنمية الشعب لتجذيره بأرضه وإيجاد وفرص عمل ملائمة له. إن علاقة المسيحي بالارض بعد انتهاء الحرب والمصالحة لا زالت مهددة، وهو الذي تعلق ودافع عن الامارة تاريخيا"، معتبرا "ان حل مشكلة النزوح بإتفاق ويكون كذلك بتنمية حقيقية من خلال دولة تقوم بمسؤولياتها لكي تثبت اهل القرى في قراهم لكي ننعش جبل لبنان، ومن الضروري اننا عندما نتكلم عن الوجود يجب ان نتكلم ان ايجاد فرص العمل وهذه اشكالية ليست على عاتق الحزب او الطائفة او المذهب، انما هي اشكالية وطنية."
وشدد الصايغ على ضرورة الذهاب الى أبعد من الوجود لتأكيد الحضور المسيحي في لبنان، وقال: "الحضور الفاعل بالوجود والدور كانسان متفاعل بالبيئة التي تعيش بها، وهذا الحضور يجب ان يتأمن بتفعيل اللامركزية الادارية، ومركزيا بتفعيل دور المسيحي داخل الدولة، فالمسيحي لا يثق بالدولة، هو يتحمل جزء من هذه المسؤولية انما المسؤولية الاكبر تقع على طريقة إدارة الشراكة منذ انتهاء الحرب"، واكد أن لا شيء يحمي المسيحي في الدولة الا رجالات سياسة على قدر المسؤولية، وهذا ما يعيد الاطمئنان بين المسيحي المنتظر شيئا من الدولة وبين الدولة التي نطرق على بابها دون اي جواب".
وقال: أن "ما حصل على صعيد المصلحة منذ العام 1990 حتى الان كان جيدا والفضل يعود الى المرجعيات السياسية والروحية، لكن كان بامكاننا القيام بالافضل والسبب ان المسيحي الذي اعتبر انه خسر الحرب لم يقاطع الانتخابات عام 1992 فحسب، إنما قرّر أن يقاطع الدولة كذلك.".
هذه الدولة التي ضربت
زعماءهم الذين تعرضوا للنفي والسجن والإقصاء فأُخرجوا من المعادلة السياسية، فحصلت
المصالحة بين طرف ممثّل أفضل تمثيل وآخر من غير تمثيل.
وجاءت المصالحة
التاريخية بين الكاردينال صفير والوزير جنبلاط لتصحّح هذا الخطأ وتضع الأمور على
مسارها الصحيح. ولكن المصالحة هي عملية تراكمية توسعية تنتمي الى حركة التاريخ
وليست بنت لحظة زمنية فريدة.
وتابع الصايغ: "هناك قيادات عاشت الحرب واهمهم هو وليد جنبلاط والشيخ امين الجميل وطبعا هناك غيرهم، هؤلاء عاشوا تجربة الحرب ويعرفون كلفتها ، وهم مسؤولون اكثر من غيرهم لانهم يعرفون اكثر من غيرهم بان يحافظوا على السلم الاهلي وان نعيد بناء مشروع وطني على مستوى بيروت السلطة المركزية وان يحمي الناس ويطمئنها، منبها من قضية بيع الارض المخيفة لان هناك من يدخل الى منطقة الشوف بطريقة منهجية وراءها خطة سياسية كبيرة، وهذا سيشكل خطرا دائما على كل مكونات الشوف بكل طوائفهم، فطالب بتعميق الحوار بين أهل الشوف، ورصّ صفوف أبناء المنطقة الواحدة لكي تبقى قلب لبنان-الرسالة النابض. "
بعدها تم نقاش مع الحضور، ثم اختتمت الندوة بكلمة شكر لرئيسة جمعية مار انطونيوس ريتا بولس فتمنت ان يكون اللقاء "بداية المشوار نمشيه معا لنضيء امامنا طريق المستقبل نحو غد مشرق لهذه المنطقة عله نتمكن من تفكيك ما علق في نفوس بعض الناس من عقد الخوف التي خلفتها سنوات الحرب الأليمة التي عصفت بنا وبكل أجزاء الوطن."
______________________
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire