الوزير الصايغ مكرما المتطوعين: معاني التطوع اسمى المعاني الإجتماعية
11 كانون الأول 2009
كرمت وزارة الشؤون
الاجتماعية بالتعاون مع الاتحاد العربي للعمل التطوعي، عند الثالثة من بعد ظهر اليوم، متطوعي الوزارة والجمعيات المتعاونة معها الذين
شاركوا في النشاطات التطوعية
التي نفذتها الوزارة خلال العام 2009، برعاية الوزير الدكتور سليم الصايغ والامين العام للاتحاد الاستاذ يوسف الكاظم، في قاعة الدوحة
للمؤتمرات في بيت التمويل
العربي، في حضور المدير العام للوزارة بالانابة السيدة كورين عازار، المدير العام لبيت التمويل العام فؤاد
مطرجي، رؤساء وممثلي الجمعيات التطوعية.
والقى الوزير الصايغ كلمة قال فيها: "ايها المتطوعات، ايها المتطوعون، قبل ايام، وتحديدا في الخامس من الشهر الحالي احتفلت الدول باليوم العالمي للتطوع. وما لقاؤنا اليوم واياكم الا مشاركة منا والعالم كله في احياء هذه الذكرى. نلتقي اليوم لتكريم المتطوعين ال220 الموجودين بيننا، وتكريمهم هو التفاتة متواضعة امام عظمة عطائكم، وشهادات التقدير هذه هي اشارة لكم ولغيركم: فهي لكم، اولا، وانتم لا تنتظرون تقديرا او عرفانا لكي نقول لكم انكم القدوة لمجتمع رائد متعلق بالمفاهيم الانسانية والاخلاقية، مجتمع مصر على مواكبة الحداثة بكل تحدياتها. وهي لغيركم ايضا لكي يدركوا كل ابعاد معاني التطوع".
اضاف: "ذلك يعني العطاء، ان يعطي الانسان مما لديه وما ليس بحاجة اليه الى ما يحتاجه الاخرون. والعطاء هذا هو عمل يقوم بقرار شخصي حر ولغاية سامية تكمن في تقديم خدمة اجتماعية من دون مقابل. فالعطاء ينطلق من الانسان، وهو حاجة تنبع من الداخل، انها حاجة الانسان لكي يعطي ما عنده، انها التعبير الاسمى عن المحبة، والمحبة ترتقي بالانسان من حالة التوحش الى حالة التحضر. والعطاء هو كذلك حاجة اجتماعية، ومجتمعنا قد ادرك ان العمل التطوعي هو تعبير مشترك على ضرورة بناء الشبكة الاجتماعية لمواجهة كل اشكال التهميش والحرمان والفقر. انه منطقة العونة في مفهومنا اللبناني العميق للكلمة، والعمل المشترك الذي افتقدته البلاد لصالح الانانية والعمل الفردي والشرذمة".
تابع الوزير الصايغ: "ان خبرة الدولة في تصرفكم، كما ان اندفاعكم والروح التي تغذي عطاءكم هو في تصرف الناس. ان ابوابنا هي مشرعة لكم تماما كما هي قلوبكم مفتوحة لتلقف حاجات المجتمع ومعاناته. ان امكاناتنا كلها هي في متناولكم تماما كما هي سواعدكم حاضرة لتناول وتساعد وتحضن. انكم النموذج، وبميزاتكم الشخصية، وبروح الفريق التي تعززكم، وبالفرح الذي يشع ويؤاسي تماما كما الجدية التي تطمئن وتضمن. على هذه القواعد نلتقي اليوم لنكرم متطوعين من 30 جمعية تم اختيارها بعناية بالغة ووفق معايير مساهمتكم في العمل التطوعي لبناء مجتمع مدني سليم يوفر لاصحاب الحاجات ما عجز الاخرون عن توفيره لهم، على انه حق من دون منة من احد. فمن بينكم من ساهم في اعمال ونشاطات الصليب الاحمر، وفي مؤسسة "عامل" ومؤسسة "فريديريتش ايبرت" والحركة الاجتماعية وغيرها من المنظمات الاهلية".
وقال:"اعلم وتعلمون جميعا ان ميادين مساهمتكم كانت مرسومة سلفا، فقد عملتم دون كلل او ملل في انشطة مختلفة: رسم الجداريات التي زينت جدرانا ومواقع لافتة في اكثر من منطقة بعيدة عن العاصمة، ورش عمل تدريبية لتوعية الناس على اهمية واصول حل النزاعات سلما، المساهمة في الحياة الديموقراطية وقبول الاخر ومفهوم المواطنية الصحيحة. ساهمتم في اعمال التشجير في اكثر من منطقة للتعويض على ما تسبب به الاهمال واكلته النيران من ثروات حرجية في اكثر من منطقة من لبنان لاستعادة وجه لبنان الاخضر".
وختم قائلا: "تعلمون انها اعمال تنتظم في اطار برامج خططت لها ونفذتها ومولتها وزارة الشؤون الاجتماعية، وثمة من يقول ان هذا كله من صلب ومهام هذه الوزارة، فكيف لا، وفي عنوانها ما يكفي من مفاهيم العمل الاجتماعي والتثقيفي والانمائي. فهنيئا لكل من ابتدع واقترح، ساهم وخطط، عمل وانتهى الى ما انتهت اليه هذه البرامج. فلنشبك الايدي لكي نعود فنخترع شراكة حقيقية تجدد بفعل ايمان بنهائية لبنان وقدرة مجتمعه ووعي ابنائه، فنكون بذلك قد استحقينا عن جدارة الانتماء الى مشروع القيامة، قيامة وطن وشعب".
من جهته، القى رئيس دائرة العمل التطوعي في الوزارة محمد قدوح كلمة قال فيها: "نحتفل اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتطوع بتكريم الجمعيات التطوعية التي تميزت بمساهمتها الفعالة في تقديم الخدمات الانسانية، الصحية، الاجتماعية والتدريبية، والتي تميزت ايضا باخراج العمل التطوعي من الانتماءات الاجتماعية الثانوية الى المديين الوطني والانساني. ان اهتمام وزارة الشؤون الاجتماعية بالتطوع يعود الى اعتباره: الوسيلة الاهم في التدخل الاجتماعي المباشر الذي يهدف الى احداث تغيير في الاتجاهات والمواقف، ان ممارسة التطوع يؤدي الى تعزيز القيم التي ينضوي عليها مثل الحرية، التعاون، الانتماء، الحوار وقبول الاخر، ان التطوع وسيلة لاستقطاب طاقات الشباب وتوظيفها في جهود التنمية الاجتماعية".
اضاف: "ان اهمية التطوع على المستويين المجتمعي والفردي، تعود الى البعد الاجتماعي الذي يعطى له، والذي من المفترض ان يكون بعدا وطنيا وانسانيا، ونحن خلال الاعوام الماضية عملنا من اجل توفير فرص التلاقي والحوار بين الشباب اللبناني، وقدمنا مساهمات متواضعة في تنمية وعي ومهارات الشباب وتوظيف طاقاتهم في اطار عملية التنمية".
بعد عرض لنشاطات عام 2009، القت الانسة سابين نسيم كلمة المتطوعين، قالت فيها: "اديان، مفاهيم، اخلاق ودعوات للمحبة لا تعني شيئا الا اذا ما عجنت بالتطوع الذي يجسد ماهية الانسان روحا قبل الجسد، اذ علينا أنسنة الانسان وروحنة الحجر حتى تصبح الحياة حياة. فعلى مستواي الشخصي، تعلمت الحياة، الاختلاف، التنوع، بناء الذات، المسؤولية والعاطفة مع الاخر، كمسكنة المساكين وتواضع الفقراء وحتى شموخ الجبال وحنان الطبيعة. فليس كل انسان باستطاعته ان يكون متطوعا ودون مقابل مادي لان المقابل يكون زرع بسمة لطفل يتيم، لعجوز محتاجة لرعاية، لمريض بحاجة لعاطفة او لشاب بحاجة لامل".
اضافت: "التطوع لا يعني فقط مجانية الاداء، فهو اثمن من ذلك بكثير، هو يجمع ويجسد الوحدة الوطنية والمواطنية والاتحاد، وهو ليس دورا بل حياه، هو لا يسال عن لون او مذهب، لا طائفة له، لا بحث عن انتماء سياسي، انه يقدم ذاته ليعطي، ليعطي الفرح، فرح الانسان وحقه وواجبه".
وقالت: "معالي الوزير، ها هو درع الوطن وسياجه، هات يدك وبارك جهود المعنيين والقيمين، ولا تستسهل هذا التحدي. فنحن جاهزون قلبا وقالبا، عملا وحبا. فلبنان يستحق ان يبقى طائر الفينيق ويستحق الحياة. بتحب لبنان حب صناعتو، ونحن بنقول بتحب لبنان حب شبابو. نحن النواة الاساسية التي منها ينطلق تطور المجتمع، مجتمع راق بافكاره، حضاري بسلوكه ومثمر بافعاله، فشباب اليوم رجال الغد، والعمل هو الذي ينشلنا من الفردية، من الانا والانانية".
والقى الكاظم كلمة قال فيها: "ان الاتحاد العربي للعمل التطوعي يسعى دائما لنشر ثقافة العمل التطوعي والتوعية بها وغرس قيمها بين الناس في كافة الدول العربية، وهي ثقافة مستمدة من كافة الاديان السماوية التي دعت الى التكاتف والتآزر والتعاضد يدا واحدة من اجل مصلحة متكاملة للانسانية. وتقوى او تضعف هذه الثقافة الهامة حسب اهتمام الشعوب وترابطها وحبها للتراب، خصوصا في هذه الفترة التي تمر فيها الدول العربية بالعديد من الازمات السياسية التي ظلت تلقي بتبعاتها على الاوضاع الاجتماعية، ونتج عنها الحروب، وساهم في ذلك الاستهداف الواضح للأمة العربية من بعض قوى الشر التي انتشرت في العالم ولم تسلم منها دولة لبنان الشقيقة، ولكنها وبقوة ابنائها عادت اقوى مما كانت".
اضاف: "تستمر احتفالات العالم منذ الخامس من ديسمبر 2009 باليوم العالمي للعمل التطوعي، وهي مناسبة طيبة لشحذ الهمم واعمال الفكر العربي بصورة حضارية لتحفيز الشباب العربي للعمل بكل طاقاته لرأب الصدع، والعمل يدا واحدة من اجل التعافي وبناء الامة، والاستفادة من الخبرات العربية في مجال العمل التطوعي. واذ نجتمع اليوم لتكريم الناشطين في مجالات العمل التطوعي نجدها فرصة طيبة لحفز الهمم والعمل بكل فاعلية من اجل مستقبل واعد بالخير والعطاء".
وفي الختام، وزع الوزير الصايغ والكاظم وعازار شهادات التقدير على المتطوعين، كما قلد الوزير الصايغ المدير العام لبيت التمويل العربي يوسف الكاظم لدعمه هكذا نشاطات.
والقى الوزير الصايغ كلمة قال فيها: "ايها المتطوعات، ايها المتطوعون، قبل ايام، وتحديدا في الخامس من الشهر الحالي احتفلت الدول باليوم العالمي للتطوع. وما لقاؤنا اليوم واياكم الا مشاركة منا والعالم كله في احياء هذه الذكرى. نلتقي اليوم لتكريم المتطوعين ال220 الموجودين بيننا، وتكريمهم هو التفاتة متواضعة امام عظمة عطائكم، وشهادات التقدير هذه هي اشارة لكم ولغيركم: فهي لكم، اولا، وانتم لا تنتظرون تقديرا او عرفانا لكي نقول لكم انكم القدوة لمجتمع رائد متعلق بالمفاهيم الانسانية والاخلاقية، مجتمع مصر على مواكبة الحداثة بكل تحدياتها. وهي لغيركم ايضا لكي يدركوا كل ابعاد معاني التطوع".
اضاف: "ذلك يعني العطاء، ان يعطي الانسان مما لديه وما ليس بحاجة اليه الى ما يحتاجه الاخرون. والعطاء هذا هو عمل يقوم بقرار شخصي حر ولغاية سامية تكمن في تقديم خدمة اجتماعية من دون مقابل. فالعطاء ينطلق من الانسان، وهو حاجة تنبع من الداخل، انها حاجة الانسان لكي يعطي ما عنده، انها التعبير الاسمى عن المحبة، والمحبة ترتقي بالانسان من حالة التوحش الى حالة التحضر. والعطاء هو كذلك حاجة اجتماعية، ومجتمعنا قد ادرك ان العمل التطوعي هو تعبير مشترك على ضرورة بناء الشبكة الاجتماعية لمواجهة كل اشكال التهميش والحرمان والفقر. انه منطقة العونة في مفهومنا اللبناني العميق للكلمة، والعمل المشترك الذي افتقدته البلاد لصالح الانانية والعمل الفردي والشرذمة".
تابع الوزير الصايغ: "ان خبرة الدولة في تصرفكم، كما ان اندفاعكم والروح التي تغذي عطاءكم هو في تصرف الناس. ان ابوابنا هي مشرعة لكم تماما كما هي قلوبكم مفتوحة لتلقف حاجات المجتمع ومعاناته. ان امكاناتنا كلها هي في متناولكم تماما كما هي سواعدكم حاضرة لتناول وتساعد وتحضن. انكم النموذج، وبميزاتكم الشخصية، وبروح الفريق التي تعززكم، وبالفرح الذي يشع ويؤاسي تماما كما الجدية التي تطمئن وتضمن. على هذه القواعد نلتقي اليوم لنكرم متطوعين من 30 جمعية تم اختيارها بعناية بالغة ووفق معايير مساهمتكم في العمل التطوعي لبناء مجتمع مدني سليم يوفر لاصحاب الحاجات ما عجز الاخرون عن توفيره لهم، على انه حق من دون منة من احد. فمن بينكم من ساهم في اعمال ونشاطات الصليب الاحمر، وفي مؤسسة "عامل" ومؤسسة "فريديريتش ايبرت" والحركة الاجتماعية وغيرها من المنظمات الاهلية".
وقال:"اعلم وتعلمون جميعا ان ميادين مساهمتكم كانت مرسومة سلفا، فقد عملتم دون كلل او ملل في انشطة مختلفة: رسم الجداريات التي زينت جدرانا ومواقع لافتة في اكثر من منطقة بعيدة عن العاصمة، ورش عمل تدريبية لتوعية الناس على اهمية واصول حل النزاعات سلما، المساهمة في الحياة الديموقراطية وقبول الاخر ومفهوم المواطنية الصحيحة. ساهمتم في اعمال التشجير في اكثر من منطقة للتعويض على ما تسبب به الاهمال واكلته النيران من ثروات حرجية في اكثر من منطقة من لبنان لاستعادة وجه لبنان الاخضر".
وختم قائلا: "تعلمون انها اعمال تنتظم في اطار برامج خططت لها ونفذتها ومولتها وزارة الشؤون الاجتماعية، وثمة من يقول ان هذا كله من صلب ومهام هذه الوزارة، فكيف لا، وفي عنوانها ما يكفي من مفاهيم العمل الاجتماعي والتثقيفي والانمائي. فهنيئا لكل من ابتدع واقترح، ساهم وخطط، عمل وانتهى الى ما انتهت اليه هذه البرامج. فلنشبك الايدي لكي نعود فنخترع شراكة حقيقية تجدد بفعل ايمان بنهائية لبنان وقدرة مجتمعه ووعي ابنائه، فنكون بذلك قد استحقينا عن جدارة الانتماء الى مشروع القيامة، قيامة وطن وشعب".
من جهته، القى رئيس دائرة العمل التطوعي في الوزارة محمد قدوح كلمة قال فيها: "نحتفل اليوم بمناسبة اليوم العالمي للتطوع بتكريم الجمعيات التطوعية التي تميزت بمساهمتها الفعالة في تقديم الخدمات الانسانية، الصحية، الاجتماعية والتدريبية، والتي تميزت ايضا باخراج العمل التطوعي من الانتماءات الاجتماعية الثانوية الى المديين الوطني والانساني. ان اهتمام وزارة الشؤون الاجتماعية بالتطوع يعود الى اعتباره: الوسيلة الاهم في التدخل الاجتماعي المباشر الذي يهدف الى احداث تغيير في الاتجاهات والمواقف، ان ممارسة التطوع يؤدي الى تعزيز القيم التي ينضوي عليها مثل الحرية، التعاون، الانتماء، الحوار وقبول الاخر، ان التطوع وسيلة لاستقطاب طاقات الشباب وتوظيفها في جهود التنمية الاجتماعية".
اضاف: "ان اهمية التطوع على المستويين المجتمعي والفردي، تعود الى البعد الاجتماعي الذي يعطى له، والذي من المفترض ان يكون بعدا وطنيا وانسانيا، ونحن خلال الاعوام الماضية عملنا من اجل توفير فرص التلاقي والحوار بين الشباب اللبناني، وقدمنا مساهمات متواضعة في تنمية وعي ومهارات الشباب وتوظيف طاقاتهم في اطار عملية التنمية".
بعد عرض لنشاطات عام 2009، القت الانسة سابين نسيم كلمة المتطوعين، قالت فيها: "اديان، مفاهيم، اخلاق ودعوات للمحبة لا تعني شيئا الا اذا ما عجنت بالتطوع الذي يجسد ماهية الانسان روحا قبل الجسد، اذ علينا أنسنة الانسان وروحنة الحجر حتى تصبح الحياة حياة. فعلى مستواي الشخصي، تعلمت الحياة، الاختلاف، التنوع، بناء الذات، المسؤولية والعاطفة مع الاخر، كمسكنة المساكين وتواضع الفقراء وحتى شموخ الجبال وحنان الطبيعة. فليس كل انسان باستطاعته ان يكون متطوعا ودون مقابل مادي لان المقابل يكون زرع بسمة لطفل يتيم، لعجوز محتاجة لرعاية، لمريض بحاجة لعاطفة او لشاب بحاجة لامل".
اضافت: "التطوع لا يعني فقط مجانية الاداء، فهو اثمن من ذلك بكثير، هو يجمع ويجسد الوحدة الوطنية والمواطنية والاتحاد، وهو ليس دورا بل حياه، هو لا يسال عن لون او مذهب، لا طائفة له، لا بحث عن انتماء سياسي، انه يقدم ذاته ليعطي، ليعطي الفرح، فرح الانسان وحقه وواجبه".
وقالت: "معالي الوزير، ها هو درع الوطن وسياجه، هات يدك وبارك جهود المعنيين والقيمين، ولا تستسهل هذا التحدي. فنحن جاهزون قلبا وقالبا، عملا وحبا. فلبنان يستحق ان يبقى طائر الفينيق ويستحق الحياة. بتحب لبنان حب صناعتو، ونحن بنقول بتحب لبنان حب شبابو. نحن النواة الاساسية التي منها ينطلق تطور المجتمع، مجتمع راق بافكاره، حضاري بسلوكه ومثمر بافعاله، فشباب اليوم رجال الغد، والعمل هو الذي ينشلنا من الفردية، من الانا والانانية".
والقى الكاظم كلمة قال فيها: "ان الاتحاد العربي للعمل التطوعي يسعى دائما لنشر ثقافة العمل التطوعي والتوعية بها وغرس قيمها بين الناس في كافة الدول العربية، وهي ثقافة مستمدة من كافة الاديان السماوية التي دعت الى التكاتف والتآزر والتعاضد يدا واحدة من اجل مصلحة متكاملة للانسانية. وتقوى او تضعف هذه الثقافة الهامة حسب اهتمام الشعوب وترابطها وحبها للتراب، خصوصا في هذه الفترة التي تمر فيها الدول العربية بالعديد من الازمات السياسية التي ظلت تلقي بتبعاتها على الاوضاع الاجتماعية، ونتج عنها الحروب، وساهم في ذلك الاستهداف الواضح للأمة العربية من بعض قوى الشر التي انتشرت في العالم ولم تسلم منها دولة لبنان الشقيقة، ولكنها وبقوة ابنائها عادت اقوى مما كانت".
اضاف: "تستمر احتفالات العالم منذ الخامس من ديسمبر 2009 باليوم العالمي للعمل التطوعي، وهي مناسبة طيبة لشحذ الهمم واعمال الفكر العربي بصورة حضارية لتحفيز الشباب العربي للعمل بكل طاقاته لرأب الصدع، والعمل يدا واحدة من اجل التعافي وبناء الامة، والاستفادة من الخبرات العربية في مجال العمل التطوعي. واذ نجتمع اليوم لتكريم الناشطين في مجالات العمل التطوعي نجدها فرصة طيبة لحفز الهمم والعمل بكل فاعلية من اجل مستقبل واعد بالخير والعطاء".
وفي الختام، وزع الوزير الصايغ والكاظم وعازار شهادات التقدير على المتطوعين، كما قلد الوزير الصايغ المدير العام لبيت التمويل العربي يوسف الكاظم لدعمه هكذا نشاطات.
كلمة وزير الشؤون الإجتماعية الدكتور
سليم الصايغ
في حفل تكريم المتطوعين – مقر بنك
التمويل الإسلامي
الجمعة 11 كانون الأول 2009
ايها
الحفل الكريم
ايتها
المتطوعات والمتطوعين
قبل
ان نلتقي بعد ظهر هذا اليوم لتكريم المتطوعين الـ 220 الموجودين بيننا، ومنحهم شهادات التقدير تجدر الإشارة الى ان العالم بأسره احتفل باليوم
العالمي للتطوع قبل ايام وتحديدا في الخامس من الشهر الجاري. ولبنان من هذا العالم
يحتفل معه ويصر على البقاء فيه يواكب احداثه ويعتنق مفاهيمه الإنسانية والأخلاقية.
وفي
مفهومنا، وبالمفهوم العالمي للتطوع، وباللغة العربية، نقول ان التطوع يعني، ان
يعطي الفرد مما لديه وما ليس بحاجة اليه الى ما يحتاجه الآخرون. وهو عمل يقدم عليه
الفرد بقرار شخصي حر، ولغاية سامية تكمن في تقديم خدمة إجتماعية من دون مقابل.
والعمل
التطوعي ايها السادة ينطوي على مجموعة من القيم الإنسانية والإجتماعية التي تميز
المجتمعات الراقية ولا اشك ان مجتمعنا اللبناني بعيدا عن مفاهيمها، وإن احتجنا
اليها سنكون مستعدين للعمل على توفيرها، الا تجمعون معي ايتها المتطوعات والمتطوعين
ان من هذه القيم التي اشرنا اليها: الحرية، تأكيد الإنتماء الى مجتمع يحتاج الى
خبراتنا والتعاون من اجل اعلاء شأنه وقبول الآخر وتفهم حاجاته. فنفرح لفرحه ونحزن
لحزنه ونلبي حاجة ما لمحتاج.
لن
اطيل الكلام في مفهوم التطوع ونبل دور المتطوعين فالنموذج ماثل امامي في كل فرد
منكم على ما نوى، وما فعل، وما انجز وما حقق وهو فخور بذلك، فلكم التهنئة بهذا
التكريم لأنكم تستحقونه عن جدارة لا يمكن لأحد ان يتجاهلها.
على
هذه القواعد نلتقي اليوم، من مجالات واختصاصات مختلفة محلية، اقليمية ودولية،
لنكرم متطوعين من 30 جمعية تم اختيارها بعناية بالغة ووفق معايير مساهمتكم في
العمل التطوعي لبناء مجتمع مدني سليم يوفر لأصحاب الحاجات ما عجز الآخرون عن
توفيره لهم، على انه حق من دون منة من أحد. فمن بينكم من ساهم في أعمال ونشاطات
الصليب الأحمر، وفي مؤسسة عامل، ومؤسسة فريديريتش ايبرت والحركة الإجتماعية وغيرها
من المنظمات الأهلية.
اعلم
وتعلمون جميعا ان ميادين مساهمتكم كانت مرسومة سلفا، فقد عملتم دون كلل او ملل في
انشطة مختلفة اعددها بسرعة:
عملتم
في رسم الجداريات التي زينت جدرانا ومواقع لافتة في اكثر من منطقة بعيدة من
العاصمة.
وعملتم
في ورش عمل تدريبية لتوعية الناس على اهمية واصول حل النزاعات سلما، والمساهمة في
الحياة الديمقراطية وقبول الآخر ومفهوم المواطنية الصحيحة.
وساهمتم
في اعمال التشجير في اكثر من منطقة للتعويض على ما تسبب به الإهمال واكلته النيران
من ثروات حرجية في اكثر من منطقة من لبنان لإستعادة وجه لبنان الأخضر.
ايها
السادة، تعلمون انها اعمال تنتظم في إطار برامج خططت لها ونفذتها ومولتها وزارة
الشؤون الإجتماعية، وثمة من يقول ان هذا كله من صلب ومهام هذه الوزارة، فكيف لا، وفي عنوانها ما يكفي من مفاهيم العمل
الإجتماعي والتثقيفي والإنمائي. فهنيئا لكل من ابتدع واقترح، ساهم وخطط، عمل
وانتهى الى ما انتهت اليه هذه البرامج.
ايها
الأصدقاء تعلمون وتقدرون حاجة لبنان الى منطق العونة في مفهومنا اللبناني العميق
للكلمة والعمل المشترك الذي افتقدته البلاد التي كانت تنحو في وقت من الأوقات الى
المزيد من الشرذمة والنزعة الى العمل الفردي، ولم ارى في حياتي العملية من شجع على
ذلك، إلا ما ندر، وقد تكون الظروف قد املت وقادت البعض الى ما قام به.
لكنني
اليوم بينكم، لأعيد التأكيد ولأشجع على كل انواع التطوع والعمل الجماعي فلبنان
يحتاج الى كل ابنائه، ولا يصدقن احد ان بقدرته السير وحيدا ليقرر وينفذ ما يشاء
نيابة عن كل لبنان، فقد علمتنا التجارب ان الخطأ لا يداوى بالخطأ، وان مقولة
التاريخ يعيد نفسه بالمعنى السلبي ليست صحيحة. فالتاريخ يعيد نفسه عندما لا نفهم
امثولة التاريخ، وما قال لنا الحدث بحد ذاته. وإذا تعاطينا مع التاريخ بمفاهيم
صحيحة، يعني اننا تبلغنا الرسالة الحقيقية، وعندها، فمرحبا بالتاريخ يعيد نفسه،
وفي كل لحظة.
عشتم
وعاش لبنان
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire