اعلن الوزير الدكتور سليم الصايغ انه سيحمل
معه من البرازيل الى لبنان انطباعات مهمة عن العطش الموجود عند الجالية
اللبنانية هناك لوطنهم الام وللتواصل مع مؤسسات المجتمع المدني ولوجود خطة
وطنية لبنانية. مؤكدًا الرغبة في عودة المغتربين الى لبنان مما يحمّل
المسؤولين مسؤولية اكبر حينما يعودون الى لبنان.
ورأى في حديث من البرازيل عبر الجديد أنه لا يمكن دعوتهم الى العودة فيما نصف
الشعب اللبناني يسعى الى الهجرة. مشددًا على ضرورة بناء العقد الاساسي بين هذا
اللبناني وهويته عندها يمكن دعوته للعودة، لافتًا الى أن "مسؤوليتنا تجاه
انفسنا كلبنانيين ان نعيد اعمار الشخصية اللبنانية قبل البنى التحتية ولكن هذه
العملية لا يمكن ان نقوم بها بأنفسنا."
وتوجه الى المغتربين بالقول:" نحتاج الى القيم التي حملتموها معكم الى
البرازيل قيم المحبة والحرية لنعيد بناء وطننا."
واكد أنه لا يمكن بكلام ممنق غش المغترب في ظل العولمة وفي ظل زيارته لبنان
على رغم الحواجز التي تعترضه ما إن يصل الى ارض المطار.
ورأى أن الدولة اللبنانية لا تقدم شيئًا للمغترب كدولة لتشجيعه على زيارته
وطنه ولا تعطيه الحوافز. واضاف:"يجب ايجاد التواصل بين شباب لبنان المقيم
والمغترب ويجب تشجيع الاستثمار من اجل خلق فرص العمل في اطار الصناعة والخدمات
لتثبيت اللبناني بأرضه."
وتابع:"لا نطلب من الدولة البرازيلية مالاً وانما الخبرات التي يمكن ان
نستفيد منها على الصعيد التنمية المحلية والاطار الاجتماعي والانساني. وتحدث
عن تلك الخبرات وقال:" اكتشفنا مثلاً ان ثمة تجربة مهمة جدًا في البرازيل
على صعيد تأهيل متعاطي المخدرات واعادة اندماجه في المجتمع، يمكن الاستفادة
منها في لبنان
ولدينا الكثير من الاولويات وسنكمل العمل الذي بدأنا فيه."
وتابع:"مشروعنا واحد وهو حب لبنان الذي لا يمكن ان يكون بؤرًا طائفية
ونحن لن نعتمد المعيار الطائفي في اختيار المشاركين في برنامج التعاون مع
البرازيل وثمة لبنانيون متحمسون ومنظمات تعتبر ان العمل التطوعي رائد ويجب مساعدته
وهو لا يعزز المجتمع اللبناني فحسب بل يعزز التواصل بين المقيمين والمغتربين،
ونحن نريد ان يحب المغترب لبنان وان يعيد تواصله معه."
واسف الصايغ لعدم وجود سفير لبناني في البرازيل على رغم وجود مسؤولين كبار في
الدولة البرازيلية من اصل لبناني سائلا:" كيف سنعمل مع هؤلاء المتألقين
اذا لم نكن قادرين على الالتزام بتعيين سفير في لبنان؟"
وتابع:"اذا لم تكن هناك ارادة سياسية، لا مبرر عندها لوجودنا في المؤسسات
وطرح المبادرات والافكار." لافتًا الى أن رئيس الجمهورية قد اعطى
توجيهاته ولكنه لا يختصر بنفسه كل المؤسسات ولا يمكن ان يكون المسؤول عن اي
تلكؤ."
ودعا الصايغ الى تحويل قضية الاغتراب الى قضية وطنية بامتياز.
ورأى أن اي مواطن يستحق الجنسية اللبنانية يجب ان يحصل عليها بغض النظر عن
درجة الوعي لديه، فالمجتمع البرازيلي لديه وعي مهم على اللعبة الاقليمية
والدولية ومكونات الاقتصاد الوطني.
وشدد على ضرورة تكثيف التواصل الجامعي والافساح في المجال امام الطلاب لتعلم
اللغة البرتغالية وكذلك الامر بالنسبة الى الطلاب في البرازيل لتعلم اللغة
العربية عندها لن يكونوا بحاجة الى من يترجم لهم اللغة العربية عندما يزورون
لبنان.
ورأى أن من يملك الاوراق الثبوتية عن علاقتهم بالارض اللبنانية يمكنه المطالبة
باستعادة الجنسية اللبنانية.
واضاف:"يجب ان تساهم الدولة في نزول المغتربين الى لبنان اضافة الى
استنفار القوى الحية في لبنان ليأتي المغتربون ويتشربون القيم التي نريد
ليحملوها معهم الى هناك."
واشار الى أن الاغتراب اكبر من لبنان ولديه ارتباط عاطفي بالوطن وليس ارتباطًا
عضويًا واحد لا يستطيع القول انه يضع لبنان في جيبه.
وردًا عن سؤال، عما اذا كان يشعر بالاحراج لتحدث الرئيس سليمان عن دعم
المقاومة، قال:"المفاهيم ليست هي نفسها في لبنان وفي الاغتراب، بالنسبة
الى الكثيرين القوات والكتائب كانت مقاومة ايضًا خصوصًا عند الجيل المغترب
وبالتالي ينظرون اليها في شكل مختلف عن المقيمين في لبنان.
تحفظنا عن البند السادس في الحكومة وقلنا اننا متضامنون مع هذه الدولة الا في
ما يتعلق بهذا البند. ونعتبر ان هذه القضية خلافية بين اللبنانيين وتم اعطاؤها
مرجعية اخرى هي طاولة الحوار وبالتالي لا نعتبر أنفسنا معنيين بالالتزام بهذا
البند. واحد لا يحسد رئيس الجمهورية على موقعه في ظل المتغيرات الاقليمية وهو
يعتبر ان هذا الخطاب هو الذي يؤمن الحماية الديبلوماسية للبنان."
|
Aucun commentaire:
Enregistrer un commentaire