lundi 24 mars 2014

حفل ترقية الخوري ميشال أبي صعبالأحد 13 كانون الأول 2009



كلمة لوزير الشؤون الإجتماعية سليم الصايغ
حفل ترقية الخوري ميشال أبي صعب
الى رتبة برديوط برعاية المطران بشارة الراعي

الأحد 13 كانون الأول 2009
     
    ألقى وزير الشؤون الإجتماعية د. سليم الصايغ كلمة في مناسبة ترقية الخوري ميشال صعب الى رتبة برديوط برعاية المطران بشارة الراعي في كنيسة مار عبدا بلاط جبيل، ومشاركة ممثل عن رئيس الجمهورية اللبنانية وحشد من النواب ورؤساء البلديات وفعاليات المنطقة، جاء فيها:
سيادة المطران بشارة الراعي السامي الإحترام، أيها الكهنة والآباء الأجلاء، ممثل رئيس الجمهورية اللبنانية،
سعادة النواب وأعضاء المجالس البلدية والإختيارية ،أيها الأصدقاء

لقد تشرّفت بدعوتكم لي اليوم للمشاركة في القداس الإحتفالي لتلاقية الخوري ميشال ابي صعب الى رتبة برديوط، ولم أتردد لأي لحظة لتلبية هذه الدعوة، وذلك لأسباب عديدة تدفعني للمشاركة بكل فرح، ولهذه الأسباب ثلاثة أبعاد:
أولا البُعد الشخصي، ثانيا البُعد الوطني وثالثا البُعد الإنساني-الإجتماعي.

في البٌعد الأول، أقول لكم ولكَ ايها المطران السامي الإحترام أنني جائع ياتي إليكم بنهم لأخذ غذاء الروح الذي يتخطى غذا الخبز الذي لا يكفي وحده ليحيا الإنسان. وأنت تعلم يا سيّدنا المطران كم كانت تؤثر بي كلمتك منذ صغري وأنا تلميذ في مدرسة سيدة اللويزة بانفتاحك وحضورك ورايك وعلمك واحترامك للآخرين وإنسانيتك وكل حركة كنت تقوم بها وهي كانت تلوّن بعلامات المحبة والعطاء والتضحية مسيرة الرجل الذ كان يكبر وهو اليوم يقف أمامك. إسمح لي أن أقول لك أنني بحضورك أعود ذلك الشاب الذي كان يحلم حينها وأنت تتقن قراءة حلمه وتجعله يتبعه ليكون كل يوم يعيشه فعل تجسّد للإيمان بالإنسان وبلبنان.

أتيتك اليوم لأكتشف أكثر خيارك، خيار الراعي الذي يفرز الخراف عن الجداء على ما يقوله الإنجيل المقدّس ولأكتشف من اخترت أن تجعله عن يمينك الصالح الذي يستحق ذلك، وأتعرّف بذلك أكثر على تاريخ الخوري ميشال أبي صعب لآخذ منه لمحات على أمل أن ينير على مستقبلنا بومضات، وأتعرّف على هذا الماروني الذي لم تسعه فغال لأن الروح والمحبة عنده لا حدود لها، بل أن مداها هو مدى مشروع الحرية الذي حمله المسيح وكل من حملوا إسمه. هكذا فهم الخوري أن الحرية مثل المحبة رسالة بحجم الإنسان، أي بحجم الكون. ولذلك تبع دعوته وهي دعوة الرب الذي يخاطب القلوب الحاضرة لسماعه والذي يحمّل الأكتاف التي يمكنها أن تحمل.
وزنات الخوري كثيرة وهذه إرادة العناية الإلهية، والخوري أعاد الوزنات وزادها. ومن لديه شك في ما أقوله فليسأل كل الناس الذين عرفوا الخوري من بحصرايل والفيدار وإدة والمنصف وصولا الى كنيسة سيدة الوردية في نيجيريا الى الشام وحمص. وهكذا من كلمة الراعي ومن سيرة الخوري أشعر أنني أصبحت أقل جوعا وظمأ، فشكرا لكم.

أما البُعد الثاني، فينبع مما تأملته من بعض قراءات سيرة الخوري الذي دفعني الى أن أتساءل عن السر الذي يجعل إنسان ينطلق من قريته الصغيرة ومن القفص الذي تربى فيه ليطير عاليا ويصبح العالم لا يسعه. وهذه قصة موارنة لبنان الذيم لم يقبلوا أن يكونوا في اي قفص لا بل كل مرة وضعوهم في قفص جعلوه قلعة، ولوادي زوادة والمغارة منارة. هذه قصة أديرتنا وقاديشا والمطبعة وقديسوا لبنان شربل والحرديني ورفقا وكل من يسيرون على خطاهم. كما قصة الموارنة الذين يبعدوهم عن الى المنفى فيعودون اقوى وينزلوهم تحت الأرض فيرتفعون أسمى. كما ذهب الموارنة الى أوروبا ليدرّسوا وينشروا بأن علامة الحرية ستنتصر. ولبنان اليوم أكثر من أي وقت مضى بحاجة لهذه الروح النضالية للموارنة الذين عرفوا عبر التاريخ أن يرفضوا الركوع الخنوع حتى اصبح جميع أحرار لبنان يرددون معهم "لن نركع"، ولا أحد يمكنه أن أن ينفي هذا التاريخ الذي لا يُمحى. كما أن الموارنة انفتاح وحضور بحجم الكون وطريقهم الى الحرية من كل أقطاب العالم شرقا وغربا، أما الوصول إليهم فهو عبر ممر وحيد إجباري هو المحبة. فهم يتحدثون بانفتاح الى الجميع دون أن يتغيّروا مثلهم مثل الجبل الذي يكتسب من بعيد ألوان عديدة في اليوم الواحد لكنه يبقى صامدا لا يتغيّر.

أما في البُعد الثالث الإنساني-الإجتماعي، فأقول للخوري أنه ربما عن غير قصد وهذا قدر العظماء واعلماء أن الجميع يعرف قيمتهم أكثر منهم لأنهم يستمرون في حالة الشك حيث يظن معظم الناس انهم وصلوا عبره الى حيث يريدون فيما هم يبحثون عن الأفضل والأرقى والأسمى. وكأنك تقول ايها الخوري أن هذا كله رائع ولكن مملكتي ليست من هذا العالم. وأنا اليوم كوزير للشؤون لا يمكنني إلا أن أعترف لك بالدور الذي قمت به والدور الذي قامت به الكنيسة لمساعدة الفقراء والمحتاجين ومختلف فئات المجتمع المهمشة ولأشهد معكم للحقيقة التي أسسها ورسّخها المسيح بأن مملكتي ليست من هذا العالم . وإن روح العمل الإجتماعي هي مستمدة من التعاليم السماوية كافة، وأستذكر هنا في هذا الصرح الماروني وفي هذه المناسبة ما جاء في إنجيل متّى في هذا الصدد: "تعالوا يا من باركهم أبي رثوا الملكوت الذي هيّأه لكم منذ إنشاء العالم لأنني جعت فأطعمتموني وعطشت فسقيتموني وكنت غريبا فآويتموني وعريانا فكسوتموني ومريضا فزرتموني وسجينا فجئتم إلي". هكذا أطمح كوزير أن اعيش كما خراف الراعي لعلني أستحق يوما كما الخوري أبي صعب ترقيةً من راعي جبيل على الأرض وراعي جميع الشعوب في السماء. دمتم وعاش لبنان.

سيادة المطران بشارة الراعي السامي الإحترام.
ايها الكهنة والآباء الأجلاء
سررت عندما تلقيت الدعوة الى المشاركة في القداس الإحتفالي لمناسبة ترقية الخوري ميشال ابي صعب الى رتبة برديوط، ولم اتردد في مشاركتكم هذا الإحتفال بكل معانيه الروحية والكنسية والكهنوتية.
فهنيئا للأب ابي صعب ابن بلدة فغال الجبيلية هذا الوسام الإضافي على صدره، وهنيئا للكنيسة المارونية بمثل هؤلاء الآباء الذين نذروا حياتهم من اجل خدمة الموارنة في لبنان والعالم دون كلل او ملل.
وهنيئا له هذه الرتبة التي تتوج مسيرة خمسين عاما قضاها في خدمة الرعايا المسيحية في بلاد جبيل من حصرايل، غرفين، الفيدار، إدّه. الى بلدات البربارة والريحانة والمنصف. إلى أن استقرّ عام سنة 2002 في رعيّة بلاط كاهناً معاوناً، قبل ان يعين مسؤولا ً عن السياحة الرّعاويّة في أبرشيّة جبيل.
والجميع يعرف ان الخوري ابي صعب انتقل من لبنان الى نيجيريا ليكون أوّل كاهن مقيم، يخدم الجالية المارونيّـة هناك في العاصمة لاغوس حيث كنيسة سيّدة الورديّة للرعيّة الأمّ وفي المدن النيجيريّـة الكبرى حيثُ يتواجد أبناء الجالية.
وبعد نيجيريا، انتقل إلى أبرشيّة دمشق لمدّة سنة. ثمّ إلى أبرشيّة اللاذقيّة في خدمة حمص وعندما رسم المطران مسعود كهنة من أبرشيّته عاد إلى لبنان.

هو عضو الرّابطة الكهنوتيّة منذ 19 تمّموز 1968. وعضو رابطة خرّيجي الإكليريكيّة البطريركيّة المارونيّة. وعضو الشبيبة العاملة المسيحيّة.





Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire