المجلس
الأعلى للطفولة احتفل بذكرى "الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل"
الوزير الصايغ: المقترحات الخاصة بالاتفاقية الدولية ستدرج في البيان الوزاري
قضية حقوق الإنسان لا مناطق فيها ولا أديان أو لغات أو أوطان بل هي حقوق عالمية
مخايل: نريد حكومة تتوحد حول قضايا الناس وتفسر التزامها بالطفولة سياسات واضحة
19 ت 2 2009....... احتفل المجلس الأعلى للطفولة - وزارة الشؤون الإجتماعية عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، بالذكرى العشرين لاعتماد الإتفاقية الدولية لحقوق الطفل، في قصر الأونيسكو، في حضور وزير الشؤون الإجتماعية الدكتور سليم الصايغ، وزيرة الدولة منى عفيش الشويري، عبير علي ممثلة وزير الخارجية علي الشامي، سامر شمس الدين ممثلا وزير البيئة محمد رحال، رئيسة لجنة حقوق المرأة والطفل النائبة جيلبيرت زوين، النائب عماد الحوت، الامين العام للمجلس الأعلى للطفولة الدكتور ايلي مخايل، النقيب نادر ابي نادر ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، المديرة العامة لوزارةالشؤون بالإنابة كورين عازار، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، ممثل منظمة "اليونسيف" في لبنان راي توروس، وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية.
بعد أن قدم المخرج والممثل طلال ألجردي الاحتفال، عزفت موسيقى النشيد الوطني، القى بعدها الدكتور مخايل كلمة قال فيها: "على اسم الطفولة نلتقي، نحتفل معهم بعيدهم نتحلق من حولهم أصحاب قرار وممثلي جمعيات أهلية ومهنيون واختصاصيون لنؤكد وفاءنا لقضيتهم ولنتعاهد على الاستمرار في العمل من اجلهم. أهلا بكم انتم شركاء المجلس الأعلى للطفولة أفرادا ومؤسسات، انتم الذين لم تبخلوا في العطاء والعمل وتلبية النداء، انتم الذين بحكم مشاركتكم في أنشطة وبرامج المجلس الأعلى للطفولة أصبحتم على معرفة بواقع الطفولة في لبنان وحجم التحديات".
أضاف: "في هذه الذكرى المحطة نقف وقفة مع الذات والضمير لنراجع ونسأل ونقيم، هل أنجزنا وماذا أنجزنا ولماذا لم ننجز كل ما طمحنا اليه. نحن ندرك عمق المشكلات والصعوبات المستحكمة في بيئتنا السياسية والاجتماعية والإدارية. نحن معكم ندرك اننا افتقدنا الى قيادة سياسية لمشروعنا المجتمعي، نحن معكم ندرك ان الخلافات والنزاعات والصعوبات المالية والاقتصادية وتراجع دور الدولة الناظم والمراقب كلها عوامل لم توفر لنا مناخا مناسبا لكي نحقق لأطفال لبنان المكتسبات التي يستحقون. ولكننا اليوم مع بداية عهد جديد نستبشر خيرا في وزير شاب ملتزم واع لأولوية قضايا الطفولة على رأس المجلس الأعلى للطفولة لقيادة العمل الاجتماعي. حكومة وحدة وطنية نريدها أن تتوحد حول قضايا الناس وأن تفسر التزامها بالطفولة قوانين وميزانية مناسبة وسياسات واضحة. ثمة دلائل تسمح لنا بتوقع أداء مختلف، وزيرة جديدة تخرج من قافلة المناضلين تسمح لنا في المجلس الأعلى للطفولة عنيت الأستاذة منى عفيش الشويري".
وتابع: "وزير للشؤون الاجتماعية يعلن في اليوم الأول من تسلمه مهامه عزمه على رسم عقد اجتماعي جديد عنوانه الإنسان وللطفولة فيه المكانة التي تستحق. وسيدة أولى تعلن عن استعدادها لرعاية ومساندة كل مبادرة هدفها النهوض بوضع الأطفال وهي غدا تستقبل وفدا ممثلا عنهم لتحاوره في الهواجس والتطلعات والأحلام. انها علامات مضيئة تبعث على الأمل بأن يعود العيد في السنة المقبلة وحال الطفولة في لبنان أفضل".
وارفد: "ولا يسعني أيضا إلا ان أشكر مدير قصر الأونيسكو الأستاذ أنطوان حرب الذي فتح قلبه للطفولة وشرع أبواب هذا الصرح لكل مؤتمر او نشاط يجمعهم، والى المخرج الأستاذ نعمة بدوي والى المخرج طلال جردي والممثلة ندى ابو فرحات الذين لم يترددوا لحظة في مشاركتنا هذه المناسبة لأن الفن بما يختزن من مشاعر إنسانية هو صديق الأطفال ونصير قضاياهم".
وختم: "حقوق الطفل مسؤولية مجتمع، وشعب ودولة يتعاقدون في ما بينهم على خير الطفولة، وعلى العمل متحدين متضامنين من اجل الوصول الى انتفاع الأطفال كل الأطفال بكافة حقوقهم كل الحقوق".
توروس
ثم القى توروس كلمة سأل فيها: "ماذا قدمنا للأطفال؟ هل قدمنا كل الجهود اللازمة لهم؟ هناك العديد من الأطفال لا يذهبون الى المدرسة، لديهم مشاكل لم تمكنهم من إكمال دراستهم، لذلك أقول اننا سنعمل كل ما بوسعنا من اجل اطفال لبنان وتحسين حياتهم".
الوزير الصايغ
والقى الوزير الصايغ كلمة قال فيها: "سأتحدث بلغة يفهمها الأطفال، لأن الأطفال هم الموضوع الأساسي لاجتماعنا، هذا اللقاء مهم جدا، أريد منكم يا أطفال ان تسمعوني، فأنا معتاد على الحديث مع الأطفال، لأنه عندي اولاد من أعماركم، وأؤكد ان هذا اللقاء مهم جدا، نجتمع اليوم لنتحدث عنكم وان شاء الله قريبا نتحدث معكم، وبالنتيجة كل عمل نقوم به هو من اجلكم، أحب ان أقول لكم كم نحن مقصرين، نحن يعني عالم الكبار، المسؤولين، العائلة، الحكومة، السياسيين، كل أركان المجتمع الذي تنتمون اليه والذي يحضر نفسه ويجب ان يحضر نفسه لكي يستقبلكم فيه كأعضاء فاعلين، قادرين تتفاعلوا معه، وتكبروا حجم الإنسان في هذا المجتمع، من السهل في لقاءات كهذه أن نقول كم هي الدولة مقصرة، وأكيد هي مقصرة، منذ 20 عاما يوجد معاهدة دولية لحقوق الطفل، دول تجتمع مع بعضها ويقررون كم يجب أن يكون هناك حقوق للأطفال، وبالنتيجة لبنان يجب ان يأخذ هذه الإتفاقية وينفذها، أي ان تتحول الى قانوني لبناني، وهذا القانون يتحول لاحقا الى سلسلة تدابير داخلية لن أدخل فيها الآن، كي تصل الى الطفل حقوقه أينما كان، في البيت أو المدرسة أو في الشارع أم في الحديقة التي يلعب فيها، في كل انحاء محيطه نبدأ بالإعلام، بالتلفزيون، البرامج، او في برامج الكومبيوتر التي يجب ان تكون قريبة منه وموضوعة في متناوله، وبهذه المناسبة أحيي شركة "ميكروسوفت" الموجودة معنا والشريكة لهذا اليوم ولعدة برامج يقوم بها المجلس الأعلى للطفولة".
وتوجه الى الأطفال قائلا: "يجب ان نعمل من أجل حقوقكم، وكأننا نعطيكم إياها، لتصبح واقعا اجتماعيا، أي انها تخرج من داخل المجتمع اللبناني، لا ان تكون موجودة وكأنها مستوردة من الخارج، البعض يقول ان واقع مجتمعنا مختلف، ولبنان له ظروفه، وكل منطقة لها ظروفها، أكرر انه في قضية حقوق الإنسان لا يوجد مناطق، لا يوجد أديان، أو لغات، أو أعراق، أو أوطان، حقوق الإنسان هي حقوق عالمية، وهذه الحقوق تخرج من عندنا، لأننا نطالب بها ايضا، وتجعل الإنسان عندنا يتطور وينمو على الطريق الصحيح، ليس فقط من خلال منظار منطقة أو منظار البيئة التي ننتمي اليها ان كانت جامعة أو مدرسة أو بيت او طائفة أو حزب أو اي فئة ينتمي اليها. دوري هنا كوزير ليس ان أتحدث عن مشاكلكم، ولكن دورنا كحكومة نبدأ بالعمل معكم، مع المجتمع المدني لإيجاد الطريقة التي نعالج بها هذا التقصير الذي يواجهكم، من هنا أقول انه يجب أن نعالج هذه المسائل فورا".
أضاف: "قبل دخولي الى هذا الإجتماع كنت أتحدث مع الوزير المكلف بصياغة البيان الوزاري، وتعهد لي على الهاتف ان المقاطع التي اقترحناها نحن بالنسبة للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وانه من الضرورة أن تترجم تشريعا في لبنان، تعهد لي ان هذه المقاطع ستكون موجودة في البيان الوزاري. هذا إنجاز لكنه لا يعني انه اصبح واقعا، بل معناه اننا نعطي مؤشرا قويا، الكبار يتحملون مسؤوليتهم، أقول لكم ان هذا ما سنقوم به، وأطلب منكم أنتم يا أطفال ان تحاسبونا وتسألونا ماذا فعلنا في هذا الموضوع، بعد ستة أشهر أو بعد سنة، قولوا لنا، قولوا لأهلكم للجمعيات التي تعملون فيها، أظهروا على وسائل الإعلام، أسألوا نوابكم، اسألوا الحكومة وقولوا لهم: ماذا فعلتم في هذه القضية؟ أين اصبح الموضوع الذي أخبرنا عنه الوزير منذ ستة أشهر أو من سنة؟ بهذه الطريقة نكون نربي مجتمعا صالحا، نربي فكرا واعيا، يجب ان تعوا حقوقكم، الكبار يجب ان يعوا حقوق الأطفال ايضا، المعالجة الفورية تكون من خلال الوعي، بالتحريض على الخبر، من المهم ان نعرف ايضا، نعرف الموضوع تقنيا، نعرف عن ماذا نتحدث، وهنا أنا أكيد ان دوركم كمجتمع أهلي أن تعرفوا الناس، ليس ان نخلط المصطلحات ولا نخلط المفاهيم ببعضها، نعرف من أين يجب أن نبدأ، ليس ان المجتمع الدولي يحب. هكذا نعمل له برنامجا كما يحبه هو من اجل أن يعطينا مساعدات اكثر، يجب ان نقول عن قناعة ماذا نريد نحن؟ علينا ان نحدد أولوياتنا الوطنية نحن، اليوم كان عندي اجتماع مع بعض المنظمات الدولية، وقلت لهم نحن نريد هذا الأمر ماذا يمكنكم ان تساعدونا؟ يجب ان نقلب المعادلة لأنني استنتجت من التجارب الماضية اننا كنا نلون أنفسنا بالألوان التي يحبون هم ان نلبسها، نحن عندنا لون، لون مجتمعنا اللبناني، لون عنفواننا اللبناني، لون حاجاتنا اللبنانية، لتبقى هي الوحيدة ملبسنا، عندها وعلى هذا الأساس من يحب أن يساعدنا فأهلا وسهلا به".
وتابع الوزير الصايغ: "المعرفة والكتب التي تتعلمون فيها والشهادات التي ستنالونها بإذن الله ستجعل منكم مواطنين مسؤولين، المعرفة تولد المسؤولية، لا يمكننا القول اني أعرف ولكن لا يخصني الأمر، عندما تعرف معناه انه خصك، معناها انه يجب ان تشارك في مجتمعك، مع اخوتك واهلك وتكون عنصرا فاعلا. أوجه هذا الكلام لكم، لكن كم تعرفون اني اوجه الكلام من خلالكم الى الأكبر منكم كي يسمعون جيدا، لأنه اليوم لا يمكننا ان نولد مجتمع المعرفة والثورة المعرفية، التي بدأ فيها الكومبيوتر والأنترنت منذ عدة سنوات، هذه يجب الا تبقى معرفة تقنية فقط، ليست لعبة، المعرفة تولد المسؤولية، كلما عرفت أكثر كلما أصبحت مسؤولا أكثر، ويصبح دوري في المجتمع أكبر وأفعل. من هنا البعض يقول بالعامية "يا ريتني ما بعرف" من اجل ذلك، أريد ان اولد عندكم هذا الحافز وأولد عند الأكبر منكم القلق لأنه من دون قلق لا يمكننا ان نتقدم الى المستقبل".
واردف: "بعد الشراكة أود الحديث عن التضامن، نحن لا يمكننا القول ان الدولة مسؤولة فقط، لا يمكننا القول ان المجتمع الأهلي هو هكذا، يجب ان نتضامن جميعا، علينا جميعا ان ننتج أو نفكر بالبرامج، بالطرق، سبل المعالجة للمستقبل لنتمكن جميعا ان نتضامن في أخذ القرار لاحقا. سأخبركم سرا، أن اول فقرة يمكن ان تصدر في البيان الوزاري ستكون عن التضامن الوزاري، المسؤولون سيكونون متضامنين مع بعضهم من اجل خير المجتمع، بعدها نحن عندما سنعمل مع المجتمع الأهلي علينا ان نمشي جميعا كفريق عمل واحد. من اجلكم، من أجل الأطفال، من أجل حق الطفولة، بالنسبة لي كوزير لا يمكنني خلط الأدوار، انا خارج من المجتمع المدني وكان عندي نشاطات كثيرة وأعرف تماما كيف يفكر هذا المجتمع، ان كان خارج لبنان أو داخله، اليوم دوري كوزير لا أريد فقط الأفكار والمفاهيم والأدوار، كل فرد يجب ان يلعب دوره. من هنا أتوجه الى الحضور واقول لهم بالطبع الوزارة هي الإطار، ونطمح ان تكون الوزارة المنظمة قدر الإمكان على مبادىء واضحة، لكننا لسنا دولة راعية، نحن لا يوجد عندنا دولة هي التي يجب ان تجد الأجوبة لكل الأسئلة التي تطرحونها، الدولة يمكن ان تساعد في ايجاد، ولكن الدولة توجه، تعطي إشارة للأولويات الوطنية، تواكب قدر الإمكان، ولكن الدولة لا يمكنها أن تحل ويجب الا تحل مكان المجتمع الأهلي".
وقال: "هنا على كل واحد أن يتحمل مسؤوليته، انا قلت أمس خلال معرض الجمعيات اني أطمح أن يكون داخل الوزارة أو بجانبها نوع من معرض دائم للجمعيات الأهلية، ليتعرف الجميع من الأطفال وطلاب المدارس والجامعات وغيرهم أين يمكنهم القيام بالتدريبات، أو أين يفتشون عن عمل، من يملك أي مشروع او برنامج، ليس معناه "إذا ما بعرف أحد في الوزاره معناه راحت علي". وهنا يأتي دور المعرفة ودور الأنترنت، دور الكومبيوتر، أن يكون هناك نوع من منصة مفتوحة أمام الجميع، من يملك أي فكرة يعرضها تؤخذ حسب المعايير وتواكب حتى تنفذ. هنا يأتي دور الدولة، في فتح الآفاق أمام الناس، تمكين الناس، أتمنى السنة المقبلة ان يأتي الأطفال بمشاريع تشبههم، رأيت بعض الأفكار الجميلة، هناك كتب من تأليف الأطفال، مشاريع بيئية وأشغال يدوية قام بها الأطفال، دورنا نحن ان نوجه ونضع بعض الأولويات، نواكب، نساعد، نضعكم على اتصال بالمجتمع الدولي، أنا أخذت على عاتقي عهدا انه دائما ضمن وفد الوزير الى الخارج يجب ان يكون احد ممثلي المجتمع المدني من اجل إظهار افضل المنتجات اللبنانية مما يظهر حقيقة الشراكة الموجودة بين المجتمع المدني والحكومة".
وختم: "أتمنى دائما عندما نواجه عقبات، ان نرجع الى الأطفال ونسألهم الأسئلة السهلة والصعبة، كما أطفالنا احيانا يسألوننا أسئلة لا نملك اجوبة لها، ولكن عندما نعود ونسأل الأسئلة التي تظهر انها بديهية، هذه الأسئلة وأجوبتها تساعدنا على الإبداع، وعلى إعادة اختراع الذات، نحن اليوم في الدولة اللبنانية بحاجة الى إعادة اختراع الذات".
ثم أعلنت الدكتور مريم ابراهيم من المجلس الأعلى للطفولة عن إطلاق موقع الكتروني خاص بالمجلس يهم الأطفال بعنوان lb.gov.atfalouna.WWW وذلك بتمويل من شركة "مايكروسوف"، يتضمن كل المواضيع التي تهم الأطفال ونشاطات المجلس.
ثم اعلن المدير العام لمؤسسة "إحصاء لبنان" ربيع الهبر عن إطلاق دراسة استطلاع رأي الأطفال حول حقوقهم بعنوان "حقك تعرف، حقك وواجبك تخبر عنو"، تتضمن أسئلة حول حقوق الطفل، شملت 819 طفلا بين عمر 9 و12 سنة وتشمل مختلف المناطق اللبنانية.
بعدها اعلن المجلس عن إطلاق كتاب "نشر الثقافة القانونية حول حقوق الطفل".
في الختام، قدم أطفال "مؤسسة الهادي للاعاقة السمعية والبصرية" التابعة لجمعية المبرات الخيرية و"جمعية التكافل لرعايةالطفولة" و"جمعية دار الطفل اللبناني" و"جمعية أطفال العالم" ومدرسة "المعهد اللبناني الحديث" عروضا مسرحية وغنائية تعبيرية بالمناسبة.
=======هـ.ع
الوزير الصايغ: المقترحات الخاصة بالاتفاقية الدولية ستدرج في البيان الوزاري
قضية حقوق الإنسان لا مناطق فيها ولا أديان أو لغات أو أوطان بل هي حقوق عالمية
مخايل: نريد حكومة تتوحد حول قضايا الناس وتفسر التزامها بالطفولة سياسات واضحة
19 ت 2 2009....... احتفل المجلس الأعلى للطفولة - وزارة الشؤون الإجتماعية عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، بالذكرى العشرين لاعتماد الإتفاقية الدولية لحقوق الطفل، في قصر الأونيسكو، في حضور وزير الشؤون الإجتماعية الدكتور سليم الصايغ، وزيرة الدولة منى عفيش الشويري، عبير علي ممثلة وزير الخارجية علي الشامي، سامر شمس الدين ممثلا وزير البيئة محمد رحال، رئيسة لجنة حقوق المرأة والطفل النائبة جيلبيرت زوين، النائب عماد الحوت، الامين العام للمجلس الأعلى للطفولة الدكتور ايلي مخايل، النقيب نادر ابي نادر ممثلا المدير العام للأمن العام اللواء وفيق جزيني، المديرة العامة لوزارةالشؤون بالإنابة كورين عازار، المدير العام لوزارة التربية فادي يرق، ممثل منظمة "اليونسيف" في لبنان راي توروس، وعدد من ممثلي المنظمات الدولية والجمعيات الأهلية.
بعد أن قدم المخرج والممثل طلال ألجردي الاحتفال، عزفت موسيقى النشيد الوطني، القى بعدها الدكتور مخايل كلمة قال فيها: "على اسم الطفولة نلتقي، نحتفل معهم بعيدهم نتحلق من حولهم أصحاب قرار وممثلي جمعيات أهلية ومهنيون واختصاصيون لنؤكد وفاءنا لقضيتهم ولنتعاهد على الاستمرار في العمل من اجلهم. أهلا بكم انتم شركاء المجلس الأعلى للطفولة أفرادا ومؤسسات، انتم الذين لم تبخلوا في العطاء والعمل وتلبية النداء، انتم الذين بحكم مشاركتكم في أنشطة وبرامج المجلس الأعلى للطفولة أصبحتم على معرفة بواقع الطفولة في لبنان وحجم التحديات".
أضاف: "في هذه الذكرى المحطة نقف وقفة مع الذات والضمير لنراجع ونسأل ونقيم، هل أنجزنا وماذا أنجزنا ولماذا لم ننجز كل ما طمحنا اليه. نحن ندرك عمق المشكلات والصعوبات المستحكمة في بيئتنا السياسية والاجتماعية والإدارية. نحن معكم ندرك اننا افتقدنا الى قيادة سياسية لمشروعنا المجتمعي، نحن معكم ندرك ان الخلافات والنزاعات والصعوبات المالية والاقتصادية وتراجع دور الدولة الناظم والمراقب كلها عوامل لم توفر لنا مناخا مناسبا لكي نحقق لأطفال لبنان المكتسبات التي يستحقون. ولكننا اليوم مع بداية عهد جديد نستبشر خيرا في وزير شاب ملتزم واع لأولوية قضايا الطفولة على رأس المجلس الأعلى للطفولة لقيادة العمل الاجتماعي. حكومة وحدة وطنية نريدها أن تتوحد حول قضايا الناس وأن تفسر التزامها بالطفولة قوانين وميزانية مناسبة وسياسات واضحة. ثمة دلائل تسمح لنا بتوقع أداء مختلف، وزيرة جديدة تخرج من قافلة المناضلين تسمح لنا في المجلس الأعلى للطفولة عنيت الأستاذة منى عفيش الشويري".
وتابع: "وزير للشؤون الاجتماعية يعلن في اليوم الأول من تسلمه مهامه عزمه على رسم عقد اجتماعي جديد عنوانه الإنسان وللطفولة فيه المكانة التي تستحق. وسيدة أولى تعلن عن استعدادها لرعاية ومساندة كل مبادرة هدفها النهوض بوضع الأطفال وهي غدا تستقبل وفدا ممثلا عنهم لتحاوره في الهواجس والتطلعات والأحلام. انها علامات مضيئة تبعث على الأمل بأن يعود العيد في السنة المقبلة وحال الطفولة في لبنان أفضل".
وارفد: "ولا يسعني أيضا إلا ان أشكر مدير قصر الأونيسكو الأستاذ أنطوان حرب الذي فتح قلبه للطفولة وشرع أبواب هذا الصرح لكل مؤتمر او نشاط يجمعهم، والى المخرج الأستاذ نعمة بدوي والى المخرج طلال جردي والممثلة ندى ابو فرحات الذين لم يترددوا لحظة في مشاركتنا هذه المناسبة لأن الفن بما يختزن من مشاعر إنسانية هو صديق الأطفال ونصير قضاياهم".
وختم: "حقوق الطفل مسؤولية مجتمع، وشعب ودولة يتعاقدون في ما بينهم على خير الطفولة، وعلى العمل متحدين متضامنين من اجل الوصول الى انتفاع الأطفال كل الأطفال بكافة حقوقهم كل الحقوق".
توروس
ثم القى توروس كلمة سأل فيها: "ماذا قدمنا للأطفال؟ هل قدمنا كل الجهود اللازمة لهم؟ هناك العديد من الأطفال لا يذهبون الى المدرسة، لديهم مشاكل لم تمكنهم من إكمال دراستهم، لذلك أقول اننا سنعمل كل ما بوسعنا من اجل اطفال لبنان وتحسين حياتهم".
الوزير الصايغ
والقى الوزير الصايغ كلمة قال فيها: "سأتحدث بلغة يفهمها الأطفال، لأن الأطفال هم الموضوع الأساسي لاجتماعنا، هذا اللقاء مهم جدا، أريد منكم يا أطفال ان تسمعوني، فأنا معتاد على الحديث مع الأطفال، لأنه عندي اولاد من أعماركم، وأؤكد ان هذا اللقاء مهم جدا، نجتمع اليوم لنتحدث عنكم وان شاء الله قريبا نتحدث معكم، وبالنتيجة كل عمل نقوم به هو من اجلكم، أحب ان أقول لكم كم نحن مقصرين، نحن يعني عالم الكبار، المسؤولين، العائلة، الحكومة، السياسيين، كل أركان المجتمع الذي تنتمون اليه والذي يحضر نفسه ويجب ان يحضر نفسه لكي يستقبلكم فيه كأعضاء فاعلين، قادرين تتفاعلوا معه، وتكبروا حجم الإنسان في هذا المجتمع، من السهل في لقاءات كهذه أن نقول كم هي الدولة مقصرة، وأكيد هي مقصرة، منذ 20 عاما يوجد معاهدة دولية لحقوق الطفل، دول تجتمع مع بعضها ويقررون كم يجب أن يكون هناك حقوق للأطفال، وبالنتيجة لبنان يجب ان يأخذ هذه الإتفاقية وينفذها، أي ان تتحول الى قانوني لبناني، وهذا القانون يتحول لاحقا الى سلسلة تدابير داخلية لن أدخل فيها الآن، كي تصل الى الطفل حقوقه أينما كان، في البيت أو المدرسة أو في الشارع أم في الحديقة التي يلعب فيها، في كل انحاء محيطه نبدأ بالإعلام، بالتلفزيون، البرامج، او في برامج الكومبيوتر التي يجب ان تكون قريبة منه وموضوعة في متناوله، وبهذه المناسبة أحيي شركة "ميكروسوفت" الموجودة معنا والشريكة لهذا اليوم ولعدة برامج يقوم بها المجلس الأعلى للطفولة".
وتوجه الى الأطفال قائلا: "يجب ان نعمل من أجل حقوقكم، وكأننا نعطيكم إياها، لتصبح واقعا اجتماعيا، أي انها تخرج من داخل المجتمع اللبناني، لا ان تكون موجودة وكأنها مستوردة من الخارج، البعض يقول ان واقع مجتمعنا مختلف، ولبنان له ظروفه، وكل منطقة لها ظروفها، أكرر انه في قضية حقوق الإنسان لا يوجد مناطق، لا يوجد أديان، أو لغات، أو أعراق، أو أوطان، حقوق الإنسان هي حقوق عالمية، وهذه الحقوق تخرج من عندنا، لأننا نطالب بها ايضا، وتجعل الإنسان عندنا يتطور وينمو على الطريق الصحيح، ليس فقط من خلال منظار منطقة أو منظار البيئة التي ننتمي اليها ان كانت جامعة أو مدرسة أو بيت او طائفة أو حزب أو اي فئة ينتمي اليها. دوري هنا كوزير ليس ان أتحدث عن مشاكلكم، ولكن دورنا كحكومة نبدأ بالعمل معكم، مع المجتمع المدني لإيجاد الطريقة التي نعالج بها هذا التقصير الذي يواجهكم، من هنا أقول انه يجب أن نعالج هذه المسائل فورا".
أضاف: "قبل دخولي الى هذا الإجتماع كنت أتحدث مع الوزير المكلف بصياغة البيان الوزاري، وتعهد لي على الهاتف ان المقاطع التي اقترحناها نحن بالنسبة للاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، وانه من الضرورة أن تترجم تشريعا في لبنان، تعهد لي ان هذه المقاطع ستكون موجودة في البيان الوزاري. هذا إنجاز لكنه لا يعني انه اصبح واقعا، بل معناه اننا نعطي مؤشرا قويا، الكبار يتحملون مسؤوليتهم، أقول لكم ان هذا ما سنقوم به، وأطلب منكم أنتم يا أطفال ان تحاسبونا وتسألونا ماذا فعلنا في هذا الموضوع، بعد ستة أشهر أو بعد سنة، قولوا لنا، قولوا لأهلكم للجمعيات التي تعملون فيها، أظهروا على وسائل الإعلام، أسألوا نوابكم، اسألوا الحكومة وقولوا لهم: ماذا فعلتم في هذه القضية؟ أين اصبح الموضوع الذي أخبرنا عنه الوزير منذ ستة أشهر أو من سنة؟ بهذه الطريقة نكون نربي مجتمعا صالحا، نربي فكرا واعيا، يجب ان تعوا حقوقكم، الكبار يجب ان يعوا حقوق الأطفال ايضا، المعالجة الفورية تكون من خلال الوعي، بالتحريض على الخبر، من المهم ان نعرف ايضا، نعرف الموضوع تقنيا، نعرف عن ماذا نتحدث، وهنا أنا أكيد ان دوركم كمجتمع أهلي أن تعرفوا الناس، ليس ان نخلط المصطلحات ولا نخلط المفاهيم ببعضها، نعرف من أين يجب أن نبدأ، ليس ان المجتمع الدولي يحب. هكذا نعمل له برنامجا كما يحبه هو من اجل أن يعطينا مساعدات اكثر، يجب ان نقول عن قناعة ماذا نريد نحن؟ علينا ان نحدد أولوياتنا الوطنية نحن، اليوم كان عندي اجتماع مع بعض المنظمات الدولية، وقلت لهم نحن نريد هذا الأمر ماذا يمكنكم ان تساعدونا؟ يجب ان نقلب المعادلة لأنني استنتجت من التجارب الماضية اننا كنا نلون أنفسنا بالألوان التي يحبون هم ان نلبسها، نحن عندنا لون، لون مجتمعنا اللبناني، لون عنفواننا اللبناني، لون حاجاتنا اللبنانية، لتبقى هي الوحيدة ملبسنا، عندها وعلى هذا الأساس من يحب أن يساعدنا فأهلا وسهلا به".
وتابع الوزير الصايغ: "المعرفة والكتب التي تتعلمون فيها والشهادات التي ستنالونها بإذن الله ستجعل منكم مواطنين مسؤولين، المعرفة تولد المسؤولية، لا يمكننا القول اني أعرف ولكن لا يخصني الأمر، عندما تعرف معناه انه خصك، معناها انه يجب ان تشارك في مجتمعك، مع اخوتك واهلك وتكون عنصرا فاعلا. أوجه هذا الكلام لكم، لكن كم تعرفون اني اوجه الكلام من خلالكم الى الأكبر منكم كي يسمعون جيدا، لأنه اليوم لا يمكننا ان نولد مجتمع المعرفة والثورة المعرفية، التي بدأ فيها الكومبيوتر والأنترنت منذ عدة سنوات، هذه يجب الا تبقى معرفة تقنية فقط، ليست لعبة، المعرفة تولد المسؤولية، كلما عرفت أكثر كلما أصبحت مسؤولا أكثر، ويصبح دوري في المجتمع أكبر وأفعل. من هنا البعض يقول بالعامية "يا ريتني ما بعرف" من اجل ذلك، أريد ان اولد عندكم هذا الحافز وأولد عند الأكبر منكم القلق لأنه من دون قلق لا يمكننا ان نتقدم الى المستقبل".
واردف: "بعد الشراكة أود الحديث عن التضامن، نحن لا يمكننا القول ان الدولة مسؤولة فقط، لا يمكننا القول ان المجتمع الأهلي هو هكذا، يجب ان نتضامن جميعا، علينا جميعا ان ننتج أو نفكر بالبرامج، بالطرق، سبل المعالجة للمستقبل لنتمكن جميعا ان نتضامن في أخذ القرار لاحقا. سأخبركم سرا، أن اول فقرة يمكن ان تصدر في البيان الوزاري ستكون عن التضامن الوزاري، المسؤولون سيكونون متضامنين مع بعضهم من اجل خير المجتمع، بعدها نحن عندما سنعمل مع المجتمع الأهلي علينا ان نمشي جميعا كفريق عمل واحد. من اجلكم، من أجل الأطفال، من أجل حق الطفولة، بالنسبة لي كوزير لا يمكنني خلط الأدوار، انا خارج من المجتمع المدني وكان عندي نشاطات كثيرة وأعرف تماما كيف يفكر هذا المجتمع، ان كان خارج لبنان أو داخله، اليوم دوري كوزير لا أريد فقط الأفكار والمفاهيم والأدوار، كل فرد يجب ان يلعب دوره. من هنا أتوجه الى الحضور واقول لهم بالطبع الوزارة هي الإطار، ونطمح ان تكون الوزارة المنظمة قدر الإمكان على مبادىء واضحة، لكننا لسنا دولة راعية، نحن لا يوجد عندنا دولة هي التي يجب ان تجد الأجوبة لكل الأسئلة التي تطرحونها، الدولة يمكن ان تساعد في ايجاد، ولكن الدولة توجه، تعطي إشارة للأولويات الوطنية، تواكب قدر الإمكان، ولكن الدولة لا يمكنها أن تحل ويجب الا تحل مكان المجتمع الأهلي".
وقال: "هنا على كل واحد أن يتحمل مسؤوليته، انا قلت أمس خلال معرض الجمعيات اني أطمح أن يكون داخل الوزارة أو بجانبها نوع من معرض دائم للجمعيات الأهلية، ليتعرف الجميع من الأطفال وطلاب المدارس والجامعات وغيرهم أين يمكنهم القيام بالتدريبات، أو أين يفتشون عن عمل، من يملك أي مشروع او برنامج، ليس معناه "إذا ما بعرف أحد في الوزاره معناه راحت علي". وهنا يأتي دور المعرفة ودور الأنترنت، دور الكومبيوتر، أن يكون هناك نوع من منصة مفتوحة أمام الجميع، من يملك أي فكرة يعرضها تؤخذ حسب المعايير وتواكب حتى تنفذ. هنا يأتي دور الدولة، في فتح الآفاق أمام الناس، تمكين الناس، أتمنى السنة المقبلة ان يأتي الأطفال بمشاريع تشبههم، رأيت بعض الأفكار الجميلة، هناك كتب من تأليف الأطفال، مشاريع بيئية وأشغال يدوية قام بها الأطفال، دورنا نحن ان نوجه ونضع بعض الأولويات، نواكب، نساعد، نضعكم على اتصال بالمجتمع الدولي، أنا أخذت على عاتقي عهدا انه دائما ضمن وفد الوزير الى الخارج يجب ان يكون احد ممثلي المجتمع المدني من اجل إظهار افضل المنتجات اللبنانية مما يظهر حقيقة الشراكة الموجودة بين المجتمع المدني والحكومة".
وختم: "أتمنى دائما عندما نواجه عقبات، ان نرجع الى الأطفال ونسألهم الأسئلة السهلة والصعبة، كما أطفالنا احيانا يسألوننا أسئلة لا نملك اجوبة لها، ولكن عندما نعود ونسأل الأسئلة التي تظهر انها بديهية، هذه الأسئلة وأجوبتها تساعدنا على الإبداع، وعلى إعادة اختراع الذات، نحن اليوم في الدولة اللبنانية بحاجة الى إعادة اختراع الذات".
ثم أعلنت الدكتور مريم ابراهيم من المجلس الأعلى للطفولة عن إطلاق موقع الكتروني خاص بالمجلس يهم الأطفال بعنوان lb.gov.atfalouna.WWW وذلك بتمويل من شركة "مايكروسوف"، يتضمن كل المواضيع التي تهم الأطفال ونشاطات المجلس.
ثم اعلن المدير العام لمؤسسة "إحصاء لبنان" ربيع الهبر عن إطلاق دراسة استطلاع رأي الأطفال حول حقوقهم بعنوان "حقك تعرف، حقك وواجبك تخبر عنو"، تتضمن أسئلة حول حقوق الطفل، شملت 819 طفلا بين عمر 9 و12 سنة وتشمل مختلف المناطق اللبنانية.
بعدها اعلن المجلس عن إطلاق كتاب "نشر الثقافة القانونية حول حقوق الطفل".
في الختام، قدم أطفال "مؤسسة الهادي للاعاقة السمعية والبصرية" التابعة لجمعية المبرات الخيرية و"جمعية التكافل لرعايةالطفولة" و"جمعية دار الطفل اللبناني" و"جمعية أطفال العالم" ومدرسة "المعهد اللبناني الحديث" عروضا مسرحية وغنائية تعبيرية بالمناسبة.
=======هـ.ع
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire