Kataeb.org: رأى وزير الشؤون
الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ أن خطاب نصرالله متقدم ونوعي ويعطي اشارات الى
المرحلة القادمة ويزيل الكثير من الاوهام حول امكانية طاولة الحوار ووضع
استراتيجية دفاعية للبنان. ولفت في حديث عبر نهاركم سعيد الى أن لبنان بدا في
خطاب نصرالله كأنه ساحة حرب مفتوحة امام كل الاحتمالات، إذ ثمة جنرال عسكري
مهم هو نصرالله يعلن عن عملية الردع ويخاطب جنرالا آخر اسرائيليًا من فوق رؤوس
الشعوب من دون التحدث عن قدرات الجيش والدولة اللبنانية ودورهما.
واشار الصايغ الى أن ما لفته في الخطاب هو منطق الثأر، فعلق قائلا" ماذا
يحصل لو قرر كل حزب لبناني الثأر، عندها يجب المطالبة بدم بشير الجميل ووليام
حاوي وبيار الجميل وجبران تويني وانطوان غانم...؟"
واعتبر الصايغ انه على رغم التأكيدات بعدم اندلاع الحرب، الا اننا في حرب
نفسية حيث تستباح الدولة اللبنانية. مشيرًا الى أن الاختلاف الاساس مع نصرالله
هو في وضعه المقاومة اولا وذكر الدولة والجيش والشعب بطريقة عابرة في قرار
السلم والحرب.
ولفت الى أن المشهد يوحي بوجود رجل اقوى من الدولة اللبنانية والمؤسسات يتوعد
اسرائيل. واضاف إذا اردنا دولة قوية يجب ان نقدم اليها القدرات لذلك وليس
التفاوض من دونها، وتهديد اسرائيل وكأن لا دولة ولا مؤسسات ولا جيش في لبنان.
وطالب الصايغ الدولة بالرد على المسائل التي طرحها نصرالله الذي تصرف كأنه
الناطق باسم لبنان. معتبرًا ان الاستراتيجية التي وضعها للبنان ليست الاسلم،
واضاف:"كلام نصرالله يوحي بان لديه استراتيجيته الخاصة، لكنه لم يأخذ رأي
اللبنانيين فيها. إذ ربما نريد استراتيجية اخرى من دون ان يعني ذلك اننا نريد
دولة ضعيفة."
وردًا عن سؤال، قال:"من وقف في وجه الجيش اللبناني ومنع قيام لبنان القوي
في العام 1973 وحسم المخيمات في ذلك الوقت هو السلاح الفلسطيني وتدخل الجيش
السوري في البقاع، وبالتالي لو لم يقف حزب الكتائب كما فعل لتحقق التوطين
الفلسطيني وخسرنا الوطن."
واعتبر أن كل ما هو خارج اطار الشرعية يكشف لبنان، إذ إن اي دولة تحترم نفسها
لا يمكن ان تمنح الحماية لوطن حكومته غير قادرة على بسط سلطتها على اراضيه
وهذا يعني انتقاصًا من سيادة لبنان وحضوره مما يعني استباحة ارضه.
ووضع الصايغ رد نصرالله على الكلام الذي قيل في 14 شباط في اطار تبسيط لمسألة
معقدة اكثر. مشددًا على ضرورة ان يكون السلاح تحت سلطة الدولة ومرجعيتها.
ولفت الى الاستراتيجية السويسرية التي تقوم على ابقاء السلاح بيد الفرد الذي يكون
في الوقت عينه خاضعًا لسلطة الدولة ومرجعيتها. موضحًا ان السلاح في المنازل لا
يستدرج اسرائيل وانما وجود ارض لبنانية مباحة غير خاضعة لسلطة الدولة.
ورفض مقولة ان السلاح المنظم خارج اطار الدولة شيء طبيعي وممكن ان يكون
منسجمًا مع الحياة الديمقراطية.
وتابع:"واجبنا ان نقول للمواطن بضرورة المحافظة على الاستقرار ولكن ذاك
الثابت وليس التخديري والهش." معتبرًا ان الاستقرار لا يثبت من دون جلوس
الاطراف كافة معًا لبناء دولة حقيقية.
ورأى أن الديبلوماسية والقرار 1701 انقذا لبنان حتى اليوم وهذه الديبلوماسية
سمحت في مكان ما باستعادة مقومات البلد منذ العام 2006 وربما هي التي تدفع
نصرالله الى التحدث بهذه الراحة.
واضاف:"نحن لا نطالب بضعف لبنان لنعمل بعدها عبر الديبلوماسية، لكن هذه
الاخيرة هي الوحيدة القادرة على تأمين الحصانة للبنان في الجنوب."
وقال:"لا يكفي الاعلان عن رفض الحرب فحسب، نحن نريد السلام في هذه
المنطقة وتحصين أنفسنا للدفاع عن مصالح لبنان كما يجب في مسار السلام."
وتعليقًا على احياء حزب الله ذكرى مغنية في مدرسة الحكمة – الجديدة،
قال:" لو طلب حزب الله بطريقة رسمية من ادارة الحكمة ومطرانية بيروت وبعد
اسبوع من عيد مارمارون اقامة احتفاله عندئذ لتحملت ادارة المدرسة والمطرانية
مسؤوليتهما واتخذتا القرار المناسب. انما حصل تضليل وخداع ولم يكن اللقاء
حوارًا اسلاميًا مسيحيًا وانما احياء ذكرى مغنية وهذا ما رفضناه. "
وعن عدم ذكر اي جهة رسمية عملية خطف حزب الله اربعة شبان كتائبيين،
قال:"نعرف كيف تحصل الامور من حيث ضبضبتها وندرك كيف تعالج الامور باسم
المقاومة. إذ ثمة امر واقع في لبنان يقوم على انه باسم المقاومة يستطيع حزب
الله القيام بما يريد."
وتابع:" حصل الاحتفاء في منطقة حسّاسة خصوصًا في وجود حساسيات بين شباب
الرويسات والجديدة، لذلك يعتبر هذا اللقاء وقاحة غير مقبولة."
وسأل:"ما موقفهم لو ارادت الكتائب احياء ذكرى اي شهيد من شهدائها في
كنيسة مار ميخائيل حارة حريك؟ فنحن نضع ما حصل برسم المواطنين لمحاسبة اي
مسؤول غطى هذه العملية."
وفي ما يتعلق بذكرى 14 شباط، قال:"جمهور 14 شباط اعطانا رسالة مهمة
بضرورة تضامننا والخطابات الاربعة اتت متكاملة وفي التوجه نفسه على رغم اختلاف
اسلوب كل خطيب وذلك وفق شخصيته وطبيعة جمهوره، انما شكلت الخطابات تكاملا في
المضمون."
وبالنسبة الى مطالبة حزب الكتائب 14 آذار باعادة الهيكلة، قال:"الزخم
الشعبي الذي كسبناه بعد الانتخابات النيابية يضيع لأن منظومة 14 آذار من دون
ركائز وبنى قوية. لذلك يجب اعادة تفعيل البنى التحتية لـ14 آذار الهشة
والركيكة."
واعتبر أنه يجب القيام بورش وطنية للتواصل اكثر مع الناس وهذه العملية تصرف في
الانتخابات. متمنيًا خوض 14 آذار انتخابات 2013 على عناوين سياسية كبيرة وكذلك
الانتخابات البلدية والنقابية."
واضاف:"ثمة تسييس للمجالات كافة في البلد وبالتالي يجب ان تكون لـ14 آذار
الاسس للارتقاء بالحياة السياسية."
وعن علاقة عون وجنبلاط، قال:"خروج عون عن المعادلة المسيحية الدرزية في
السابق كانت خاطئة لذلك نتمنى ان تستكمل عودة المسيحيين الى الجبل من اجل
الجبل ولبنان."
وعن تعيين سفير اميركي في دمشق، قال:" اميركا غيرت طريقة التعاطي مع
سوريا وليس الاجندة وثمة ارادة سورية باعطائها اشارات الى انها قادرة على
منحها ما تريد في مقابل عودة الامور الى ما كانت عليه."
وفي العلاقة اللبنانية السورية، قال:"ننتظر من سوريا خطوات عملية حسية
تجاه لبنان من حيث الملفات العالقة لنستطيع البناء على الشيء مقتضاه."
وبالنسبة الى قانون الانتخابات البلدية، قال:"نريد ان تكون هذه الحكومة
قادرة على اصدار قانون انتخابات بلدية مع الاصلاحات المتفق عليها في اسرع وقت
ممكن وندعم الرئيس سليمان بضرورة حسم هذا الامر. كما نريد ان يمر هذا القانون
بأكبر قدر من الاصلاحات الواقعية والممكنة فتؤسس الى حال من الاستقرار الدستوري
وبالتالي البلدي وانطلاقًا من ذلك سرنا بسرعة ودعمنا قانون بارود وذهبنا كفريق
الى ما هو ابعد من ذلك في طرح النسبية على كل القرى."
وتابع:"اذا لم يحصل تغير نوعي في مواقف الفرقاء يعني ذلك ان النسبية قد
سقطت، ونحن نتمنى ان يفسح في المجال أمام التنوع السياسي في القرى الصغيرة
والكبيرة من حيث تمثيل الاحزاب."
ولفت الصايغ الى محادل تركّب اللوائح وتفرض مجالسها، وانطلاقًا من ذلك توجيه
دعوة الى الاحزاب لاعادة انتاج نفسها.
وفي ما يتعلق ببيروت، قال:"ندعم النسبية في بيروت وحفظ حقوق المسيحيين
هناك عبر اعراف تحترم التوازن الطائفي وتحفظ حقوق المسيحيين وبالتالي نستطيع
ابتكار ما يكريس اعرافًا معينة."
واشار الى ان بعض الافرقاء يتحدث بالاصلاح في شكل كبير عبر الاعلام وعندما يصل
الى المجلس يأخذ موقفًا آخر.مضيفًا ان التهويل الاعلامي قد ينعكس سلبًا على
اصحابه لذلك فلتترك معالجة القضايا الى مجلس الوزراء.
وفي ما يتعلق بكارثة الطائرة الاثيوبية، قال"وضعنا ووزارة الصحة آلية
تنسيقية للمتابعة مع عوائل الضحايا في اطار تقديم الدعم النفسي والاجتماعي
وحصلت زيارات الى كل عائلة بعيدًا من الاضواء لتنفيذ مسح ومعرفة ماهية عملنا
وهذا قرار اتخذه مجلس الوزراء الاسبوع الماضي. ومن المفترض تكثيف عملنا في
المرحلة المقبلة ومتابعة الناس في المدى القريب."
ووجه الصايغ تحية الى الجيش اللبناني وغطاسيه على ادائهم المتميز والجيد وكذلك
جهود الدولة والوزارات معتبرًا ان النتائج ستظهر هذا الامر.
وذكّر بمشروع قانون الوزير الشهيد بيار الجميل لادارة الكوارث، متمنيًا خلق
هذه الوحدة وتطبيق المقترحات التي قدمت في المشروع لتكون هناك ادارة استباقية
وصورة كاملة عن دور كل وزارة معنية عند حدوث اي طارئ
|
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire