dimanche 23 mars 2014

Anwar (14-08-2010)

فؤاد دعبول

لبنان دولة الفقر

استوقفني صديق أحترمه وأثق به.
بادرني: أريد أن (أمون) عليك، لمرافقتي الى صيدلية قريبة.
وأضاف: ان (المونة) ليست مصيبة.
لكنها تصيب الهدف الذي أسعى اليه.
دخلنا معاً الى (الصيدلية).
سأل صديقي الصيدلي: ماذا يترتب علي، من حساب ومدفوعات عن الشهر الفائت?
وردَّ الصيدلي: مثل العادة، قرابة المليون ليرة لبنانية.
دفع المبلغ صاغراً.
وخرجنا معاً الى (الحرية)، حيث لا ديون ولا حسابات مدينة.
قلت له: هل تسدد هذه المبالغ، بعدما تقبضها من الضمان الاجتماعي?
وردَّ: الضمان يدفع نسبة عالية منها، لكنه متوقف عن الدفع منذ عدة أشهر.
سألته: وكيف يعالج الفقير أموره?
وأجاب: الفقير يستسلم للفقر.
والأمراض السارية والخطيرة يتم الحصول عليها، عبر مبادرات مع وزير الصحة، على نفقة الوزارة.
هذا إنسان قادر، ويشكو من قدره الظالم.
ماذا يفعل الانسان المغلوب على أمره?
في أحيان كثيرة يأخذ الاستغراب دوره.
وهذا عندما يشاهد المواطن المطاعم، وهي ملأى بالرواد.

ويسود فيها البطر والفحش والثراء.
طبعاً، هؤلاء ليسوا صورة عن اللبنانيين جميعاً.
لأن ثمة أناساً ينامون على الطوى.
ويعيشون حياة هي أقرب الى الذل، منها الى الرخاء.
والمواطن يرزح تحت أوزار الديون.
***
أمس، عقد وزير الشؤون الاجتماعية مؤتمراً صحافياً، كشف فيه حقائق مُرّة ومريرة.
وقال بصراحة إن 28% يعيشون على أقل من 4 دولارات يومياً.
وإن 300 ألف مواطن، مصنفون تحت خانة الفقر المدقع.
هذا الوزير يدهش الناس بأسلوب عمله.
و(يسحرهم) أحياناً بأقواله والمواقف.
هذا على الرغم من أنه ليس من السحرة.
ولا ممن يجيدون ألعاب السحر.
لكنه مثقف وواقعي.
شارك في وضع خطة، لانتشال الأولاد من الأزقة والشوارع.
ويملك خطة لمواجهة الفقر.
قوامها ثلاث مناطق أساسية: عين الرمانة، الشياح والطريق الجديدة.
ورسم الوزير الصايغ (خطة طريق) لاعادة تقويم الوضع الاجتماعي في لبنان.
هل يواجه الفقر بالكلام?
طبعاً لا، بل بتدابير عملية ومجدية.
وهو ليس (بيّاع شعارات)، بل صاحب أفعال.
ولا (بياع أحلام)، على الرغم من أن الحلم جميل، والحياة تحلو بالأحلام وتسوء بالخيبات.
وخطة الوزير لمكافحة الفقر، ليست طويلة.
ولا هي مكلفة.
حصرها بثلاث سنوات.
وجعل كلفتها تسعة ملايين دولار.
وعمودها الفقري وزارة الشؤون الاجتماعية.
هذا فأل حسن.
***
طبعاً، لا أحد كان يصدّق أن هذا (المصلح الاجتماعي) هو وزير كتائبي.
بيد أنه جعل الكثيرين يتذكرون أن حزب الكتائب هو (حزب ديمقراطي واجتماعي).
وعندما يتذكر الناس، أن لبنان هو من البلدان الفقيرة، يدركون الحقائق الصعبة.
دولة تواجه ديوناً تزيد على خمسين مليار دولار أميركي.
مؤسسات مترهلة ومرافق خاوية من الموظفين.
وطبقة الأربعة في المائة، (مبحبحة).
ووحدها تعيش وترفل بالازدهار.
إنه وزير (الواقعية السياسية).
هل تكون الواقعية بالاعتراف بالحقيقة?
صعب أن يصدق اللبنانيون أن لبنان، هو دولة الفقر المدقع.

لكنه، فعلاً، هو كذلك

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire