lundi 24 mars 2014

في حفل التسليم والتسلم من سلفه الدكتور ماريو عون بيروت في 16 تشرين الثاني 2009

الــجـمـهورية اللبــنانـيـة
وزارة الشـؤون الإجـتـماعـية

كلمة معالي وزير الشؤون الاجتماعية الدكتور سليم الصايغ
في حفل التسليم والتسلم من سلفه الدكتور ماريو عون
بيروت في 16 تشرين الثاني 2009

معالي الوزير الصديق الدكتور ماريو عون
ايها الأصدقاء ، رؤساء مجالس الإدارة، المدراء العامون ، الموظفون المحترمون
نلتقي اليوم  في مناسبة رسمية هامة،  يقال فيها انها بروتوكولية للتسليم والتسلم بين السلف والخلف.
إنما وفي الحقيقة هي مناسبة للتأكيد على ان الحكم إستمرارية ، وان هذه العملية  لا بد منها بالنسبة الى من يعنيه الأمر. وهي تحتاج اولا واخيرا الى قناعة مسبقة  باننا مقبلون على مرحلة جديدة من الكد والعمل تزامنا مع قيام حكومة الوحدة الوطنية الجديدة التي طال انتظارها. وكلنا امل بان تحقق هذه الحكومة برعاية فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئاسة رئيس الحكومة دولة الرئيس سعد الحريري وبالتعاون مع رئيس المجلس النيابي دولة الرئيس نبيه بري  ما يشتهيه اي لبناني في اي موقع كان، وعلى جميع المستويات السياسية والوطنية والإجتماعية.
ايها الأصدقاء،
 تعلمون انني ابن مؤسسة حزبية عريقة، هي حزب الكتائب اللبنانية، الحزب الديمقراطي الإجتماعي اللبناني. الحزب الذي يجمع في صفوفه اكبر نسبة من اللبنانيين من الفئات ذوي الدخل المتوسط والفقراء. وهو امر نفاخر به لأننا كنا وسنبقى من اقرب الناس الى هذه الفئات اللبنانية  التي نمثلها، وهي من دون شك فقد توسعت رقعة انتشارها في السنوات الأخيرة الماضية في مختلف المناطق ومن كل الفئات والطوائف لتشمل اكبر نسبة من الشعب اللبناني. نعيش بينهم ومعهم ندرك هواجسهم ومطالبهم، نشاركهم الوجع والفرح،  والحقيقة تقال أننا سعينا وسنسعى لتلبية مطالبهم وتفهم حاجاتهم على انها من الحقوق وليست منة من احد.
وعليه، فانه لشرف عظيم ان اكون من تم اختياره لأكون وزيرا  للشؤون الإجتماعية  في هذه الحكومة. ولا اخفي سعادتي وانا اتسلم اليوم مهام هذه الوزراة المتشعبة الإختصاصات والمهام التي انيطت بها على كل المستويات الإنمائية، المعيشية، الإجتماعية والإنسانية، ليس إلا، لأنها من صلب إهتماماتنا ومن اهدافنا ومعاناتنا الحزبية والوطنية اليومية.
ايها الأصدقاء،
 لن اطيل الكلام في الشعارات والمبادىء فهي لدينا من الثوابت التي لا يمكن ان اتجاوزها يوما، او ان اخرج عنها مهما كانت الظروف والأسباب.
لقد سبق لنا ان التزمنا امام اللبنانيين عشية الإنتخابات النيابية الأخيرة في برنامج " عقد للإستقرار" وهو برنامج شامل لم يوفر اي منحى سياسيا او انمائيا او إجتماعيا. وكما تعهدنا في حينه، اجدد العهد اليوم بان اكون امينا على كل ما وعدنا الكتائبيين واللبنانيين به في متن هذا البرنامج. فكيف لا ونحن من اعطى الشأن الإجتماعي والمعيشي ما يستحقه من اهتمام ورعاية  بعيدا من مسلسل التعطيل والشلل الذي طال المؤسسات الدستورية طيلة السنوات الأربعة الماضية وانعكس فشلا في معالجات الملفات الكبرى التي اورثناها من سلطة الى اخرى ومن عهد الى عهد.
وعليه، ارى نفسي وانا اتسلم مهامي اليوم في هذه الوزراة ان اسعى الى ترجمة المبادىء التي نادينا بها. وخصوصا تلك التي تعطي الأولوية لتطبيق اللامركزية الإدارية والإنماء المتوازن، الإنماء الحقيقي الذي يساوي بين جميع المواطنين على مساحة لبنان، فلا يبقى البحث في هذه الأمور شعارا نتغنى به ونعمل عكس ما يقول به.
ولذلك اتطلع الى دور كل منكم اليوم في اي موقع كان في مديريات ودوائر هذه الوزارة لنعطي الإنماء الريفي ما يستحقه من دعم مادي ومعنوي وتقني.  وان نعمم تجربة المراكز الإجتماعية التي تعطي شيبنا وشبابنا وشاباتنا ما يستحقونه من رعاية وعناية والعمر الطويل. كما لتوفير سبل محو الأمية ومعالجة الفقر وتقليص مساحة انتشاره في لبنان، ووقف الهجرة الداخلية من الأرياف الى المدينة التي باتت مقصدا إجباريا لكل طالب عمل.
فما الذي يمنع ان نحول قرانا ومناطقنا البعيدة من المدن الى مناطق نموذجية، متكاملة، وتتوفر فيها مقومات الصمود والعيش الكريم وكسب لقمة العيش لنا ولأبنائنا بعيدا من ضجيج المدينة وضوضائها؟.
 وما الذي يمنع من تعزيز الحياة الحرفية وإعطاء المرأة اللبنانية حق بناء المشاريع الإنتاجية الصغيرة والتي تدعم بمدخولها رب العائلة وتؤمن الرعاية لعائلتها فتتقاسم والرجل توفير المداخيل المادية للعائلة فلا يتشتت افرادها بين مدينة وأخرى؟.
ولا اغفل ابدا، حاجة شباب لبنان الى المسكن اللائق، فكيف لا ونحن من سيمارس سلطة الوصاية على المؤسسة العامة للإسكان. التي وإن حققت إنجازات يشهد لها اللبنانيون جميعا منذ قيامها قبل ثلاثة عشر عاما. فاننا سنسعى مع القيمين عليها الى تقريبها من كل مواطن لبناني وخصوصا الشباب منهم الساعين الى بناء عائلة جديدة فنوفر لهم بيئة فيها المزيد من الشفافية، ومن دون اي منة من احد، فنحن من يلتزم كل الشرائع التي تقول بانه من حق اي لبناني ان يوفر مسكنه الرئيسي حيث يريد وفي افضل الظروف الإدارية والمادية والمعنوية. ولنعترف من اليوم ان جميع اللبنانيين متساوون في الحقوق في حقوق التملك لمسكن او بنائه. وما الذي يمنع من ان نعزز السكن في الأرياف والمناطق البعيدة من المدن؟. واعلم ان هناك مشاريع من هذا النوع فلما التأخير في تنفيذها وهل سيكون بقدرتنا الإنتقال بها من الورق الى الواقع.
ايها الأصدقاء متى وفرنا مسكنا لائقا لأبنائنا وبناتنا نبني عائلة سعيدة بعيدة عن كل الآفات الإجتماعية وتلك الظواهر التي يخشاها مجتمعنا بعيدا من الأخلاق والقيم التي ميزت العائلة اللبنانية.
وختاما ايها الأصدقاء، لا بد من كلمة الى موظفي هذه الوزارة والمؤسسات التابعة لها او تلك التي نمارس الوصاية عليها والذين رغبت بحضور اكبر عدد منهم بيننا اليوم. واود ان تكون كلمة صادقة من القلب الى القلب.
ايها الموظفون، اينما كنتم، ما اريده ان تدركوا ان هنا في هذا المكتب من هو صديق لكم، لا يؤمن بسياسة الباب المغلق ويعتز بسياسة الباب المفتوح امام طالب اية حاجة. ومن دون تجاوز التسلسل الإداري اريد ان يدرك كل واحد منكم، ومنكن، ان له صديقا في هذا المكتب جاء ليعمل ولينجح، جاء ليعمل في اطار استراتيجية واضحة تحتاج الى وزارة تتحول بمختلف مديرياتها وموظفيها الى فريق عمل ناجح وهادف بالتعاون مع الهيئات والجمعيات الأهلية والإنسانية والاجتماعية والمؤسسات الدولية المانحة والإفادة من تقديماتها إلى الحدود القصوى، ومنذ هذه اللحظة، سعيا  إلى تكوين رؤية شاملة اساسها التنمية الشاملة والمستدامة على اسس واضحة، شفافة وصريحة لا تحتمل اي تلاعب بمصالح الناس والوطن على حد سواء. فمتى وفرنا مصالح الفرد تتوفر مصلحة الجماعة ومصلحة الجماعة هي الطريق الآمنة الى مصلحة الوطن. فهلموا الى العمل دون كلل او ملل، فالعمل كثير وما اتمناه ان يكون الفعلة كثيرون ايضا.

واخيرا لا بد من كلمة شكر الى معالي الوزير ماريو عون والفريق الذي عاونه ، وكل ما نريده ان نكون عند حسن حظ الجميع من اللبنانيين فامامنا عمل كبير من أجل استعادة المؤسسات والقيام بادوارها كاملة، وإحياء الدولة القوية والقادرة ان تجسد قناعات وطموحات اللبنانيين، دولة العدل والقانون والمساواة . الدولة التي تعترف للمواطن بحقوق مقابل الواجبات. فهلموا الى العمل والتعاون فالطريق صعب وطويل، ولكن من كتبت عليه مثل هذه الخطى مشاها والله ولي التوفيق. وشكرا.

Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire