الوزير
د. الصايغ: ساعة الانقضاض على هذه الحكومة لم تات بعد
الكتائب
لا يمكن ان تقاطع بكركي
قانون
الانتخاب الهاء قبل ان تتوضح لدى حزب الله الصورة في سوريا
"أم تي في " (19-03-2012)
اكد
الوزير السابق سليم الصايغ عبر ال MTV ان لبنان لم يلتزم بعد
بتطبيق اي عقوبة تطال سوريا لانه ليس هناك قرارا من مجلس الامن، واذا كان هناك من
قرار، فعندها يصبح لبنان ملزما بتطبيق العقوبات. واعتبر ان لبنان غير قادر اليوم ان
يدخل في لعبة العقوبات على سوريا وان اميركا ينبغي ان تطلب من لبنان ما هو يستطيع
ان يقوم به وليس ما لا يستطيع ان يقدمه.
اما
في قضية المصارف (مسألة التحذير من التعامل مع المصارف السورية)، فرأى د.الصايغ ان
المصارف اللبنانية واعية لهذه المسألة وجمعية المصارف حذرة بالتعامل مع الموضوع
كما أن المصارف اللبنانية حذرة في التعامل مع موضوع تبييض الاموال ومع موضوع
تهريب الأموال من سوريا.
واشار
الى ان لبنان لا يريد ان تُضرب سريّته المصرفية وفي الوقت نفسه يريد المحافظة على
مصاقيته وعلى الثقة بالقطاع المصرفي اللبناني مما يؤثر على مجمل العمليات المصرفية
والتجارية لئلا يتزعزع الوضع المصرفي ككل. ووضع د. الصايغ زيارة نائب وزيرة
الخارجية الاميركية لشؤون الارهاب والاستخبارات المالية ديفيد كوهين لبيروت في
اطار اعطاء اشارات لضرورة التنبه من تخطّي بعض الخطوط الحمراء.
ورأى
ان قضية المصارف قضية ثقة واذا فُقدت هذه الثقة ستتأثر العمليات التجارية
والاستثمارية وسيتأثر لبنان بشكل سلبي. وطمأن د. الصايغ الى أن لبنان عرف دوما أن يفصل
تماما بين الاقتصاد والسياسة وفي عزّ الحرب كان هناك توافق بالحد الادنى على
استمرار العمليات التجارية بين المناطق المتجابهة. وقال: لبنان يعلم اين هي مصلحته
والافرقاء السياسيون يمكنهم ان يؤيدوا سوريا بقدر ما يشاؤون انما بالسياسة
فقط.
وردا
على سؤال، شدّد الصايغ على استمرار اتهام الحكومة بانها حكومة حزب الله عندما
يتعلق الامر بالقضايا المصيرية الكبرى. واعتبر ان أن هذه الحكومة هي حكومة تصريف
أعمال منذ تشكيلها، والهدف الاستراتيجي الاول عند سوريا هو الابقاء على هذه
الحكومة لانها تخدم مصالحها بالدرجة الاولى.
ورأى
ان ساعة الانقضاض على هذه الحكومة لم تات بعد واللحظة الزمنية المناسبة لهذا الانقضاض كانت في اليوم الأول من جلسات
الثقة وبعدها فقدناها، مشددا على ان المصلحة اللبنانية تتطلب اسقاط هذه الحكومة
لانها لا تخدم لبنان وهي حكومة تصريف اعمال ويجب اسقاطها وهي غارقة في تناقضاتها
الداخلية وغير قادرة ان تعالج اي ملف اجتماعي اقتصادي. واكد في المقابل انه في ظل
الضغط السوري والتهديدات بحرب اهلية يصعب اليوم تشكيل حكومة غيرها، وفريق 14 اذار
يتعامل معها اليوم كحكومة أمر واقع وحكومة تصريف اعمال.
وشدد
الصايغ على وجوب الا نقارن بين هذه الحكومة التي اتت بطريقة انقلابية وبضغط السلاح
من الداخل وسوريا من الخارج، وبحكومة اتت بعد اتفاق الدوحة ونتيجة اتفاق سياسي.
واقرّ بان 14 اذار اخطأت حين رفضت تشكيل حكومة من اللون الواحد بعد فوزها في
الانتخابات. وحين صدّقت ان باستطاعتها ان تشكل حكومة وحدة وطنية وقبلت ان تعطي
الفريق الاخر الثلث المعطل. وقال "ربما نتعلم من الفريق الآخر الذي هو في
الحكم اليوم كيفية الامساك بالبلاد وتطبيق النموذج الصالح بعد الانتخابات".
ولاحظ
أن هنالك خطرا على النظام الديمقراطي في لبنان، اذ نقبل دائما بنظرة تسووية بين
الأطراف ، وهنالك تعامل مع بعضنا على أساس استقواء (بالسلاح أو بغيره...) ، فيما
الناس تريد نظاما يؤمن لها العيش بكرامة ، وسأل عن أي ديمقراطية نتحدث في ظل
استمرار التدخل السوري والتهديد المسلح من حزب الله؟ وعن أي ديمقراطين نتحدث اذا
كانت معادلات س-س من شأنها أن تفرض علينا ما تشاء.
واعتبر
ان قضية قانون الانتخاب هي مضيعة للوقت والهاء، وذلك خاصة قبل ان تتوضح الصورة في
سوريا لدى حزب الله الممثل الأحادي للطائفة الشيعية (خلافا لما هو الوضع بالنسبة
لبقية الطوائف المسيحية، السنية، الدرزية...)،
فلا يكفي بالتالي في هذه المسألة مجرد توافق مسيحي-مسيحي، بل يبقى هنالك مسألة معالجة وضع حزب الله بعد
انهيار النظام السوري.
وسأل
اذا كان المطلوب بناء وطن تتناحر فيه القبائل باسم الدفاع عن الخصوصية والثقافة
الخاصة، فيما المطلوب السعي لبناء ثقافة وطنية جامعة، بحيث تكمل الواحدة الأخرى.
وقال أنه من الضروري التحضّر للانتخابات، علما أنه اذا بقي النظام السوري يكون
هنالك صعوبة تعايش بين الديمقراطية اللبنانية والديكتاتورية السورية. وختم في ما
يتعلق بالانتخابات بأن الأحزاب لا يمكنها اختصار مذاهبها ومن الضروري مساعدة
شخصيات غير حزبية للوصول.
وردا
على سؤال حول موقف القوات النتظر من اجتماع بكركي، تمنى د.الصايغ على حزب القوات
اللبنانية الا يقاطع اجتماع بكركي، معتبرا انه يخطئ بالشكل عندما ينتقد مواقف
البطريك الماروني مار بشارة بطرس الراعي، فيما البحث بالمضمون يمكن أن يحصل داخل
جدران أربعة، متمنيا حصول مصالحة بين القوات اللبنانية وبكركي التي لا يمكنها أن
تقوم بمصالحات كبرى دون أن تكون حاضنة لجميع أبنائها، كما لا يمكنها أن تخرج من
تاريخ آلاف الشهداء الذين ناضلوا للبنان ومنع توطين الفلسطينيين فيه... . وقال: لا
يمكن ان اتصور ان الكتائب تقاطع بكركي يوما ونحن مع بكركي ومؤتمنون على هذا التراث
والتاريخ كما أننا نحن عمود من عواميد بكركي التي عليها بدورها أن تحضن كافة
أبنائها.
على
خط آخروفي موضوع الشبكة التكفيرية، شدد د. الصايغ على ان حزب الكتائب هو سند للجيش
اللبناني في القضايا المصيرية وهو يرفض الدخول في مواضيع الهائية للناس عن قضايا
عدة لا سيما منها قضية سلامة الغذاء (اللحوم الفاسدة وغيرها) وايهام الناس بوجود
جماعات تكفيرية وقاعدة، مؤكدا ان موقف الكتائب التاريخي من مؤسسة الجيش معروف
وعندما تعتبر ان الجيش تخطّى سلطته عندها تتكلم مع قيادته وهي لا تعتبر ان الجيش
اليوم مستهدف وانه بحاجة لمن يدافع عنه، متسائلا من يوصّف شبكة أنها ارهابية؟ وهل
هنالك مذكرة قضائية بهذا الخصوص؟ وهل أن كل سلفي يعتبر تكفيري؟
واعتبر
د.الصايغ ان الربيع العربي غيّر كل المعادلات في الشرق والسياسة الدولية، مؤكدا ان
ما نشهده هو ثورات وليس انقلابات تقوم بها شعوب وناس من نسي المجتمع وليس ارهابيين
وهناك مشروع حرية لا ندري اين سيصل، فيما أميركا تحاول أن تعطي هذا المسار الاطار
المناسب لمصالحها.
وقال
الصايغ: فلندع الشعب السوري يرتب اموره. اما انسانيا فموقفنا واضح ولا يمكن الا ان
نكون الى جانب الشعب السوري ولكن لا نستطيع ان نكون ساحة لدعم سوريا بأكثر من
الكلام.
وراى
انه من الطبيعي ان يكون هناك منبر في لبنان يدافع عن قضية الحرية وحقوق الانسان في
سوريا ونحن مع الحياد الايجابي للبنان بالموضوع السوري ولبنان يمكن ان يخدم عندما
يلعب دورا ديبلوماسيا لحل الازمة والدور اليوم تلعبه روسيا. ورأى أن فرنسا لديها
كلمتها ولكن اذا مارست حق النقض تزعج الباقين ولكنها دائما مطلعة على مجرى
المفاوضات.
واشار
الصايغ الى ان سوريا ليست بموقع المفاوض وانما بموقع انقاذ نفسها وتعتقد انه اذا
ضربت المقاومة المسلحة في بعض البؤر سيشكل ذلك انتصارا للنظام انما العمليات
العسكرية على الارض تبيّن ان النظام غير قادر على السيطرة على الأرض. واعتبر ان
امرار المشروع الروسي اليوم يعني تسوية كبيرة حاصلة، وهذا الأمر لا يمكن أن يكون
مفرحا للجانب الايراني.
وختم بأن هنالك توازن بؤس ويأس وليس توازن قوة ورجاء وأن
قدرة النظام السوري على أخذ المبارة انتهت، فيما قدرة المعارضة السورية على معالجة
الأمور لا تزال مفتوحة والمستقبل أمامها. ورأى أن معظم المعالات جيو-استراتيية
فيما المعادلات العربية باتت سياسية-اجتماعية (عائلات تشيع ضحاياها من هة وسلاح
مجرد من السلاح ومن امكانية استعماله من جهة أخرى). ومقابل الحديث عن منظومة
بيولوجية كيماوية تتسرب الى لبنان وتدريب عليها من حزب الله لتغيير المعادلة مع
اسرائيل، استبعد د. الصايغ امكانية حصول حرب مع حزب الله وسوريا مشددا على ضرورة اعطاء
أمل بالحل والتواصل الدبلوماسي على الأقل انسانيا.
________________
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire