dimanche 23 mars 2014

Akhbar (18-11-2009)

الوزير د. سليم الصايغ: الأكاديمي الكتائبي أبعدته البندقية الفلسطينية من اليسار
http://www.kataeb.org/images/spacer.gif
http://www.kataeb.org/images/spacer.gif


http://www.kataeb.org/images/spacer.gif
http://www.kataeb.org/images/spacer.gif

http://www.kataeb.org/pictures/articles/Products_0.3168843_2.bmp


http://www.kataeb.org/images/spacer.gif






18 Nov. 2009 

ابن الثامنة والأربعين، الذي انتقل من اليسار إلى اليمين، أصبح وزيراً. وُلد في بيت حزبي ـــ كتائبي، حمل السلاح مع الكتائب وحمل كتابه ليحصل على العديد من الشهادات العلميّة ويعود بها وبخبرته إلى لبنان، إذ «ماذا ينفع الإنسان إذا ربح العالم وخسر نفسه؟»
لم يكن دخوله الحكومة بسلاسة دخول زملائه. اضطر إلى أن يُمارس مهاراته التفاوضيّة منذ اليوم الأول لتسميته وزيراً. غاب عن الصورة التذكاريّة، وانتُخب عضواً في لجنة صياغة البيان الوزاري من دون أن يكون مشاركاً في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء. أيّاماً قليلة من التفاوض تحت مجهر الإعلام، دخل بعدها وزارته بعدما أخذ تعهّداً من رئيس حزبه أمين الجميّل بأن لا يتدخّل أحد في العمل الوزاري، وأن لا يأتيه فلان أو علان من هذا الحزبي أو ذاك المسؤول الحزبي.
سليم الصايغ ابن رأس بيروت، حيث وُلد في عام 1961، في زمن بيروت الجميل، يقول سليم الصايغ مستذكراً تلك الأيّام، يوم كان شاباً يبلغ من العمر 12 عاماً يقرأ «رأس المال» لكارل ماركس، «رغم أني لم أفهم الكثير منه». رأس بيروت التي خرج من حضنها العديد من الحركات السياسيّة في تلك المرحلة.
تأثّر سليم الصايغ بهذه الحركات. وهو الولد البكر لأبٍ (بيار الصايغ) عمل في التجارة وتبوأ مواقع مسؤوليّة في حزب الكتائب وصلت إلى عضويّة المكتب السياسي، ولأمٍّ أتت من دير القمر، لتعمل في مشغل خياطةٍ لها قبل أن تتفرّغ لأسرتها بعد الزواج «بسبب المجتمع وتقاليده في تلك المرحلة». يتحدّث عن والدته بشغف. يرغب في شرح عملها. يُشدّد على قدرتها في الخياطة، «وبقينا نلبس ثيابنا من يديها، وتُغيّر فرش البيت دائماً». هذا لم يمنعها من أن تزور مجلس شارل مالك على نحو شبه دائم.
المنزل الذي ربي فيه الصايغ مع شقيق وشقيقة، عاش حركة سياسيّة كتائبيّة دائمة، وخصوصاً أن والده كان من المقرّبين من مؤسس الحزب بيار الجميّل، وشغل مسؤوليّة هذا الجزء من العاصمة. هذا الأمر، لم يمنع الشاب الصغير من أن يجنح يساراً. فحضر محاضرات فكريّة مع أحد التنظيمات اليساريّة في منطقة صبرا. ثم بكى عندما قصف الجيش اللبناني مخيّمات اللاجئين الفلسطينيين في عام 1973، وهو أمرٌ كان مستغرباً في محيطه. تأثّر بلينين، وبـ«المطالب اليساريّة برفع الظلم عن الناس محقّة».
لماذا عدت إلى اليمين... إلى حضن الكتائب تحديداً؟ يبتسم. هناك حادثتان أثرتا به. «أنا مؤمن»، يقول سليم الصايغ، وعندما سألت عن الموقف من الله ومن الإيمان في واحدة من المحاضرات الفكريّة اليساريّة لم يلقَ جواباً. فتراجع قليلاً. «عبارة الدين أفيون الشعوب، ليست دائماً صحيحة، قد يكون الدين مُحرّر الشعوب».
وفي وقت آخر، خرجت العاملة المصريّة في يوم عطلتها من منزل أهله، لكنها لم تعد إلّا بعد ثلاثة أيّام مع «صاحبها» الفلسطيني المقاتل في أحد التنظيمات الفلسطينيّة. رفضت والدته عودتها إلى المنزل «فهي مسؤولة عنها، ولم تُبلّغها بغيابها» فرفع المسلّح بندقيّته على أم سليم، و«شاهدت البندقيّة التي يُفترض أن تُقاتل العدوّ موجهة نحونا. البندقيّة التي يُفترض أن تدافع عن أشرف القضايا، في ذلك الوقت حتى يومنا هذا، عنيت القضيّة الفلسطينيّة، تحوّلت إلى خطر علينا».
في هذا الجوّ، دخل سليم الصايغ الكتائب اللبنانيّة. قرأ كتاب بيار الجميّل المفتوح الموجّه إلى مستشار الأمن القومي الأميركي، هنري كيسينجر، الذي دافع عبره عن لبنان ووحدته وعن القضيّة الفلسطينيّة، فرأى نفسه أقرب إليه. رأى أن لبنان في خطر، وأن مشروع الكتائب الحفاظ على الدولة، واستوعب العقيدة الكتائبيّة بما هي «عقيدة ديموقراطيّة ـــــ اجتماعيّة تتبنى العدالة الاجتماعيّة متأثراً بكتابات أنطوان معربس».
أشهر قليلة وبدأت الحرب. وجد نفسه على المتاريس «حاملاً البندقيّة «والكتب لأنني كنت أنوي تقديم امتحانات البكالوريا». زاوج بين الفكرتين، وبدأ مشوارين طويلين: التعليم والعمل الحزبي. في المرحلة الأولى كانت الأولويّة للعمل الحزبي، لكن ذلك لم يمنعه من الحصول على إجازة في إدارة الأعمال (1983)، إجازة في الحقوق (1985)، وإجازة في العلوم السياسية (1986).
يقرأ الصايغ تلك المرحلة فيقول: الحركة الوطنيّة ظنّت أنها يُمكن

أن تستعمل الثورة الفلسطينيّة في سبيل تحقيق أهدافها، لكن الثورة هي من استغل الحركة الوطنيّة، أمّا نحن فكنّا ندافع عن الدولة والجيش تماماً مثل اليوم. لذلك، الحرب لم تكن بين يسار ويمين، بل فلسطينيّة ـــــ لبنانيّة.
تدرّج في العمل الحزبي والحربي. جُرح مرات عدّة، إحداها في عين الرمانة. لا يرغب في الحديث كثيراً عن الحرب «فالإنسان لا يذهب إليها، بل هي تدعوه صوبها».
لاحقاً انتدبه بشير الجميّل لإنشاء ثكنة للقوّات اللبنانيّة في البقاع الغربي. وماذا شعرت يوم انتخب بشير؟ «لم نفهم معنى أن يكون بشير الجميّل رئيس كلّ لبنان، ما كان يهمّنا هو جمهوريتنا نحن»، يقول الصايغ. ليُضيف أن خطاب بشير بعد انتخابه تخطى الذات الكتائبيّة، «وكان علينا أن نتحوّل خلال أيّام قليلة من ميليشيا إلى جيش نظامي».
سأل سليم الصايغ بشير الجميّل: شو تعليماتك؟
أجاب بشير بثلاث نقاط:
ـــــ أريد أن يشعر المسيحي بأنه مرتاح في قريته، وعندما يُقرع جرس كنيسة أن يُجاوبه جرس كنيسة في القرية المجاورة. أريد أن أربط الناس ببعضهم.
ـــــ الشيعة خارج الدولة، ويشعرون بأنهم غير معنيين بالنظام، لذلك نريد أن ندمجهم بالدولة وأن نقيم مشاريع إنمائيّة في مناطقهم.
ـــــ الحذر من إسرائيل وضرورة إخراجها من لبنان.
هنا، سأل الصايغ بشير: «أترسلني إلى فم الذئب»، فتلقى جواباً واضحاً من قائده: لأن عندك مناعة.
اغتيل بشير الجميّل. ثم بدأ الاقتتال المسيحي «لأنه لا يُمكن أن تتعايش قوتان مسلحتان في ذات المنطقة، والاثنتان ترغبان في فرض سلطتيهما». فبدأ الصايغ يشعر بأن القضيّة مستمرّة بدونه، وأنها بدأت تأكل نفسها.
أخذ خيار إكمال دراسته. أرسل أوراقه إلى فرنسا، فسافر، ليبدأ مشروعه الثاني: العلم. يقول الصايغ إن فرنسا قدّمت له الكثير. «هناك شعرت للمرة الأولى بأنّ لدي كامل الحقوق، وأنه يُمكن أن أعترض وأقف في وجه السلطة من دون أن يكون عملي في خطر. فرنسا علّمتني أن أكون حراً، وعرّفتني بفلسفة عصر الأنوار».
هناك، شعر بأنّ الكفاءة هي الطريق للوصول إلى الوظيفة، فعُيّن في ملاك الجامعة الفرنسيّة بعد سنة من حصوله على الدكتوراه في القانون. ولهذه الدكتوراه قصّة. يقول الصايغ إنه تمنى على الرئيس أمين الجميّل أن يكون عضو شرف في لجنة التحكيم، «رغم أني لم أكن أعرفه، بل سبق أن التقيته مرّة أو اثنتين، لكنني زرته عندما ذهب إلى باريس». وافق الجميّل. ويوم المناقشة التي امتدت أربع ساعات، أتي الجميّل حاملاً الأطروحة من المطار مباشرةً إلى الجامعة، لأنه كان خارج فرنسا، «وفوجئت بأنه وضع إشارات في مختلف صفحات الكتاب تعليقاً على بعض النقاط».
بدأ الصايغ التدريس. وأسس مركز «دراسة النزاعات وسبل حلها» في جامعة باريس ـــــ الجنوب، وشغل منصب أستاذ في مدرسة الدراسات الدولية العليا (وغيرها من الاختصاصات) ما خوّله أن يُدرّس دبلوماسيين من العديد من الدول، وخصوصاً بلدان العالم الثالث، وعمل خبيراً في الاتحاد الأوروبي وفي عدد من مشاريع الأمم المتحدة المتعلّقة بالتنمية. هنا، يشعر الصايغ بأنّ أمامه الكثير ليقوم به في الوزارة. عليه أن ينقل تجربته، ويُدخل الوزارة في آليّات التنميّة التي تقوم على المحافظة على البيئة وتنمية الإنسان.



الأخبار


Aucun commentaire:

Enregistrer un commentaire