في مؤتمر حماية ووقاية الاطفال من العنف فندق السفير – الاربعاء 18 تشرين الثاني 2009

كلمة معالي وزير الشؤون الاجتماعية

الدكتور سليم الصايغ

في مؤتمر حماية ووقاية الاطفال من العنف

فندق السفير – الاربعاء 18 تشرين الثاني 2009

          ان سوء معاملة الاطفال والعنف الممارس ضدهم واهمالهم هو واحد من اهم القضايا الاجتماعية التي تستحق منا الاهتمام والمتابعة من موقعنا في رسم السياسات الاجتماعية

          العنف على الاطفال غير مقبول وغير مسموح به في كل الاعراف والاخلاقيات، وهو للاسف موجود في لبنان: موجود في المنزل حيث نزعة التسلط والهيمنة تحل محل الحوار والاصغاء والتفهم للحاجات والمتطلبات،..

          موجود في المدرسة عقابا وتأديبا دون مراعاة للكرامة الانسانية المتجسدة في هذا الكائن الذي يجب اعداده لمواطنية صالحة منتجة متعافية، والدراسة الوطنية التي نحن بصدد اطلاقها اليوم تبين هذا الواقع الاليم ..

          موجود في الشارع والمجتمع من خلال نظرة اجتماعية تسمح وتقبل بعادات وتقاليد تنال من النمو النفسي والصحي والاجتماعي للطفل،..

          موجود وللاسف في بعض القوانين التي تشرع وتعطي العذر لممارسته بدل ان تجرمه وتعاقب المعتدي اشد عقاب،..

          موجود في بعض وسائل الاعلام التي لا تتوانى عن بث برامج ومضمون يزيد من شحنات العنف والعدائية بدل ان تخصص برامج وقاية وتثقيف للاطفال والاهل،..

          موجود في عالم الانترنت، حيث مواقع اباحية وغرف محادثة ومقاهي متفلتة من معايير السلامة والحماية ،..

          موجود في الاستغلال الاقتصادي في مواقع العمل

          امام هذا الواقع، وفي ظل غياب وعي حقيقي عند كل اطياف المجتمع اللبناني، حول تعاظم وجود هذه الآفة وخطرها الاكيد على نمو اطفالنا، رأينا ان رفع مستوى هذا الوعي من خلال انشطة توعية وتثقيف تقوم بها الجمعيات الاهلية ومراكز الخدمات الانمائية ووسائل الاعلام هو هدف حقيقي يجب ان نعمل عليه في لبنان، لكي نبني رأيا عاما متفهما وحاضنا لمصالح الاطفال، ومستعد ان يعطي اكثر من اجل الوصول الى تغيير حقيقي في النظرة الاجتماعية وفي سلوكياتنا نحن الكبار.

           تتزامن هذه الحملة التي نطلقها اليوم مع نشاطات اخرى يعمل عليها المجلس الاعلى للطفولة بالتعاون مع شركائه ومنها وضع آليات تنفيذية للاستراتيجية الوطنية للوقاية من العنف ومراجعة للقانون لكي يصبح متوافقا مع مبادئ حقوق الطفل واعداد دراسات وطنية لفهم علمي وواضح لواقع مسألة العنف على الاطفال.

          انها مسؤولية مجتمع باكمله، لكل منا دوره الاكيد، فلنتكامل ونتساعد حتى نعطي اطفالنا املا بمجتمع خال من كافة اشكال العنف.